أشاد سعادة الشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة راعي مؤتمر متلازمة داون (وعي وحقوق) بقدرات طلبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من ذوي الإعاقة وبإنجازاتهم الإبداعية التي يقدمونها معربا عن امتنانه للجهود المخلصة التي تقدمها المدينة من خدمات متكاملة واهتمامات متزايدة لرفع مستوياتهم التعليمية والاجتماعية والحقوقية والإنسانية مؤكدا أن المدينة مؤسسة رائدة بتوجهاتها الإنسانية في خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة.
جاء ذلك خلال افتتاح سعادته ممثلا لصاحب السمو حاكم الشارقة مؤتمر متلازمة داون يوم الخميس 21 مارس 2013 في جامعة الشارقة كلية الطب قاعة الرازي والذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالتعاون مع منظمة الاحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجمعية الإمارات لمتلازمة داون تحت شعار (وعي وحقوق) بالتزامن مع اليوم العالمي لمتلازمة داون، وبعد جولته في المعرض المصاحب للمؤتمر واطلاعه على منتجات طلبة التأهيل المهني من ذوي الإعاقة وإصدارات ومطبوعات المدينة وورشة التدوير لطلبة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات من ذوي متلازمة داون.
وكان في استقبال سعادة الشيخ عصام بن صقر القاسمي لدى وصوله أعضاء لجنة تنظيم المؤتمر وعدد من المسؤولين والشخصيات من الضيوف المحاضرين وأولياء الأمور والحضور من الجمهور المهتمين بقضايا ذوي الإعاقة، ورافقته الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي نائب مدير عام المدينة المنسق العام للمؤتمر.
استهل حفل الافتتاح الذي قدمته الأستاذة منى كرم مدير فرع المدينة بخورفكان عضو لجنة تنظيم المؤتمر حضره عدد كبير من العاملين في مجال الإعاقة من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي بالإضافة إلى أولياء الأمور والكوادر العاملة في المجال من المدينة وخارجها؛.. استهل بالسلام الوطني عزفه الطالب يوسف عبد السلام من قسم التأهيل والتوظيف وتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها الطالب يحيى أحمد فضل الله من مدرسة الوفاء لتنمية القدرات.
بعدها وجهت عريف الحفل كلمة شكر وتقدير وامتنان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على تكرمه برعاية مؤتمر متلازمة داون ودعمه الدائم ومساندته المستمرة لكل فئات المجتمع عامة وللأشخاص من ذوي الإعاقة في كل مجال بما فيها نيل حقوقهم التي كفلتها لهم القوانين والتشريعات المحلية والدولية.
وأوضحت مقدمة الحفل أن تنظيم المؤتمر (وعي وحقوق) جاء منسجماً مع هذا التوجه وهذا الدعم الكريم من صاحب السمو حاكم الشارقة في هذه المناسبة التي يحتفل فيها العالم أجمع بأصحاب متلازمة داون ويتم فيها تسليط الضوء على هذه المتلازمة واحتياجات أصحابها وقدراتهم وحقوقهم في كل المجالات مؤكدة أن الأشخاص ذوي متلازمة داون لديهم قدرات وإمكانيات ويستحقون المساندة والدعم لضمان حقوقهم على كافة المستويات.
بعد ذلك ألقت الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي منسق العام ونائب مدير عام رؤية مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية رسالة المدينة ورؤيتها وقالت: إن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منظمة ذات كيان مؤسسي قادر على تمكين الأشخاص المعاقين والحد من الإعاقة والتخفيف من آثارها السلبية في مجتمع الإمارات والمجتمع العربي وهي مؤسسة رائدة على المستويين الاقليمي والدولي في تمكين الأشخاص المعاقين ودمجهم وتقديم الخدمات لهم دون تمييز وبأعلى قدر من الجودة والفاعلية والكفاءة.
وأضافت بهذه المناسبة أن العالم أجمع يحتفل باليوم العالمي لمتلازمة داون في كل عام في الواحد والعشرين من مارس وهو احتفال أقرته الأمم المتحدة لتذكير أفراد المجتمع وتسليط الضوء على حالات متلازمة داون ليعي المجتمع وأفراده حقهم في الخدمات والرعاية والتعليم والتأهيل والتشغيل.
وقالت: بالوعي والحقوق سيجني الأفراد من ذوي متلازمة داون وذوو الإعاقة ثمار جهودهم وجهود ذويهم، مما يساعدهم على الاستقلالية وتمكينهم في المجتمع، وهو الذي ننادي به في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وجميع المراكز والعاملون في المجال، كما نحرص على أن يكون مؤتمرنا هذا إضافة جديدة في حياة ومستقبل أبنائنا ممن لديهم متلازمة داون وإسهاماً متواصلاً في الجهود الطيبة التي تبذلها أسرهم والمؤسسات العاملة معهم، وهذا الحرص دفعنا إلى الاستعانة بخبرات عملية وأكاديمية محلية وعربية مشهود لها تساندها منظمات شكلها آباء وأمهات للدفاع عن حقوق أبنائهم ومستقبلهم من أبرزها منظمة الاحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تنتمي اليها المدينة فتضافرت جهودهم جميعا من أجل إغناء محاور مؤتمرنا الأربعة بجلساته وورش عمله التي نأمل أن تغطي كل الجوانب التي تمس حياة هذه الشريحة الغالية والعزيزة علينا.
وأضافت منسق عام المؤتمر أن المدينة تأخذ على عاتقها دائماً تطوير وتبني الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة لذا فإنها سوف تطلق مبادرة جديدة للأشخاص من ذوي الإعاقة كافة وهذه المبادرة هي استحداث مركز خدمات التقنيات المساعدة والذي سوف يختص بـ: تقديم الاستشارات المتخصصة حول خدمات التقنيات المساعدة، التنسيق مع الجهات المتخصصة لتبادل الخبرات وتوفير أحدث المستجدات في المجال، توعية وتثقيف الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم والعاملين في المجال، تدريب الكوادر لتأهيل المتخصصين في خدمات التقنيات المساعدة، توفير الدعم التقني وبرامج المتابعة والتأهيل لمستخدمي التقنيات المساعدة، توفير تسهيلات التمويل المادي للتقنيات المساعدة.
ووجهت في ختام كلمتها جزيل الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة راعي المؤتمر وإلى ممثله سمو الشيخ عصام بن صقر القاسمي وجامعة الشارقة وكلية الطب على استضافتها لفعاليات المؤتمر وتعاونها المشهود مع المدينة في أكثر من مجال ومناسبة كما خصت بالشكر راعي المؤتمر شركة القائد العالمية للتجارة العامة على رعايتهم للمؤتمر ودعمهم ومساندتهم في توفير متطلباته وإنجاح فعالياته وتحقيق أهدافه المرجوة.
بعدها ألقت الأستاذة مها هلالي رئيسة مجلس إدارة منظمة الاحتواء الشامل الإقليمية كلمة أوضحت فيها أهداف المنظمة في حماية وتعزيز حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة، والدفاع عن قضاياهم ومصالحهم وحقوقهم، وضمان تمتعهم بكافة الحقوق الميسرة لسواهم، إضافة لما يستحقون من خدمات خاصة.
تضمن حفل الافتتاح عرض تجربة الفتاة الإماراتية المتميزة ندى عبد الله مبارك من ذوي متلازمة داون التي تحدثت بجدارة عن تجربتها بداية بتدرجها في أقسام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ أن كانت طفلة صغيرة حيث تلقت تدريبها في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات وقسم التأهيل المهني وحاليا متدربة في بيت الشابات التابع للمدينة وهي متميزة بما حققته من إنجازات ومشاركات مشرفة.
بعدها كرم سعادة الشيخ عصام بن صقر القاسمي رعاة المؤتمر وهم جامعة شارقة وكلية الطب تسلم التكريم سعادة الأستاذ الدكتور حسام حمدي نائب مدير الجامعة لشؤون الكليات الطبية والعلوم الصحية وعميد كلية الطب بجامعة الشارقة وأيضا مؤسسة القائد العالمية للتجارة العامة وتسلم التكريم السيد حاجي بابا صاحب الشركة ومديرها العام موجها لهم الشكر على رعايتهم للمؤتمر.
جلسات المؤتمر
بعد ذلك استهلت جلسات عمل المؤتمر في المحور الأول بمحاضرة عنوانها (الحقوق معرفة، وعي، فدفاع) قدمها الأستاذ بسام عيشة خبير استشاري في التخطيط الاستراتيجي والتدريب في مجال حقوق الإنسان معتمد لدى منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية وقدمت الجلسة الأستاذة منى عبد الكريم وتحدث الأستاذ بسام عيشة عن الحقوق والقوانين للأشخاص من ذوي الإعاقة وقال: إن إساس الحياة هي الحقوق والحريات وهي أسس ضرورية في الحياة وتقتضي معارف الحرية الاستقلالية وإرادة التصرف بفكر ووجدان دون المساس بحرية الآخرين، مؤكدا أنه لا حقوق بدون حرية ولا حرية بدون حقوق وأن قمة الحرية والحقوق هي احترام كرامة البشرية وصونها وركز على حقوق الإنسان والحريات البشرية التي هي حق من حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأوضح الأستاذ عيشة أن هذه الحقوق تتطلب إزالة الحواجز المادية والثقافية لتمكين فئة المعاقين من أخذ حقوقهم وممارسة حرياتهم كغيرهم من الأشخاص غير المعاقين.
وفي المحور الثاني قدمت الأستاذة مها هلالي رئيس إدارة منظمة الاحتواء الشامل الإقليمية ورقة عمل مشتركة عن التحديات التي تواجه الأسر في تربية الأطفال ذوي متلازمة داون وتهدف ورقة العمل إلى تحديد أبرز التحديات التي تواجه الاسر في تربية الأطفال ذوي متلازمة داون وتقديم معلومات ونصائح للتعرف على أفضل الطرق للتعامل مع الاحتياجات المتزايدة للأبناء ذوي متلازمة داون خلال مراحل تربيتهم منذ الطفولة وحتى المراهقة وقالت هلالي: رغم أن غالبية الأسر تعيش حياة عادية وتتعامل بشكل فعال مع ابنائهم ذوي متلازمة داون إلا أن حوالي ثلث الأسر لديها صعوبة أكثر الوقت في إدارة مشكلات أبنائهم من ذوي متلازمة داون ووصفت ورقة العمل العوامل الهامة التي تجعل الحياة أسهل بالنسبة لهذه الاسر حسب ما ورد في عدد من الدراسات حيث أن الدعم المبكر للأسرة يمكن أن يكون له أثر فعال في الحد من الضغوط الحياتية التي يمكن أن تظهر إذا كان الدعم غير متوفر.
وفي الجلسة ذاتها قدمت الأستاذة سامية محمد صالح المشرفة التربوية في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات ورقة عمل بعنوان (دراسة تجريبية حول دور الإرشاد الجماعي في تخفيف الضغوط النفسية لأمهات الأطفال من ذوي متلازمة داون)، هدفت من خلالها لتصميم وتطبيق برنامج إرشادي جمعي لخفض الضغوط النفسية لأمهات الأطفال من ذوي متلازمة داون.
وتكمن أهمية الدراسة في أن تقديم الخدمات المتكاملة للأطفال من ذوي الإعاقة لن تؤتي ثمارها إلا بإرشاد الأسرة وخاصة الأم حيث تقوم بدور أساسي في توجيه الطفل وتشكيل سلوكه، كما أن الإرشاد النفسي لأمهات الأطفال من ذوي متلازمة داون يساعد على تنمية قدراتهن وعلى وضع الحلول الممكنة في مواجهة مشكلاتهن المستقبلية مما قد يعمل على تخفيف الضغوط النفسية.
وقد أكدت الأستاذة سامية أن هذا المؤتمر واحد من أهم المؤتمرات التوعوية ويلعب دورا في توجيه الاختصاصيين وأولياء الأمور حول التركيز على العمل الشامل للأطفال من ذوي متلازمة داون من خلال التطرق للخدمات التأهيلية والعلاجية وأهمية دور الأسر في مساندة هذه الفئة.
وأوضحت المشرفة التربوية أن المشاركة المتميزة في المؤتمر لعدد من الاختصاصيين من مختلف المجالات سوف يساهم في تكوين رؤية جديدة تساعد على تطوير العمل بإذن الله.
وفي المحور ذاته قدم الأستاذ الدكتور طلعت منصور ورقة عمل عن دور الأهل في التربية الجنسية للأطفال ذوي متلازمة داون أوضح فيها أن التربية الجنسية للأطفال المعاقين تتوجه إلى استثمار الاستراتيجيات والاساليب التربوية والارشادية وفقا لخصائص هؤلاء الاطفال العامة والنوعية ولمتطلبات رعايتهم وتنميتهم من أجل بناء صورة الذات الجسمية وهوية الذات النوعية وتكوين اتجاه ايجابي نحو رعاية البدن والصحة وحماية الذات.
وأكد البروفيسور طلعت منصور أنه يوجد دلائل علمية وذات تضمينات عملية وتطبيقية أهمها أهمية مدخل الصحة النفسية لتربية أطفال متلازمة داون ومواجهة القلق وضغوط الوالدين اتجاه مستقبل الأبناء والارشاد الاسري الموجه إلى حماية الأطفال ذوي متلازمة داون من خطر الاستهداف للغواية والاساءة الجنسية وتمكين الوالدين من استراتيجيات تعليمية ملائمة للتربية الجنسية.
وفي المحور الثالث التربوي والتأهيلي قدم الأستاذ محمد الحناوي محاضرة عن الأساليب والمناهج تناولت الاستراتيجيات التعليمية والتربوية والمعرفية الفعالة في تعليم الطلاب ذوي متلازمة داون المهارات الأكاديمية وذلك من خلال عرض لطبيعة القدرات العقلية المعرفية للطلاب ذوي متلازمة داون وكيفية الاستفادة من الأنماط التعليمية المختلفة للأطفال في تقديم استراتيجيات دراسية تتناسب مع طبيعة القدرات المعرفية الخاصة بالطلاب.
وفي المحور ذاته قدم الاختصاصي النفسي التربوي روحي عبدات ورقة عمل بعنوان (الأشخاص من متلازمة داون قادرون على العمل) تحدث من خلالها عن عملية التدريب المهني والتشغيل للأشخاص من ذوي متلازمة داون باعتبارهم قادرين على العمل والمنافسة في سوق العمل المفتوح.
كما تحدث عن آليات تدريبهم واتباع الأساليب المناسبة لذلك ومن أهمها تحليل بيئة العمل والتعديلات التي ينبغي إجراؤها (بشرياً ومادياً) لتلائم الموظفين من أبناء هذه الفئة، بالإضافة إلى الحديث عن التوظيف المدعوم كونه من أفضل أنواع التوظيف الملائمة لهم.
أتبعها بمجموعة من التوصيات لأصحاب العمل والمدربين وأختصاصيي التشغيل من شأنها مساعدتهم على إنجاح عملية التدريب المهني والتشغيل وضمان استقرار الأشخاص من ذوي متلازمة داون في عملهم وتكيفهم النفسي والاجتماعي مع زملائهم في العمل.
وختم الأستاذ روحي عبدات بالتأكيد على أهمية المؤتمر النابعة من تخصصه بفئة الأشخاص من ذوي متلازمة داون الأمر الذي يساعد في التركيز على حل مشكلات هذه الشريحة ولمن ذوي الإعاقة والحث على توظيفهم، ومجرد طرح هذه القضايا يحقق نقلة نوعية في توظيفهم ويشجع أصحاب العمل على ذلك.
ورشة عمل للشيخة جميلة القاسمي عن التكنولوجيا المساعدة لذوي الاعاقة
قدمت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الاسرة بالشارقة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (رئيسة المؤتمر) ورشة عمل بعنوان (التقنيات المساعدة للأشخاص من ذوي الإعاقة) استهلتها بتعريف التقنيات المساعدة وهي منظومة متكاملة من الأدوات والاستراتيجيات والخدمات المتوافقة مع احتياجات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة حسب البيئة والمهام اليومية.
وتحدثت سعادتها عن أنواع التقنيات البسيطة والمتوسطة والمتقدمة التي تساعد في التنظيم اليومي والقراءة، حل المشاكل والمسائل الحسابية، الاتصال والتواصل، المهارات الحياتية اليومية، التعبير والكتابة، إتاحة الوصول إلى الوسائط المتعددة ومصادر التعليم.. إلخ…
كما تطرقت إلى التقنيات والأجهزة المساعدة بخصوص الإعاقات الحسية والحركية والذهنية (توحد ـ صعوبات تعلم ـ شلل دماغي) وذكرت مجموعة من الأمثلة حول هذه التقنيات فيما يخص كل نوع من أنواع هذه الإعاقات، ثم ذكرت مجموعة من أهداف استخدام التقنيات لعل أبرزها:
تمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة من الاعتماد على أنفسهم وممارسة حياتهم اليومية باستقلالية وتقليل الاعتماد على الاشخاص المحيطين بهم، تحسين الأداء وجودة العمل، إكساب الأشخاص من ذوي الإعاقة للمهارات والمعارف والثقافة بالإضافة إلى تمكينهم اقتصاديا من خلال تحسين فرص حصولهم على وظيفة ودمج المعاقين في مجتمعهم من خلال مشاركتهم في الأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية.
وفي ختام الورشة تطرقت رئيسة المؤتمر إلى مجموعة من التحديات منها: عدم وجود جهات أو مختصين بخدمات التقنيات المساعدة، انخفاض مستوى الوعي والتثقيف لدى الأسر والعاملين في المجال، نقص المعلومات وعدم توفر أغلب التقنيات والمصادر باللغة العربية، ارتفاع أسعار التقنيات وصعوبة التمويل، غياب الاستشارات المتخصصة مما قد يتسبب بسوء اختيار التقنية المطلوبة ومستواها وبالتالي استنزاف الموارد المالية، إلخ..
أبرز التوصيات:
المطالبة بتعزيز الوعي الأسري والمجتمعي بحقوق ذوي متلازمة داون
تواصلت جلسات عمل المؤتمر في المحور الرابع المخصص للجانبين الطبي والعلاجي حيث قدم الدكتور عبد الله الصبي استشاري طب أطفال والأطفال من ذوي الإعاقة في مدينة الملك عبد العزيز الطبية ورقة عمل عن الجانب الصحي تحت عنوان العيادة الطبية وجواز السفر الصحي لمتلازمة داون أوضح فيها أن كل طفل يحتاج إلى العناية والرعاية الطبية والطفل الذي لديه متلازمة داون طفل كالآخرين، يحتاج إلى المتابعة الطبية ويحتاج إلى رعاية خاصة مركزة لعلاج حالته واكتشاف المشاكل في وقت مبكر وعلاجها والإقلال من تبعاتها، وقال: قد تكون أعداد هؤلاء الأطفال قليلة نسبيا من المنظور العام حيث أن النسبة التقريبية هي 1- 2 في كل ألف ولادة أو حالة لكل 800 ولادة، فالمستشفى الذي يولد فيه عشرة آلاف طفل يحتمل أن يكون فيه من عشر إلى خمسة عشر حاله والهدف من وجود العيادة المتخصصة لمتلازمة داون هو تقديم خدمة مميزه بتنظيم مدروس ، من خلال وجود مجموعة من المتخصصين في مكان واحد كل ذلك سينعكس على نوعية الخدمة المقدمة ومن ثم إلى النتائج المرجوة على الطفل وعائلته.
وأضاف أنه نظرا لصعوبة تكوين عيادة متلازمة داون التخصصية، فإن المتابعة الصحية لأطفال متلازمة داون من خلال جواز السفر الصحي يمكن أن تغطي أغلب الاحتياجات الصحية وقال: يعتمد جواز السفر الصحي لمتلازمة داون على وضع برنامج متابعة الاحتياجات الصحية لمتلازمة داون من خلال جدول متابعة وفي كل زيارة هناك مهام محددة للمتابعة، وجواز السفر مكتوب باللغتين العربية والإنجليزية ليكون سهل التعامل معه من قبل الوالدين والطاقم الطبي.
وفي الجلسة ذاتها قدمت الأستاذة الدكتورة فاطمة حجازي أستاذة مشاركة في قسم العلاج الطبيعي في كلية العلوم الصحية بجامعة الشارقة ورقة عمل عنوانها (التطور الحركي عند أطفال متلازمة داون) وركزت من خلالها على أهمية الحركة بالنسبة لأطفال متلازمة داون لمواجهة التحديات والتغلب عليها، كما تطرقت للتفريق بين مصطلح النمو ومصطلح التطور حيث أن النمو هو التغير أو الزيادة في الحجم (طول، وزن) وهذا التطور له مقاييس عالمية تستطيع أي أم أن تراقب نمو طفلها، أما التطور فهو التحسن في الوظيفة، والتطور له أربعة أوجه هي (الحركة الكبيرة، الحركة الدقيقة، اللغة، التطور الاجتماعي النفسي).
وتحدثت أيضاً عن الصعوبات الحركية التي يواجهها أطفال متلازمة داون وكيفية علاجها والارتباط الوثيق بين أوجه التطور الأربعة بالإضافة إلى أهمية فريق العمل (الطبيب، اختصاصي العلاج الطبيعي، اختصاصي العلاج الوظيفي، التربية الفكرية، التخاطب، المعالج النفسي الاجتماعي، الأسرة).
وأكدت الأستاذة الدكتورة فاطمة حجازي أن المؤتمر فرصة طيبة وممتازة للجميع لأنه يطرح مشاكل الأشخاص من ذوي متلازمة داون ويسلط الضوء عليها ليعزز من عملية التوعية المجتمعية ومعرفة أهمية الدمج بالنسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة بشكل عام.
وفي المجال نفسه تحدث الأستاذ محمد فوزي مدير قسم العلاج الطبيعي والوظيفي المدير الإداري لمركز التدخل المبكر بالإنابة فتناول في ورقة عمله التطور الحركي الخاص بالأطفال من ذوي متلازمة داون والمراحل الحركية الرئيسية التي تميز التطور الحركي الخاص بهم وسلط الضوء على أهم المشكلات الحركية لديهم وأستعرض أهم الاستراتيجيات اللازمة لانجاح البرامج الحركية المقدمة لهم والوسائل الكفيلة بتطوير قدراتهم من الناحية الحركية وأحدث الممارسات العملية في هذا المجال.
وفي الجانب اللغوي قدم اختصاصي التخاطب رامي مجدي ورقة عمل بعنوان (مهارات التواصل في عمر التدخل المبكر لأطفال متلازمة داون) وتطرق فيها إلى مفاهيم التواصل واللغة والكلام والخصائص اللغوية والنطقية المميزة لأطفال متلازمة داون والمهارات الأساسية اللازمة للتواصل واكتساب اللغة والكلام.
وأوضح اختصاصي التخاطب مراحل اكتساب اللغة (ما قبل الكلمة الأولى، مرحلة الكلمة المفردة، مرحلة الجمل المؤلفة من كلمتين وثلاث، وتحدث عن أبرز الصعوبات التي تواجه أطفال متلازمة داون أثناء التواصل وكيفية التغلب عليها ببعض الأنشطة المنزلية.
وقد أشار الأستاذ رامي إلى أن مؤتمر (وعي وحقوق) بغاية الأهمية ويعتبر خطوة إضافية في سبيل فتح آفاق جديدة للتعامل مع أطفال متلازمة داون والاطلاع على أحدث الطرق التدريبية والتأهيلية التي من الممكن أن تساعدهم على تطوير مهاراتهم واعتبر أن فوائد المؤتمر تكمن في المساعدة على زيادة المعرفة بحقوق وقوانين الأشخاص من ذوي الإعاقة بشكل عام والأشخاص من ذوي متلازمة داون بشكل خاص والتعرف على تجارب (أمهات، آباء، أخوة) وهي بحد ذاتها تجارب حياتية مليئة بالخبرات في كيفية التغلب على الصعوبات ومواجهتها.
وبدورها قدمت الأستاذة منى هاشم ورقة عمل عن الجانب الغذائي لذوي الإعاقة والعوامل المؤثرة في الاحتياجات الغذائية للأطفال الذين لديهم متلازمة داون موضحة أكثر المشاكل الغذائية التي يعاني منها هؤلاء الأطفال عاقة في القضم والمضغ والبلع وأشارت إلى أساسيات الاهتمام بغذاء الطفل وقالت: إن التغذية الصحيحة هي عامل مهم وأساسي لصحة الطفل وتجنب العديد من مشاكل التغذية المتعلقة بالقدرة على الأكل وتضارب الغذاء مع الدواء والإمساك والمشاكل المتعلقة بالكلى، الحالة النفسية وأثرها على شهية الطفل من ذوي الإعاقة حيث أن العلاقة الأسرية والتفاهم الحسن بين الوالدين وتناول الطعام في جو عائلي يزيد من الشهية ويحسن السلوك الغذائي للطفل.
وبعد المحور الأخير للمؤتمر تم عرض ثلاثة تجارب من الواقع وهي تجربة أم سمية أحمد المهدي، وتجربة سيف خلفان الشاعر وتجربة عيد محمد حارث تعكس أهمية العلاقة الأسرية في الارتقاء بأطفال متلازمة داون إلى أفضل المستويات.
توصيات المؤتمر
وفي الختام قرأ الدكتور عبد الله الصبي توصيات المؤتمر، تلخصت في جانب الإرشاد الأسري حول العناية بتوعية الوالدين والأسرة وايجاد برامج تدريب لأولياء الأمور خاصة الأمهات وتنظيم دورات تدريبية لتمكين الأطفال ذوي متلازمة داون من مهارات حماية الذات من الإساءة والعنف، وفي الجانب التربوي والتأهيل أشارت التوصيات إلى الأساليب والمناهج التربوية وضرورة الاهتمام بالاستراتيجيات التعليم لأطفال متلازمة داون وإتباع التوظيف المدعوم كشكل من أشكال تشغيل ذوي متلازمة داون وأيضا التركيز على استخدام التكنولوجيا بإنشاء مركز للتقنيات المساندة للأشخاص من ذوي الإعاقة وتطوير التقنيات المساندة بشكل وظيفي ونفعي لخدمة ذوي الإعاقة.
وفي الجانب الحركي ركزت التوصيات على دور الأسرة والتدخل المبكر وفريق العمل وأهمية العلاج الطبيعي في تحسين الجانب الحركي للأطفال من ذوي متلازمة داون، أما في الجانب اللغوي فتم التركيز على أهمية تنمية المهارات اللغوية في عمر مبكر وتعزيز التدريبات لتأهيل الأهل والمتخصصين في المراكز والاستفادة من الخبرات العلمية المتاحة.
وأخيرا أشارت توصيات الجانب الغذائي إلى الاهتمام بالغذاء الخاص بأطفال متلازمة داون والمتابعة الدورية في عيادات أخصائيي التغذية وبمتابعة الوزن ونوعية الأغذية المستخدمة.
بعدها قامت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والأستاذة منى عبد الكريم نائب مدير عام المدينة بتكريم جميع المشاركين في إنجاح المؤتمر (وعي وحقوق) من محاضرين ورؤساء جلسات وضيوف محاضرين من أولياء الأمور.
الفنان الكويتي المعروف (محمد المنصور) زار المؤتمر
زار المؤتمر الفنان الكويتي المعروف محمد المنصور حيث كان في استقباله الأستاذة منى عبد الكريم نائب مدير عام المدينة المنسق العام للمؤتمر، التي رافقته في جولة على الفعاليات المصاحبة للمؤتمر والاطلاع على إبداعات الطلبة من ذوي الإعاقة في الخزف والأعمال اليدوية.
وقد أبدى الفنان محمد المنصور إعجابه الشديد بفكرة المؤتمر وأهدافه النبيلة مؤكداً أن الأشخاص من ذوي الإعاقة قادرون دائماً على رفد الحركة الفنية والإبداعية بكل ما هو ثمين وقيم وقادرون على التميز والتألق في مختلف المجالات.
وتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى رئيسة المؤتمر سعادة الشيخة جميلة القاسمي على دعوتها الكريمة له للحضور، مؤكداً أن اهتمامه بشؤون الأشخاص من ذوي الإعاقة يعود إلى سنين طويلة، وهو سفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة في مجال البيئة وعضو شرف في العديد من الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بشؤون الأشخاص من ذوي الإعاقة على مستوى دول مجلس التعاون بشكل عام.
وكشف المنصور عن مشروعه القادم وهو جمعية (النوير) التي سيكون مقرها في الكويت وتضم فروعاً في كل دول الخليج حيث ستعنى هذه الجمعية بتنمية المواهب الفنية للأشخاص من ذوي الإعاقة ومساعدتهم على إظهارها للمجتمع من خلال مسابقات يتم تنظيمها يشرف عليها مسؤولون من الدول المشاركة على أعلى المستويات وستكون الجوائز المقدمة للفائزين المبدعين من ذوي الإعاقة قيمة جداً.
وأوضح الفنان الكويتي أن معنى كلمة (نوير) هو الزهرة البرية الجميلة تلك التي تكون أوراقها بيضاء وقلبها أصفر وهي تنبت في شقوق الصخور في دلالة على العزيمة والإرادة والتحدي وكلها صفات من بعض الصفات التي يتسم بها الأشخاص المعاقون، وستكون هذه الجمعية حافزاً بإذن الله لباقي الدول العربية والأجنبية لتحذو حذوها وبالتالي تكون لها فروع هناك أيضاً.