تحت شعار (فرصي وخياراتي.. التمتع بالحقوق الكاملة والمتساوية.. دور الأسر)
وسط فرحة بادية على وجوه طلبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من ذوي متلازمة داون وبحضور مميز لأولياء الأمور ونائب مدير عام المدينة الاستاذة منى عبد الكريم بالإضافة إلى عدد من معلمي واختصاصيي مدرسة الوفاء لتنمية القدرات نظمت المدرسة (الأحد 22 مارس 2015) في فندق الراديسون بلو بالشارقة الاحتفالية السنوية العاشرة باليوم العالمي لمتلازمة داون تحت شعار (فرصي وخياراتي.. التمتع بالحقوق الكاملة والمتساوية.. دور الأسر) والذي يصادف هذا العام الذكرى الحادية والعشرين للسنة الدولية للأسرة حيث التركيز على دور الأسرة في تمكين الأبناء.
في كلمة افتتاحية أكد الأستاذ عبد الناصر درويش نائب مدير مدرسة الوفاء لتنمية القدرات على ريادة المدينة والمدرسة في العمل على تمكين الأسرة سواء من خلال المجالس والمحاضرات وورش العمل والمؤتمرات أو من خلال مشاركاتهم مع أبنائهم في مختلف الأنشطة وتمكينهم من المساهمة في التخطيط ووضع الأهداف التربوية والتعليمية لأبنائهم مبيناً أن من أهم أهداف تنظيم هذا الاحتفال تعريف المجتمع بمتلازمة داون ودمج الطلاب في المجتمع مع تعزيز الثقة بأنفسهم وقدراتهم بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي لأسر متلازمة داون والتوعية بالبرامج التربوية والتأهيلية الخاصة بهم.
وأوضح أن مدرسة الوفاء لتنمية القدرات عملت بشكل دؤوب ومنذ سنوات على توفير الفرص لذوي متلازمة داون لتحديد خياراتهم وعقد الشراكات مع المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية في سبيل تحقيق مبدأ المساواة بالحقوق التي كفلتها الشرائع والقوانين لافتاً إلى أن العديد من طلبة المدينة خاضوا معترك العمل بعد تمكينهم بالتعليم والتدريب والتأهيل حيث عملت المدينة على تذليل الصعوبات ليعلنوا عن أنفسهم وإمكانياتهم وقدراتهم في جميع المجالات وقد أثبتوا جدارتهم وقدرتهم على المنافسة وحققوا المراكز المتقدمة.
السيدة الفاضلة (أم سمية) قدمت تجربتها مع ابنتها مذ كانت سمية طالبة في مركز التدخل المبكر التابع للمدينة حتى غدت الآن في الصف الثاني الابتدائي مدمجة في إحدى مدارس الدولة حيث تتفاعل مع أقرانها من غير المعاقين وتستجيب لأساتذتها مبدية قدرة مميزة على الاستيعاب والتعلم، كما أكدت على أهمية أن تواكب الأسرة طفلها منذ مرحلة مبكرة وتدعمه بكل ما أوتيت من استطاعة مع الانتباه إلى موضوع هام جداً ألا وهو عدم وضع توقعات أعلى من قدرات الطفل وعدم الحط من قيمة هذه القدرات بل معرفتها جيداً ومواكبة الطفل تبعاً لها بهدف تنميتها وتطويرها قدر الإمكان وخوض تجربة الدمج متى كان هذا الدمج مبنياً على أسس علمية وسليمة.
وفي حوار أجرته الأستاذة منى عبد الكريم مع الموظفتين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (ندى عبد الله) و(مريم حسن) أكدتا من خلالها أنهما كانتا طالبتين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية قبل أن تصبحا موظفتين فيها فندى تعمل الآن في قسم العلاج الطبيعي والوظيفي وتساعد الطلاب خلال الجلسات وطموحها أن تتاح لها الفرصة لأداء فريضة الحج في حين تحدثت مريم عن عملها في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات حيث تساعد الطلبة في بعض الفصول التعليمية والانتقال بين الأنشطة المتعددة أما أمنيتها فهي السفر إلى التشيك والولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في البطولات الرياضية كرمي الرمح وكرة السلة والريشة الطائرة وقد سبق لها أن شاركت في العديد من البطولات الرياضية داخل الدولة وخارجها في جمهورية مصر العربية.
لقد كان تفاعل الحضور مع الحوار رائعاً جداً حيث وجهت العديد من الأسئلة إلى كل من ندى ومريم فأجابتا بكل ثقة واقتدار وقد كان لافتاً عمق الروح الإيجابية التي سادت الأجواء ضمن الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون الذي صاحبته ورشتان إحداهما للأشغال اليدوية وأخرى للرسم بالإضافة إلى رحلة ترويحية للطلبة من ذوي متلازمة داون إلى أحد الفنادق ليستمتعوا بأوقاتهم ويمارسوا مختلف الأنشطة الرياضية والمسلية بمواكبة للإعلام الاجتماعي لهذه الاحتفالية من خلال نشر العبارات التوعوية الهادفة.