غنى في المعلومات وخبرات واسعة في مجال التدخل المبكر
قبيل الافتتاح الرسمي لمؤتمر التدخل المبكر (مكعبات ملونة) شهدت غرفة تجارة وصناعة الشارقة (السبت 9 يناير 2016 ) وبحضور53 مشاركأً أولى فعاليات المؤتمر حيث أقيمت 6 ورش عمل حاضر فيها أساتذة وخبراء معروفون في مجال التدخل المبكر والتربية الخاصة.
قدمت الورشة الأولى خبيرة التربية الخاصة الدكتورة سهى الطبال وكانت بعنوان (التدخل المبكر المستند إلى الروتين اليومي في التربية الخاصة والطفولة المبكرة) والهدف الرئيسي منها إكساب المشاركين المعلومات والمهارات الفنية اللازمة لتدريب أسر الأطفال ذوي التأخر النمائي أو المعرضين للخطر على تنمية مهارات أطفالهم من خلال استثمار الروتين اليومي وبشكل أكثر تحديداً تمكين المشارك من خلال الورشة أن يحدد دور الأسرة نحو أطفالها في مرحلة الطفولة المبكرة وأن يفعل دور الأسرة في تنمية مهارات الأطفال وأن يطور معها خطة تستند إلى الروتين اليومي وأن يتعامل مع الأسرة كشريك لا كبديل عنها.
ثم عرضت د. شادن خليل عليوات (من السعودية) في ورشة العمل الثانية حقيبة تدريبية أعدتها لتهيئة الطفل الكفيف للكتابة بطريقة برايل، قبل دخول الطفل ذي الإعاقة البصرية المدرسة في الصف الأول الابتدائي، وقالت: (من المتعارف عليه أن ما يُقارب 80% من المعلومات التي يحصل عليها الإنسان تكون عن طريق حاسة البصر، وعند غياب هذه الحاسة يترتب إيجاد بدائل من شأنها أن تُكسب الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة المفاهيم والمهارات الحياتية، التي تساعده مُستقبلاً في شتى مجالاته الحياتية).
وأشارت إلى أن طريقة برايل هي الطريقة المعتمدة عالمياً لتعلم القراءة والكتابة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وتحديداً المكفوفين، وتقوم في أساسها على نظام خلية برايل، التي تُستخدم في كل دول العالم، وفي تعليم جميع المواد العلمية، وتشابه حجر النرد في تكونها من ست نقاط، وكل حرف يأخذ خلية كاملة، وهي تحتاج إلى مهارة عالية لإجادتها، حيث يترتب إتقانها معرفة مهارات مبدئية ورئيسية لتعلم هذه اللغة، ومنها: فتح وإغلاق الكتاب، وتقليب صفحاته ، وتمييز خلايا برايل الموجودة تحت اليدين عند الانتقال ما بين السطور، واستخدام كلتا اليدين مع بعضهما، والتمييز اللمسي للأشكال المختلفة، مع المراعاة التامة لعدم حدوث هذه القضايا الثلاث وبشكل قاطع، وهي الضغط بقوة على خلايا برايل، وعدم استخدام كلتا اليدين، ووضع الأصابع بزاوية خاطئة.
الدكتور عماد عبد المقصود محجوب الاستاذ المساعد في علم النفس الإكلينكي (فئات خاصة) في كلية الآداب بجامعة القاهرة قدم ورشة العمل الثالثة وكانت بعنوان (منحى السلوك اللفظي في علاج التأخر اللغوي لدى الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية وذوي اضطراب التوحد ومن غير ذوي الإعاقة) شرح فيها نظريتين: السلوكية لسكينر، والسلوك التطبيقي للوفاس، وقال: (إن التأخر اللفظي أو اللغوي يعود إلى عدة أسباب أولها الحرمان البيئي، أو عدم التسلسل في مراحل نطق الطفل، التي تتقاطع فيها المراحل الأربع، وتشتمل: المناغاة، والصورة الذهنية، والفهم، والتعبير، إذ ينتقل بعض أولياء الأمور إلى مرحلة التعبير، متغافلاً أهمية المناغاة، وتكوين الصور الذهنية)، مؤكداً أهمية المناغاة في نطق الطفل للغة واكتسابه للمفردات، التي من شأن الأجهزة الحديثة أن تؤدي إلى القصور في إجادتها. وأشار محجوب إلى طرق تشكيل الصور الذهنية، التي يكون لها مفعول سحري على الطفل، عبر تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية، ولفظها مع النطق الصحيح للكلمة، ووصف الأفعال التي يقوم بها الطفل أو ينجزها أولياء الأمر من أجل تكوين صور ذهنية، والتكلم عن صور كتاب أو فيلم كرتوني معين، لخلق جو من التلقائية، منوهاً بأهمية البدء بكلمات مفردة في الأعمار الأولية للطفل، وإطالة الجمل تدريجياً بإدخال المفردة في سياقية الأفعال والتصرفات الحياتية عند بلوغ الطفل عمراً أكبر.
ورشة العمل الرابعة (تجميع المعلومات لإعداد الخطة الفردية لخدمات الأسرة) قدمتها دكتورة العلاج الطبيعي في مركز جامعة جورج تاون رتشيل برادي وتهدف إلى التخطيط للأطفال وذويهم في التدخل المبكر ضمن مراكز الخدمات والدعم باعتبارهم أساس الخطة والغاية منها مع التأكيد على أهمية المعلومات الضرورية التي يحتاجونها والعمل على المخرجات المفيدة للاحتياجات الفردية للطفل والأسرة، وفي هذه الورشة ستتاح الفرصة أمام المشاركين لفهم كيفية عمل الخطة الفردية وكيفية تجميع المعلومات لوضع الخطة ومشاركة الطفل والأسرة فيها.
البروفيسور أحمد التميمي (من السعودية) قدم ورشة العمل الخامسة وكانت للتعريف بنظام القياس والتقييم والبرمجة للأطفال دون عمر السادسة، فيما يُعرف بـ AEPS، وأوضح فيها أن النظام يمثل نهجاً متكاملاً وشاملاً يترابط فيه كل من تقييم الأداء الحالي للطفل، واختيار الأهداف الملائمة، وتصميم البرنامج، وتخطيط التدخل، ومتابعة تقدم الطفل، حيث يتمتع النظام بدقة ومصداقية كبيرة أثبتتها البحوث العلمية، وتم استخدامه في الولايات المتحدة الأمريكية، ليتبع ذلك ترجمته إلى لغات عدة، حتى صدرت مُؤخراً ترجمته ولأول مرة في العربية عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وتقوم المدينة بتوفير هذا المنهاج مع التدريب العملي اللازم للمؤسسات والأفراد.
ورشة العمل السادسة والأخيرة في اليوم الأول الذي سبق افتتاح المؤتمر الرسمي قدمتها الدكتورة توبي لونج الأستاذة في قسم الأطفال بجامعة جورج تاون بواشنطن ومديرة المركز التخصصي لتطوير الطفل والإنسان ومديرة برنامج شهادة التدخل المبكر في الجامع ذاتها عرضت فيها تجربة تطوير برنامج للتدخل المبكر بشكل مكثف وعملي أوضحت فيها العوامل الرئيسية لبرنامج التدخل المبكر والتحديات التي تواجه العاملين في المجال عند الانتقال من البرنامج المعتمد على المركز إلى البرنامج المعتمد على البيئة والمجتمع، وأجابت في القسم الثاني من ورشتها عن سؤال: ماذا يعني الدمج الشامل للأطفال من ذوي الإعاقة؟ عرفت فيه بالدمج الشامل بين الأطفال في مرحلة التخل المبكر والتفريق بين هذه المرحلة ومرحلة الدراسة والمفاتيح الرئيسية للدمج الشامل ودور الاختصاصيين في هذا الجانب.