كي نحسِّنَ من جودة حياة الأشخاص
ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة
إعداد هيئة التحرير
أكدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسُ مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سعيَ المدينةِ منذ تأسيسها عام 1979 إلى استحداث الخدمات النوعية والبرامج ذات الجودة التي تتكامل بهدف احتواء ومناصرة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة انطلاقاً من رؤيتها ورسالتها وتوجيهات رئيسها الفخري صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلسِ الأعلى للاتحاد، حاكم إمارة الشارقة.
وقالت: بما ينسجم مع هذه الرحلة الرائدة والمُستمرة في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، أنشأت المدينة عام 2012 مركزاً متخصصاً يقدم الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة وتعمل بشكل مستمر على تطويره ورفده بالخبرات، لتحقيق مستويات أفضل من الاستقلالية والمشاركة لدى منتسبيه.
جاء ذلك صباح اليوم الثلاثاء 8 مارس 2022 مع انطلاقةِ أعمال المؤتمر الدولي الافتراضي “جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة” الذي تنظمه المدينة بالتعاون مع الجامعة الهاشمية الأردنية يومي 8 و9 مارس 2022 بمشاركة نخبة من الأكاديميين والاختصاصيين والأطباء.
وأوضحت أهمية المؤتمر في تبادل المعارف والعلوم وتسليط الضوء على فئة طالما ظلت في الخفاء، ليس بسبب الإهمال، ولكن لقلّة المعرفة والقصور في العمل. فالحقيقة الجليّة أنَّ هذه الفئة لا تستطيع التعبير عن مطالبها وحقوقها بالطرق التقليدية، الأمر الذي ساهمَ إلى حد كبير في إقصائها من الخدمات التي تتوفر لغيرها، وحرمانها من أبسط الحقوق.
تأسيس قواعد معرفية جديدة
رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أوضحت أن تنظيم المؤتمر بالتعاونِ مع الجامعةِ الهاشميةِ في المملكةِ الأردنيةِ الهاشمية، يأتي ضمن جهود تعزيز الوعي وتبادل الخبرات، وتأسيس قواعد معرفية جديدة من خلال المؤتمرات والملتقيات التي يتم التواصل من خلالها مع خيرة الخبراء وأهل الاختصاص، للاطلاع على أحدث الممارسات والدراسات التي تعود بالنفع على الأشخاص ذوي الإعاقة، وترتقي بمستوى الخدمات التي تقدم في المؤسسات.
وأشارت إلى ضرورة الاستفادة من مضمون جلسات المؤتمر للارتقاء بمنظومة الخدمات المُقدمة للأشخاصِ ذوي الإعاقة والعمل على بناء الاتجاهات الإيجابية حول الدمج التربوي والمجتمعي وصولاً إلى إغلاق “المراكز الإيوائية” وإيجاد الحلول للتعامل مع احتياجات الرعاية الصحية، وغيرها من التحديات التي تواجه أولياء الأمور، ومراكز الخدمات.
وعبرت عن سعادتها بالتكريم الخاص للدكتور “موسى شرف الدين” الذي عمل جاهداً في سبيل تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عموماً في المنطقة، وسعى إلى إيصال صوت المناصرين الذاتيين العرب، وتطوير عملهم من خلال يده الممدودة لبناء الشراكات والعلاقات مع الجميع، في سبيل تكوين شبكة قوية من المؤسسات والمناصرين الذاتين ضمن المنطقة العربية.
وفي ختام كلمتها توجهت بالشكر الجزيل إلى جميع المتحدثين، وإلى شريك المدينة في تنظيم المؤتمر “الجامعة الهاشمية” تقديراً لما قدمتهُ ويسّرته من سبل لعقده، كما شكرت فريق عمل المدينة الذي بذل جهداً كبيراً خلال الفترة الماضية لضمان أفضل مستوىً من التنظيم متمنية أن يشكِّل المؤتمر لكافة المشاركين والمشاركات نقطة تحول حقيقية في بناء مستقبلٍ أفضل للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة ضمن منطقتنا العربية بشكل خاص، والعالم أجمع بشكلٍ عام.
علاقة أخوية متجذرة
من جانبه أكد الأستاذ الدكتور فواز العبد الحق الزبون رئيس الجامعة الهاشمية أن هذا اللقاء العلمي الدولي يأتي تحقيقًا لرؤى وتوجهات القيادة الحكيمة لكلا البلدين الشقيقين، إذ ترتبطُ المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات أخوية وطيدة ومتجذرة، وشراكة استراتيجية وتتميز العلاقة بينهما بثباتها وقِدمها وبكونها مثالاً يحتذى به عربيًا وعالميًا.
وقال: سعت الجامعة الهاشمية إلى توفير بيئة آمنة دامجة وداعمة للطلبة ذوي الاعاقة من خلال تقديم برامج تربوية نوعية وتسهيلات بيئية لتيسير تعلمهم ودمجهم الشامل في الحياة الجامعية وإعدادهم للحياة المهنية المستقبلية وتمضي الجامعة قدمًا في تطوير هذا النهج وتضمينه في خططها الاستراتيجية كما تسعى إلى التميز والريادة في تقديم الخدمات النوعية للأشخاص ذوي الاعاقة، وتحسين جودة حياتهم، ومن أهم إنجازاتها في هذا المجال:
منصة لانطلاقة نهج جديد في العمل المشترك
إنشاء “كلية الملكة رانيا للطفولة” المتخصصة بقضايا الطفولة والتي تُعد الكلية الوحيدة على مستوى الشرق الأوسط المتخصصة بالطفولة والتربية الخاصة، إنشاء برنامج الماجستير في “التربية الخاصة للطفولة” والذي يُعد الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي، إنشاء أول روضة دامجة للأطفال ذوي الاعاقة في رحاب الجامعة، تهدف الى تقديم أفضل الخدمات لهم، وتهيئة دمجهم في مجتمعهم منذ التحاقهم بالتعليم في مرحلة رياض الأطفال، تخصيص مقعد للطلبة ذوي الإعاقة في انتخابات مجالس الطلبة، وتصميم المباني الحديثة في الجامعة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأوضح الزبون أهمية التعاون بين الجامعة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في المؤتمر كي يكون منصة انطلاق لنهج جديد في العمل المشترك يؤسس لفرص نجاح نوعية وحرصاً على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين نوعية حياتهم ودمجهم في المجتمع والوصول بهم الى أقصى ما يستطيعون، والعمل على الارتقاء بمستوى الوعي حول أحدث المستجدات والممارسات للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم وحياة أسرهم.
كلمة البروفيسور لي
وضمن افتتاح المؤتمر الدولي، تحدث البروفيسور “لي سانغ – موك” الأستاذ المشارك في كلية العلوم الأرضية والبيئية في جامعة سيؤول الوطنية عضو الأكاديمية الكورية للعلوم والتكنولوجيا عن تجربته مع الإعاقة الشديدة التي تسبب بها حادث جسيم قبل 15 عاماً كما تحدث عن أهمية التكنولوجيا بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام والأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة خصوصاً.
وعبر عن سعادته الكبيرة بالتعاون الذي جمعه قبل أعوام قليلة مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من خلال مسابقة التطبيقات المساندة التي تحث طلبة الجامعات على ابتكار تطبيقات ذكية تحسن من جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة متوجهاً بجزيل الشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي وإلى جميع العاملين في المدينة.
ثم تابع الحضور فيلماً قصيراً عن تجربة المدينة مع الإعاقات الشديدة والمتعددة، قدمته المناصرة الذاتية ياسمين سليمان من منتسبي المدينة عبر واحد من التطبيقات المساندة التي تحول النصوص المكتوبة إلى منطوقة والذي أكد أن المدينة لم تصل إلى ما وصلت إليهِ لأنها تؤدّي التزاماتها من بابِ الواجبِ وحسب، بل انطلاقاً من إيمانها العميقِ بما تقدمهُ للأشخاصِ ذوي الإعاقةِ سعياً لاحتوائهم ومناصرتهم وتمكينهم وفقَ أفضلِ وأحدثِ المُمارسات.
تكريم خاص للدكتور موسى شرف الدين
بعد ذلك قامت سعادة الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي مدير المدينة بتكريم الدكتور موسى شرف الدين من الجمهورية اللبنانية وألقت بهذه المناسبة كلمة أكدت في مستهلها أن الدكتور شرف الدين هو من الأصدقاء والأخوة المؤمنين بما تؤمن به المدينة من مفاهيم الاحتواء والمناصرة والتمكين وقالت:
الدكتور شرف الدين “بو فراس” رئيس “جميعةِ أصدقاءِ المعوقين”، حوّل مسار حياته المهنية التي بدأها كطبيبٍ “اختصاصي تخدير”، ليحصل على درجة الماجستير في العلوم التربوية للأشخاص المعوّقين، ويسعى إلى تحقيق حياة كريمة لولديه “فراس” رحمه الله و “محمد” وأقرانهما من الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤسساً لهذه الغاية منصة عربية لبنانية نفخر بها جميعاً على مستوى الوطن العربي وهي “جمعية أصدقاء المعوقين”.
وأضافت: ما أحاط بالدكتور موسى من ظروف قاسية عصفت به كأب وإنسان، صنعت منه “مرساةً” للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، يعمل على توجيه مسارهم، ويحميهم من نفس الظروف التي واجهها مع ولديه، ويمكّنهم من حقوقهم، حتى غدا رئيساً لمنظمة الاحتواء الشامل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليخلق شبكةً قوية من المناصرين الذاتيين العرب والمؤسسات العاملة معهم.
وأوضحت أن هذا التكريم وبتوجيه من سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس المدينة، تقديرٌ وعرفان لشخص الدكتور موسى شرف الدين، والمسؤولية التي حملها على كاهله طوال العقود الأربعة الماضية تجاه الأسر والأشخاص ذوي الإعاقة.
المحور “التربوي التأهيلي “
أعلنت إثر ذلك مقدمة الحفل الأستاذة منى كرم مدير فرع المدينة في خورفكان عن انطلاق أعمال المحور الأول “التربوي التأهيلي” برئاسة الأستاذة الدكتورة خلود الدبابنة، أستاذُ التربية الخاصة في كلية الملكة رانيا للطفولة في الجامعة الهاشمية الأردنية وفيه تحدث الأستاذ الدكتور بندر بن ناصر العتيبي من المملكة العربية السعودية عن أفضل الممارسات التربوية للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة، ثم ناقشت الأستاذة “ريينا كارفونن” من كلية لوفي بفنلندا الأدوات الموجهة نحو الموارد لتقييم ووصف الاحتياجات التعليمية الخاصة للطالب ذي الإعاقة في التعليم والتدريب المهني.
وفي نفس المحور قدم كل من الأستاذين في جامعة موسكو الروسية “ماريا الكسندروفنا فيتروفا” و “ألكسندر اوليجوفيتش فيتروف” ورقة علمية عن تجربة التكييف الفردي لتعليمات الاختبارات والحصول على تعليقات من الأطفال ذوي اضطرابات النمو الشديدة والمتعددة أثناء التشخيص النفسي والتربوي، ثم تحدث الدكتور ألفارو دياز والاستاذة دانيلا جيزارا عن مؤشرات الجودة في مؤسسة بيركنز في الولايات المتحدة الأمريكية.
مناقشات واستفسارات
وبعد مجموعة من المناقشات والاستفسارات تواصلت أعمال المحور الأول بورقة عمل عنوانها “برامج التدريب المهني للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة – إمكانيات التنفيذ ورؤى الممارسة” قدمتها الأستاذة الدكتورة كارن كيلي والاستاذة أنالينا زيمسكي من جامعة كولونيا في ألمانيا، أكدتا من خلالها تركيز البحوث بصفة خاصة على مراكز التأهيل المهني للأشخاص ذوي الإعاقة في الولاية الاتحادية لشمال الراين – وستفاليا في ألمانيا، حيث وضعت بالفعل مفاهيم لتنفيذ التدريب المهني للأشخاص ذوي الإعاقات المتعددة وتمكنوا من اكتساب خبرة عملية في هذا المجال.
بينما تحدث الأستاذ باسم عبد الغفار من جامعة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة عن أثر الإعاقات الشديدة والمتعددة على التعلم العارض، مؤكداً أن التعلم يتمايز إلى نوعين أساسيين عند تصنيفه اعتماداً على القصدية، النوع الأول هو التعلم المقصود والنوع الثاني هو التعلم العارض.
ويمكن تعريف التعلم المقصود بأنه ذلك النمط من التعلم الذي يعمد فيه المتعلم إلى اكتساب معارف ومهارات جديدة بهدف واضح ومنهج محدد في حين يمكن تعريف التعلم العارض بأنه تلك المعارف والمهارات المكتسبة بطريقة غير مقصودة وغير واعية وغير مخططة ولا محددة الهدف، ويحدث غالبا أثناء مواقف طبيعية تلقائية.
الدكتور باسم أوضح أن الإعاقة تؤثر سلباً على قدرة الشخص على التعامل مع المعلومات المتاحة في البيئة الفيزيقية والبيئة الاجتماعية على حد سواء، وقد يختلف هذا التأثير باختلاف فئة الإعاقة، حيث تؤثر الإعاقات الاستقبالية الحسية سلباً على قدرة الشخص على الوصول إلى المعلومات، في حين تؤثر الإعاقات المركزية / المعرفية على قدرة الشخص على معالجة المعلومات، وأما الإعاقات التعبيرية / الحركية فتؤثر سلباً على قدرة الشخص على التأثير في بيئته الاجتماعية والفيزيقية.
وأشار إلى زيادة الآثار السلبية للإعاقة بطريقة مطردة في حالات الإعاقات المتعددة حيث التأثير الممتد عبر أكثر من أنموذج من نماذج التعلم. وفي الوقت الذي تقدم المدارس والمراكز التأهيلية عالميا خدمات وحلول تعليمية للأطفال من ذوي الإعاقة من معظم الفئات، إلا أن غالبية تلك الخدمات التعليمية ومناهج التدخل التربوي تركز بشكل يكاد يكون حصرياً على التعلم المقصود، ولذلك تتضاءل فرص الطفل للمرور بخبرة التعلم العارض أولاً بسبب الإعاقة وثانياً بسبب البيئة التعليمية. وكلما زادت شدة الإعاقة وكلما تعددت الإعاقة انعكس ذلك مباشرة على فرص الطفل للتعلم العارض.
وناقشت الورقة أهمية التعلم العارض للأطفال بشكل عام وللأطفال من ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة بشكل خاص، وكيفية توفير بيئة تعليمية اجتماعية وفيزيقية تساعد على إتاحة الفرصة أمام الطفل على الوصول لمواقف التعلم العارض.
الدكتورة سحر أبو شخيدم من جامعة النجاح في فلسطين تطرقت خلال دراسة أعدتها إلى انطباعات أسر الأطفال ذوي الإعاقة البصرية المصاحبة لإعاقات أخرى حول استخدام برنامج “INSITE” للتدخل المبكر في المنزل.
هدفت الدّراسة إلى التعرف على انطباعات أسر الأطفال ذوي الإعاقة البصرية المصاحبة لإعاقات أخرى حول برنامج Insite للتدخل المبكر في المنزل حيث أجريت الدراسة في بعض مراكز ذوي الإعاقة البصرية المصاحبة لإعاقات أخرى في عمان والسلط والزرقاء في الأردن.
المحور الثاني (الصحي العلاجي)
في هذا المحور الذي ترأسته الدكتورة سلوى سالم الحوسني استشارية طب أطفال ويافعين نفسي في مدينة الشيخ خليفة الطبية بأبوظبي، قدم المتحدث الرئيسي في هذا المحور الدكتور زهير مهمندار استشاري حديثي الولادة واختصاصي أمراض الأطفال في مستشفى الإمارات عن التشخيص والفحوصات الطبية للأطفال ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة، ثم تحدثت الدكتورة سونا ناريان من مدينة الشيخ خليفة الطبية عن مشاكل البلع لدى الأشخاص من ذوي الاعاقات الشديدة والمتعددة.
وضمن ذات المحور ناقش الدكتور شادي الخطيب من مستشفى الأسنان الجامعي بالشارقة مشاكل الأسنان وعلاجها للأشخاص من ذوي الإعاقة الشديدة، وتحدثت الأستاذة عبير القصيّر من مستشفى القاسمي عن التغذية والأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة حيث تعد التغذية السليمة من أهم الوسائل التي تساعد على نمو الطفل وتطوره كما تساعد في تحسين نمو الدماغ وتحسن من سلوكيات الشخص. لذلك أصبحت الحاجة ماسة لمعرفة احتياجاتهم الغذائية، والعمل على تلبيتها، ومساعدتهم في اختيار الأطعمة الصحية التي تساعدهم على البقاء بصحة أفضل والحصول على الطاقة اللازمة لإتمام مهام يومهم من دون إحساس بالتعب والإرهاق
في حين ناقش الأستاذ محمد ستيتي من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تأثير العلاج الطبيعي على الأفراد البالغين من ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة عن طريق المعالجة عن بُعد خلال جائحة كوفيد-19 من وجهة نظر الأسر في المدينة.
معرض التقنيات المساندة
ولأنها تهتمُّ بجميع القضايا التي تخص الأشخاص ذوي الإعاقة ومن بينها “التقنيات المساندة” أنشأت مدينةُ الشارقة للخدمات الإنسانية في مارس 2014 مركز التقنيات المساندة الذي يولي أهمية كبيرة لتوعية الأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمعِ عموماً بمفهوم التقنياتِ المساندة والتصميم الشامل ويسعى إلى توفير الحلول التقنية للأشخاص ذوي الإعاقة وفق أفضل الممارسات العالمية بهدف تمكينهم في مختلف المجالات.
وكان حضور المؤتمر على موعد بعد استراحة قصيرة مع جولة افتراضية في معرض نظمه المركز لأحدث التقنيات المُساندة للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة.
المحور الثالث “الحقوق والقوانين للأشخاص ذوي الإعاقة”
ترأس أعمال المحور الثالث من محاور المؤتمر المستشار الدكتور خالد علي السلامي رئيس جمعية أهالي ذوي الإعاقة، وكانت المتحدث الرئيسي فيه الأستاذة منال المهيري من منظمة الاحتواء الشامل حيث تطرقت إلى إغلاق المؤسسات الإيوائية والبدائل المتاحة، في حين ناقش الأستاذ الدكتور محمود محمد إمام من جامعة السلطان قابوس بعُمان ورقة بعنوان تضمينات لسياسات تمكين الأفراد ذوي الإعاقة في المجتمعات العربية.
وتحدث الأستاذ حازم أحمد من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عن دور العلاج الترويحي في تحسين جودة الحياة للأشخاص من ذوي الاعاقات الشديدة والمتعددة، لتختتم أوراق المحور بموضوع حول تجربة المدينة في حماية الأطفال ذوي الإعاقات الشديدة من الإساءة قدمته الأستاذة آمنة الزعابي، ومن ثم جولة أخرى على المعرض الافتراضي لأحدث التقنيات المساندة للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة.
كلمة مقدمة المؤتمر
وكانت مقدمة المؤتمر الأستاذة منى كرم مدير فرع المدينة بخورفكان ألقت كلمة في مستهل تقديمها لفعاليات اليوم الأول أكدت فيها أن المدينة منذ البدايات، قبل 42 عاماً، دأبت على تذليل العقبات، ومواجهة التحديات، وتنظيم الملتقيات والمؤتمرات سعياً للارتقاء المُستمر بواقعِ الأشخاص ذوي الإعاقة وصون كرامتهم وحقوقهم. فكان الارتقاء بجودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة عُموماً، وذوي الإعاقات الشديدة والمُتعدِّدة خصوصاً، الشغلَ الشاغل لها، تعمل على تحقيقه، وتوعّي به.
وقالت إن هدف المدينة الرئيسي من خلال عقدها لمؤتمر “جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة” بالتعاون مع الجامعة الهاشمية الأردنية، توفير معارف جديدة، وتبادل خبرات مميزة، واقتراح حلول لبعض القضايا والصعوبات وهو ما يشكلُ إضافة قيّمةً إلى جودةِ حياةِ هذه الفئة المُهمة من أفرادِ المجتمع وأسرهم.
وأضافت: تنطلقُ الخدماتُ الإنسانية في هذا المسعى من رؤيتها ورسالتها وأهدافها الاستراتيجيةِ التي تتضمنُ اتباعَ معاييرِ التميزِ والجودةِ والكفاءةِ وتبنّي أسسَ المساواةِ والتنوعِ وإنتاج المعرفةِ على المستويين المحلي والدولي، ومن توجّهها لتوظيفِ أفضلِ الممارساتِ لصالحِ رفاهيةِ الأشخاصِ ذوي الإعاقةِ والمجتمعِ بأسره.
ولأنَّ المدينة تولي أهميةً كبيرةً للأشخاصِ ذوي الإعاقاتِ الشديدةِ والمتعددة، خصَّصت لهم “مركزَ الإعاقاتِ الشديدة” الذي أنشأتهُ عام 2011ـ 2012 ضمنَ مدرسةِ الوفاءِ لتنميةِ القدراتِ (فرع الرملة) سعياً لتقديمِ أفضلِ الخدماتِ لهم، حيثُ بلغَ عددُ الأشخاصِ ذوي الإعاقاتِ الشديدةِ والمتعددة الذينَ قدّمت لهم المدينة خدماتها خلالَ العامِ الدراسي 2020 ـ 2021 فقط (95) شخصاً، أمّا في العامِ الحالي 2021 – 2022 فيبلغُ عددُ الأشخاصِ ذوي الإعاقاتِ الشديدةِ والمُتعدّدةِ المستفيدينَ من خدماتِ المدينةِ (115) شخصاً.