في إطار فعاليات عام التعاون الإبداعي بين الإمارات والمملكة المتحدة 2017 نظم مركز الفن للجميع (فلج) التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (الاثنين 6 نوفمبر 2017) بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني وأوبرا دبي وفرقة (ديف مان دانسينغ) ورشة عمل عن فنون الأداء الحركي المعاصر استفاد منها أعضاء فرقة (شارجة مايم) من طلاب وخريجي مدرسة الأمل للصم.
وخلال الورشة قام أعضاء فرقة (ديف مان دانس) البريطانية بتدريب فرقة (شارجة مايم) على الأداء الحركي التعبيري المعاصر ثم شاركوا جميعاً بالعرض الختامي الذي تم تقديمه في الساحة الخارجية لأوبرا دبي بعنوان (احتضان) وسط حضور جماهيري مميز.
السيد (مارك سميث) مصمم الرقص في فرقة (ديف مان دانسينغ) أشاد بقدرة طلاب مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على التعلم واكتساب المهارات بسرعة وحرفية كما أشاد بذكائهم في التقاط الحركات مما أهلهم بجدارة للمشاركة في عرض الفرقة أمام جمهور الأوبرا.
السيد أنتوني سنودن من الفرقة قال: لم نتوقع أن يكون الطلبة قادرين على المشاركة معنا في العرض خلال يومين فقط من التدريب لكنهم أثبتوا باجتهادهم وحرصهم وإتقانهم للحركات أنهم ليسوا قادرين على المشاركة فقط بل على التألق والإبداع أمام الجمهور الغفير.
وتميز العرض الذي أداه طلاب وخريجو المدينة الصم بصدق الأداء ووضوح الفكرة الهامة والداعية إلى عودة الإنسان واهتمامه أكثر بالطبيعة وفي هذا الصدد قال الأستاذ محمد بكر المشرف على مركز الفن للجميع إن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تولي الفن أهمية خاصة وتحرص على إدراجه ضمن أنشطتها وبرامجها وقد كانت لها الريادة كونها أول من وظف الفن خدمة للأشخاص ذوي الإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال تأسيس جماعة الإمارات للفن الخاص بالشارقة (اكتوبر 1995).
وأوضح أن مركز الفن للجميع حريص أشد الحرص على تعزيز علاقات التعاون والشراكة مع مختلف الجهات المحلية والعالمية لتقديم أفضل الخبرات الفنية للأشخاص ذوي الإعاقة تطويراً لمواهبهم بما يمكنهم من تقديم العروض على أرقى المسارح المحلية والعالمية.
في الختام توجه بكر بالشكر الجزيل إلى أعضاء فرقة (ديف مان دانسينغ) وإلى جميع الجهات التي شاركت في نجاح الورشة والعرض أمام أوبرا دبي متمنياً مزيداً من التعاون في المستقبل القريب.
من جهته، أكد العضو في فرقة الفن للجميع، عبد السلام محمد زعرب (26 عاماً)، عبر بلغة الإشارة، أنه «سعيد للتعاون مع فنانين من الخارج، لاسيما أنه يحب الإخراج والمسرح، وحلمه أن يصبح ممثلاً».
تانغو ولغة إشارة
بمزيج من رقص التانغو ولغة الإشارة، قدمت فرقة «داف مان دانسينغ»، التي تتكون من مؤدين أصمين، (الاثنين 6 نوفمبر 2017)، عرضها في «برومينيد دبي أوبرا»، ليكون العرض الأول الذي يقدم خارج مسرح الأوبرا في الهواء الطلق.
تنطلق الموسيقى ذات الإيقاعات القوية، ويبدأ الراقصان في تأدية عرض «الاحتضان»، مستعينين بالذبذبات التي تصدرها الموسيقى على الأرض، إذ يتركان جسديهما يصغيان للموسيقى، لينطق بعدها الجسد بلغة الكون كله الممتلئة بالفرح والأمل وكذلك الحزن.
ألّف العرض الذي استضافته «دبي أوبرا» جزءاً من برنامج التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات لعام 2017، مؤسس الفرقة مارك سميث، بالتعاون مع الدكتور راي باتشلور، أستاذ تدريب رقص التانغو في مدرسة «الصم يمكنهم الرقص».
وتدور قصة العرض حول غريبين يلتقيان في مكان مفتوح، وبعد نزاعات يكتشفان أن الطريقة الوحيدة للتواصل بينهما، هي رقص التانغو ولغة الإشارة.
كل الحياة
من جهته، قال مؤسس الفرقة مارك سميث، إنه «بدأ بالرقص عندما كان في الخامسة من العمر، وتشجع حينما رأى والدته تأخذ شقيقته إلى مدرسة الباليه، وكان يراها ترقص بشكل جميل. وفي ذلك الوقت كان يستعين بجهاز يعلقه على قميصه، ليتمكن من الاستماع إلى الأصوات المحيطة به، وكان ينطق الكلمات بصعوبة، ولكنه بدأ يتعلم الرقص بعدها، حتى بات كل حياته»، على حد تعبيره.
يعبّر سميث عن نفسه، من خلال الرقص، ليعكس المشاعر والأفكار والأحاسيس، فهو يحب الموسيقى، ويسعى إلى التواصل مع الحياة، من خلال الإيقاعات التي يعتبرها لغة كونية تصل إلى كل الناس من كل البلدان. يحب سميث الموسيقى الإلكترونية، لأنها تحمل أصواتاً إيقاعية واضحة، تسهل عليه اتباعها في الرقص، في حين أن الموسيقى الكلاسيكية تعدّ من الفنون التي يصعب عليه التعاطي معها أو اتباعها.
وعن قدومه إلى دبي ـ أكد سميث أنها «المرة الأولى التي يزور فيها المدينة»، معتبراً تقديم العروض عبر دول مختلفة حول العالم، يعزّز لديه الإحساس بكونه بات فناناً عالمياً.
من جهته، قال الراقص في الفرقة، أنطوني سنودين، إنه «بدأ بتعلم الرقص منذ سن الرابعة، إذ اكتشف موهبته بالرقص بالمصادفة، لأنه كان يمارس رياضات عدة، لاسيما الكاراتيه وكرة القدم، وبعد ذلك وجد أن شغفه الأساسي هو الرقص».
وعن ورشة العمل التي سيقدمها لمجموعة «شارقة مايم»، أشار سنودين إلى أنها «ستركز على سيرته الذاتية بالدرجة الأولى، ثم على طريقة استخدام الجسد في المجموعة مع لغة الإشارة». ونوه بأن «التعلم هو الذي يمنح المرء الثقة على المسرح، وبالتالي يصبح قادراً على الرقص والتعبير أمام الجمهور بانطلاق».
أشكال متنوّعة
من جانبها، قالت مديرة برنامج التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات، هنا هينديسين، إن «هدفنا تقديم هذا التعاون عبر أشكال متنوّعة من الثقافة، وهناك أكثر من 100 شريك، أسهموا في تقديم هذا التعاون بأفضل أشكاله».
وحول تقديم العرض الراقص في «دبي أوبرا»، ذكرت أن «التعاون الإبداعي يتضمن ثلاثة محاور، هي: اشراك المجتمع، والجيل الجديد، والتعليم، وبالتالي كان من الضروري إدراج الفئات المتعددة ضمن برامجنا، لاسيما أصحاب الهمم، فأردنا إحضار مثال متميز من المملكة المتحدة لجمهور الإمارات».
وأضافت هينديسين أن «فرقة الرقص ستقدم ورشة عمل تدريبية مع (شارجه مايم)، ليتم التعاون بينهما على فنون الرقص والحركة، إلى جانب التواصل، من خلال الموسيقيين الصغار».
ورأت أن تعاون البرنامج مع «دبي أوبرا»، لن يتوقف عند العرض الراقص، إذ سيقدم لاحقاً «هاري بوتر»، العرض الذي من المتوقع أن يجتذب إليه الكثير من الجماهير، نظراً لشعبيته الواسعة.