فنانو ” فلج” يضعون بصمتهم في أسبوع روما للفنون

محمد بكر:

نحفز ونشجع الفنانين من ذوي الإعاقة على الاستمرار

حرره حازم ضاحي شحادة

شارك مركز الفن للجميع ” فلج ” التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أسبوع روما للفنون (نوفمبر 2024 ) بالتعاون مع Artoday، حيث تم خلال الأسبوع عرض ستة أعمال فنية لخمسةِ فنانين موهوبين من منتسبي ” فلج” في المركز الثقافي المصري بروما، كما أتاح هذا التعاون عرض إبداعات فناني المركز على الساحة الدولية وتقدير مواهبهم إلى جانب فنانين عالميين، الأمر الذي يسهم في تعزيز قدراتهم ويوسّع من آفاقهم الفنية.

أسبوع روما للفنون 2024 الذي افتتحه مؤسسه السيد (ماسيميليانو بادوفان) شهد مشاركة  فنانين من جنسيات مختلفة بحضور أهل الفن والإعلام والشخصيات البارزة، كما شهد جلسة حوارية مع كل الفنانين والضيوف المشاركين، إذ يُعدُّ هذا الأسبوع السنوي من أبرز الأحداث الفنية الدولية، وقد شهد هذا العام 219 معرضاً، بمشاركة 529 فناناً، و478 فعالية.

اقرأ ايضا: العلاج بالفن

بهذه المناسبة أكد الأستاذ محمد بكر مدير مركز الفن للجميع ” فلج” أن أسبوع روما للفنون حدث مرموق يقام في أنحاء مدينة روما، مخصص بالكامل للفن المعاصر بهدف إتاحة الفرصة للمهتمين والباحثين التعرف على الإبداعات المعاصرة من خلال مئات الفعاليات، بما في ذلك المعارض والمشاريع الثقافية والاستوديوهات الفنية، وهو فرصة فريدة أمام المواهب الفنية الناشئة، كما أنه حدث ثقافي وفني يحتفي بالإبداع ويعكس الروح الفنية النابضة لمدينة روما.

كما أكد أن من أهم النتائج الإيجابية لهذه المشاركة تحفيز وتشجيع الفنانين من ذوي الإعاقة على الاستمرار في الإبداع، بناء علاقات دولية جديدة، تسليط المزيد من الضوء على مواهب وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة وجهود مركز الفن للجميع، وضع المركز على الخريطة الدولية، والمقارنة المعيارية لتطوير العمل.

إهداء إلى سعادة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في إيطاليا

وقال بكر: تشرفنا بزيارة سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة الإيطالية روما حيث قدمنا لوحة الفنانة “موزة عبد الله بن ذيبان” كإهداء إلى سعادة السفير “عبدالله السبوسي” سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في إيطاليا.

 وأضاف: كما قدمنا لسعادة السفير نبذة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ودور مركز الفن للجميع – فلج، في دعم وتطوير الفنانين من الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى التعريف بالفنانة الموهوبة “موزة بن ذيبان”، وناقشنا سبل التعاون المستقبلي مع السفارة لدعم مشاركاتنا الفنية في إيطاليا حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين المركز والسفارة. وقد تم تزويد السفارة بجميع التفاصيل الخاصة بالفنانة “موزة بن ذيبان” كي يتم عرض لوحتها في السفارة مرفقة بوصف فني يبرز إبداعها.

إهداء إلى مديرة أكاديمية الفنون المصرية في إيطاليا

مدير مركز الفن للجميع تحدث عن الزيارة التي قام بها فنانو المركز ومرافقوهم إلى أكاديمية الفنون المصرية في روما حيث تم تقديم لوحة فنية كإهداء إلى الأستاذة الدكتورة “رانيا راضي” مديرة الأكاديمية وهذه اللوحة من أعمال الفنانة “لمى فهمي”.

وعقب جولة تعريفية في أرجاء الأكاديمية تمت مناقشة مشروع قادم مع الأستاذة الدكتورة رانيا بهدف دمج مجالات الفن مع دعم متوقع من الأكاديمية وسفارتي الإمارات ومصر في إيطاليا. كما تم اقتراح مشاركة مجموعة من الأعمال الفنية من إنتاج فناني المركز باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، بهدف عرض هذه الأعمال الفريدة في الأكاديمية وتسليط الضوء على مواهب فناني المركز على الساحة الدولية.

إهداء إلى المكتب الثقافي المصري في إيطاليا

وإلى الملحق الثقافي المصري في إيطاليا الدكتورة “مروة علي” تم تقديم لوحة الفنانة “علياء علي” كإهداء مع البيانات الكاملة وصورة الفنانة كي تُعرض بشكل دائم في المكتب الثقافي دعماً وتقديراً لإبداعاتها مع إعداد فيديو خاص لدعم الفنانين من ذوي الإعاقة سيتم عرضه على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز  والمكتب الثقافي لتعزيز الوعي وإبراز المواهب الفنية  للفنانين من ذوي الإعاقة.

إهداء إلى مؤسس أسبوع الفن في روما – إيطاليا

وتم تقديم لوحة الفنانة “بشرى عبد الرحيم” كإهداء إلى السيد “ماسيميليانو بادوفان”، مؤسس أسبوع روما للفنون، كما تم عرض بعض الفيديوهات عن الأعمال الفنية التي يقدمها المركز واستمع السيد ماسيميليانو إلى شرح وافٍ عن خدماته وتمت مناقشة إمكانية المشاركة في أسبوع روما للفنون لعام 2025 بشكل مباشر مع استعراض طرق عرض بعض لوحات الفنانين في إحدى قاعات روما. وقد وعد السيد ماسيميليانو بعرض لوحة الفنانة “بشرى” في معرضه وضمّها إلى مجموعته الفنية الدائمة.

والفنانون الذين شاركوا في أسبوع الفن في روما هم: علياء عبد القادر (إعاقة سمعية ) لوحتان، بشرى عبد الرحيم (إعاقة سمعية)  لوحة واحدة،  موزة عبد الله ( شلل دماغي )  لوحة واحدة، لمى فهمي (إعاقة سمعية)  لوحة واحدة، سيدرة طحان (إعاقة حركية ) لوحة واحدة.

فكرة عامة

مركز الفن للجميع (فلج) هو امتداد لجماعة الإمارات للفن الخاص التي أسستها المدينة عام 1995، وتم افتتاح المركز فى  2 مارس 2017 برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

 يمثل المركز حاضنة نوعية لكل من يملك موهبة فنية من الأشخاص ذوي الإعاقة من مختلف الأعمار وفئات الإعاقة تتيح أمامهم فرصة حقيقة لاكتشاف وصقل مواهبهم والعمل في المجال الفني والثقافي .

من أهم أهداف المركز تحقيق تكافؤ الفرص بين الأشخاص ذوي الإعاقة وأقرانهم من غير ذوي الإعاقة في ممارسة الأنشطة الفنية والثقافية، تمكين ودمج المبدعين من ذوي الإعاقة في الحراك الفني والثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، التعاون مع المؤسسات الفنية والثقافية بالدولة في تقديم البرامج التدريبية والمشاريع الفنية للفنانين من ذوي الإعاقة، وتوسيع فرص الدمج لتشمل المحيط الإقليمي والدولي.

يعتبر مركز الفن للجميع – فلج هو المركز الوحيد على مستوى الدولة ومجلس التعاون الذي يقدم خدمات اكتشاف وتدريب الموهوبين من الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المجالات الفنية وقد انعكس تأثيره منذ تأسيسه على حياة العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يمتلكون قدرات فنية ومواهب استثنائية حيث وجدوا في هذا المكان الحاضنة المثالية التي استطاعت أن تحتويهم وتوجههم وتقدم لهم الدعم المستمر ليس فقط فنياً وإنما نفسياً ومادياً واجتماعياً.

شارقة مايم

 أول فرقة تقدم عروض البانتومايم لكافة المنتسبين إليها من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية واستطاعت أن تقدم عروضها داخل الدولة وخارجها في تونس والمغرب وبالتعاون مع الفرقة البريطانية العريقة DEAF MEN DANCING   ، كما قدمت معها على مدار عامين عروضها في أوبرا دبي.

 أما فرقة فلج المسرحية للإعاقات المتنوعة فهي أول فرقة مسرحية تضم الموهوبين في المجال المسرحي من مختلف الإعاقات، وللمركز الكثير من المشاريع في مجال الفنون التشكيلية والعزف والغناء فعلى مدار الأعوام أصبح فلج الوجهة الرئيسية للباحثين من ذوي الإعاقة عن فرصة حقيقة لتطوير مواهبهم.

صلة وصل

كما أصبح ” فلج” الرابط الرئيسي بين المؤسسات الثقافية الراغبة في دعم الفنانين من ذوي الإعاقة حيث سهل عملية الوصول للاستفادة من البرامج الثقافية التي تقدمها تلك المؤسسات، وعلى المستوى الإعلامي نجح المركز في تسليط الضوء على كافة الفنانين من خلال التواصل الفعال مع القنوات الإعلامية والصحف والمجلات التي تسارع للاهتمام بفئة الفنانين من ذوي الإعاقة وإبراز مواهبهم وتغطية الفعاليات الفنية التي يشاركون فيها على مر الأعوام،  لذا يمكننا ببساطة أن نشبه دور مركز فلج بالنافذة بين عالمين  يرى منها الفنانون من ذوي الإعاقة العالم ويرى العالم من خلالها أثر الموهبة والإبداع.

فئات الإعاقة كافة

ويستقبل المركز فئات الإعاقة كافة من مختلف الأعمار والجنسيات ولا يشترط سوى توفر الموهبة الفنية وعدم وجود تحديات سلوكية كبيرة لدى المنتسب تعيق عملية تدريبه وتطوير وتنمية مهاراته الفنية .

وقد استفاد من المنح المجانية التي يقدمها المركز للفنانين من ذوي الإعاقة 83 فناناً وفنانة من مختلف الأعمار وفئات الإعاقة في مجالات الفن المتنوعة (المسرح والموسيقى والفنون التشكيلية).

التخصصات الفنية في المركز

ـ الفنون التشكيلية: تستفيد من هذا التخصص مختلف فئات الإعاقة وفقاً للقدرات دون اشتراط للفئة العمرية.

ـ العزف والغناء (فردي –جماعي): تستفيد من هذا التخصص مختلف فئات الإعاقة وفقاً للقدرات دون اشتراط للفئة العمرية .

التمثيل الإيمائي ( البانتوميم ): يستفيد من هذا التخصص الأشخاص ذوو الإعاقة السمعية ابتداء من عمر 12 سنة دون حد أقصى للعمر .

التمثيل المسرحي: يستفيد من هذا التخصص الطلاب من ذوي الإعاقة السمعية وصعوبات التعلم والإعاقة الذهنية البسيطة ومتلازمة داون والإعاقة البصرية للفئة العمرية ابتداءً من عمر 7 سنوات دون حد أقصى للعمر.

الخط العربي والنحت: يستفيد من هذا التخصص الأشخاص ذوو الإعاقة السمعية ابتداءً من عمر 12 سنة وبدون حد أقصى للعمر.

المشاريع المسرحية في فلج 

فرقة (شارقة مايم) لعروض التمثيل الإيمائي

تُعتبر (شارقة مايم) أول فرقة مسرحية متخصصة على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم عروض البانتومايم وتضم في عضويتها كافة الممثلين الموهوبين من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية البالغ عددهم حالياً 19 ممثل وممثلة وتأسست بشكل رسمي عام 2014 في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية  .

فرقة فلج المسرحية للإعاقات المتعددة

وهي فرقة حديثة تأسست منذ عام تقريباً وتضم في عضويتها حاليا 18 ممثلاً وممثلة من مختلف فئات الإعاقة.

آليات التدريب

ويقول الأستاذ بكر: لا توجد صعوبات في التدريب ولكن الصعوبات تكمن في الجهد والمدى الزمني الذي قد يتطلبه الوصول إلى أفضل توظيف ممكن لإمكانيات كل فنان من المشاركين كي تبرز قدراته الحقيقية، وأيضاً الاحتياجات التدريبية المتفاوتة التي قد تطلب في كثير من الأحيان تقسيم الفنانين إلى مجموعات مصغرة للوصول إلى أفضل النتائج ولكن ذلك لا ينفي السعادة المقترنة بإنجاز العمل المسرحي في النهاية ورؤية السعادة في عيون الحاضرين .