جميع جلسات المسح في رياض الأطفال والمدارس تطوعية
يحرص مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ العام 2006 على إجراء مسحٍ منظمٍ في المدارس ورياض الأطفال بالشارقة كأول مركز في المنطقة يقوم بهذه العملية وذلك للكشف عن المشكلات وتحديد الأطفال الذين لديهم تأخر في قدراتهم النمائية لمراجعة مركز التدخل المبكر أو مراكز أخرى ذات صلة.
ومع بداية العام الدراسي 2016 ـ 2017 قام المركز بقفزة نوعية لزيادة عدد الأطفال الذين يشملهم المسح فبدأ بتنظيم البرنامج المسحي ASQ في مجالس الضواحي بالشارقة وكانت البداية مع مجلس ضاحية واسط بالإضافة للروضات الحكومية مما سمح لأولياء أمور الأطفال ممن هم دون الخامسة من العمر ويشعرون بوجود مشاكل لدى أطفالهم أن يجروا الاختبارات المطلوبة ويستمعوا للاستشارات من اختصاصيي المركز للقيام بالإجراءات المطلوبة.
ويوم الأربعاء 15 فبراير 2017 نظم المركز المرحلة الثانية من عملية المسح في مجلس ضاحية الخالدية حيث قام فريق من اختصاصيي المركز بتطبيق الاختبارات على الأطفال والاستفسار عن المجالات النمائية المختلفة المتعلقة بالتواصل والمجال الحركي الكبير والمجال الحركي الدقيق والجوانب الشخصية والاجتماعية بالإضافة إلى اختبارات السمع والبصر.
الاختصاصية الاجتماعية في مركز التدخل المبكر منى حاجوني أكدت أن عملية المسح شملت 9 أطفال تبين أنهم جميعاً بحاجة إلى تقييم فتم إبلاغ أولياء أمورهم بضرورة مراجعة المركز للتسجيل أما برنامج المسح الذي تم تنظيمه في مجلس ضاحية واسط الشهر الماضي فقد شمل أيضاً 9 أطفال أحدهم كان يحتاج لمتابعة، في حين احتاج 5 منهم للتقييم، ومنذ بداية العام الدراسي شمل مسح التدخل المبكر في الحضانات والروضات والمجالس 165 طفلاً احتاج منهم 35 للمتابعة و56 للتقيم.
وأوضحت أن التوسع في عملية المسح في مجالس الضواحي أتاح الفرصة أمام الأهالي في تلك المناطق للكشف عن الضعف في قدرات أطفالهم من عمر شهرين وحتى الخمس سنوات وتعتبر عمليات المسح والكشف التي يقوم بها اختصاصيو المركز في مختلف روضات ومدارس الشارقة طوال العام الدراسي من أهم الفعاليات التي ينظمها هذا المركز الرائد على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والخليج والمنطقة بشكل عام.
السيدة الفاضلة سهام أحمد ولية أمر الطفل أحمد أكدت أهمية العمل الذي يقوم به مركز التدخل المبكر من خلال حرصه على القيام بعمليات المسح في ضواحي الشارقة والإعلان عن موعد الجلسات قبل مدة كافية مما سمح لها على سبيل المثال المجيء إلى مجلس ضاحية الخالدية والكشف عن طفلها بعد أن لاحظت تأخره في الكلام وعدداً من المشكلات الأخرى.
بدورها أوضحت السيدة الفاضلة أميرة حجازي ولية أمر التوأمين آدم وأدهم أن الجلسات التي يقدمها مركز التدخل المبكر للكشف عن الأطفال تقدم خدمة جليلة للأهل لا في طبيعتها التخصصية وحسب بل فيما يتعلق بإرشادهم نحو الخطوات الواجب اتباعها ليكون التدخل المطلوب مع أطفالهم مناسباً وفي الوقت المناسب وهذا ما دفعها للقدوم بعد المشكلات التي واجهت طفليها في الكلام والتخاطب ليقدم لها المركز الاستشارة الصحيحة والإجراء السليم.
الاختصاصية الاجتماعية منى أشارت إلى أن المركز ينظم برنامج المسح تطوعاً، لأنه يهدف إلى توعية المجتمع بأهمية التدخل المبكر وتقديم أكبر قدر ممكن من الخدمة للأطفال ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم ومساندتهم في اتخاذ القرارات الصحيحة التي تمنع حدوث المشاكل مع الأطفال أو تقلل من آثارها وتبعاتها.
والجدير بالذكر أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كانت أول من أدخل خدمة الكشف والتدخل المبكرين في منطقة الخليج العربي من خلال مركز التدخل المبكر الذي تأسس سنة 1992 وبدأ العمل فيه في أكتوبر 1993 وافتتحه صاحب السمو حاكم الشارقة وسمو الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس البرنامج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة في 26 نوفمبر 1994، وتعتبر الخدمات التي يقدمها المركز تدخلات مناسبة وسريعة من النواحي التربوية والوقائية والعلاجية في مرحلة مبكرة.