نظمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية يوم الاثنين 8 مايو 2023 (ملتقى أوتار الصم) تحت عنوان “أهمية التقنيات الحديثة في تعليم ورفع مستوى ثقافة الأصم” بالتزامن مع أسبوع الأصم العربي 48 على منصة “ويبكس” بحضور عدد من الاختصاصيين والعاملين في مجال الأشخاص الصم من مختلف الدول العربية (الكويت، قطر، جمهورية مصر العربية، لبنان، الجزائر، سلطنة عمان)، والمهتمين وأولياء الأمور.
وبهذه المناسبة ألقت سعادة منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الملتقى بكلمة أكدت في مستهلها حرص مدرسة الأمل للصم على الاهتمام الدائم بتبادل الخبرات مع مختلف الدول، وقالت:
كانت مدرسة الأمل للصم النواة التي انطلقت منها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية. وتمنت للأشخاص الصم من خلال مخرجات هذا الملتقى أن يحظوا بالاهتمام والتمكين ليبقوا أشخاص فاعلين في المجتمع.
من الأهداف التي يسعى الملتقى إلى تحقيقها التعرف على طرق التدريس والاستراتيجيات الحديثة بالتعليم، وآثار التقنيات الحديثة في تعليم الأشخاص الصم والوعي بأهمية برامج رعاية الموهوبين من الصم، وإبراز دور الأسرة في تعليم الأشخاص الصم وتسليط الضوء على التجارب الناجحة، والتركيز على الصمم المصاحب للإعاقات الأخرى.
بدوره قال الأستاذ فتحي عبد القادر زقعار مدير المدرسة العليا لأساتذة الصم والبكم في الجزائر إن الجزائر انخرطت منذ وقت مبكر في كل المبادرات الدولية الداعية إلى النهوض بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، كما صادقت على مختلف الاتفاقيات الدولية في هذا المجال.
وأضاف: شكلت هذه الخطوة قفزة نوعية ضمن توجه الأطفال ذوي الإعاقة ومن بينهم الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية في التعلم ضمن مدرسة عامة عوضاً عن المراكز المتخصصة. وتتكون برامج المدرسة من أقسام مختلفة منها قسم العلوم والتكنولوجيا، قسم التربية والفنون، قسم العلوم الاقتصادية، قسم الرياضيات والفيزياء وغيرها العديد من الأقسام.
تعمل البرامج الخاصة في المدرسة على التعرف على الإعاقة السمعية، وطرق واستراتيجيات التعليم الخاص للأشخاص ذوي الإعاقة، والأساليب المتبعة في تعليمهم. كما تهدف المدرسة إلى تنمية قدرات الأشخاص الصم ونقل المادة العلمية، وتحقيق الدمج المدرسي الكلي الأكاديمي المهني الاجتماعي للتلاميذ الصم وضعاف السمع.
الأستاذ أنيس أحمد الجرادات، نائب المدير للشؤون الأكاديمية، في مجمع التربية السمعية في قطر تحدث عن (تجربة العمل واستخدام التقنيات الحديثة والتكنولوجيا في مجمع التربية السمعية) ومبادرة التعليم الإلكتروني لعام 2012 وهي مبادرة أطلقتها وزارة التربية والتعليم العالي بدولة قطر بهدف تطوير العملية التعليمية وتقديم خدمات إلكترونية قائمة على التكنولوجيا الرقمية المتكاملة وذلك لتعزيز جهود حكومة قطر في تحسين جودة التعليم والتعلم ومن أهم مشاريع هذه المرحلة: موقع إدارة التعلم LMS ، مشروع الحقيبة الإلكترونية ، المكتبة الإلكترونية. تم نقل الحصص الدراسية على قناة قطر 420 حصة دراسية.
وأشار في مرحلة التعلم عن بعد أثناء فترة جائحة كرونا حيث تم إنجاز العديد من النجاحات، وتم حصول 100% من الكادر الأكاديمي على شهادة المعلم المبدع من مايكروسوفت وحصول 70% منهم على شهادة المعلم الخبير من مايكروسوفت.
وأضاف أن مرحلة تطبيق نظام قطر للتعليم الجديد، يتيح النظام للطالب متابعة الدروس بشكل يومي وحل التقييمات والواجبات كما يتيح التواصل إشارياً للطلاب الصم مع المعلمين على النظام والتحفيز إلكترونياً وتجميع نقاط ومستويات للطلاب والمعلمين تحت مسمى لعبة التعليم ولوحة الصدارة الأسبوعية.
يهدف هذا النظام إلى سهولة فهم الطلاب لمحتويات التقييمات والاختبارات المسندة إليهم على نظام قطر للتعليم، وسهولة حل الطلاب للتقييمات والاختبارات بالمنزل دون الحاجة لوجود المعلم أو المساعدة من أفراد العائلة، وانتظام الطلاب بشكل دوري بحل التقييمات دون وجود أعذار للتأخير.
وعن الجانب التكنولوجي تحدث الدكتور محمد خلف الرامزي، رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لمترجمي لغة الإشارة في الكويت، وقال: خطت دولة الكويت خطوات كبيرة في مجال تكنولوجيا تعليم الصم. فقد أدخلت جهاز الحاسب الآلي في تعليم الصم سنة 1994م من خلال برامج خاصة للتخاطب وتعليم الأبجدية ولغة الإشارة.
وتم افتتاح مدرسة الأمل في عام 1959 وهي ثاني مدرسة تم افتتاحها بعد مدرسة الأمل في جمهورية مصر العربية. في العشر سنوات الأخيرة ألزم المعلم على استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وكان ذلك واضحاً في حجز المواعيد في الوزارات وإنجاز المعاملات الرسمية وغيرها الكثير من الأمور مما انعكس ذلك على تعليم المعلم داخل الفصل.
التعليم المدمج يعتبر من المستجدات في تكنولوجيا تعليم الصم في الكويت حيث يهدف هذا النظام التعليمي إلى استمرارية تعليم الطلبة في الأجواء المناخية التي تعصف في الدولة كالأمطار الشديدة أو الفيضانات من خلال التعليم عن بعد بينما كانت هذه الفترة سابقاً إجازة للطلبة.
كما ناقشت في الملتقى الأستاذة شرين مصطفى علي، خبير مناهج مركز تطوير المناهج في جمهورية مصر العربية المفاهيم الفنية التي يدرسها الأشخاص الصم في مادة الرسم الفني، وتخصص صناعة الزخرفة بمدرسة الأمل للتربية السمعية (قيم التكوين، النظام البنائي الشكلي، ألوان المتوافقة) حيث وجد أن الأشخاص الصم يجدون صعوبة في فهم تلك المفاهيم وكذلك الاستيعاب اللغوي لمفرداتها مما يؤثر بدوره على التطبيقات المهنية المختلفة. أساليب تقويم البرنامج هي المثيرات البصرية ولغة الإشارة.
شاركت الأستاذة عفاف الهريدي مدير مدرسة وروضة الأمل للصم بالتعريف بالبرامج التعليمية المتبعة في المدرسة والتجارب الناجحة لطلابها وتوجهت بالشكر الجزيل لجميع المشاركين لتلبية الدعوة والحضور لعرض التجارب الناجحة في مجال الأشخاص الصم وضعاف السمع.
وفي الختام يأتي الملتقى في إطار حرص المدينة على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة والتوعية بقضاياهم وتقديم الخدمات المناسبة لهم ولأولياء أمورهم وفق أفضل الممارسات العالمية.
وضمن فعاليات أسبوع الأصم العربي 48 الذي نحتفل به في دولة الامارات العربية المتحدة، نظمت مدرسة الأمل للصم في بيت الحكمة “جلسة حوارية” لأبناء الصم حول (التحديات التي تواجههم في حياتهم وأهمية التقنيات الحديثة في تعليم ورفع مستوى ثقافة الأصم) يوم الثلاثاء 2/5/2023. استهدفت الجلسة أولياء أمور الطلبة وطلاب مدرسة الأمل للصم كما استضافت أشخاصاً من ابناء الصم، ناقشت فيها التحديات والإيجابيات والسلبيات التي واجهتهم للاستفادة من تجارب الآخرين. ونظمت محاضرة بعنوان “التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والبصرية” يوم الخميس 4/5/2023 والتحديات التي تواجههم ونجاحاتهم.