حضور كبير من مختلف دول الوطن العربي
الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي:
نسعى لإيصال صوتنا إلى أوسع جمهور ممكن وتعزيز دور الإعلام الجديد في خدمة قضايا الأشخاص المعاقين والدفاع عن حقوق أصحابها.
الإعلام الاجتماعي رديف للإعلام التقليدي في نشر الوعي وليس بديلاً له
مبادرات إماراتية مجتمعية لتفعيل الإعلام الاجتماعي في مناصرة قضايا الإعاقة
نشر ثقافة العمل التطوعي باستخدام وسائل الاعلام الاجتماعي
ينظم قسم الإعلام في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ملتقى المنال كل سنتين احتفالا بدخول مجلة المنال عامها الجديد في مايو من كل عام، وقد تناولت سلسلة ملتقيات المنال قضايا هامة تتعلق بثقافة وإبداع الأشخاص المعاقين ومكانتهم في مختلف مناحي الحياة الثقافية والابداعية والإعلامية ومن المواضيع التي تناولها الملتقى في السنوات الأخيرة: الأدب والإعاقة (2004)، السنما والإعاقة (2005)، الإعلام والإعاقة (2006)، التلفزيون والإعاقة (2008)، المسرح والإعاقة (2010)، وخصص الملتقى لعام 2012 لموضوع الإعاقة والإعلام الإجتماعي.
ومن المعروف أن وسائل الإعلام الاجتماعي تلعب اليوم دورا حيويا في الأحداث اليومية التي تدور حولنا في العالم ويكاد هذا الدور يصل إلى دور اللاعب الرئيسي في تلك الأحداث، كما أنه يشكل اليوم عمادا أساسيا في بنية المؤسسات باختلاف أنواعها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الحكومية منها وشبه الحكومية وغير الحكومية على حد سواء، ولذلك كان لا بد من الوقوف قليلا في ملتقى المنال لهذا العام لمعرفة واقع الإعلام الإجتماعي في تناوله لقضايا الإعاقة ومدى إعتماد مؤسسات الإعاقة على وسائل الإعلام الاجتماعي في ايصال رسالتها وحجم استخدام الأشخاص من ذوي الإعاقة لهذه الوسائل.
وقد حاول الملتقى الحالي رصد واقع استخدام الأشخاص ذوي الإعاقة لوسائل الإعلام الإجتماعي ومدى تأثيرها على حياتهم وتسليط الضوء على نماذج وتجارب الأشخاص من ذوي الإعاقة مع الإعلام الاجتماعي والخروج بحلول عملية ومبادرات قابلة للتطبيق على المستوى الفردي والمؤسسي لتفعيل دور الإعلام الإجتماعي في قضايا الإعاقة وتعزيز استخدام الأشخاص من ذوي الإعاقة له بما يخدم ويسهل حياتهم العملية وهو ما تحقق بالفعل.
حفل الافتتاح
أقيم الحفل الاثنين 21 مايو الماضي في قاعة المسرح بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة بحضور سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة وسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
وحضر حفل افتتاح الملتقى الذي استمرت فعالياته حتى 23 من الشهر ذاته كل من سعادة طارق بن خادم رئيس دائرة الموارد البشرية في حكومة الشارقة رئيس مجلس إدارة نادي الثقة للمعاقين وسعادة عبد الرزاق أحمد رشيد رئيس مجلس إدارة نادي خورفكان للمعاقين والأستاذ مروان السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار (شروق) ومكتب تطوير قناة القصباء والاستاذ راشد الكوس مدير مشروع ثقافة بلا حدود والأستاذ أسامة سمرة مدير مركز الشارقة للإعلام وعدد كبير من ضيوف الملتقى الاختصاصيين والمهتمين والإعلاميين من مختلف الدول العربية.
استهل حفل الافتتاح بالسلام الوطني ثم ألقت الأستاذة منى عبد الكريم مديرة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات كلمة بالنيابة عن سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية رئيسة تحرير المنال رحبت فيها بضيوف الملتقى وشكرتهم على حضورهم ومشاركتهم ودعت إلى توظيف هذه المناسبة لإيصال قضية الإعاقة إلى العالم أجمع عن طريق التجارب الإيجابية والصورة المشرفة للأشخاص المعاقين.
الشيخة جميلة القاسمي:
«نعمل على إيصال قضايا المعاقين إلى أوسع جمهور ممكن»
وفيما يلي نص كلمة الشيخة جميلة القاسمي:
«بين سنة وأخرى نحن على موعد يتجدد في ملتقى المنال… هذه المناسبة الأثيرة على قلوبنا والتي نحاول فيها قدر ما أوتينا من إخلاص في النية وصفاء في السريرة ووضوح في الرؤية والهدف ألا تكون مجرد مناسبة احتفالية نطفىء فيها شمعة ونضيء أخرى في عمر هذه المجلة التي دخلت اليوم عامها السادس والعشرين بشكلها الالكتروني الجديد بعد أن ودعت إصدارها الورقي منذ أشهر قليلة.. لا كللاً ولا مللاً بل تقدماً وتطوراً وإضافة مبتكرة للإعلام الهادف والموجه تتولد عنه مكاسب وإضافات جديدة لا لشخص ولا لمؤسسة ولا لمدينة بل حباً وخدمة لقضية عادلة وأشخاص أحبة على قلوبنا آمنا ووثقنا بقدراتهم وامكاناتهم وبحقهم في الحياة والعيش بكرامة تحتمها إنسانيتهم التي منحهم إياها الخالق عز وجل ولا يحق لأي كان انتهاكها أو المساس بها مهما كانت الأعذار أو المبررات.
بين سنة وأخرى وفي ملتقى المنال نطرح قضية جديدة ونضيء على موضوع جديد يمس جوانب من حياة الأشخاص المعاقين وإبداعاتهم قد لا تتطرق إليه المؤسسات والمراكز المتخصصة ولا حتى الكليات المعنية في الجامعات أو غيرها من التخصصات… والمتتبع لسلسلة ملتقيات المنال والمواضيع التي تطرقت إليها يلمس لمس اليد هذا التوجه؛.. فمن ندوة المنال عن حقوق المعاقين بالتعاون مع دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة.. ومسابقة المنال الشعرية.. ومسابقة أجمل صورة للمعاقين.. وإشراقات فنية.. إلى ملتقيات الأدب والإعاقة والسينما والإعاقة والإعلام والإعاقة والتلفزيون والإعاقة والمسرح والإعاقة وصولاً إلى ملتقانا اليوم الإعاقة والإعلام الاجتماعي..».
وأضافت سعادتها قائلة: «صحيح أننا لا نمتلك احصاءات دقيقة لمعرفة الأثر الطيب الذي تركته سلسلة ملتقيات المنال إلا أن لدينا من المؤشرات ما يكفي للدلالة على نتائج هذه الملتقيات وما أثارته من نقاشات وما نجم عنها من متابعات ومراجعات ومشاريع مماثلة انطلقت هنا وهناك لتصب جميعها في خدمة هدف واحد وقضية واحدة نعمل جميعاً مخلصين في كل دولنا العربية على تحسين شروط حياة أصحابها وتمكينهم من حقوقهم مستخدمين في ذلك كل الوسائل المتاحة أمامنا ومستفيدين من اللحظة التاريخية التي نعيشها ومستندين إلى الإرث الحضاري والنتاج العلمي المتقدم لكل وسائل الاتصال وآخرها وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبر من أهم وأحدث التطورات التي يشهدها عصرنا للتفاعل بين الأفراد والمجموعات من خلال شبكة الانترنت.
وليس خافياً على أحد هذا الانتشار المذهل الذي حققته هذه الوسائل في فترة قصيرة من الزمن لا تتعدى السنتين إذ بلغت نسبة مستخدمي موقع الفيسبوك على سبيل المثال فقط ?12 من اجمالي سكان الوطن العربي ?70 منهم من شريحة الشباب والعديد منهم من الأشخاص المعاقين الذين استفادوا من هذا التطور».
وختمت كلمتها بقولها: «لقد غدا الإعلام بحق مسألة فردية وشخصية يمكن أن تتم من غير وسيط كنا حتى وقت قريب نعتمد عليه ولن نستغني عنه لايصال رسائلنا وتحقيق أهدافنا، ولكننا نطمح ومن خلال ملتقى المنال الإعاقة والإعلام الاجتماعي إلى تعزيز دور هذا الإعلام في خدمة قضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة وفتح الباب أمام الأشخاص والمؤسسات للتعبير عن قضاياها ومتابعة حقوقها والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس في مختلف بلدان العالم، ونتطلع بأمل إلى اطلاق المزيد من المبادرات الهادفة المجتمعية والفردية وفق الضوابط الأخلاقية والآداب العامة التي تمليها علينا ثقافتنا العربية والإسلامية وبما ينسجم مع عدالة وسمو القضية التي نعمل عليها جميعاً».
كلمة المشاركين
ألقى بعدها الأستاذ عدنان العابودي عضو لجنة صياغة الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة منسق برامج المناصرة والتوعية في المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين في الأردن كلمة المشاركين في الملتقى قال في مستهلها: «يشرفني ونيابةً عن كافة المشاركين في ملتقى المنال (الإعاقة والإعلام الاجتماعي) أن أعرب عن عميق السعادة والحبور للمشاركة في هذا الملتقى الذي يهدف إلى إحداث التغيير الايجابي في استخدام وسائل الإعلام الإجتماعي وترسيخ المفاهيم الحقوقية وتغيير الصورة النمطية السلبية حول قضايا الأشخاص من ذوي الاعاقة».
ولفت الاستاذ العابودي في كلمته إلى أن الإعلام الإجتماعي أو ما يُطلق عليه الإعلام البديل يتنشر بشكل سريع جداً بين المجتمعات ويُعتبر وسيلة سهلة لتعميم الأفكار والتأثير على مفاهيم المجتمع بكافة شرائحه، وملتقى المنال المتميز فكراً وموضوعاً من خلال تطرقه لهذا الموضوع لأول مرة يقدم بادرة طيبة تستحق الوقوف عندها لتحمل مسؤولية نشر الوعي اللازم، والخروج بتوصيات إيجابية مهمة تساعد على التعامل مع الإعلام الإجتماعي بشكل أفضل.
وختم الأستاذ العابودي بالقول: «إن مدينة الشارقة للخدمات الانسانية كانت وستبقى منارة علم وثقافة عملت منذ تأسيسها على تبني الأفكار التي تدفع مسيرة البناء والتطور دائماً إلى الامام، وباسم كافة المشاركين أتوجه بالشكر الجزيل لجميع العاملين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية و إلى منظمي ملتقى المنال فرداً فرداً على حسن التحضير وحفاوة الاستقبال».
فيلم (علامة استفهام)
عرض في حفل الافتتاح الفيلم التوثيقي (علامة استفهام) الذي تحدث عن الأشخاص من ذوي الإعاقة وعلى الأخص حالات التوحد والإعاقة الذهنية الذين هم كغيرهم من فئات المجتمع، من حقهم أن يستفيدوا من وسائل الاعلام الاجتماعي.. و(علامة استفهام ) فيلم توثيقي طرح الكثير من التساؤلات حول مدى قدرة هؤلاء على الوصول وكيف لنا أن نحميهم من الاستغلال والإساءة وما هو دورنا في تمكينهم من استخدام هذه الوسائل وما هو دور هذا الاعلام في الترويج لأعمالهم وايجاد فرص عمل جديدة لهم.. الفيلم فكرة وإخراج محمد بكر تصوير ومونتاج أحمد نجيب ووضع تساؤلاته أسامة مارديني.
قدم الحفل السيد خالد محمد الضابط المذيع في إذاعة الشارقة الذي حرص على تقديم فقرات الحفل مسبوقة بأحدث المعلومات حول أهمية الإعلام الإجتماعي ومدى رواجه حيث ذكر أن الإعلام الاجتماعي أو (Social Media) من أحدث التطورات التي طرأت على الإنترنت وصاحبها ظهور العديد من وسائل الاتصال المتنوعة التي تتيح التفاعل بين المجموعات والأفراد بشكل أكبر بكثير من السابق.
وقال:« إن الهدف من تنظيم ملتقى المنال لهذا العام تحت مسمى (الإعاقة والإعلام الاجتماعي) كما تقول سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة اللجنة العليا المنظمة للملتقى، رئيسة تحرير مجلة المنال هو تعزيز دور هذا الإعلام الجديد في خدمة قضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة وفتح الباب أمام الأشخاص والمؤسسات للتعبير عن قضاياهم ومتابعة حقوقهم والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس في مختلف بلدان العالم».
مضيفاً أن آخر التقارير أوضحت أن عدد مستخدمي موقع الفيسبوك في الوطن العربي وصل حتى شهر إبريل الماضي إلى 43 مليون مستخدم، وشهد استخدام اللغة العربية ضمن وسائل التواصل الاجتماعي نمواً واضحاً أيضاً..
وهو ما أكدته نتائج «تقرير الإعلام الاجتماعي العربي» الذي أصدرته كلية دبي للإدارة الحكومية حديثاً، وتبين فيه أن دولة الإمارات تستمر في صدارة الدول العربية من حيث نسبة مستخدمي فيسبوك من عدد السكان، تليها الأردن ولبنان والكويت وتونس. بينما تستمر مصر في الصدارة من حيث عدد مستخدمي فيسبوك بربع العدد الإجمالي للمستخدمين في المنطقة العربية.
جلسات اليوم الأول
-
الجلسة الأولى
توالت بعدها جلسات الملتقى وضمن المحور الأول التعريف بالإعلام الإجتماعي والإعاقة وصيغه القانونية والحقوقية، عقدت جلسة حوارية بعنوان التعريف بالإعلام الإجتماعي، شارك فيها كل من الأستاذ أسامة سمرة مدير مركز الشارقة للإعلام والأستاذ مروان السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) ومكتب تطوير قناة القصباء والأستاذ راشد الكوس مدير مشروع «ثقافة بلا حدود» وأدار الجلسة الأستاذ محمد خلف مدير إذاعة الشارقة بمؤسسة الشارقة للإعلام، وتناولت الجلسة بالنقاش واقع الإعلام الإجتماعي ضمن نماذج هامة في دولة الإمارات العربية المتحدة استخدمت الإعلام الإجتماعي في قضايا مجتمعية وتثقيفية، وتأثير الإعلام الإجتماعي.
وتحدث راشد الكوس عن تجربة مشروع «ثقافة بلا حدود» الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي انطلق عام 2009، تجسيداً لتوجهات صاحب السمو حاكم الشارقة، في سبيل نشر الثقافة بين أبناء المجتمع على اختلاف أعمارهم إلى جانب التوعية بأهمية القراءة ورفع المستوي الثقافي لأفراد المجتمع والطفل بشكل خاص، وتعزيز مكانة الشارقة كعاصمة ثقافية مرموقة وقال: «إن وسائل الإعلام الإجتماعي كان لها دور بارز في إنجاح المشروع بإعتبارها أفضل الوسائل التفاعلية مع المجتمع وبشكل إيجابي خاصة مع فئة الشباب وتعزيز عادة القراءة وخصوصا ما بعد فترة الجامعة».
ومن جهته أكد الأستاذ أسامة سمرة أن الدول الغربية تستخدم وسائل الإعلام الإجتماعي بأهداف فاعلة في المجتمع خاصة الخدمات الموجهة للأسر بينما تبقى المبادرات فردية في الوطن العربي خاصة الإهتمام بفئة الأشخاص من ذوي الإعاقة وقال: «مثل ما أحدثت وسائل الإعلام التغيرات في الوطن العربي في الجانب السياسي والإقتصادي يمكن أن تحدث هذه الوسائل تغيرات جذرية في قضايا الإعاقة وتحقق قفزة نوعية نحو حقوقهم وإندماجهم المجتمعي».
من جهته أوضح الأستاذ مروان السركال أن وسائل الإعلام الإجتماعي تعد من الوسائل الإعلامية المهمة جدا والتي يجهلها الكثيرون، وذكر أن الإهتمام بهذه الوسائل قبل 2011 كان لأهداف ترفيهية وهذا سبب في تأخر الوطن العربي عن توظيف هذه الوسائل لأفضل الإستخدامات سواء على الصعيد الرسمي أو الشخصي، وفي ظل التطورات المتسارعة أصبح من الأساسي جدا الإهتمام بتعزيز استخدام وسائل الإعلام الإجتماعي لتفاعل مجتمعي إيجابي وهادف.
-
الجلسة الثانية
حملت عنوان: «هوية الإعلام الإجتماعي» وتضمنت مقدمة عن تاريخ نشأة الإعلام الإجتماعي وتطوره وسبله بالإضافة إلى الضوابط الأخلاقية والآداب العامة المستخدمة في الإعلام الإجتماعي وأساسيات هذا التواصل الإفتراضي بين الناس استعرضت فيها ثلاث أوراق عمل من دولة الإمارات العربية المتحدة قدمها كل من الدكتور السيد بخيت وهو أستاذ مشارك بكلية الاتصال بجامعة الشارقة وأستاذ بقسم الصحافة بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، والأستاذ طارق عبد العزيز الشميري حاصل على إعتماد دولي كمستشار أول ومدرب للإعلام والبروتوكولات من أوكسفورد لمنطقة الشرق الأوسط والرائد سالم عبيد ولد راحة من شرطة دبي وأدار الجلسة الأستاذ محمد راشد الغفلي الموظف في هيئة تنمية المجتمع بدبي وعضو جمعية الإمارات لرعاية المكفوفين منذ 1997.
وقد تطرق الدكتور السيد بخيت في ورقة عمله بعنوان «هوية الإعلام الإجتماعي» إلى التعريف بالشبكات الإجتماعية على الأنترنت بإعتبارها منظومة من الشبكات الإلكترونية تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاص به، وأيضا عرف أنواع الشبكات الإجتماعية وأيضا وسائل الإعلام الإجتماعي ومنها الفليكر وهو عبارة عن معرض صور على الأنترنت ومن خصائصة أرشفة وترخيص الصور، والفيس بوك وهو موقع اجتماعي يربط الناس من خلال الشبكات الإجتماعية والإنضمام إلى أكبر عدد من المجموعات وطرح مختلف القضايا ومناقشتها وتبادل الرسائل والصور، وأيضا التويتر وهو عبارة عن تحديثات كتابية تصف الأحداث اليومية بطريقة سريعة لمشاركة الأخبار الهامة بالإضافة إلى المواقع الإجتماعية الأخرى ومنها: اليوتيوب، التدوين الصوتي، المفضلة الإجتماعية، مواقع خرائط، سكايبي وغيرها.
قدم بعدها الأستاذ طارق الشميري ورقة عمل بعنوان «آداب التعامل مع الإعلام الإجتماعي» واكد أن هذا الإعلام يعد الوسيلة الأهم في ظل المتغيرات المعاصرة لذلك وجب أن نقف عنده قليلا راسمين خارطة التعامل معه، كي نكون من أولئك الذين استطاعوا أن يجعلوا منه عنوانا بارزا لمنجزاتهم وهويتهم، وقال: «إن من أهم أخلاقيات التعامل مع هذا العالم الإفتراضي هو احترامنا وتقديرنا للانسان وعلينا أن نتذكر أن هناك إنسانا خلف هذه الشاشة الصغيرة يقرأ ما كتبناه ويترجم ويفسر بطريقته الخاصة وحسب وجهة نظره التي استقبل بها المعلومة».
وأشار إلى أهمية الحرص على اختيار الكلمات والأسلوب في الطرح ووضع في الإعتبار أن من يقرأ ما نكتبه هو شخص مجهول فنحن لا نعرف أهو ذكر أم أنثى صغير أم كبير عربي أم أجنبي مسلم أم غير ذلك مثقف ومطلع أم لا،.. إلخ وذلك لعدم الإساءة للغير وقال: «يجب أن نعلم أن القوانين الموجودة في عالمنا الواقعي هي أيضا تلك التي تنطبق على هذا العالم الإفتراضي فنراعي هذه الحقوق والقوانين ولا نتعدى حدودنا ولا حدود الآخرين غير مستغلين لمناصبنا أو نفوذنا الإجتماعي الإلكتروني في الترويج للشائعات أو أهداف منظمة ما، على حساب الإنسانية والآخرين».
وأكد أخيرا على ضرورة مراعاة المصداقية في نقل ونشر الأخبار وذلك بإسنادها إلى مصادرها الحقيقة، والمحافظة على حقوق الملكية الفكرية التي باتت حديث كل (فيس بوكي) أو إعلامي، باستخدام لغة سلسة بسيطة في متناول الجميع والتمييز بين الكتابة للدردشة والكتابة للإعلام الإجتماعي.
وفي السياق نفسه قدم الرائد سالم عبيد ولد راحة عرض باوربوينت عن الجرائم الإلكترونية بشكل عام وتلك التي تطال الأطفال بشكل خاص وغيرها من القضايا المتنوعة، بالإضافة إلى نصائح وتوجيهات في كيفية استخدام وسائل الاتصال الالكترونية ودور الأهل في حماية الطفل وكيفية الوصول الى الجرائم الالكترونية والتعامل معها.
وقال: «إن عملية إختراق الحسابات الخاصة سواء على البريد الإلكتروني، الفايس بوك، تويتر تتم بسهولة لتفنن (الهاكرز) المخترقين، ولضمان الحفاظ على سرية الحسابات الخاصة يتحتم من باب السلامة عمل حساب بريد إلكتروني عن طريق مؤسسة اتصالات، كما نوه أن الإعلام الجديد يشهد على إبداع ذوي الإعاقة بما يعرضونه من إنجازات وبطولات وغيرها.
-
الجلسة الثالثة
وفي تفاصيل فعاليات اليوم الأول للملتقى، عقدت الجلسة الثالثة التي أدارتها الأستاذة جميلة اسماعيل محررة صحفية في جريدة البيان ومجلة أرى التي تصدر عن مؤسسة دبي للإعلام وكانت بعنوان (الأبعاد الحقوقية للإعلام الإجتماعي ماله وما عليه)، وركزت على حق الأشخاص من ذوي الإعاقة في استخدام الإعلام الإجتماعي والإجراءات المسهلة لإستخدامه والوصول إليه من خلال المواثيق والإتفاقيات الدولية والقوانين المحلية في بعض الدول العربية استعرضت فيها ثلاث أوراق عمل بمشاركة كل من الأستاذ عدنان العابودي عضو لجنة صياغة الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة ومنسق برامج المناصرة والتوعية في المجلس الاعلى لشؤون الأشخاص المعاقين بالمملكة الأردنية الهاشمية الذي تحدث عن «الأبعاد الحقوقية للإعلام الإجتماعي» وأشار إلى واقع العلاقة بين الإعلام وقضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة والتوظيف الإعلامي للإتفاقية الدولية لحقوق المعاقين وقال: «إن حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة تتضمن عدم التمييز وتكفل المساواة مع غيرهم وهي صفة يجب على الجميع الإلتزام بها»، كما تطرق إلى بنود الإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة والتي تعكس رؤية إنسانية مشتركة وترتكز على البعد الإجتماعي للتنمية كما تحمل نظرة واسعة للمفهوم الحقوقي للإعاقة ومن مبادئها المشاركة الكاملة والفاعلة لذوي الإعاقة واندماجهم في المجتمع بحرية واستقلالية.
وأوضح العابودي الإجراءات الواجب اتخاذها لإحداث التغيير المرغوب فيه في تبني السياسات واقرار التشريعات وتثقيف الأشخاص المعاقين والمجتمع والمنظمات العاملة في مجال الإعاقة حول المنهج الحقوقي مؤكدا على ضرورة تغيير الصورة النمطية والتقليدية للأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال تفعيل دور الإعلام في دعم ومسادة قضايا الإعاقة وقال: «إن الهدف من تفعيل الإتفاقية الدولية لحقوق المعاقين هو الوصول إلى عالم خال من العوائق والعقبات التي تتيح لكافة أفراد المجتمع فرصا متكافئة للمشاركة الكاملة وبدون تمييز».
قدمت بعدها الدكتورة سنا أحمد الحاج رئيسة دائرة الدراسات والبحوث في وزارة الاعلام بالجمهورية اللبنانية مديرية الدراسات والمنشورات ورقة عمل بعنوان: «الإعلام الإجتماعي وذوي الإعاقة بين الحقوق والواقع» أوضحت فيها دور وأهمية الإعلام الإجتماعي بقدرته على الوصول إلى أكبر عدد من الأفراد والتأثير فيهم لإحداث التغيير على الصعيد الإجتماعي والإقتصادي والسياسي والثقافي وخلق رأي عام حول القضايا والمشاكل المجتمعية بما فيها الإهتمام بقضايا الإعاقة.
وأوضحت أن وسائل الإعلام الإجتماعي أحدثت ثورة جذرية في حياة الأشخاص من ذوي الإعاقة عموما وذوي الإعاقة البصرية بشكل خاص حيث سمحت لهم بإندماج أفضل وقالت سنا الحاج: «إن وسائل الإعلام الإجتماعي مهمة لذوي الإعاقة لتعزيز حرية التعبير عن أفكارهم واستخدامها كوسيلة وأداة لإيصال رسائلهم وآرائهم إلى أكبر شريحة ممكن من الناس، بالإضافة إلى زيادة معارفهم ومفاهيمهم وهذا يعني زيادة في استقلاليتهم دون حواجز الإعاقة والحركة والإنتقال».
بعدها قدم الدكتور دريس لكريني أستاذ العلاقات الدولية والحياة السياسية في كلية الحقوق بجامعة القاضي عياض في مراكش بالمملكة المغربية ورقة عمل بعنوان: «الإعلام الإجتماعي والسياسات العمومية في المغرب» أكد فيها أن شبكات التواصل الاجتماعي أتاحت إمكانيات كبيرة أمام الأشخاص من مستويات ثقافية وعلمية متباينة من أجل التواصل والتعبير عن الآراء والمواقف إزاء قضايا مختلفة.. وأمام عجز الكثير من وسائل الإعلام التقليدية عن مواكبة التحولات الاجتماعية وقضاياها الملحة بصورة موضوعية؛ أضحت هذه الشبكات تعج بالمواقف والآراء الجريئة؛ بصورة جعلتها منبرا للدفاع عن الحقوق والحريات والتعريف بمختلف المشاكل الاجتماعية».
وقال الدكتور لكريني: «إن شبكات التواصل الاجتماعي فرضت نفسها بقوة داخل الفضاء الإعلامي؛ بالنظر إلى قدرتها على التأثير في الرأي العام؛ وتوجيه الأحداث.. ولذلك أصبحت الكثير من الشركات الكبرى تتوجه إلى تنظيم برامج تدريبية لموظفيها في مجال الإعلام الاجتماعي وعيا منها بأهميته الراهنة وبمردوديته الإيجابية على مهامها وانتشارها، وإدماج وتمكين الأشخاص المعاقين ـ حتى يكونوا قادرين على خدمة أنفسهم والمساهمة في تنمية بلدهم ـ هو مطلب يعبّر عن أهمية الاستثمار في العنصر البشري؛ وينسجم مع الحق في التنمية الذي أكدت عليه مختلف الاتفاقيات الدولية والدساتير الوطنية».
وأضاف أن ما يدعم أداء شبكات التواصل الاجتماعي على مستوى دعم قضايا المعاقين هو القدرة على الاستثمار الجيد والموضوعي للحرية التي تتيحها شبكة الأنترنت في هذا الصدد؛ بصورة موضوعية بعيدة عن التحريض والابتذال ونشر الكراهية من جهة، والتحديد الدقيق للأهداف المرجوة من جهة ثانية.
آخر ورقة عمل في اليوم الأول للملتقى قدمتها الأستاذة منى الحمادي موظفة بالهيئة الاتحادية للكهرباء والماء بدولة الإمارات العربية المتحدة، وكانت بعنوان:« الأبعاد الحقوقية والقانونية للإعلام الإجتماعي في الإمارات» وقالت: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر من الدول العربية الرائدة في مجال استخدام الحاسب الآلي والانترنت ما جعلها تتقدم على دول المنطقة في مجال الأعمال الإلكترونية بما في ذلك التجارة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية وقد عزز هذا الموقع المتقدم للدولة في مجال الأعمال الإلكترونية الكم الهائل من التراكمات العلمية المتمثلة في البحوث العلمية التي نفذت في هذا المجال واللقاءات العلمية المحلية والدولية التي نُظمت، ناهيك عن المؤسسات التعليمية والمعاهد التدريبية المتخصصة التي توافرت في الدولة كل ذلك أفضى إلى إصدار عدد من التشريعات المنظمة للأعمال الإلكترونية على المستوى الاتحادي والمستويات المحلية».
وأضافت أنه في ظل تزايد المعلومات في العصر الحديث أصبحت المعلومات تمثل مصدر قوة وتميز لمن يمتلكها ولمن يستطيع الوصول إليها لتحقيق الأهداف الإجتماعية وتعتبر وسائل الاعلام الاجتماعي احد أهم مصادر المعلومات الرئيسية التي يعتمد عليها الافراد في عصرنا الحديث.
-
طارق بن خادم
سعادة طارق بن خادم رئيس دائرة الموارد البشرية في حكومة الشارقة رئيس مجلس إدارة نادي الثقة للمعاقين أكد بعد حفل الافتتاح أن هذا العدد الكبير من المشاركين في ملتقى المنال من مختلف الدول العربية يعتبر بحد ذاته نجاحاً متميزاً للملتقى الذي استطاع أن يجمع هذه الكوكبة من الأشخاص ذوي الإعاقة والاختصاصيين والعاملين في المجال والإعلاميين المهتمين.
وأوضح بن خادم أن الإعلام الاجتماعي فرض نفسه بقوة على الساحة الإعلامية وبات الوسيلة الأسرع وصولاً وانتشاراً ومن المهم جداً أن يكون الأشخاص من ذوي الإعاقة مستفيدين منها إلى أقصى الحدود، لأنهم جزء مهم من المجتمع ولا بد أن نتساعد جميعاً كي يتمكنوا منه بشكل جيد وخلاق.
-
مروان السركال
الأستاذ مروان السركال أكد أن ملتقى المنال الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية واحد من أهم الملتقيات التي تعنى بشؤون الأشخاص من ذوي الإعاقة في الوطن العربي والمنطقة إن لم يكن أهمها نظراً للأفكار الخلاقة التي يطرحها كلما تم انعقاده، وهذا العام لا يختلف عن بقية الأعوام بل ينحو نحو مزيد من التميز والتفرد كونه يتناول موضوعاً يتم التطرق إليه للمرة الأولى ألا وهو موضوع الإعلام الاجتماعي وعلاقته بالإعاقة.
وأوضح السركال أن الطفرة المذهلة التي تشهدها وسائل الإعلام الاجتماعية والتطور اللافت الذي تحققه يومياً يجعل من الأهمية بمكان أن تستفيد منها جميع فئات المجتمع ومن بينها الأشخاص من ذوي الإعاقة نظراً للفائدة الكبيرة التي تمنحهم إياها هذه الوسائل على مختلف السبل والأصعدة وقال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار (شروق) ومكتب تطوير قناة القصباء: «إن سهولة وصول الإعلام الاجتماعي للجميع وقلة تكاليفه تجعله ينتشر بسرعة بالإضافة إلى إمكانية استخدامه من قبل الأشخاص والمؤسسات على حد سواء الأمر الذي يتيح تفاعلاً لا يمكن أن تحققه وسائل الإعلام التقليدية».
وتمنى السركال أن يكتب النجاح والتوفيق لفعاليات ملتقى المنال وأن تحقق جميع الأهداف التي تم وضعها لتحقيق أكبر قدر وفائدة للأشخاص من ذوي الإعاقة بشكل عام.
-
ورشة المسؤولية المستقبلية
ضمن الفعاليات المصاحبة نظمت طوال اليومين الأولين للملتقى ورشة الإعاقة والإعلام الإجتماعي في الإمارات (المسؤولية المستقبلية) وأشرف عليها الأستاذ محمد جابر مدرب في الإعلام الإجتماعي بهدف تعريف المشاركين بوسائل التواصل الإجتماعي والفروق بينهما ومميزات كل منهما وكيفية التعامل معها واتقان التعامل مع أهمها (الفيس بوك) والتعريف ببعض المفاهيم الأساسية في العملية التسويقية وكيفية تطبيق هذه المفاهيم في مجال الترويج لقضايا الإعاقة وحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال هذه الوسائل وصولا إلى مبادرات إماراتية غير مسبوقة في هذا المجال الحيوي والهام.
-
رحلة إلى القصباء
في مساء اليوم الأول للملتقى توجه الضيوف بصحبة سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي ومنظمي الملتقى إلى قناة القصباء، هذا المعلم الحضاري الجميل الذي تفخر به إمارة الشارقة والذي يتمتع بالإطلالة الساحرة والمرافق البديعة ولعل من أبرزها (عين الإمارات) التي استضافت ضيوف الملتقى وألقوا من خلالها نظرة من علٍ، على مدينة الشارقة ومعالمها الباسمة.
بعد ذلك استقل ضيوف الملتقى القوارب وقاموا بجولة في أرجاء بحيرة خالد في أجواء ودية ساعدت على تعميق التعارف بين الأشخاص من ذوي الإعاقة والاختصاصيين الذين قدموا من مختلف الدول العربية، فكانت بحق فرصة طيبة للتعارف وتمتين أواصر الصداقة والأخوة فيما بينهم لبوا بعدها دعوة سعادة الشيخة جميلة القاسمي رئيسة اللجنة العليا المنظمة للملتقى لتناول طعام العشاء في مطعم شبابيك.
-
انطباعات المشاركين
نواف الكويكبي المشرف التربوي في معهد التربية الفكرية ومراسل مجلة المنال في مدينة القريات في المملكة العربية السعودية أكد أن الانطلاقة التي شهدها ملتقى المنال فاقت جميع التوقعات إن كان على صعيد حفل الافتتاح أو على صعيد المناقشات وأوراق العمل وما تم طرحه من أفكار أنبأت بالمستوى الراقي الذي يسير باتجاهه الملتقى بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها جميع القائمين عليه وفي مقدمتهم سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
وذكر الكويكبي أنها المرة الأولى التي يشارك فيها في ملتقى المنال آملاً أن تتبعها مشاركات أخرى في الأعوام القادمة، لأنه ومنذ اليوم الأول للملتقى لاحظ مدى الأهمية التي يتضمنها الملتقى في طروحاته القيمة والمفيدة والتي تصب في مصلحة الأشخاص من ذوي الإعاقة، كما أن الرحلة في قناة القصباء كانت جميلة إلى حد كبير واستمتع الجميع بوقته مع التعرف على هذا المعلم الحضاري البارز.
الأستاذ جعفر العباد مدرس تربية خاصة في مدرسة الرميلة الابتدائية في الإحساء بالسعودية عبر عن سعادته بالإنطلاقة المميزة لملتقى المنال وخاصة الأفكار الجديدة التي تضمنها فيما يتعلق بالإعلام الاجتماعي وارتباطه بقضايا الأشخاص المعاقين، ومدى الفائدة التي يحققها هذا الإعلام بالنسبة لهم نظراً لسرعة انتشاره في جميع أرجاء العالم.
وقال الأستاذ جعفر: «إن ملتقى المنال من أهم الملتقيات التي تعنى بقضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة ليس على مستوى الوطن العربي وحسب، وإنما على مستوى المنطقة ككل، والإقبال الذي يشهده يدل على ذلك بكل تأكيد، كما أن الأجواء الأخوية التي يمتاز بها تجعل جميع المشاركين فيه يشعرون أنهم بين أهلهم وناسهم».
وقد أعرب مدرس التربية الخاصة عن عميق سعادته بالرحلة التي قام بها مع زملائه في قناة القصباء متوجهاً بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع المساهمين في تنظيم فعاليات الملتقى لأنه يدل على خبرة مميزة في هذا المجال، كما تمنى أن تكلل جميع الفعاليات بالنجاح والتوفيق.
الدكتورة سنا أحمد الحاج رئيسة دائرة الدراسات والبحوث في وزارة الاعلام اللبنانية أثنت على فكرة الملتقى المبتكرة والحداثوية غير المسبوقة في هذا المجال، فقضية الإعاقة والإعلام الاجتماعي لم يتم التطرق لها من قبل، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على بعد النظر الذي يتمتع به القائمون على هذه الفعالية.
وأشارت الدكتورة سنا إلى أن الإعلام الاجتماعي بات ذا انتشار واسع إلى أبعد الحدود في جميع أرجاء العالم، وتسخير هذا الإعلام لخدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة لا بد أن يكون في قائمة الأولويات بالنسبة لمختلف المراكز والمؤسسات العاملة مع المعاقين.
واغتنمت الدكتورة سنا هذه الفرصة لتبارك لفريق عمل مجلة المنال انتقالها لتكون إلكترونية الأمر الذي يؤسس لمرحلة جديدة لا تنفصل عن الماضي بل تبني وتضيف عليه لتكون المنال مجلة الأشخاص من ذوي الإعاقة وباقي شرائح المجتمع أيضاً وبالتالي الانطلاق نحو فضاء أرحب وأكثر فائدة.
جلسات اليوم الثاني للملتقى
ضمن فعاليات ملتقى المنال في يومه الثاني الثلاثاء 22 مايو الماضي عقدت ثلاث جلسات ناقشت محور الإعلام الإجتماعي والأشخاص من ذوي الإعاقة وذلك باستعراض تجاربهم العملية مع وسائل الإعلام الإجتماعي ومدى تأثيره على حياتهم وكيفية الإستفادة منه، من خلال نماذج موجودة على أرض الواقع ومقترحات ومبادرات قابلة للتبني والتطبيق.
-
الجلسة الأولى
أدارت الجلسة الأولى الأستاذة كلثم عبيد المطروشي المتطوعة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومديرة نادي الثقة للفتيات بالشارقة، قدمت فيها الدكتورة سهير عبد الحفيظ عمر مستشار التربية الخاصة لعدد من المواقع على شبكة المعلومات وبعض الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بجمهورية مصر العربية ورقة عمل بعنوان: «دراسة وصفية تحليلية لإستخدامات «تويتر» في تناول قضايا الإعاقة في بعض الدول العربية» وأكدت أن التويتر يعد من أهم وسائل الإعلام الاجتماعي ومن أفضل شبكات التواصل الاجتماعي وأفضل مواقع التعليقات القصيرة وقالت: «إن الدراسة تستهدف وصف وتحليل بعض استخدامات تويتر في تناول قضايا الإعاقة في بعض الدول العربية، وتعد هذه الدراسة استكشافية للتعرف على واقع استخدامات تويتر كأحد وسائل الإعلام الاجتماعي في قضايا الإعاقة، ويبدو أن الإسهام العربي في المحتوى الرقمي لا زال دون المستوى المأمول على الرغم من الدور الذي يمكن أن يؤديه في تمكين الأشخاص المعاقين».
وأوصت الباحثة بتشجيع ودعم استخدام تويتر لكل الأفراد، خاصة الأشخاص من ذوي الإعاقة حيث أن الخبرات المتاحة للتعلم والاستفادة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي متعددة ومتنوعة وأشارت أيضاً إلى ضرورة دعم مشاركة المرأة في وسائل الإعلام الإجتماعي حيث أظهرت الدراسات العربية والدولية ضعف مشاركة المرأة في المحتوى الرقمي العربي مقارنة بالرجل.
بعدها قدم الأستاذ فهيم سلطان القدسي رئيس تحرير نشرة المعرفة الصادرة عن جمعية المعاقين حركيا بالجمهورية اليمنية ورقة عمل بعنوان: «دور الإعلام الإجتماعي في نقل صورة الأشخاص من ذوي الإعاقة» أوضح فيها أهمية الإعلام الاجتماعي كونه أحدث نقلة نوعية وكبيرة في مجال الإعلام ووصل الأمر بالإعلام الحديث إلى مستوى أصبح هو الفاعل والمؤثر الأقوى في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، كما أوجد معياراً أخلاقياً عالي المستوى يدخل بشكل مباشر في المبادئ الإنسانية.
وقال: «إن الإعلام الإجتماعي يشِّكل سلطة معرفية وأخلاقية فتحت أفاقا للأشخاص من ذوي الإعاقة للتعبير بحرية بعيدا عن الرقابة وبمساحة واسعة ومفتوحة لمناقشة مختلف القضايا والأمور التي تهم شؤونهم بمنتهى الحرية المطلقة خاصة أنه يسهم في توعية المجتمع وأيضا ينقل صورة حقيقية وصادقة عن تحديات المعاقين ويبرز قدراتهم لكافة أفراد المجتمع».
وعن دور الإعلام الإجتماعي في نقل وتفعيل وإبراز قدرات ذوي الإعاقة أضاف الأستاذ فهيم القدسي أن الإعلام الإجتماعي يعتبر جزءا مهما في إيصال الرسالة الإعلامية حيث يركز على الصعوبات والتحديات التي تواجه ذوي الإعاقة على اختلاف إعاقاتهم، لاسيما وأن ذوي الإعاقة يواجهون صعوبات في ممارسة حقوقهم الحياتية من خلال التوعية بكافة هذه القضايا عبر وسائل الإعلام الاجتماعي.
وفي الجلسة نفسها قدمت الأستاذة منار الحمادي موظفة بالإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب دبي والناشطة في مجال المكفوفين، ورقة عمل بعنوان: «استخدام وسائل الإعلام الإجتماعي بين الواقع والطموح» تحدثت فيها عن فوائد الإعلام الإجتماعي بإعتبارها وسائل تساهم في تقوية العلاقات الاجتماعية وتكوين الصداقات وأيضا تساعد على اكتساب مهارات وخبرات وثقافات جديدة، كما أشارت إلى معوقات استخدام المكفوفين لوسائل الإعلام الإجتماعي حيث صغر حجم خط الفيس بوك والتويتر لا يتناسب مع البرامج والأجهزة التي يستخدمها ضعاف البصر، ودعت إلى أهمية تطوير برامج الإعلام الإجتماعي لتتناسب مع البرامج التي يستخدمها ضعاف البصر والمكفوفين لتكون هذه الوسائل متاحة للجميع وقالت: «الأشخاص ذوو الإعاقة البصرية كغيرهم لهم الحق في استخدام وسائل الإعلام الإجتماعي والإستفادة من خدماته لذلك يجب تطوير كافة البرامج التي تمكن الكفيف من استخدام وسائل الإعلام الإجتماعي بدون أي صعوبات».
اختتم الجلسة الأولى لملتقى المنال في يومه الثاني الأستاذ خالد الهاجري مستشار جمعية العمل التطوعي لشؤون الإعاقة وناشط حقوقي بمجال الإعاقة وممثل المجموعة السعودية لدعم مرضى الصُلب المشقوق بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، حيث قدم ورقة عمل بعنوان: «تجربة المعاقين السعوديين في الإعلام الجديد» وأوضح أن السعودية تعتبر ثاني أكبر سوق لشبكة الفيس بوك في المنطقة العربية بعد مصر حيث يبلغ عدد السعوديين المستخدمين للفيس بوك ما يقارب 5 ملايين مستخدم سعودي لا تتجاوز أعمار نصفهم عمر 25 سنة، كما تتصدر السعودية قائمة المستخدمين الناشطين في العالم العربي على موقع تويتر.
وتحدث الأستاذ خالد الهاجري عن دور وسائل الإعلام الجديد في مناصرة قضايا الإعاقة وقال: «إن الإعلام الجديد هو بمثابة المحامي في هذا العصر ويجب توعية فئة ذوي الإعاقة بإستخدام هذه الوسائل والمشاركة الفاعلة لحشد المناصرين في الشبكات الإجتماعية ليكونوا صوت لذوي الإعاقة ورصد جميع الإنتهاكات التي تحدث بحقهم». كما دعا جميع الجهات العاملة مع ذوي الإعاقة في تفعيل شبكات التواصل الإجتماعي لتعزيز دمج ذوي الإعاقة وفتح لهم أفاقا جديدة للإرتقاء بقضايا الإعاقة في جميع المجالات.
وفي مداخلة الأستاذة فتحية الشكيلية اختصاصية تربية خاصة بسلطنة عمان تحدثت عن الإعلام الإجتماعي والتربية الخاصة أكدت فيها الدور الفعال لهذه الوسائل في التربية الخاصة وقالت: «تساهم وسائل الإعلام الإجتماعي في خلق رأي عام ملم بقضايا لاذوي الإعاقة وتوعية وترشيد الأسرة لتتعايش مع طفلها المعاق وأيضا تساعد في توعية ذوي الإعاقة في كافة أمورهم الحياتية إلى جانب تعريف كافة المؤسسات المجتمعية بحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة».
-
الجلسة الثانية
الجلسة الثانية في اليوم الثاني خصصت لمحور تجارب الأشخاص من ذوي الإعاقة في مجال الإعلام الإجتماعي وأدارتها الأستاذة هيفاء كيلاني مقدمة ومعدة برامج بتلفزيون الشارقة قدم فيها الأستاذ أحمد نجيب وهو يعمل بشكل حر مع مختلف وكالات الإعلان والإنتاج الإعلامي بجمهورية مصر العربية تجربته كمصور أصم مع الإعلام الإجتماعي وتحدث عن المهارات التي اكتسبها من خلال هذه التجربة خاصة بعد فوزه بالمركز الثالث في مسابقة تصوير ضوئي على مستوى مصر ومدى الشعبية التي حققها من خلال مشاركته الفعالة في مواقع وشبكات الإعلام الإجتماعي.
بعدها قدم الأستاذ عبد السلام شليبك عضو اللجنة البارالمبية الليبية تجربته في الإنطلاق نحو الإحترافية في استخدام وسائل الإعلام الإجتماعي وقال: «طموحي أن ادرس بشكل احترافي في تخصص (تصميم مواقع وغرافيك ديزاين) واعترف أني حتى الآن في بداية مشواري بهذا الجانب، وأيضا أطمح أن أشارك واساهم في إنشاء موقع خدمي كبير في الوطن العربي لصالح ذوي الإعاقة وشعاري في الحياة هو من مقولة شكسبير (أكون أو لا أكون)».
وبدوره استعرض الدكتور إبراهيم سالم معد ومقدم برامج في الإذاعة المصرية تجربته وسر نجاحه في مواقع التواصل الإجتماعي وقال: «بوصفى إعلامياً متخصصاً في قضايا ذوي الاعاقة وفي الوقت نفسه صاحب قضية اعتمدت بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر واليوتيوب في إعداد برامجي الإذاعية والتليفزيونية وكانت هذه المواقع بالنسبة لي الإلهام الحقيقى لأنها تتضمن آلام وآمال الأشخاص المعاقين في مصر والوطن العربي، وفي الوقت نفسه هي بمثابة بنك للأفكار والمبادرات الجيدة والجديدة»، مضي