أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية، أن دولة الإمارات تنظر إلى التعليم بتقدير عالٍ، وأن القيادة تضعه على رأس قائمة أولوياتها الوطنية، وتوليه اهتماماً كبيراً، وتوفر له أوجه الدعم اللازمة لتحديث محتواه، وتطوير مناهجه، والعناية بالقائمين على أمره، وذلك إدراكاً منها للدور المركزي للتعليم في بناء الإنسان، الذي هو أصل الحضارة والتقدم، وأساس ثروة الأمم وسيادتها.
جاء ذلك، في كلمة سموه خلال حضوره حفل تكريم الفائزين بجائزة خليفة التربوية في دورتها السابعة لهذا العام (2013 ـ 2014)، الذي أقيم بفندق قصر الإمارات بأبوظبي (الاثنين 15 ابريل 2014)، وتم فيه الاحتفاء بالفائزين الـ 39 على المستويين المحلي والعربي.
وأشار سمو الشيخ منصور بن زايد إلى تنوع مجالات جائزة خليفة التربوية وتعدد مبادراتها، حتى أصبحت إضافة حيوية في مسيرة التربية والتعليم في بلادنا والمنطقة، بما تجده من رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم.
وفي ختام كلمته هنّأ سمو الشيخ منصور بن زايد، المكرمين الفائزين بجوائز هذا العام، كما عبر عن شكره لأعضاء مجلس أمناء الجائزة وأمانة الجائزة وأعضاء لجنتها التنفيذية ولجان الفرز والتحكيم والمنسقين والعاملين في الميدان التربوي والتعليمي داخل الدولة وخارجها.
حضر حفل تكريم الفائزين بجائزة خليفة التربوية لهذا العام معالي وزير التربية والتعليم حميد القطامي ومدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أمل القبيسي وأمين عام الجائزة أمل العفيفي وعدد من الوزراء وكبار الشخصيات والمسؤولين والعاملين في الميدان التربوي محلياً وعربياً.
كلمة الفائزة خديجة أحمد بامخرمة
الزميلة الأستاذة خديجة أحمد بامخرمة مساعد مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كانت من ضمن المكرمين الفائزين عن فئة البحوث التربوية العامة لدراسة مسحية أجرتها تحت عنوان: تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس لدى عينة من الطلبة في مؤسسات التعليم العام والعالي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد عبرت بعد تسلمها لدرع الجائزة عن امتنانها وتقديرها للقائمين عليها وعن فخرها واعتزازها بهذا الفوز وتقديرها وامتنانها لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي التي وجهتها ودعمتها في هذا المجال، وقالت:
(يسعدني أن أتقدم بخالص التقدير والإمتنان إلى جائزة خليفة التربوية والقائمين عليها على جهودهم المخلصة وحرصهم على إنجاحها منذ إنطلاقتها، فهذه الجائزة التي تستلهم فلسفتها ومعانيها من الرؤى التربوية السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ومن توجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، تهدف إلى الارتقاء بالعمل التربوي في دولة الإمارات العربية المتحدة والوطن العربي من خلال تحفيز المتميزين والمبدعين من العاملين في الميادين التربوية التعليمية وتشجيعهم ودعم جهودهم المختلفة والمساهمة في توفير بيئة تربوية تعليمية حديثة ومتطورة تهدف إلى ترسيخ مفاهيم الجودة وتعميق ثقافة التنافس والتميز).
وأكدت أن (جائزة خليفة التربوية تمثل حافزاً كبيراً للتميز والعطاء، وفوزي بهذه الجائزة في دورتها السابعة في مجال البحوث التربوية هو بفضل توفيق ورضا من الله عزو جل ورضا الوالدين، كما أعتبره فخراً واعتزازاً لي شخصيا يضاف إلى سجلي العلمي والوظيفي؛ ولأسرتي وللمؤسسة التي أعمل بها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وقيادتها الرشيدة سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي التي كانت الموجة والداعم لي ولكل عمل هادف، لهم مني جميعا كل التقدير والإمتنان. والشكر موصول إلى كل الطلبة الذين استجابوا ليكونوا عينة البحث وكل من مد يد العون وساهم بتوجياته الهادفة وارشاداته الرشيدة في إخراج هذه الدراسة إلى حيز الواقع لهم مني جزيل الشكر والعرفان).
ملخص البحث ونتائجه وتوصياته
وقد هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس لدى عينة من الطلبة في مؤسسات التعليم العام والعالي (الحكومي والخاص) في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلاقة ذلك بكل من متغيرات الجنس والجنسية والمستوى التعليمي ونوع الإنتساب للمراكز المعنية بتأهيل النشء.
تألفت عينة الدراسة من (341) فرداً، بلغ عدد الذكور منهم (147) والإناث (194) تم اختيارهم بالطريقة العشوائية الطبقية من مختلف مؤسسات التعليم العام الحكومي والخاص والتعليم العالي (الجامعات) على مستوى دولة الإمارات .
ولتحقيق أهداف الدراسة قامت الباحثة ببناء استبانة لقياس تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس لدى أفراد العينة وتوصلت إلى دلالات صدق وثبات مقبولة لأداة الدراسة .
وقد اشارت نتائج الدراسة إلى أنه بالنسبة لبعد تنمية الإدارة الذاتية فإنه لاتوجد مشكلة على هذا البعد ولكن وجد أن هناك إشكالية عند عينة الدراسة فيما يتعلق ببعد الثقة بالنفس.
أما بالنسبة للفروق بين الجنسين فقد أشارت النتائج أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في بعد تنمية الإدارة الذاتية بين الذكور والإناث، بينما توجد فروق ذات دلالة إحصائية في بعد الثقة بالنفس لصالح الإناث .
كما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في بعدي تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس تعزى لمتغير الجنسية، وأشارت إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في بعدي تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس تعزى لمتغير المستوى التعليمي ولصالح المرحلة الجامعية.
وبالنسبة لبعدي تنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس وعلاقتهما بمتغير الإنتساب للمراكز أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في بعد تنمية الإدارة الذاتية بين منتسب وغير منتسب، بينما توجد فروق ذات دلالة إحصائية في بعد الثقة بالنفس ومتغير الإنتساب للمراكز تعزى لصالح غير المنتسبين .
هذا وقد خرجت الدراسة بالعديد من التوصيات المتعلقة بتنمية الإدارة الذاتية والثقة بالنفس أبرزها:
- طرح مناهج متصلة بتطوير إدارة وتقدير الذات لبناء وصقل شخصية الأفراد سواء في المؤسسات التعليمية والمؤسسات والمراكز المعنية بتأهيل النشء بالنسبة للطلبة ، بحيث تنفذ بطريقة تسهم في زيادة الوعي بأهمية تقدير الذات وتعزيز الثقة بالنفس بالإضافة إلى مساعدة الطلبة في اختيار المجالات التي تتناسب مع ميولهم وشخصيتهم وقدراتهم ومهاراتهم والتي سيكون لها تأثير إيجابي في تنمية المجتمع.
- ضرورة اهتمام المراكز والمؤسسات المعنية بتأهيل النشء بالأنشطة اللامنهجية وذلك بهدف تنمية شخصية الأفراد المنتسبين لها وتطوير مفهوم الذات لديهم حيث أظهرت النتائج مستوى منخفض من مفهوم الذات لدى المنتسبين.
- ضرورة الاهتمام بمفهوم الذات لدى الذكور في المؤسسات التعليمية حيث أظهرت النتائج تفوق الإناث في مفهوم الذات عن الذكور.
- ضرورة اهتمام إدارة الجامعات بالتوجيه والأرشاد الأكاديمي والاجتماعي للطلبة الجدد.
- ) زيادة الرعاية والاهتمام بالمنتسبين في المراكز والمرسسات المعنية بتأهيل النشء حيث أظهروا درجة أقل في مفهوم الذات والثقة بالنفس مقارنة بغير المنتسبين مما يشير على ضرورة دعم برامج وأنشطة هذه المؤسسات بما يصقل شخصة النشء في تقدير الذات والثقة بالنفس.
كما قدمت الباحثة الأستاذة خديجة أحمد بامخرمة مجموعة من المقترحات وإجراء دراسات حول هذا الموضوع أهمها:
- ضرورة إجراء المزيد من الدراسات حول هذا الموضوع وخاصة في البيئات التعليمية، حيث أن إثبات العلاقة بين تقدير الذات والثقة بالنفس وتطبيق البرامج التخصصية في مجالات بناء الذات يدفع أصحاب القرار إلى إعطاء مزيد من الاعتبار ومنح المزيد من التسهيلات لتطبيق ذلك على مستوى المؤسسات التعليمية.
- دراسة العوامل والمتغيرات المرتبطة بتقدير الذات والتي قد تتشكل عن طريق المجتمع من قبل التنشئة الإجتماعية وبيئة العمل.
- إجراء دراسة حول العلاقة بين مفهوم الذات والثقة بالنفس لدى الطلبة لما لذلك من آثار إيجابية في التحصيل الدراسي والإنجاز العملي والنجاح في الحياة.
- دور الثقة بالنفس في بناء الشخصية.
- التفكير الإبداعي وعلاقته بكل من الثقة بالنفس والإدارة الذاتية.
- تأثير بعض البرامج التدريبية في تعزيز الثقة في النفس وزيادة فعالية الإدارة الذاتية .
جدير بالذكر أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سبق وأن فازت بالجائزة في دورتها السادسة للعام الدراسي الماضي 2012 ـ 2013 لفئة المؤسسات والمراكز العاملة مع الأشخاص من ذوي الإعاقة.