أوراق عمل وجلسات حوار ونقاشات مثمرة
مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تعزز ريادتها في مختلف الميادين
انطلاقاً من ريادتها في شتى الميادين ومن أهمها تقديم خدمات نوعية ومتميزة للأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد باعتبارها أول مؤسسة إماراتية تقدم خدماتها التخصصية في هذا المجال منذ العام 1995 تساهم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من خلال مركز الشارقة للتوحد في الجهود المبذولة نحو فهم ومعرفة أوضح لاضطراب التوحد من خلال ما تقدمه لطلبتها من ذوي هذا العرض وما تنظمه من دورات وورش عمل ومحاضرات في سبيل الوصول إلى إدراك أعمق لهذا الاضطراب وتقديم خدمات أرقى للأشخاص من ذوي التوحد وأسرهم.
هذا العام وتزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للتوحد نظم مركز الشارقة للتوحد في غرفة تجارة وصناعة الشارقة ملتقى التوحد (خارج المتاهة) يومي 1 و2 أبريل 2015 بمشاركة نخبة من أهم الباحثين والاختصاصيين في مجال التوحد قدموا فيه تجارب وأبحاثاً علمية من خلال ثلاثة محاور هي المحور التربوي التأهيلي والمحور الطبي العلاجي ومحور التقنيات المساندة بهدف تسليط الضوء على أهم التجارب والخبرات والأبحاث في مجال التوحد وإكساب العاملين في هذا المجال مهارات ومعارف جديدة تسهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي التوحد بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للمؤسسات والأفراد على حد سواء للتعاون وتبادل الخبرات.
حفل الافتتاح ومشاركة متميزة لطلبة المركز
استهلت فعاليات الملتقى بالسلام الوطني وآيات من الذكر الحكيم تلاها محمد النقبي الطالب في مركز الشارقة للتوحد، ولأنهم غاية كل نشاط ومنتهاه.. فقد أحب الطالب في مركز الشارقة للتوحد حسن إبراهيم الحمادي أن يتولى تقديم فقرات وجلسات الملتقى إلى جانب الأستاذة رباب عبد الوهاب وهو من الطلاب الذين يتحلون بالعديد من المزايا الايجابية ولديه قدرات واضحة ومهارات أكاديمية جيدة كما أنه هادىء ومتعاون مع زملائه ومدرسيه وقد شارك في العديد من الأنشطة منها لعبه لدور شهريار الملك في أوبريت ألف ليلة وليلة التي قدمتها جماعة الإبداع الفني في المدينة قبل أقل من ثلاث سنوات..
كلمة المدينة
بعد ذلك ألقت الأستاذة هبة الحمراني مدير إدارة الاتصال المؤسسي، مدير مركز الشارقة للتوحد بالإنابة كلمة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أكدت فيها أن الملتقى فرصة للمضي قدماً نحو المزيد من البحث والنقاش وبسط القضايا والإشكالات بأحجامها الحقيقية ومن منظورها العلمي البعيد عن الأوهام والمبالغات، ومن ثم توظيف هذا الجهد لدفع عجلة الاكتشافات وتحريكها وإزالة ـ ولو قدر بسيط ـ من الغموض الذي ما زال يكتنف حتى اليوم عرض التوحد منذ أن تم وصفه على يد الطبيب الأمريكي ليو كانر سنة 1943.
ولفتت إلى أن اختيار شعار الملتقى (خارج المتاهة) ليس إمعاناً في التفاؤل ولا قفزاً فوق الإشكالات التي تصاحب عرض التوحد بقدر ما هو محاولة لوضع منهج علمي صائب وواقعي ينبغي أن يتحلى به جميع العاملين والمعنيين بهذه الإعاقة الموصوفة حتى اليوم بالعديد من المسميات الغامضة والمبهمة، مشيرة إلى إن الإحاطة العلمية الدقيقة بحجم المشكلة وأبعادها ومعرفة الأسباب الحقيقية لها، والتشخيص السليم لأعراضها أرضية كافية للمضي قدماً نحو توفير أفضل الاستراتيجيات والبرامج للتعامل معها والتخفيف ما أمكن من الأعراض التي تصاحبها.
وفي ختام كلمتها توجهت الأستاذة هبة بجزيل الشكر والتقدير إلى كل من أسهم في الإعداد لهذا الملتقى ولكل من شارك فيه وحضره، وتوجهت بتحية شكر وتقدير إلى داعمي الملتقى ورعاته وخصت بالشكر رعاة الملتقى: مؤسسة الشارقة للإعلام، دائرة الموانىء البحرية والجمارك وبيت الشارقة الخيري.
فيلم قصير
تلا ذلك عرض فيلم قصير عن مركز الشارقة للتوحد وهو أول مركز من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة يقدم خدمات تخصصية للأشخاص من ذوي التوحد وأسرهم، امتد التحضير لإنشائه بضع سنوات.. وبدأ العمل فيه في سبتمبر 2001 وافتتحته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي حرم صاحب السمو حاكم الشارقة؛ رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة في 16 فبراير 2002، ويقدم خدمات متكاملة وبرامج عالية المستوى.
جلسة حوارية
بدأت إثر ذاك مباشرة الجلسة الافتتاحية وهي جلسة حوارية حول الرؤية المستقبلية لذوي التوحد قدم لها الطالب حسن إبراهيم الحمادي من مركز الشارقة للتوحد وأدارها الدكتور إبراهيم العثمان الأستاذ المشارك في قسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود تحدثت فيها الدكتورة عوشة المهيري رئيس قسم التربية الخاصة بجامعة الإمارات العربية المتحدة عن هذا الموضوع الهام وضرورة تسليط الضوء عليه ليكون المجتمع بشكل عام وذوو الشأن بشكل خاص فكرة واضحة عن هذه الرؤية والعمل سوياً ليكون تحقيقها ذا انعكاسات إيجابية على المجتمع عموماً بإذن الله.
الجلسة الأولى ـ المحور الطبي والعلاجي
ضمن المحور الطبي العلاجي، وفي الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور زهر الدين أبو صلاح قدم الدكتور أحمد محمد الألمعي رئيس قسم الطب النفسي للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية ورقة عمل بعنوان (التوحد ـ أسبابه وطرق علاجه ـ أبحاث محلية) أوضح فيها أن جزءاً كبيراً من عمل القسم يتضمن تقديم الخدمات العلاجية للأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم وقد قام القسم بإجراء دراسة مسحية بعد الازدياد الملحوظ بنسبة الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد حيث تمت ملاحظة الأعراض المصاحبة بهدف وضع الخطط العلاجية.
شملت الدراسة 55 حالة تبين من خلالها أن 78% من الحالات لديها فرط في الحركة ونقص في الانتباه و84% لديها اضطراب في اللغة والنطق بالإضافة إلى العديد من النسب اللافتة في مجالات أخرى حيث أشار الدكتور أحمد إلى أن أهمية الدراسة تكمن في كونها من الدراسات المحلية القليلة التي تم إجراؤها في هذا المجال حيث أن أغلب الدراسات هي دراسات أجنبية كما تكمن أهميتها في تسليط الضوء على الأعراض المصاحبة لتتم المتابعة بشكل أفضل من قبل الأطباء والمتخصصين للحصول على نتائج أفضل.
ولفت رئيس قسم الطب النفسي للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية إلى ضرورة أن يعي أولياء الأمور أهمية التشخيص والتدخل المبكر بناء على استشارات الأطباء والمتخصصين في المجال مع التحذير من الطرق والأساليب الملتوية التي قد يوهمهم بها بعض المستغلين تحت مسميات طبية زائفة بهدف الحصول على أموالهم مقابل (الأمل المخادع).
في ذات الجلسة وضمن ورقة عمل بعنوان (اضطرابات طيف التوحد ـ الجينات ـ الوراثة) تحدث الدكتورعلي صابر اختصاصي الأمراض النفسية والعصبية والكاتب في مجلة المنال عن التصنيف الأخير لاضطراب طيف التوحد طبقاً للطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية مستعرضاً آخر الدراسات والتقارير في هذا المجال كما تحدث عن الأسباب ودور العوامل البيئية و(الوراثية) الجينية وما هو الخلل الميكروسكوبي بالكروموسومات والخلل الجيني الذي وثقته الدراسات لدى الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد.
بعد ذلك تحدث الدكتور عبد الله فيدو استشاري طب نفسي في المملكة المتحدة عن دور العناصر الشحيحة في مسببات اضطراب طيف التوحد في دول الخليج كونها من الدول النفطية مؤكداً أن النقص أو الزيادة في العناصر الطبيعية من مسببات اضطراب طيف التوحد مع وجود القليل من المعلومات المتاحة المتعلقة بالرصد البيولوجي من المعادن السامة الثقيلة في البيئات المدرسية خاصة في الدول المنتجة للنفط.
الجلسة الثانية ـ المحور التربوي التأهيلي
وضمن (المحور التربوي التأهيلي) كانت الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور عبد الله المنيزل قدمت فيها الدكتورة سها أحمد أمين نصر أستاذ علم نفس الطفل في جامعة الإسكندرية ورقة عمل عنوانها ( فعالية برنامج قائم على استراتيجية التعلم الاجتماعي الانفعالي لخفض حدة اضطرابات التواصل الانفعالي لدى بعض حالات اضطراب طيف التوحد) وفيها عرضت للبحث الذي أجرته على مجموعة من أطفال اضطراب طيف التوحد (متلازمة اسبرجر).
وقد أكدت الدكتورة سها أن مشاكل عدة كانت تواجه هؤلاء الأطفال فيما يتعلق بقراءة تعبيرات الوجه والتعبير الانفعالي وإدراك انفعالات الآخرين ولكن بعد خضوعهم للبرنامج القائم على استراتيجيات التعلم الاجتماعي الانفعالي عن طريق لعب الدور والقصص وبعض الأنشطة الجماعية أصبحوا قادرين على التواصل الانفعالي كما بدأوا بتسمية المشاعر كالشعور بالفرح أو الغضب أو الحزن.. إلخ كما بدؤوا بالتعاون فيما بينهم وهذا تطور ملحوظ إلى حد كبير.
واعتبرت أستاذة علم نفس الطفل في جامعة الإسكندرية أن الملتقى بتسليطه الضوء على أحدث المستجدات في مجال اضطراب طيف التوحد يقدم خدمة جليلة للأطفال وأسرهم وللمجتمع بشكل عام وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الوعي الكبير لدى القائمين على مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومركز الشارقة للتوحد بأهمية إيصال الرسالة للمجتمع نحو فهم أعمق لاضطراب طيف التوحد وطيفية التعامل الأمثل مع ذويه انطلاقاً من الاحترام والتقدير والمساندة في استخراج الطاقات الكامنة في نفوسهم.
الأستاذة كوثر يعقوب أحمد وهي باحثة في مجال التوحد وحاصلة على جائزة الكويت للعمل التطوعي المدرسي 2010 قدمت ورقة عمل بعنوان (فاعلية برنامجين عن طريق النمذجة المتبادلة والنمذجة بالفيديو في تنمية مهارات التقليد الحركي لدى الأطفال ذوي التوحد) وهدفها قياس مدى فاعلية كل من البرنامجين في تعليم الطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد مهاراة التقليد الحركي بالإضافة إلى زيادة الدافعية لدى الطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد في تعلم مهارة التقليد الحركي وذلك باستخدام الوسائل الأكثر فاعلية والمحببة لديه والتي تناسب خصائصه من خلال تطبيقها على عينة بلغ عددها (10) أطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد تراوحت أعمارهم بين الأربع والسبع سنوات من الأطفال الملتحقين بمركز عالية للتدخل المبكر والتوحد في مملكة البحرين موزعين على مجموعتين تجريبيتين مجموعة خضعت للنمذجة عن طريق الفيديو ومجموعة خضعت للنمذجة التبادلية بواقع خمسة أطفال في كل مجموعة تجريبية.
وكان ختام اليوم الأول من ملتقى (خارج المتاهة) مع ورقة عمل بعنوان (التأهيل المهني للأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد بين نماذج التجارب الدولية وتحديات الواقع الخليجي) قدمها الأستاذ خالد بن ناصر المالكي مؤسس الجمعية العمانية للتوحد.
اليوم الثاني ـ الجلسة الثالثة ـ المحور التربوي التأهيلي
استهل اليوم الثاني من الملتقى بجلسة ضمن المحور التربوي التأهيلي تحدث فيها الدكتور إبراهيم بن عبد الله العثمان أستاذ التربية الخاصة المشارك بجامعة الملك سعود في إطار ورقة عمل حول فعالية تطبيق معلمي التلاميذ ذوي اضطراب طيف التوحد لبرنامج تدريبي انتقائي في تنمية بعض المهارات الاجتماعية لدى هؤلاء التلاميذ مؤكداً أن الهدف من البحث هو التعرف على مدى فعالية تطبيق معلمي التلاميذ ذوي اضطراب طيف التوحد لبرنامج انتقائي في تنمية بعض المهارات الاجتماعية لدى هؤلاء التلاميذ حيث شملت عينة الدراسة 6 تلاميذ تراوحت أعمارهم بين (9 ـ 12) عاماً وقد أسفرت النتائج عن فعالية البرنامج المستخدم في تنمية بعض المهارات الاجتماعية لدى المجموعة التجريبية بعد تطبيق البرنامج وبعد فترة المتابعة.
الدكتورة داليا مصطفى عثمان أستاذة أمراض التخاطب بكلية الطب في جامعة القاهرة قدمت ورقة عمل بعنوان (تقييم المهارات الاستقبالية والتعبيرية للغة العربية) Real Scale أداة يمكن استخدامها لتقييم المهارات اللغوية لدى الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد مشيرة إلى أن هؤلاء الأطفال لديهم صعوبات في اللغة والتواصل تختلف بشدتها وإن ندرة أدوات تقييم اللغة العربية بشكل عام يجعل من الصعب على المتخصصين في مجال التخاطب إجراء تقييمات لغوية للأطفال المتحدثين باللغة العربية حيث ظهرت من بين هذه الحقائق ضرورة تطوير أداة تقييم لغوي تستهدف هؤلاء الأطفال والتي يمكن من خلالها تقييم المهارات اللغوية الاستقبالية والتعبيرية لدى الأطفال الذين لديهم صعوبات لغوية تتفاوت من حيث النوع والشدة.
وفي ورقة عمل تحمل عنوان (فعالية برنامج تأهيلي قائم على القصص الاجتماعية في تنمية مهارات السلوك التكيفي لدى الأطفال ذوي التوحد) تحدث الأستاذ روحي عبدات اختصاصي نفسي تربوي في وزارة الشؤون الاجتماعية عن مشاركته مع مجموعة من الباحثين في جامعة الإمارات العربية المتحدة بتصميم مجموعة من القصص الاجتماعية الموجهة للأطفال ذوي التوحد وكان الهدف منها تطوير المهارات الاجتماعية والتواصلية والسلوكية عندهم.
بناء عليها تم إعداد برنامج تدريبي للمتخصصين والعاملين مع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ليطبقوا هذه القصص مدة فصل دراسي كامل بهدف ملاحظة أثرها من حيث المهارات السلوكية والاجتماعية والتواصلية وقد تم قياس هذا البرنامج حيث أظهرت النتائج أن العينة التجريبية التي طبقت عليها الدراسة أبدت تحسناً ملحوظاً في المهارات المذكورة.
وقد أكد الأستاذ روحي أن على عاتق المجتمع تقع مسؤولية تقبل الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد دون النظر إليهم بسلبية وكأنهم هم سبب ما لديهم من مشكلة بل إدراك أن السبب يعود إلى الأساليب التربوية والاجتماعية والتواصلية الخاطئة والتي ينبغي تصحيحها.
وأعرب عن أمله في أن يصل الوعي إلى تلك المرحلة التي تساهم في تقبل أبناء هذه الشريحة ضمن مجتمعهم في سياق طبيعي أساسه التنوع والاختلاف القائم على الاحترام والتقدير ولدى مصادفة شخص من ذوي اضطراب طيف التوحد في الحديقة أو المركز التجاري التعامل معه ومع أسرته بشكل إيجابي يعزز من المكانة الاجتماعية والسلوكية ويغنيها.
الجلسة الرابعة: حوارية بإدارة الشيخة جميلة القاسمي
بعد ذلك شهد الجميع جلسة حوارية أدارتها سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مع مديرات عدد من مراكز التوحد في الدولة هن: الأستاذة مها العازار مديرة مركز أولادنا للتعليم والتأهيل في الشارقة، الأستاذة عائشة سيف المنصوري مديرة مركز أبو ظبي للتوحد، الدكتورة هبة شطا رئيس مركز الطفل للتدخل المبكر في دبي والأستاذة أمل جلال صبري مديرة مركز الإمارات للتوحد في أبوظبي.
وفي هذه الجلسة الهامة أكدت سعادة الشيخة جميلة القاسمي على الهدف الرئيسي للملتقى والمتمثل بإخراج الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم من المتاهة ودمجهم في المجتمع بشكل علمي مدروس يتيح لهم التقبل الإيجابي القائم على الفهم والاحترام والتقدير مشيرة إلى أن مركز الشارقة للتوحد يهدف في خطته المستقبلية إلى تصحيح المفاهيم غير الواضحة وتطوير جودة الخدمات المقدمة.
وقد دار النقاش حول العديد من المواضيع القيمة لعل من أبرزها كيفية تعامل المراكز مع الازدياد الواضح بحالات التوحد ودور المجتمع في ذلك مع التأكيد على أهمية التدخل المبكر ودوره المؤثر في تحقيق التحسن المنشود.
الجلسة الخامسة ـ محور التقنيات المساندة
الجلسة الثانية جاءت ضمن محور التقنيات المساندة استهلها الدكتور تامر فاروق ربيع الأستاذ المساعد في كلية الهندسة ـ قسم الهندسة الإلكترونية وهندسة الكومبيوتر ـ (الشارقة ـ الإمارات العربية المتحدة) بورقة عمل بعنوان: (الروبوتات البشرية الذكية المدربة تدريجياً والقابلة للتكيف لعلاج اضطرابات طيف التوحد) مشيراً إلى أن هذا الاقتراح يطور خوارزميات رؤية نشطة قادرة على السيطرة على الروبوت المتحرك لغرض الملاحة الآلية في بيئة ديناميكية بهدف الوصول إلى نتائج تطور خوارزميات متقدمة لمراقبة الملاحة الروبوتية التي يمكن أن تنقل مباشرة إلى الروبوتات في الواقع الحقيقي.
محمد الحناوي المدير التنفيذي للجمعية المصرية لتقدم الاشخاص ذوي الإعاقة والتوحد تحدث في ورقة عمله (مشروع نظام التواصل البديل باستخدام المحمول ـ كلامي) عن التجربة التي قامت بها الجمعية في 12 محافظة مصرية شارك فيها 18 مركزاً وكانت الدراسة حول استخدام تطبيق كلامي على المحمول لتحسين التواصل اللفظي للأشخاص المبصرين الفاقدي القدرة على التوصال اللفظي (توحد، صم، اضطرابات نطق وكلام، غير الناطقين باللغة العربية).
وأوضح أن هذا التطبيق بني في الأساس على أسلوب (البيكس) وهو نظام تواصل بتبادل الصور لتعزيز تواصل الاشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد وقد قامت الجمعية بتطوير هذا التطبيق لعمل تطبيق ناطق باللغة العربية يضم 500 كلمة تم تقسيمها إلى أربع مراحل بنائية روعي فيها التسلسل من حيث الأهمية للأشخاص من ذوي الإعاقات النمائية كما روعي اختيار الصور لتجمع بين الرمزية والواقعية حيث يصدر التطبيق بأربعة أصوات (طفل، طفلة، رجل، امرأة) باللهجة المصرية، وجار العمل لإصدار تطبيق بمختلف اللهجات العربية يضم 2000 كلمة.
الأستاذ محمد وهو حاصل على ماجستير في التوحد ويكمل حالياً دراسة الدكتوراه في صعوبات التعلم أشار إلى أن التوحد من أبرز الإعاقات النمائية التي تؤثر على ثلاثية التواصل والسلوك والنمطية والاحتياجات الحسية حيث يكون الشخص من ذوي التوحد غير قادر على التواصل مع الآخرين وذا سلوكيات غير مبررة تتسم بالنمطية والطقوسية وغالباً ما تظهر عليه احتياجات حسية كثيرة.
وأضاف: من واجب أسر الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد أن يسارعوا إلى التدخل المبكر مع أول اكتشاف للأعراض لأنه كلما كان التدخل المبكر أسرع كان اكتساب الخبرات مجدياً أكثر مع تحقيق التقدم الملموس نظراً لكون التوحد (اضطراباً) وليس (مرضاً) أي أن العمل لا يتم على أساس (الشفاء) منه بل على أساس تغيير حدة الاضطراب نحو نتائج أفضل.
الجلسة السادسة والأخيرة ـ عرض التجارب ـ تجربة العلاج بالموسيقى
في الجلسة الأخيرة من الملتقى وهي جلسة عرض التجارب قدمت كل من البروفيسورة أون شيل سوه الأستاذ بقسم العلاج بالموسيقى في جامعة أيوا بكوريا الجنوبية والبروفيسور المساعد جيهاي كيم معالج موسيقي في المركز الوطني للسرطان بكوريا ورقة عمل بعنوان (تجربة العلاج بالموسيقى مع طلاب ذوي التوحد).
أما أمهات طلاب مركز الشارقة للتوحد فقدمن ورقة عمل بعنوان (تجربة دمج) لتختتم الجلسة بورقة عمل تحمل عنوان (تنمية مهارات السباحة للطلاب ذوي التوحد باستخدام مبادئ برنامج تيتش) حيث تحدث فيها الأستاذ مصطفى الضويني معلم التربية الرياضية في مركز الشارقة للتوحد.
بانوراما إبداعات طلاب التوحد
صاحب ملتقى التوحد (خارج المتاهة) معرض فني ضم إبداعات طلبة مركز الشارقة للتوحد من لوحات قاموا برسمها منذ العام 2011 خلال احتفاءات المركز بأسبوع التوحد مع عرض فيديوي للطلبة وهم يقومون برسم هذه اللوحات التي شاركوا بها في معارض (إسلاميات، التصوير الضوئي، إبداعات طيف التوحد، وجوه الإمارات).
وقد أكد المعلم في مركز الشارقة للتوحد ومسؤول معرض بانوراما إبداعات طلاب التوحد محمد قشطة أن الهدف الرئيسي من المعرض يتمثل بتسليط الضوء على هذه المهارات الإبداعية للطلبة وتقديم فكرة للمجتمع عما بمقدورهم إنجازه ببراعة وحس فني رفيع مع الأخذ بعين الاعتبار مقدار السعادة التي يولدها الرسم في نفوس الطلبة باعتباره أسلوباً من أساليب التواصل بالنسبة إليهم.
آراء وانطباعات المشاركين
الأستاذ المحاضر في جامعة كردفان في السودان يسرا ياسين الشيخ عبرت عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة في هذا الملتقى المتميز والذي سلط الضوء على قضية مهمة كاضطراب طيف التوحد مشيدة بأوراق العمل المقدمة كونها تطرقت إلى العديد من الجوانب التي يجب تسليط الضوء عليها ومناقشتها بشكل علمي يحقق الفائدة للعاملين في هذا المجال وللأسر والمجتمع بشكل عام.
بدوره اعتبر الدكتور محمد خلف الرامزي مدير مدرسة السلوك التوحدي في دولة الكويت أن المواضيع المتنوعة والمهمة التي تناولها الملتقى أعطت الجانب العلمي مكانة مرموقة فيه وهذا يدل على حسن اختيار أوراق العمل من قبل اللجنة المنظمة والمستوى الرفيع للسادة المتخصصين الذين قدموا أوراقهم، الأمر الذي حقق فائدة كبيرة لجميع من شارك في الملتقى وأكسبه معلومات قيمة سيتم تكريسها خلال التعامل مع الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم بشكل عام.
الاستاذ عبد الكريم البدر مدير مدرسة التربية الفكرية في دولة الكويت أشار إلى نقطة غاية في الأهمية تضمنها الملتقى ألا وهي التركيز على بعض المفاهيم المغلوطة الخاصة بالتوحد وتصحيحها بناء على دراسات ومعطيات علمية بعيداً عن الأقاويل التي لا تستند إلى دليل سليم خاصة تلك التي تتعلق بادعاءات البعض حول أساليب علاجية يتم الترويج لها بعيداً عن استشارة الطبيب المتخصص.
البدر توجه بخالص الشكر والتقدير إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومركز الشارقة للتوحد على الجهد الكبير الذي بذل في سبيل تنظيم هذا الملتقى الرائع على أمل اللقاء في ملتقيات مفيدة وهامة في القادم من الأيام بإذن الله.