مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تقرن أقوالها بالأفعال
أمجد الطواهية: خلال السنوات الخمس الماضية.. وظفنا 47 شخصاً معاقاً في مختلف المؤسسات
تولي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أهمية كبيرة للتعاون القائم بينها وبين مختلف قطاعات المجتمع من أفراد ومؤسسات وتعتبر أن ما تقدمه للأشخاص من ذوي الإعاقة لا يمكن له أن يؤثر بالشكل المطلوب ما لم يسانده الجميع كل حسب موقعه واختصاصه وإمكانياته ومن هذا المنطلق تواظب المدينة على تمتين عرى التنسيق والشراكة بينها وبين هذه الجهات والمؤسسات المجتمعية في أكثر من مجال حرصاً على واقع طيب ومستقبل أفضل لذوي الإعاقة وأسرهم وللمجتمع بشكل عام.
من هنا تنبثق أهمية برنامج التدريب الصيفي الذي ينظمه سنوياً قسم التأهيل المهني والتوظيف التابع للمدينة ويأتي هذا العام بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه الشارقة وجمعية الشارقة التعاونية ومؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات) بهدف تدريب الأشخاص المعاقين وتعليمهم مهارات مهنية وشخصية واجتماعية، بالإضافة إلى تعزيز الانطباعات الإيجابية في أذهان موظفي المؤسسات عن أبناء هذه الشريحة ونقل الانطباعات الطيبة إلى بقية أفراد المجتمع.
أمجد الطواهية مسؤول قسم التأهيل أكد أن التدريب يعتبر الخطوة الأولى على طريق التشغيل الدائم وقد سبق للقسم أن قام خلال السنوات السابقة بتوظيف العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة فعلى سبيل المثال لا الحصر وظف القسم خلال السنوات الخمس الماضية 47 شخصاً من ذوي الإعاقة في عدة مؤسسات من بينها المدينة والأمل كبير أن تستمر مسيرة التوظيف هذا العام وخلال الأعوام القادمة حيث أثبت الأشخاص ذوو الإعاقة قدرتهم على العمل وتأدية المهام بالشكل المطلوب بمهنية واحترافية وإخلاص.
وأوضح أن التدريب يتيح الفرصة أمام الشخص المعاق لإثبات ذاته وتنمية قدراته واكتساب مهارات التواصل مع زملاء العمل والرؤساء، وتنمية شعوره بكونه شخصاً منتجاً ومما لا شك فيه أن هذه التجربة تسهم إلى حد كبير في تغيير النظرة السلبية لدى الكثيرين ممن يحملونها وتزيد من وعيهم بما يمتلكه الأشخاص ذوو الإعاقة من طاقات تنتظر الفرصة المناسبة والمساندة الصادقة كي تسهم في بناء المجتمع وتقدمه.
بدأ برنامج التدريب الصيفي هذا العام في السابع عشر من مايو 2015 في جمعية الشارقة التعاونية حيث تدرب ثلاثة أشخاص من ذوي الإعاقة وتدرب مثلهم في هيئة كهرباء ومياه الشارقة وأربعة من زملائهم في مؤسسة اتصالات في الرابع من أغسطس 2015 وحتى الثامن عشر منه وتتنوع المهام التي يتدربون عليها بين تصميم الديكور وتنظيم الملفات والاستقبال.. إلخ…
سعادة الدكتور المهندس راشد الليم رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة أكد أن الأشخاص من ذوي الإعاقة قادرون على العطاء، قادرون على العمل ولا يحتاجون من المجتمع العطف والشفقة بل الاحترام والتقدير والمساندة وقد أثبتوا في شتى المحافل والميادين أن باستطاعتهم خوض معترك التحدي وتحقيق الإنجازات الطيبة التي تسهم في عملية التقدم والازدهار مشيراً إلى أهمية التعاون مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية نظراً للدور الكبير الذي تلعبه في تمكين ومساندة وتأهيل الأشخاص من ذوي الإعاقة.
وفي هذا السياق لفت الليم إلى استعداد الهيئة لعرض منتجات طلبة المدينة من مختلف الورش في مقرها لتكون أمام أنظار الموظفين والزبائن فيتعرفوا من خلالها على طاقات ومواهب ذوي الإعاقة من جهة ويبادروا إلى شرائها من جهة أخرى وفي ذاك دعم ومساندة لهذه الطاقات المميزة وتشجيعاً لها نحو مزيد من الإبداع والتفوق.
بدوره أوضح مدير عام جمعية الشارقة التعاونية ماجد سالم الجنيد حرص الجمعية على تقديم الدعم المادي والمعنوي المتواصل لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حتى تستطيع الاستمرار في رسالتها الإنسانية حيث تعمل الجمعية دائماً على دعم الطلبة من ذوي الإعاقة من خلال تدريبهم وتأهيلهم لتسهيل دمجهم في المجتمع ولتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم كما تقوم الجمعية بتنظيم البرامج التدريبية والزيارات الدورية لفروعها لتزيد من قدرتهم على التسوق والشراء بأنفسهم.
وتوجه الجنيد بخالص الشكر والتقدير إلى جميع العاملين في المدينة على ما يقدمونه من عطاء متواصل وجهد كبير متمنياً لهم دوام النجاح والتوفيق.
وقد أشاد زملاء المتدربين من الأشخاص ذوي الإعاقة بأدائهم ومهنيتهم والتزامهم مؤكدين أن إخلاصهم ومحبتهم للعمل لا يقلان عن إخلاص ومحبة الأشخاص غير المعاقين لعملهم وهم يستحقون كل الاحترام والتقدير على ما يبذلونه من جهد كبير صادق في حياتهم الخاصة والعملية على السواء.