لقب جديد أضيف إلى رصيد إمارة الشارقة «الإمارة الصديقة للطفل» و«الإمارة الصديقة للصحة»، عندما تسلم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة (الأربعاء 2 مايو 2018) اعتماد الشارقة (مدينة صديقة للأطفال واليافعين) من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بعد أشهر قليلة من ترشحها للقب وتحديداً في نوفمبر 2017 بعد استكمال الشارقة سلسلة من الإنجازات التي حققتها في دعم الأطفال واليافعين على مدى الأعوام الماضية، والتي تجلت بإعلانها أول مدينة صديقة للطفل على مستوى العالم في ديسمبر 2015. (التحرير)
وقد أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن هدف إمارة الشارقة كان وما زال توفير الأسس السليمة لبناء مجتمعٍ مستقرٍ مزدهر يشارك ويبدع في رسم مستقبله، وتمكين أفراده من تنمية قدراتهم لأداء واجباتهم في بناء مستقبلٍ يليق بأحلامهم وأحلامنا نحن أيضاً، ومهما تطورت التقنيات وأدوات العمل والإنتاج سيبقى الإنسانُ بطموحه وفكره وإرادته باني التنمية وصانع الحضارات.
جاء ذلك في كلمة سموه التي تفضل بإلقائها خلال الجلسة الخاصة التي أقيمت، (الأربعاء 2 مايو 2018)، في مقر المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وبحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس مكتب الشارقة صديقة للطفل، وذلك بمناسبة تسلّم الشارقة اعتماد (مدينة صديقة للأطفال واليافعين) من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ضمن مبادرتها العالمية (المدن الصديقة للأطفال واليافعين)، التي أطلقتها بهدف تعزيز جهود تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، من أجل إحداث أكبر قدر من التأثير الإيجابي على حياة الأطفال واليافعين في المدن التي يعيشون فيها.
وتقدم صاحب السمو حاكم الشارقة في مستهل كلمته بالشكر لكل من ساهم في تحقيق هذا الاستحقاق، قائلاً: (أشكركم جميعاً على حضوركم وجهودكم.. وأشكر منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف، وأخص بالشكر الأخت لويز ثيفنت، والأخ بالاجوبال جوبلان، والأخ عصام علي، والأخوة والأخوات كافة من فريق المنظمة على تعاونهم البنّاء والجميل وفريق عمل اللجنة التوجيهية في الشارقة، كما نشكر في المقام الأول سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي والعاملين معها، حيث ما نجنيه اليوم هو ثمار جهدهم المتواصل والمستمر في التربية والتنشئة).
وأضاف سموه، موجهاً كلمته لأبنائه وبناته من أطفال وشباب الشارقة والسادة الحضور، قائلاً: (اليوم نحن هنا لأجلكم.. وسنظل دوماً نعمل لأجلكم، وأريدكم أن تعلموا أن كل ما نقوم به في الشارقة هو حقٌ أصيلٌ لكم.. وليس لنا فضلٌ عليكم به.. ومهما عملنا نشعر دوماً أننا مطالبون، لهذا وفرنا لكم مجلس شورى أطفال الشارقة، ومجلس شورى شباب الشارقة.. من حقكم أن تشعروا بأهميتكم في هذا المجتمع، حتى يكون انتماؤكم إليه خياراً واعيا ومدركاً).
وقال سموه: (أذكر في العام 2015 عندما قلت في كلمتي: لن نتوقف عند هذا الحد وسنستمر.. لأن الغاية من رعاية الأطفال واليافعين لا حدود لها.. ولأنها تتجاوز الرغبة بتكريم دولي إقليمي.. إن رعايتنا لأبنائنا واجبٌ وتكليفٌ من الله عز وجل والتزامٌ بأمننا واستقرارنا.. ورغبةً منا بالتفوق الإنساني أولاً الذي أعتبره جسراً للتفوق في كافة المجالات.. وها نحن اليوم نلتقي لنحتفي بتكريم محطة أخرى من مسيرتنا المستمرة).
وفي ختام كلمته، أوضح صاحب السمو حاكم الشارقة، مساعي وأهداف الإمارة اتجاه المجتمع وأفراده، قائلاً: (هدفنا في إمارة الشارقة كان وما زال.. أن نوفر الأسس السليمة لبناء مجتمعٍ مستقرٍ مزدهر يشارك ويبدع في رسم مستقبله، وكذلك الحديث عن كيفية تمكينهم في تنمية قدراتهم لأداء واجباتهم في بناء مستقبلٍ يليق بأحلامهم وأحلامنا نحن أيضاً، فمهما تطورت التقنيات وأدوات العمل والإنتاج سيبقى الإنسانُ بطموحه وفكره وإرادته باني التنمية وصانع الحضارات).
وبهذا الاعتماد الرسمي الذي يأتي من أكبر هيئة أممية معنية بالطفولة وأهمها، تكون الشارقة أول مدينة على مستوى العالم تحصل على لقب المبادرة العالمية، وفقاً للمعايير والشعار الجديدين التي استحدثتهما (اليونيسيف) مؤخراً، لتسجّل إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة، على صعيد رعاية الأطفال واليافعين، لا سيما وأن مؤسسات إمارة الشارقة المعنية بالطفولة، نجحت بفضل الدعم الكبير الذي تجده من القيادة، في تقديم تجربة عالمية رائدة يحتذى بها على صعيد إدارة ملف الطفولة والناشئة.
حضور الجلسة
حضر الجلسة كل من الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخة عائشة بنت خالد القاسمي مدير سجايا فتيات الشارقة، والدكتورة حصة خلفان الغزال المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل، والسادة أعضاء اللجنة التوجيهية لملف الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين، ووفد من (اليونيسيف) ضم السيد بالاجوبال جوبلان، ممثل منظمة اليونيسيف لدول الخليج العربية، والسيدة لويس ثيفانت، مسؤول السياسات ومستشار لمبادرة المدن الصديقة للأطفال واليافعين، والسيد عصام علي مسؤول السياسات الاجتماعية في اليونيسيف لدول الخليج العربية، والدكتورة داليا هارون استشاري الصحة العامة والتغذية في اليونيسيف لدول الخليج العربية، والسيد معتز عزام مسؤول برامج في اليونيسيف لدول الخليج العربية، والسيدة علا الصالح منسق مشروع الشارقة في اليونيسيف لدول الخليج العربية.
كما حضر وشارك في الحفل عدد من الأطفال واليافعين من أعضاء مجلس شورى أطفال الشارقة ومجلس شورى شباب الشارقة، إضافة إلى طلاب من مدارس إمارة الشارقة.
واعتمدت اليونيسيف في اختيارها للشارقة على سلسلة من المعايير التي نجحت الإمارة في استيفائها، وهي: أن كل طفل وشاب يشعر بأهميته ويُعامل باحترام وبشكل متساو من المجتمع وكافة الهيئات، وأن يتم الاستماع لآراء واحتياجات وأولويات الأطفال والشباب وتُؤخذ بعين الاعتبار عند إعداد التشريعات والسياسات والبرامج والموازنات المتعلقة بالأطفال والشباب، إضافة إلى إتاحة الخدمات الأساسية لكل طفل وشاب، وأن يعيش كل طفل ويافع في بيئة آمنة ونظيفة، إلى جانب أن يكون لكل طفل ويافع الفرص للاستمتاع بالحياة الأسرية واللعب والترفيه.
كلمة اليونيسيف
وقدمت السيدة لويس ثيفانت مسؤول السياسات ومستشار مبادرة المدن الصديقة للأطفال واليافعين في منظمة اليونيسيف في كلمتها، الشكر والتقدير لمقام صاحب السمو حاكم الشارقة على رعايته ودعمه، ومتابعة سموه الشخصية والحثيثة لكافة ما يتعلق بالأطفال واليافعين.
وباركت لسموه اعتماد الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين، مشيرةً إلى أن هذا الإنجاز مستحقٌ للشارقة، ويجسّد العمل الكبير الذي قامت به الإمارة، والجهود الجبارة التي قدمتها من أجل أفضل رعاية لأطفالها والتزامها تجاههم وتعزيز حقوقهم، والحرص على إعدادهم للمستقبل وفق أعلى المستويات العلمية والمعايير العالمية.
وامتدحت لويس ثيفانت جهود حكومة الشارقة في العمل منذ عقود على الاهتمام بالأطفال واليافعين في كافة المجالات التعليمية والعلمية، ومبادرات رعاية مواهبهم ورفع قدراتهم عبر إنشاء المراكز المتخصصة، وإطلاق المبادرات المميزة في مختلف المجالات ومنها مجلس شورى الأطفال، ومجلس شورى اليافعين، وغيرها، مما جعل الشارقة إمارة مميزة في توفير بيئة آمنة وسليمة وصديقة للأطفال واليافعين.
وقالت: (لقد أتيحت لي فرصة الاطلاع عن كثب على الجهود التي بذلتها الشارقة على مدى السنوات الماضية، وفي الواقع سررت بما رأيت من التزام بالعمل جنباً إلى جنب مع الأطفال والناشئة في الشارقة من أجل توفير حياة كريمة ومستقرة تشجيعهم على بناء مستقبل مشرق، والأمر الذي أثار إعجابي بالدرجة الأولى أن الشارقة بدأت العمل على الاهتمام بقضايا الطفل وضمان حقوقه قبل صدور القرار بإعلانها مدينة صديقة للطفل).
وأضافت: (كما أسعدتني الثقة التي يتمتعون بها الأطفال هنا، والرؤى الطموحة التي يسعون لتحقيقها في المستقبل، خلال متابعتي خطة العمل عبر الجلسات الاستشارية مع الأطفال والناشئة، وهو ما يعكس مدى الرعاية التي يجدونها، والتي ستساعدهم بكل تأكيد على ضمان اختيار أفضل لمستقبلهم).
مداخلات الأطفال واليافعين
شارك 6 من الأطفال واليافعين بمداخلات عبّروا من خلالها على فخرهم بهذا اللقب الجديد للشارقة، واقتراحاتهم ورؤيتهم لجهود الإمارة خلال السنوات المقبلة في مجال رعاية الأطفال واليافعين وصون حقوقهم.
وقال خالد حافظ وهو طالب بمدرسة الأمل للصم بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية: (أنا سعيد أولاً لأنني أعيش في الشارقة، هذه المدينة التي نحظى فيها بالمحبة والاحترام والتقدير، وأشعر فيها، كما كل الأطفال واليافعين، بأنها توفر لنا المدارس والمعلمين والأندية الرياضية والترفيهية أيضاً، سعيد لأنني لا أجد صعوبة أبداً رغم أنني لا أتكلم أو أسمع أن أتواصل مع من أريد وأن أحصل على ما أريد، وأدعو أن تستمر الشارقة في نشر الوعي عن احتياجاتنا وأن يستمر العمل لتكون كافة المباني والمؤسسات والمدارس والأماكن العامة مرحبة بالأطفال ذوي الإعاقة وتمكّنهم من الوصول إلى كافة الأماكن والتنقل بأمان فيها).
وقالت الطالبة أنتا أريانا زمان: (هذا العام شاركت في مجموعة من ورش العمل في المدرسة تعلمت فيها الكثير حول الأمن الالكتروني وأيضاً عن سلامتنا في المركبات، أحببت أنا وأصدقائي تلك الورش لأننا كنا نلعب ونتسلى خلالها، وأود أن أطرح فكرة لإجراء المزيد من هذه الورش، لجميع أطفال المدارس من جميع الأعمار والمراحل الدراسية، لا ليتعلم الأطفال كيفية حماية أنفسهم وحسب، بل أيضاً كيفية حماية زملائهم ومساعدتهم عندما يحتاجون ذلك).
وأشار راشد السويدي وهو أحد منتسبي أطفال الشارقة، وعضو مجلس شورى أطفال الشارقة: (أن الشارقة تقدم دائماً العديد من الخيارات الممتعة للتسلية والترفيه، سواءً في المدرسة أو في مراكز ناشئة الشارقة، أنا شخصياً لدي اهتمامات في الرياضة وأمارس كرة القدم مع زملائي في المدرسة والمراكز وأيضاً في حديقة الحي، وأتمنى أن نستطيع إضافة مثل هذه الأنشطة إلى المناهج الدراسية لتكون جزءاً لا يتجزأ من مسيرتنا التعليمية في المدرسة، وشكراً لإمارتنا الجميلة).
وقال الطالب أمان شاد، الذي قال: (في الشارقة دائماً ما نذهب إلى الفعاليات الترفيهية أو الثقافية مع آباؤنا وأمهاتنا.. أغلب الفعاليات والأنشطة فيها تجعلنا نزورها ونستمتع بها، وأيضاً فيها أشياء أخرى لوالدي أو والدتي، ويمكنهم أن يستمتعوا ونحن أيضاً دون أن يكونوا خائفين علينا من أي شيء، وحتى المدرسة تنظم على مدار العام مجموعة فعاليات رياضية وترفيهية تطلب منا أن ندعو آباؤنا ليشاركونا فيها).
وقالت الطالبة سنيها بينو: (هناك العديد من الفعاليات التي تقام في الشارقة لنا حتى خارج المدرسة، حيث تعرفنا على عالم الكتب والثقافة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وتابعنا أفلاماً خلال مهرجان الشارقة السينمائي للطفل، وشاركت أيضاً في ورش عن الأمن الإلكتروني وسلامة الأطفال، وذهبنا في رحلات كثيرة إلى المتاحف مركز الاستكشاف، وغيره من الأماكن حيث تعلمنا الكثير من المعلومات واستفدنا منها واستمتعنا مع أصدقائنا، وأتمنى أن تكون هذه الرحلات والزيارات موجودة ضمن المتطلبات المدرسية في جميع المدارس).
أما فاطمة فرج الأميري، منتسبة لـ (أطفال الشارقة)، فقالت: (شكراً لكم على منحي فرصة المشاركة، أعتقد أنه من أجمل ما تقدمه لنا الشارقة هو هذا المجلس الذي نعبر من خلاله عن أفكارنا وما نحتاج إليه، ناقشنا في هذا المجلس قضايا متعلقة في الدراسة والترفيه.. لا أستطيع أن أصف فرحتي عندما أجد قضية ناقشناها أو تحدثنا عنها تناقش لدى المسؤولين، ونقرأ أخباراً تقول بأن تم اعتماد الفكرة بناءً على توصياتنا، وأقترح زيادة عدد هذه المجالس، ليكون هناك مجلس للطلاب في كل مدرسة بإمارة الشارقة، يستطيعون المشاركة فيه وإبداء أفكارهم حول مدرستهم ومنطقتهم ومدينتهم).
وبفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، عملت الشارقة على دعم السياسات والإجراءات التي تؤثر إيجاباً على نمو الأطفال ورفاهيتهم، ما جعلها مكاناً متميزاً للأطفال واليافعين للعيش، واللعب، والتعلّم، حيث توفر لهم مرافق وخدمات، تتفوق فيها على الكثير من مدن العالم، بما يخص صحتهم وسلامتهم، وحماية حقوقهم، وتعليمهم، ومشاركتهم المجتمعية.
وعلى مدى الـ 40 عاماً الماضية، أصبحت الشارقة موطناً للعديد من المراكز والمؤسسات المعنية بالأطفال في جميع الفئات العمرية، وتعمل جميعها على توفير كافة أشكال الحماية والرعاية للأطفال بدءاً من المراحل المبكرة لأعمارهم وحتى وصولهم إلى مرحلة البلوغ.
كما أطلقت الإمارة العديد من المراكز والمؤسسات المعنية بالأطفال واليافعين، الهادفة إلى توفير كافة أشكال الحماية والرعاية للأطفال بدءاً من المراحل المبكرة لأعمارهم وحتى وصولهم سن الرشد.
وتفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في ختام حفل اعتماد الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين، بالتقاط الصور الجماعية مع أعضاء اللجنة التوجيهية لملف الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين، وممثلي اليونيسيف والأطفال المشاركين في الجلسة والحفل، وتمنى لهم سموه التوفيق والسداد، كما تفضل سموه بمشاركة المحتفلين مأدبة الغداء التي أقيمت بهذه المناسبة.