جلسات اليوم الثاني لمؤتمر 5 % ضمن نطاق التردد
المحور الثالث:
الرعاية الصحية للأشخاص الصم وضعاف السمع:
(سهولة وصول الأشخاص الصم وضعاف السمع إلى الرعاية الصحية)
حسين الرند: الرعاية الصحية مكفولة لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة
تواصلت لليوم الثاني (الأربعاء 18 أبريل 2018) أعمال المؤتمر العلمي الدولي 5% ضمن نطاق التردد الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية برعاية كريمة من صاحب السمو حاكم الشارقة فعقدت 3 جلسات تناولت المحاور الثلاثة المتبقية من محاور المؤتمر الخمسة، فخصص المحور الثالث الذي ترأسه سعادة الدكتور حسين الرند وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة لموضوع الرعاية الصحية للأشخاص الصم وضعاف السمع.
وتوجه رئيس الجلسة بالشكر الجزيل إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي على دعوتها إلى هذا المؤتمر الهام مشيداً بالاهتمام الكبير الذي يلقاه الأشخاص ذوو الإعاقة (أصحاب الهمم) في مختلف المجالات ومن بينها المجال الصحي.
وقال وكيل الوزارة إن الرعاية الصحية مكفولة لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة مواطنين ومقيمين دون مقابل مضيفاً أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع قامت منذ مطلع عام الخير 2017 إلى عامنا الحالي عام زايد بإطلاق مبادرة (ساعدني أسمع) ويتم من خلالها توفير الغرسات الإلكترونية (جهاز القوقعة السمعي) بدون مقابل أيضاً للمواطنين والمقيمين من ذوي الإعاقة.
وكشف الدكتور الرند عن سن مشروع قانون جديد في الدولة سيكون إلزامياً على جميع المنشآت الصحية الخاصة والعامة لإجراء عمليات المسح السمعي المبكر لجميع المواليد الجدد.
وقبيل استعراض أوراق العمل في هذا المحور تحدثت البروفيسورة إينيس سيليبوم فان رايج رئيسة الجمعية الأوروبية للصحة النفسية للصم، هولندا عن واجب الطبيب أو الاختصاصي النفسي في تعلم لغة الإشارة للتواصل مع الأشخاص الصم وضعاف السمع خصوصية، وتطرقت إلى الجدل المستمر عن زراعة القوقعة، وأحقية الأهل باتخاذ القرار أو انه قرار الشخص الأصم نفسه، وكذلك آليات الكشف المبكر عن مشاكل السمع لدى الأطفال والواجبات التي يجب العمل عليها، وتمكين وتسهيل الخدمات المقدمة للأشخاص الصم وضعاف السمع من قبل العاملين في المرافق الصحية، وتوعيتهم بكافة حقوقهم التي نصت عليها الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
تحدث في هذا المحور نخبة من المختصين والخبراء الذين تحدثوا عن حق الأشخاص الصم وضعاف السمع في تلقي الخدمات الصحية، وسبل تمكين الأشخاص الصم وضعاف السمع من الوصول إلى الرعاية الصحية الملائمة، واستعراض أحدث ما توصل إليه العلم في مجال السمعيات. وفيما يلي عرض سريع لأوراق العمل المقدمة ضمن هذا المحور:
الورقة الأولى في المحور الثالث
قدمها الدكتور مهند صلاح العزة أمين عام المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة الأردنية الهاشمية، وكانت بعنوان (حقوق الأشخاص الصم وضعاف السمع وفق القانون الأردني) أكد فيها أن إعطاء الأشخاص الصم وضعاف السمع الحق في الصحة في قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الأردني الجديد يعتبر أمراً بالغ الأهمية وذا أثر عال وذلك من خلال توفيره نطاقاً من الحماية القانونية التي تكفل احترام حقوق هؤلاء الأشخاص وحرياتهم واستقلاليتهم الفردية، كما أن هذا القانون يعترف بوضوح بثقافة مجتمع الصم وبلغتهم الأم ـ لغة الإشارة – ويوجب التعريف بها واستخدامها وتطويرها ليتمكن هؤلاء الأشخاص من التمتع بحقوقهم وممارسة حرياتهم على أساس من المساواة مع الآخرين كما أراد لهم ذلك المشرع الدولي ومن قبله المشرع الدستوري الذي خص الأشخاص ذوي الإعاقة بالذكر في المادة (6) فقرة (5) من دستور المملكة الأردنية الهاشمية.
الورقة الثانية في المحور الثالث
قدمها الدكتور فهيم ألبير تادرس (مصري يحمل الجنسية البريطانية) ويعمل استشاري أنف وأذن وحنجرة في الشارقة، وكانت بعنوان (غرس القوقعة السمعية بين الماضي والمستقبل) تحدث فيها عن البدايات المبكرة لفكرة زراعة القوقعة عندما بدأ الفرنسي أندريه ديجرنو بمحاولة الإثارة العصبية لفاقدي السمع وأجرى سنة 1957 أول تجربة ناجحة، وفي عام 1961 أخذ الأمريكيان وليام هاوس وجيمس دويل عمل العالم الفرنسي وقاموا بالعديد من عمليات زراعة القوقعة فأثبتت النتائج الأولية أن الإنسان فاقد السمع يمكن أن يستفيد ويتعرف على بعض الكلمات والموسيقى والأصوات المحيطة به.
وتحدث المحاضر عن الاهتمام المبكر لصاحب السمو حاكم الشارقة بمجال ضعف السمع حيث أرسى سموه منذ عام 1983 مبادئ العناية في هذا المجال وفي عام 1992 بدأت مدينة الشارقة أول برنامج للمسح السمعي للأطفال ومع العام 1994 ابتدآ أول برنامج لغرس القوقعة السمعية بمدينة الشارقة أثمر بعد سنتين عن إجراء أول زراعة قوقعة سمعية في مستشفى الزهراء الخاص بالشارقة. وعربياً أيضاً أجريت في الإسكندرية عام 1989 أول جراحة لزراعة القوقعة السمعية وفي عام 1992 قامت جامعة عين شمس بإنشاء وحدة لغرس القوقعة السمعية.
قدم المحاضر في ورقة عمله بعض الحقائق العلمية عن ضعف السمع العصبي الحسي وأسباب ضعف السمع الوراثية عند الأطفال ومن هم المستفيدين من غرس القوقعة.
الورقة الثالثة في المحور الثالث
قدمها الدكتور محمد إياس اختصاصي سمعيات مؤهل من الهند، ويعمل أستاذاً مساعداً واستشاري سمعيات في جامعة الشارقة، وكانت بعنوان (المسح السمعي لحديثي الولادة والتحديد المبكر لفقدان السمع) ذكر فيها أن طريقة المسح السمعي تعتبر واحدة من أسرع الطرق في تحديد فقدان السمع في سن مبكرة. والهدف من العرض التقديمي هو خلق الوعي بين مقدمي الرعاية الصحية والآباء وغيرهم في المنطقة، بغية تحديد الأطفال المعرضين لخطر فقدان السمع. وهذا سيعزز رعاية وطبيعة الخدمات اللازمة للأطفال في تطوير اللغة والكلام وتسليط الضوء على تجربة المستشفى الجامعي بالشارقة في هذا المجال لمدة 5 سنوات.
الورقة الرابعة والأخيرة في المحور الثالث
قدمها الدكتور سانجاي كيوالراماني أخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة من الهند، ويعمل في مستشفى ميدكير بالشارقة، وكان حول (الصمم وضعف السمع Hearing Impairment) تناول فيها تعريف ضعف السمع باعتباره انحرافاً عن مستويات السمع التي تتداخل مع الاتصال السمعي الشفوي وهو مصطلح عام يشمل الأشخاص الذين يعانون من جميع درجات ضعف السمع، أما الصمم فهو فقدان كامل السمع، بينما صعوبة السمع فهي الشعور بالسمع على الرغم من أن العيب وظيفي مع أو بدون السمع. ويتحدث في ورقة عمله عن تصنيف فقدان السمع ودرجاته وأسباب ضعفه أو فقدانه وآثاره السلبية على اللغة وطرق تشخيصه والأدوات المستخدمة في ذلك.
المحور الرابع:
خارج الصورة النمطية للعمل
المحور الرابع الذي ترأسته سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تحدثت في بدايته الدكتورة إسراء البابلي من جمهورية مصر العربية وهي أول طبيبة صماء تمارس مهنة طب الأسنان عن تجربتها ومراحل دراستها وممارستها لمهنة الطب وافتتاح عيادة خاصة بها، في وقت تكاد تغلب فيه الصور النمطية عن عمل الأشخاص ذوي الإعاقة، وتحصرهم في أطر مهنية تحد من طموحاتهم، ما يقلل من فرص عملهم وتمكينهم من هذا الحق واختيار الوظائف التي يحلمون بها، والوصول إلى المراتب الوظيفية التي يستحقونها.
المتحدثون في هذا المحور طرحوا مجموعة من النماذج التي خرجت عن الصور النمطية التي يعمل بها الأشخاص الصم وضعاف السمع، وعرفوا ببعض التقنيات المساندة المساهمة في تعزيز بيئة العمل للصم، وسبل تمكينهم في الفرص الوظيفية المختلفة التي يسعون إليها دون النظر إلى إعاقتهم كعنصر يعيق وصولهم إلى طموحاتهم المهنية. وكان هذا المحور كغيره من المحاور ثرياً بالتجارب العملية والخبرات الواقعية التي تغطي تطور دور الأشخاص الصم وضعاف السمع في مجتمعاتهم وانجازاتهم الجديرة بالإشادة. وفيما يلي عرض سريع لأوراق العمل المقدمة ضمن هذا المحور:
الورقة الأولى في المحور الرابع
قدمها الدكتور يوسف القريوتي من المملكة الأردنية الهاشمية والمدير الإقليمي السابق لمنظمة العمل الدولية وكانت بعنوان: (تشغيل الأشخاص ذوي الصمم والضعف السمعي) ذكر فيها أن العمل حق طبيعي كفلته الأديان السماوية لكل إنسان ونادت به الإعلانات والمواثيق العالمية، وضمنته الدساتير الوطنية. إن ممارسة هذا الحق وبحرية (أي حرية الاختيار المهني) تحقق للفرد استقلاليته الاقتصادية وتعزز ثقته بنفسه من جهة وتتيح له الإسهام في تنمية مجتمعه من خلال العمل المنتج. وأكد في ورقته أن عمل الشخص ضرورة فردية كما هي ضرورة اجتماعية في آن معاً. ولا تقتصر أهمية العمل بالنسبة للفرد على المردود المادي الذي يسمح له بإشباع حاجاته الأساسية من مأكل وملبس ومأوى وخلافه، بل إنها تتعدى ذلك إلى توسيع دائرة تفاعله وعلاقاته الاجتماعية، إضافة إلى توفير فرص غنية للتعلم واكتساب خبرات جديدة.
الورقة الثانية في المحور الرابع
قدمها الأستاذ جمال سعيد النقبي من نادي دبي لأصحاب الهمم استعرض فيها تجربته الشخصية وقال إنه درس في مدينة الشارقة للخدمات الانسانية. ثم انتقل للدراسة في دولة الكويت في مدرسة المعهد للصم، ومنها إلى المملكة العربية السعودية وبعد حصوله على الشهادة الثانوية انتقل إلى أمريكا لتعلم اللغة الإنجليزية ولغة الإشارة الامريكية ثم حصل على درجة الدبلوم في تخصص نظم المعلومات الحاسوبية عام 1999م.
وذكر النقبي أنه اكتسب من خلال حياته الأكاديمية العديد من الخبرات والتجارب الناجحة وتعلم أكثر من لغة سواء كانت لغة إشارية أم لغة منطوقة، موضحاً أن حياته العملية مليئة بالتجارب الناجحة والتحديات، وقد اتيحت له فرصة العمل في نادي الثقة للمعاقين بالشارقة كمعلم وكذلك تدريس الطلاب والطالبات الصم كما عمل في نادي دبي لأصحاب الهمم كأمين سر للنادي.
الورقة الثالثة في المحور الرابع
كانت للأستاذ أحمد نجيب الملقب بـ (اونا) وهو مصور متخصص في تقنية تايم لابس من جمهورية مصر العربية وهو شاب يبلغ من العمر 31 عاماً، لديه فقدان سمعي عصبي حسي عميق، تحدث فيها عن تجربته الخاصة تحت عنوان (كيف عزز الانترنت والإعلام الرقمي تغيير عملي) وحاول الإجابة في عرضه عن السؤال الذي اختاره عنواناً لورقة عمله وخبرته الشخصية كمصور أصم.
ءءء
الورقة الرابعة والأخيرة في المحور الرابع
قدمها الأستاذ سامي جميل المترجم وخبير في لغة الإشارة من جمهورية مصر العربية ومؤسس جمعية أصداء في الإسكندرية، وكانت بعنوان: (تمكين الصم بالدمج في عالم الروبوت وتكنولوجيا المعلومات – تجربة إبداعية) أوضح فيها أن مجتمع الصم يعيش مستوى متدنياً من التعليم، جعله حبيس أميته وإعاقته منفصلاً عن المجتمع الذي لم يستطع أن يصل بالأشخاص الصم إلى الحد الأدنى من التعليم بسبب تهميشهم وتأجيل إدراجهم في خطط التنمية، ولم يكن لهم في المقابل أية مبادرات ذاتية لاكتساب حقوقهم..
ركزت مبادرة جمعية أصداء على ايجاد منهجية متكاملة لتمكين الأشخاص الصم من عالم الروبوت وتكنولوجيا المعلومات، من خلال التدريب الأمثل المدعم بخبراء الروبوت، والإبداع في إيجاد مفردات الروبوت وتكنولوجيا المعلومات بلغة الأشخاص الصم الإشارية وبأساليب تدريب تناسبهم.
وقد تعددت المشاركات وتحققت الإنجازات في أولمبياد المعلوماتية ومسابقات الليجو للروبوت والأولمبياد الدولي للروبوت وكأس الروبوت… وغيرها وحققوا من خلالها المراكز الأولى محلياً وعربياً ودولياً بل وكانوا الفرق الوحيدة من الصم وسط السامعين في أكثر من 25 مشاركة محلية و15 دولية.
المحور الخامس:
الأسرة كشريك أساسي
المحور الخامس والأخير في المؤتمر ترأسه الدكتور فاكر الغرايبة أستاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة وخصص موضوعه للأسرة باعتبارها العالم الصغير الأول للشخص الأصم أو ضعيف السمع، وهي عماده للخروج إلى العالم الخارجي، والتصالح مع هويته ولغته، وما
تلعبه الأسرة من دور أساسي في التدخل المبكر للأطفال الصم، واتخاذ الخيارات والقرارات الأولى التي يعجز الطفل الأصم في مراحله الأولى عن اتخاذها، والتي يجب أن تكون مبنية على وعي كامل ومدروس بالخيارات المتاحة وأثرها مستقبلاً على حياة الطفل.
وقبيل استعراض أوراق العمل المعدة لهذا المحور تحدثت الفنانة يسرى اللوزي من جمهورية مصر العربية عن تجربتها كأم لطفلة صماء واستعرضت المراحل التي مرت بها منذ اكتشاف الحالة حين أتمت ابنتها دليلة عاماً ونصف العام من عمرها وركزت على أهمية المسح السمعي المبكر للأطفال الجدد الذي لو أجري لطفلتها عند الولادة أو بعدها بقليل لكانت الاستفادة من الخدمات التي تقدم للأشخاص الصم أكثر.
بعدها تعاقب المتحدثون في هذا المحور وركزوا في أوراق عملهم وتجاربهم التي استعرضوها على دور الأسرة الرئيسي في توجيه حياة الشخص الأصم أو ضعيف السمع كانت موضوع هذا المحور الذي اعتمد على خبرات حقيقية لبعض أولياء الأمور، وطرق تعاملهم مع أطفالهم الصم، وأهمية التوعية والإرشاد الأسري في تكوين الوعي الذي يساعدهم في تربية أبنائهم من الصم وضعاف السمع. وفيما يلي عرض سريع لأوراق العمل المقدمة ضمن هذا المحور:
الورقة الأولى في المحور الخامس والأخير
قدمتها الدكتورة سهير عبد الحفيظ عمر (أم الرجال) من جمهورية مصر العربية، وهي شريك تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة (الصم وضعاف السمع والصم المكفوفين) وعضو إتحاد كتاب جمهورية مصر العربية وإتحاد كتاب الإنترنت العرب وكانت بعنوان: (استخدام الاعلام الاجتماعي في تمكين أسر الأشخاص الصم وضعاف السمع) بينت فيها أن استخدام الشبكة المعلوماتية وأدوات الاعلام الاجتماعي بما يتيحه من تفاعلات احتل جانباً مهماً من حياة البشر اليومية على اختلاف اهتماماتهم، حيث يشير التراث البحثي إلى تنامي تأثير أدوات الاعلام الاجتماعي في الحراك المدني (رشا مرتضى وفادي سالم، 2011)، وفي صناعة الرأي العام (مبارك زودة، 2012) وفي قضايا الإعاقة (سهير عبد الحفيظ، 2012)، وفي تمكين المرأة الصماء (سهير عبد الحفيظ، 2014). وتستهدف الدراسة الحالية التعرف على واستكشاف طبيعة استخدام أدوات الاعلام الاجتماعي مثل (تويتر وفيسبوك وواتساب) في تمكين أسر الأشخاص الصم وضعاف السمع، وذلك باستخدام المنهج الوصفي التحليلي، ومنهج دراسة الحالة.
وقد قسمت الدكتورة سهير دراستها إلى قسمين: الأول: نظري يتضمن مصطلحات الدراسة، وبعض الدراسات السابقة، والثاني: وصفي لمحتوى بعض أدوات الإعلام الاجتماعي (صفحة فيسبوك، مجموعة واتساب، بعض وسوم تويتر المرتبطة بضعف السمع)، وتحليلي لمحتوى عينة من 150 تغريدة مصنفة تحت الوسوم المرتبطة بالصمم وضعف السمع المستخدمة في تويتر، كما تتضمن دراسة الحالة لأسرة الباحثة الحالية التي تضم فردين من الصم أسهم المحتوى الرقمي العربي في تغيير نوعية حياة بعض أفرادها حيث تحولت الباحثة من أم تعاني صدمة اكتشاف الإعاقة إلى شريك للأشخاص الصم وضعاف السمع وذوي الإعاقة السمعبصرية ومناصرا لهم وأسرهم وباحثة حاصلة على درجة الدكتوراه، وتمكن أحد أبناؤها الصم ـ من خلال التعلم الذاتي عبر شبكة المعلومات ـ من تعزيز مهاراته وتطوير موهبته حتى أصبح مصوراً وصانع أفلام مستقلاً، بينما واجهت ابنها الثاني ـ أصم ـ مشكلات تتعلق بإمكانية الوصول لكنه يستمر في التعلم الذاتي في مجال البرمجة.
وكشفت نتائج الدراسة عن مبادرات أسر الاشخاص الصم وضعاف السمع في توظيف الوسوم في تويتر لمناصرة قضاياها وتشير إلى وجود استخدام مؤثر لأدوات الإعلام الاجتماعي في تمكين الأشخاص الصم وضعاف السمع وأسرهم مع وجود بعض الصعوبات المتعلقة بإمكانية الوصول وهو ما تتم مناقشته.
الورقة الثانية في المحور الخامس
قدمتها الدكتورة ريما نعمان كامل جرار من المملكة الأردنية الهاشمية وهي حاصلة على بكالوريوس صيدلة ودبلوم تربوي من جامعة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة وتعمل في مجال التدريس ودعم الحالات الخاصة وصعوبات التعلم، واستعرضت فيها تجربتها مع الصمم تحت عنوان: (قصتي مع الصمم). والدكتورة ريما أم لطفل لديه ضعف سمع شديد إلى كلي في الأذنين كلتيهما. يستخدم معيناً سمعياً. ويدرس في الصف الثاني الابتدائي بمدرسة تتبع النظام الأمريكي، اكتشف ضعف السمع لديه في عمر سنة وتسعة شهور وبدأ مباشرة بارتداء معين سمعي. تعرض بعدها لسقوط أثناء اللعب مما أدى إلى جرح في رأسه استدعى تدخلاً جراحياً وأثناء ذلك لم يكن صراخه طبيعياً. وقبل ذلك بفترات كان لا يستجيب للأوامر وبعد عرضه على أكثر من طبيب اطفال قالوا إنه طبيعي ولكن يرفض الكلام ولكل طفل طبيعته، اضطرت والدته إلى تغيير عملها من صيدلانية الى مدرسة لدعم الحالات الخاصة بشكل عام وضعاف السمع بدروس التخاطب بشكل خاص. وبدأت بالتحدث مع ابنها في البيت بلغة واحدة واضحة وبعبارات قصيرة. وذكرت أن أسرتها قدمت كل أشكال التعاون والدعم المعنوي لطفلها لمواصلة تعليمه أسوة بأقرانه.
الورقة الثالثة في المحور الخامس
تجربة شخصية قدمها الأستاذ محمد العلياني من المملكة العربية السعودية، وكانت تحت عنوان: (تجربتي مع زراعة القوقعة) أوضح فيها أنه والد لثلاثة أطفال زارعي القوقعة الالكترونية وناشط في مجال التوعية بضعف السمع. قدم خلاصة تجربته الشخصية مع أطفاله ذوي الضعف السمعي، ورحلته معهم ابتداء من ولادة الطفل الأول واكتشاف إصابته بالضعف السمعي والصدمة التي تعرضت لها الأسرة، والصعوبات التي واجهتها خصوصاً مع قضية اتخاذ قرار زراعة القوقعة الالكترونية وأهمية التأهيل قبل الزراعة.
كما تحدث عن اكتشاف ضعف السمع عند الطفلة الثانية والثالثة ومعرفة المورث المسبب لضعف السمع، وأنواع التأهيل السمعي المستخدمة والاستراتيجيات التأهيلية المتبعة وعرض مقاطع فيديو عن كيفية اشراك الأطفال واغتنام الفرص في الأنشطة الروتينية اليومية داخل وخارج المنزل والاستفادة منها لتعلم الاستماع وزيادة الحصيلة اللغوية.
الورقة الخامسة والأخيرة في المحور الخامس والأخير
كانت ورقة مشتركة أعدتها الدكتورة عوشة المهيري رئيس قسم التربية الخاصة في كلية التربية بجامعة الإمارات والأستاذ الدكتور من القسم ذاته وكانت بعنوان: (الإرشاد الأسري كاستراتيجية وقائية للحد من مشكلات الأشخاص الصم وضعاف السمع) حيث جرى فيها التعريف بالإرشاد الأسري في مجال الأشخاص الصم وضعاف السمع بوصفه مجموعة من التوجيهات العلمية التي تقدم لأسر هؤلاء الأشخاص خاصة الوالدين بهدف تدريب وتعليم أفراد الأسرة على اكتساب المهارات والخبرات التي تساعدهم على مواجهة مشكلاتهم المترتبة على وجود طفل أصم أو ضعيف سمع لديها سواء ما يتعلق منها بأساليب تنشئته الاجتماعية، أو بتأهيله وكل ما من شأنه الاستفادة القصوى من قدراته.
ورش عمل اليوم الثاني
قبل نهاية اليوم الثاني من أيام المؤتمر أقيمت في فترة ما بعد الظهر أربع ورش عمل قدمها أكاديميون وفنيون ومترجمو لغة إشارة.
الورشة الأولى
كانت بعنوان أساسيات لغة الإشارة الاماراتية قدمها الأستاذ وائل سمير، من جمهورية مصر العربية، ومترجم لغة الإشارة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، استعرض فيها فيلما قصيراً عن والد أصم أحضر ابنته مريضة السكر الغائبة عن الوعي إلى المستشفى ولا أحد بإمكانه نجدته بسبب عدم معرفتهم بلغة الإشارة وبعد لحظات عصيبة عجز فيها الوالد الأصم عن شرح وضع ابنته المريضة انتبه طفل صغير بصحبة والده إلى معاناة الأب الأصم وطلب من والده مساعدته وكان الأخير ملماً بلغة الإشارة فاستطاع نقل معاناة الأب وابنته إلى الأطباء الذين سارعوا إلى نجدة الطفلة وانقاذها.
ومن هذه اللحظات المؤثرة انتقل الأستاذ سمير إلى التعريف بلغة الإشارة الإماراتية باعتبارها لغة الصم الام التي نسعى إلى نقلها والتعريف بها لكل من يرغب في تطوير مهاراته في التواصل مع الأشخاص الصم. وقدم المحاضر مجموعة من القواعد المهمة في التعامل مع الصم أثناء استخدام لغة الإشارة معهم بالإضافة إلى مجموعة من المصطلحات الإشارية الأكثر استخداماً في الإمارات تفاعل معها الحضور بشكل كبير.
تلاتلاتلا
خصص القسم الثاني من الورشة الأولى للسيد سوهان كيم، من مركز الأعمال التجارية للأشخاص ذوي الإعاقة (DEBC) في كوريا الجنوبية الذي تحدث عن سياسات المشاريع الريادية للأشخاص الصم في كوريا.
الورشة الثانية
كانت بعنوان ثنائية لغة الاشارة، المفهوم والتطبيق قدمها الأستاذ طارق عبد اللطيف عضو مجلس إدارة جمعية ستوكهولم للصم نائب رئيس مجلس شؤون الإعاقة عن منطقة غرب ستوكهولم والدكتور كريستر شونستورم الأستاذ المساعد في قسم اللغويات بجامعة ستوكهولم السويدية.
تعامل المحاضران مع هذه الورشة كمدخل إلى عالم ثنائية اللغة وركزا على تنمية قدرات المعلم من منظور بصري وحثه على التركيز بصرياً على الكلمات والجمل العربية، بحيث تتكون لديه حصيلة كافية تساعده قدر الإمكان في مهمته ويسهل تطويرها فيما بعد. ويتلخص غرض الورشة في تصحيح ما يخفى على المعلم والإجابة على أسئلته المُحتملة فيما يختص بالمشاكل التي يقابلها عملياً خلال التدريس وذلك لتوجيه دفة التدريس إلى الطريق الصحيح.
وأكد المحاضران أن التجربة السويدية في تطبيق ثنائية اللغة على النحو الصحيح أثبتت نجاحها حيث يتخرج التلاميذ الصم ولديهم معرفة باللغة السويدية نحوياً وتعبيرياً ويعتمدون على أنفسهم كلياً، إلى درجة أن الأمية حالياً منعدمة بينهم.
ومن بين متطلبات التطبيق الصحيح لمبدأ ثنائية اللغة فيما يختص الصم شرح قواعد لغة الإشارة وقواعد اللغة المكتوبة وبيان الفروق بينهما والتنبيه إلى عدم الخلط بينهما.
وأكدا أخيراً أن نجاح هذه الطريقة مرتبط بإيمان المربين بها كوسيلة فعاله لمحو أمية الصم العرب المنتشرة في وطننا العربي.
الورشة الثالثة
كانت بعنوان أنا هنا (تفعيل ثقافة الصم في البيئة الصفية) قدمتها الأستاذة سارة محمد البوزيد، المتخصصة في تعليم الصم وضعاف السمع بالمملكة العربية السعودية استعرضت فيها أساليب تصميم الممارسات التدريسية في الفصول الدراسية بما يتناسب مع ثقافة الصم. كما تناولت فنيات التعامل مع الطلاب والطالبات الصم وفقاً لثقافتهم مما يسهل على المعلمين التواصل والتفاعل مع الطلاب الصم في الفصل الدراسي، وتعليم بقية الطلاب كيفية القيام بهذا التفاعل مع أقرانهم في بيئات مزدوجة الثقافة (تشمل ثقافة الصم والسامعين) كفصول الدمج مثلاً.
تعرف المشاركون في الورشة على خبرات متنوعة جميعها تهدف إلى كيفية جعل البيئة الصفية بيئة صديقة للصم، مهيئة لهم، محترمه لثقافتهم.
الورشة الرابعة والأخيرة
كانت حول إعداد المعلم للعمل في مجال تعليم الصم قدمها الأستاذ ديفيد كوش رئيس مدرسة وكلية لودج هاملتون في المملكة المتحدة.
وكان الهدف من هذه الورشة هو تزويد المعلمين بأحدث المعلومات عن تعليم الصم في المملكة المتحدة وأثر ذلك على التدريس في دولة الإمارات العربية المتحدة.