تحت شعار (5% ضمن نطاق التردد) يسلط المؤتمر العلمي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الذي تنظمه هذا العام في 17 و18 أبريل 2018 الضوءعلى الأشخاص الصم وقضاياهم انطلاقاً من ريادة المدينة في هذا المجال واستكمالاً للإنجازات التي حققتها في تعليمهم وتطوير قدراتهم ومواهبهم وفق أفضل الممارسات العالمية منذ تأسيس مدرسة الأمل للصم سنة 1979 وهو نفس العام الذي تأسست المدينة فيه.
الأستاذ سامي جميل مترجم وخبير لغة الإشارة ومؤسس جمعية أصداء في الإسكندرية بجمهورية مصر العربية أكد بهذه المناسبة أهمية تدريس اللغة العربية للأشخاص الصم بلغة الإشارة حيث يتم التواصل باللغة العربية من خلال الصورة المنطوقة والصورة المكتوبة وتمثل الصورة المنطوقة أصل اللغة العربية، فهى لغة سماعية.
وأوضح أن مشكلة الصم في تعلم اللغة العربية تكمن في أن تحصيلها مرتبط بالسمع وهو الحاسة التي لا يمتلكونها وبالتالي هم لا يروا في اللغة إلا الصورة المكتوبة التي لا بد أن تكون الأساس في تعليمهم اللغة وقال: تعتمد الصورة المكتوبة في بناء مفرداتها على الاشتقاق من الفعل الماضي فالمشتقات هي أساس الوصول بمعاني مفردات هذه اللغة إلى الصم.
وأوضح أن في تعليم اللغة العربية للأشخاص الصم تتم ترجمة المفردات إلى إشارات وصفية تجعل للمفردة الواحدة أكثر من إشارة، فعلى سبيل المثال لا الحصر كلمة حامل تختلف إشارتها من (سماح حامل) إلى (حامل المصحف) أو (حامل الكاميرا) على الرغم من تماثلها في صورتها المكتوبة وهذا الإختلاف في الإشارة يتعارض وحقيقة المعنى اللغوي لكلمة حامل من المصدر وهي حمل بمعنى (رفع وحفظ).
وأشار إلى أن ترجمة هذه المفردة إلى لغة الإشارة يجب أن تعبر عن معنى (حمل) مضافاً إليها معنى اسم الفاعل حتى تحمل الإشارة معنى كلمة حامل في كل موقع لها من الجمل المختلفة ليصل معنى المفردة إلى الشخص الأصم لافتاً إلى أنها الطريقة التي يدرك الأشخاص الصم من خلالها الفرق في المعنى بين كلمات متقاربة في الاشتقاق مثل يعرض ـ معرض ـ يعارض ـ معارضة ـ اعتراض.
ختاماً، لفت الأستاذ جميل إلى أنها رؤية جديدة لتدريس اللغة العربية للأشخاص الصم يتم فيها دمج المعنى اللغوي مع لغة الإشارة لتكوين نسيج واحد متكامل يصل باللغة العربية إلى الأشخاص الصم بسهولة ويسر.