تبؤوا المراتب الأولى بجدهم واجتهادهم فكان التكريم من نصيبهم
بات من نافل القول ذاك الحديث عن قدرات الأشخاص من ذوي الإعاقة ومواهبهم وطاقاتهم فأبناء هذه الفئة يؤكدون يوماً بعد يوم قدرتهم الكبيرة على تخطي الصعوبات وتحقيق الإنجازات والاندماج في المجتمع بشكل عملي فعال يحقق لهم مكانتهم المحترمة ويتيح أمام باقي الفئات التعرف عن كثب على شخصياتهم الحقيقية بعيداً عن زيف النظرات السلبية المسبقة أو المعلومات الخاطئة كما يتيح الفرصة أمام الجميع للتعرف على هذه النماذج المشرفة والقادرة على تقديم الصورة الصادقة عن الأشخاص ذوي الإعاقة.
ولطلاب مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية باع طويل في هذا المجال، فهم مواظبون على إعطاء الصورة الصادقة والنموذج الحسن وسجلهم حافل بالإنجازات المتميزة في أكثر من مجال، استطاعوا بفضل عزيمتهم وإصرارهم من جهة وبفضل المساندة النبيلة التي تقدمها لهم المدينة من خلال كادر اختصاصي محترف أن يثبتوا للجميع قدرتهم الجديرة بكل الاحترام والتقدير.
هؤلاء الطلبة الذين حققوا طوال العديد من السنوات إنجازات ومراتب من الصعب حصرها في عجالة لم يكلوا ولم تفتر هممهم وها هم يعتلون منصات التكريم بين الحين والآخر حيث تم تكريمهم (الثلاثاء 12 مايو 2015) من قبل سعادة الشيخ أحمد بن عبدالله آل ثاني، رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة الرياضي الثقافي في حفل ختام وتكريم الفائزين في سباق الأندية للثقافة والفنون في دورته الرابعة الذي أقيم بقصر الثقافة في الشارقة بحضور الشيخ خالد بن عصام بن صقر القاسمي عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رئيس دائرة الطيران المدني وأحمد ناصر الفردان الأمين العام لمجلس الشارقة الرياضي وخالد المدفع الأمين العام المساعد للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة.
وكان الطالبان مؤمن علي الطيب ومحمد خلفان خلفان قد أحرزا المركز الأول عن فئة حفظ القرآن الكريم (جزء عم) وذهب المركز الثالث للطالب علاء صلاح (جزء قد سمع)، بينما حقق الطالب محرز كمال المركز الثاني عن فئة الرسم وذهب المركز الثالث عن نفس الفئة للطالب سعود محمد عسكر حيث قابلهم الحضور بتصفيق حاد وهم يتسلمون دروع الفوز وشهادات التكريم فخراً واعتزازاً بإنجازهم المميز وتشجيعاً لهم على المواظبة في درب النجاح والتفوق.
لم يكن دروب الوصول إلى منصة التكريم سهلاً فعلى مدى شهرين من الاستعداد والتحضير بذل طلاب المدينة كل ما باستطاعتهم في سبيل تحقيق أعلى المراتب فالطالب محمد خلفان يعكف يومياً على تلاوة القرآن الكريم وحفظ ما تيسر له من آياته حتى غدا حافظاً بشكل كلي لجزء عم وهو بصدد حفظ أجزاء أخرى بإذن الله.
ويؤكد خلفان أن تعلقه الشديد بحفظ القرآن الكريم نابع من الإيمان القوي والرغبة بمرضاة الله بالإضافة إلى الأثر الكبير الذي تتركه تلاوة القرآن على النطق ولفظ الكلمات العربية بشكل سليم وقد سبق له وأن فاز بالعديد من مسابقات حفظ القرآن داخل الدول وخارجها محرزاً المراتب الأولى وتكريمه بجائزة سباق الأندية مواصلة طيبة لهذه المسيرة المستمرة نحو الأمام بعونه تعالى.
كذلك الحال لدى الطالب مؤمن علي الطيب فهو مواظب على تلاوة القرآن الكريم وحفظ ما باستطاعته من الآيات الكريمة ويلفت مؤمن إلى الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة إلى جانب المدينة في تشجيع الطالب على التفوق والنجاح خاصة عندما تتم متابعة الطالب في المنزل بعد عودته ليستكمل نهله العلمي وينمي موهبته التي يتفوق بها.
وبدوره أشاد الطالب علاء صلاح بالاهتمام الكبير الذي توليه المدينة لجميع طلبتها وحرصها الشديد على تنمية مواهبهم في مختلف المجالات لافتاً إلى الاستعدادات الجيدة التي بذلها الطلبة من أجل التفوق بسباق الأندية وبالفعل أتت تلك الجهود أكلها وكان التكريم مستحقاً قولا واحداً.
سعود محمد عسكر ومحرز كمال المكرمان عن فئة الرسم أكدا شغفهما بهذه الهواية وأنهما يتدربان بشكل مستمر على الرسم تحت إشراف معلمتهما وبمتابعة حثيثة من قبل أولياء أمورهما ومواضيع لوحاتهما متنوعة فهما يرسمان الطبيعة أحيانأً والوجوه أحياناً أخرى وغيرها من المواضيع من مختلف جوانب الحياة ويتمنيان أن يستمرا بممارسة هذه الهواية الفنية في القادم من الأيام.
وقد عبر طلاب مدرسة الوفاء لتنمية القدرات عن سعادتهم الكبيرة بفوزهم بسباق الأندية الذي أهدوه إلى معلميهم وأولياء أمورهم وجميع زملائهم مؤكدين استمرارهم على هذا النهج بإذن الله ليكونوا أشخاصاً فاعلين ومنتجين ومؤثرين بالمجتمع يساهمون في بنائه مع أخوتهم وأقرانهم من غير المعاقين.
معلمة التربية الإسلامية في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات نوال علي عطية أكدت فخرها واعتزازها برؤية الطلبة من ذوي الإعاقة وهم يواصلون مسيرة تفوقهم واستحقاقهم للجوائز المعتبرة وما هذا التكريم إلا ثمرة الجهد المخلص الذي بذلوه خلال فترة الاستعداد للسباق فكانوا بحق مثال الإلتزام والمثابرة.