محاضرات وورش عمل وجلسات استشارية.. والقادم أفضل
نشاط ملحوظ شهده مركز الشارقة لصعوبات التعلم في إطار الفعاليات الشهرية التي ينظمها تأكيداً على دوره الهام في هذا المجال، فخلال فبراير 2017 نظم المركز في جامعة الشارقة محاضرة بعنوان (تحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي لطلبة صعوبات التعلم) قدمتها الاستشارية النفسية الدكتورة آمال عاشور من دولة الكويت وحضرها عدد من أولياء الأمور والاختصاصيين وأساتذة الجامعة وطلابها.
وفي هذه المحاضرة عرضت الدكتورة آمال أهم الإجراءات الواجب اتباعها من قبل أولياء الأمور والتي تساعدهم في تحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي لأبنائهم مع التأكيد على تقدير الذات لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم وتوفير البيئة الأسرية المناسبة.
كما نظم المركز في غرفة تجارة وصناعة الشارقة ورشة عمل بعنوان (طرق التعامل مع المشكلات السلوكية) حاضرت فيها أيضاً الدكتورة آمال عاشور ومن خلال مجموعة من التطبيقات العملية بينت كيف يمكن لولي الأمر أن يحسن من تصرفات الطفل وكيفية التعامل مع المشكلات السلوكية الأخرى.
وقامت الدكتورة آمال بتقديم استشارات فردية للأسر في مركز الشارقة لصعوبات التعلم أكدت الانطباعات التي سجلها اختصاصيو المركز رضا أولياء الأمور عنها ومطالبتهم بتنظيم المزيد من الجلسات الاستشارية نظراً للنصائح القيمة التي كانت الدكتورة آمال تزودهم بها.
الدكتورة عاشور عبرت عن سعادتها الكبيرة بهذا التعاون مع مركز الشارقة لصعوبات التعلم الذي وفر جميع الظروف المواتية لنجاح المحاضرة وورشة العمل والجلسات الاستشارية مؤكدة أن هذا التعاون يصب في صالح أولياء الأمور وأطفالهم من ذوي صعوبات التعلم ويسعى لتقديم الدعم والمساندة لهم في مختلف المجالات.
وعن الاستشارات التي قدمتها لأولياء الأمور أوضحت الدكتورة أن أهم ما فيها تقديم التشخيص الصحيح للحالة بعيداً عن أوهام الأسر في بعض الأحيان ففي الوقت الذي تظن فيه الأم أن طفلها بحاجة إلى مركز متخصص للأشخاص ذوي الإعاقة يكون هو بحاجة إلى إشباع الاحتياجات النفسية أو الاهتمام وتقدير الذات.
وقالت: لا بد من التعامل مع الأشخاص ذوي صعوبات التعلم بشكل سليم بعيدأً عن الأحكام المسبقة أو التصرفات الخاطئة ومع توفير البيئة الأسرية والمدرسية المناسبة للطفل يمكننا الحصول على نتائج إيجابية ترضي الطفل والأسرة.
في سياق متصل نظم المركز في متحف الشارقة للآثار ورشة بعنوان (العلاج باللعب للأطفال ذوي صعوبات التعلم وأثره على العمليات المعرفية) قدمتها الدكتورة سعاد صالح الذويخ المدرس المساعد في جامعة الكويت والعضو المؤسس في المركز الكويتي لصعوبات التعلم.
خلال الورشة التفاعلية التي حضرها عدد من الاختصاصيين والمهتمين وأولياء الامور تحدثت الدكتورة عن اللعب وصعوبات التعلم في حقل التربية الخاصة كما سلطت الضوء على الطلبة ذوي التحصيل الدراسي المنخفض وكيفية تشخيص واكتشاف القدرات التي يمتلكها الأطفال ذوو صعوبات التعلم بالإضافة إلى معرفة السبل الكفيلة بالتغلب على التحديات التي تواجههم وأهمية الثقة بالنفس.
وخلال الورشة تم التعريف باللعب وفوائده ونوعية الألعاب التي تزيد ثقة الأطفال بأنفسهم مع الإشارة إلى العمليات المعرفية كالانتباه والإدراك والتذكر وأهمية الانتباه ونوعية الألعاب التي تقوي الذاكرة مع التأكيد دائماً على أهمية التوعية بالنسبة لأولياء الأمور والمجتمع لتحقيق أكبر قدر من التواصل مع الأطفال ذوي صعوبات التعلم ومساندتهم في تخطي العقبات التي تعترض طريقهم لا لمصلحتهم فقط وإنما لمصلحة المجتمع بشكل عام.
وتحدثت الدكتورة عن الأثر السلبي لإهمال الأطفال ذوي صعوبات التعلم وما ينتج عنه من مشاكل اجتماعية واقتصادية ومعرفية وهنا وجهت الدكورة رسالة إلى جميع المعلمين تحثهم فيها على المساعدة في اكتشاف وتشخيص حالة الأطفال ذوي صعوبات التعلم والمساهمة في إيجاد جسور التواصل معهم.
أما بالنسبة للدمج فأكدت الذويخ على أهميته وضرورة تخصيص فصل للمادة التي يواجه الطالب صعوبة فيها أما بقية المواد التي لا يعاني من أية مشاكل فيها فيستمر دمجه مع رفاقه في نفس المدرسة الأمر الذي يعزز ثقة الطالب بنفسه ويساعده.
الأستاذة هنادي السويدي مدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم توجهت بخالص الشكر والتقدير إلى الدكتورتين آمال عاشور وسعاد صالح الذويخ حيث أكدت القيمة العلمية والمعرفية لما قدمتاه بالتعاون مع المركز متمنية استمرار هذا التعاون مستقبلأً.
جدير بالذكر أن مركز الشارقة لصعوبات التعلم والذي بدأ عمله في سبتمبر 2016 يسير في تقديم خدماته للأطفال والأسر بخطا ثابتة وقد بلغ عدد الحالات المسجلة فيه حتى الآن 191 شخصاً من ذوي صعوبات التعلم يقدم لهم المركز الخدمات المناسبة وسيبقى المركز حريصاً على تعزيز علاقته وتعاونه مع مراكز ذوي صعوبات التعلم داخل الدولة وخارجها لتحقيق أفضل النتائج والارتقاء المستمر بمستوى الخدمات.