بدأت وتيرة التحضيرات في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تتسارعُ بشكل مدروس استعداداً لمؤتمر (5% ضمن نطاق التردد) الذي تنظمه يومي 17 و18 أبريل 2018 في قاعة الجواهر بمشاركة مميزة للعديد من الاختصاصيين وأولياء الأمور والمتحدثين والعاملين في المجال من داخل الدولة وخارجها.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز ثقافة الأشخاص الصم في الوطن العربي وتسليط الضوء على مبدأ ثنائية اللغة والخروج بمبادرات وحلول وتوصيات عملية لمجموعة من التحديات التي يواجهها الأشخاص الصم وضعاف السمع.
اختصاصية النطق واللغة في مدرسة الأمل للصم التابعة للمدينة غيداء الجبور أكدت أن السمع أمر بالغ الأهمية لتطوير الكلام واللغة والتواصل والتعلم كما أكدت أن الأطفال ممن لديهم صعوبات سمعية أو مشاكل في المعالجة السمعية لا زالوا غير حاصلين على الخدمات الكافية وقالت:
قد يحدث فقدان السمع في وقت مبكر من حياة الطفل وفي حال لم يتم التدخل المبكر والكشف عن المشكلة واتخاذ الإجراءات الضرورية فإن الآثار المترتبة عن ذلك ستكون سلبية للأسف.
وأضافت: من هذه الآثار التي يتركها فقدان السمع التأخر في تطوير مهارات الاتصال الاستقبالية والتعبيرية (الكلام واللغة) والعجز اللغوي الناجم عن مشاكل التعلم التي تؤدي إلى انخفاض التحصيل الدراسي وغالباً ما تؤدي صعوبات التواصل إلى العزلة الاجتماعية وضعف مفهوم الذات بالإضافة إلى التأثير على الخيارات المهنية.
وأوضحت أن تأثير ضعف السمع على اللغة يبدو جلياً بالنسبة للمفردات فيكون تطورها بطيئاً ويغدو الفرق واضحاً لدى الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في تعلم الكلمات ذات الدلالة الحسية (قط، الأحمر، خمسة..) والكلمات المجردة مثل (قبل، بعد..) بالإضافة طبعاً إلى الصعوبة في تمييز الكلمات والأحرف الوظيفية مثل (و، هي،..).
وأشارت اختصاصية النطق واللغة إلى الفجوة بين مفردات الأطفال السامعين وذوي الإعاقة السمعية مؤكدة أن هذه الفجوة تتسع مع التقدم في السن وخاصة بالنسبة للأطفال الذين لم يحظوا بالتدخل المبكر وتتسع هذه الفجوة لتشمل الكلمات ذات المعاني المتعددة.
وفيما يخص بنية الجملة لفتت الأستاذة غيداء إلى أن إنتاج الجمل يكون أقصر وأبسط لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية من الأطفال السامعين وفي كثير من الأحيان يكون لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية مشاكل في فهم وكتابة الجمل المعقدة كالتي تضم أسماء الوصل أو الأفعال المبنية للمجهول كما أن الأطفال ذوي الإعاقة السمعية لا يستطيعون في كثير من الأحيان سماع نهايات أصوات الكلمة مما يؤدي إلى سوء الفهم.
وعن النطق أكدت الجبور أن الأطفال ذوي الإعاقة السمعية في كثير من الأحيان لا يسمعون أصوات الحروف ذات التردد العالي كالسين والشين والفاء والثاء والكاف وبالتالي لا يلفظون هذه الأحرف عند الكلام وهم قد لا يسمعون أصواتهم الخاصة عندما يتحدثون فينطقونَ بصوت عال جداً أو منخفض مما يسبب مشكله في طبقة الصوت.
كما أكدت أن الأطفال ذوي الإعاقة السمعية يواجهون صعوبة في مجالات الإنجاز الأكاديمي (قراءة، مفاهيم رياضية..) ويرتبط مستوى الإنجاز بإشراك الوالدين وكمية ونوعية وتوقيت خدمات الدعم التي يتلقاها هؤلاء الأطفال.
وختمت الأستاذة غيداء بالإشارة إلى أهمية التدخل المبكر وتقديم الخدمات للأطفال ذوي الإعاقة السمعية نظراً لما يتركه ذلك من آثار إيجابية على تطوير اللغة لديهم ومن الضروري جداً أن تشارك الأسرة في هذه العملية من خلال عرض الطفل في أسرع وقت على اختصاصي السمع الذي سيقوم كجزء من فريق متعدد التخصصات بتقييم الطفل واقتراح أنسب برامج التدخل السمعي له.