الشارقة، 29 ـ 30 يناير / كانون الثاني 2018
ضمن مشروع إدراج الإعاقة في البرامج الخاصة بتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 الذي تنفذه المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة وبدعم من مؤسسة الأجفند استضافت مدينة الشارقة يومي 29 و30 يناير 2018 ورشة العمل الإقليمية لجمعيات الأشخاص ذوي الإعاقة بهدف تفعيل اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ونشر وتعزيز الوعي المجتمعي من خلال توظيف وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وتشجيع وسائل الاعلام للاهتمام بقضايا الإعاقة، بما يسهم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 المتعلقة بالإعاقة.
تضمنت أنشطة المشروع التواصل مع غرف التجارة والصناعة في الدول العربية لتحفيزهم على توفير فرص عمل كريمة للأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى ورش عمل لاتحادات الأشخاص ذوي الإعاقة والعاملين في مجال الإعلام لتمكينهم من تناول قضايا الإعاقة باحترافية تواكب التطور في وسائل التواصل الاجتماعي. كما ركزت أنشطة المشروع على المساواة الجندرية لتمكين النساء ذوات الإعاقة وتذليل العقبات التي تقف في سبيل سعيهن لنيل حقوقهن.
ويهدف المشروع إلى نشر وتعزيز ثقافة الوعي المجتمعي حول الإعاقة والمستندة إلى اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وسائر اتفاقيات حقوق الإنسان، خصوصاً في مجال العمل، وإلى ضمان أفضل استعمال لوسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في التعامل مع قضايا الإعاقة، ونشر مفهوم المساواة الجندرية في تنظيم وتنفيذ أي مشروع خاص بالأهداف التنموية لخطة التنمية المستدامة.
وقد عقد النشاط الأول ضمن المشروع ورشة العمل الإقليمية لجمعيات الاشخاص ذوي الاعاقة حول ادراج الأشخاص ذوي الإعاقة في خطة التنمية المستدامة 2030 وآليات التواصل والتعامل مع وسائل الإعلام العربية المرئية والمسموعة والمكتوبة، لتغيير النمط التقليدي في النظر إلى الإعاقة سعياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
شارك في الورشة عدد من الجمعيات المعنية بحقوق ذوي الاعاقة من دول الخليج العربي فمن دولة الإمارات شاركت الناشطة كلثم عبيد المطروشي عضو اللجنة النسائية في المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة رئيس رابطة تمكين المرأة المعاقة بالإمارات وعلياء الشحي وفاطمة المطروشي من جمعية الإمارات للتوحد، ومن الكويت شاركت الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين، ومن البحرين جمعية الحركيين البحرينية للأشخاص ذوي الإعاقة وجمعية محفزون، ومن المملكة العربية السعودية جمعية حركية وجمعية سواعد، ومن سلطنة عمان يحيى العامري ومحمود الوائلي، كما شاركت في الورشة أيضاً الدكتورة رفيعة القبيسي نائب شبكة إعلام المرأة العربية.
حول هذه الورشة تقول الأستاذة جهدة أبو خليل رئيسة المنظمة العربية لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة إنها تلتمس واقعاً أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة نظراً لما رأته من تجارب حية واقعية يمكن محاكاتها في باقي الدول العربية للارتقاء بحقوق هؤلاء الأشخاص من خلال مخرجات التوصيات التي استخلصها الجميع في ختام الورشة.
ويقول الأمين المالي لجمعية الحركيين البحرينية للأشخاص ذوي الإعاقة، عباس مشيمع إن ورشة العمل ناقشت ادراج الأشخاص ذوي الإعاقة في خطة التنمية المستدامة 2030، والتي شددت على ضرورة تفعيل الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الاعاقة فيما يخدم الأشخاص ذوي الإعاقة. مؤكداً أنه يوجد (11) موضعاً في خطة التنمية المستدامة (2030) تخص الأشخاص ذوي الإعاقة من المهم على مؤسسات المجتمع المدني الاستفادة منها، وجعلها عنصر قوة لتحقيق تلك الأهداف.
واعتبر مشيمع أن دور الاعلام في تغطية قضية الإعاقة بطريقة احترافية وشمولية تشمل جميع الجوانب؛ الاجتماعية والثقافية والرياضية، مشدداً على أهمية أن يكون للإعلام دور في تغطية جميع نشاطات الأشخاص ذوي الاعاقة بدون تحيز للمشاهير دون غيرهم.
وأضاف: لقد ناقشت الورشة ضرورة تقديم دورات متخصصة لمحرري الصحف الورقية والالكترونية للتعرف على آلية التعاطي مع قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، والاتفاق على دور الإعلام الحديث من خلال وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على المجتمع، وأهمية استفادة الجمعيات المتخصصة في شؤون الأشخاص ذوي الإعاقة من تلك الوسائل بشكل أكثر احترافية.
وقال مشيمع إن خطة التنمية المستدامة 2030 تتبنى تفعيل نسبة 4% لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة (4%)، والتأكد من وجود إحصائيات دقيقة وكذلك التوصية بضرورة استلام الأشخاص ذوي الإعاقة السقف الأعلى من الراتب الموازي للإعانة.
شارك في الورشة أيضاً سفير منظمة الأسرة العربية الأستاذ فتحي جبر عفانه الذي أكد أن مشاركته تأتي من منطلق إيمانه الكامل بأن كل فرد في المجتمع تقع عليه مسؤولية الشراكة بكل ما يمكن أن يحقق للأشخاص ذوي الإعاقة الدعم اللازم لتسهيل سبل العطاء وتعزيز ثقتهم بأنفسه، موضحاً أهمية دور أفراد المجتمع في خلق جسر ممتد من التواصل الإيجابي لدعم المبادرات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة لضمان استمرارية التواصل معهم وفق منهجيات ورؤى واضحة.
وتطرق إلى التزامه المجتمعي في توظيف خريجي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من ذوي الإعاقة القادرين على العمل في شركته الخاصة (فاست لمقاولات البناء) إلى جانب تحمله مصاريف الدراسة لعدد منهم للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحديداً الهدف الخامس منها في إتاحة فرص التعليم والعمل والصحة تعزيزاً لإدماجهم بالشكل الصحيح في المجتمع مؤكداً أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم طاقة إيجابية بتفاعلهم الإنساني مع المحيط الذي يعيشون فيه وأنهم قادرون على العمل والابداع فيه.