الحالة النفسية للمدرس
يجب أن يكون المدرس أو من يتعامل مع المعاق ذهنياً في حالة نفسية مستقرة وأن يفصل مشاكله الشخصية عن مشاكل تلميذه المعاق ذهنياً.. حتى وإن كان يعاني من مشكلة ما لا يستطيع نسيانها خلال الدرس فعليه أن يتنحى عن إعطاء حصته حتى يعود إلى حالته الطبيعية ويستطيع التعامل مع تلميذه المعاق ذهنياً.
ومعروف أن التلميذ ذا الإعاقة الذهنية حساس لأقصى درجة.. فعندما يرى مدرسه على غير طبيعته.. فقد ينتقل إليه هو أيضاً الإحساس بالقلق والحزن.. وقد يعتقد أن مدرسه متضايقاً منه هو.. ولن يكون بمقدوره الشعور أن هناك مشكلة ما توجه مدرسه.. بل ليس ذلك فحسب.. فقد يؤثر عليه ذلك لفترة طويلة وحتى عند عودته إلى بيته قد يحدث مشاكل لأسرته ولمن حوله.. لاعتقاده أن المدرس كان متضايقاً منه.. ولكن الحقيقة أن المدرس يعاني مشكلة ما وهو لا يعلم.. لذلك يجب على المدرس أن يتنبه لهذا جيداً.. حتى لا يضر تلميذه المعاق ذهنيا وأسرته دون أن يشعر.
خلافات المدرسين فيما بينهم!!
خلافات المدرسين فيما بينهم أمام الدارس ذي الإعاقة الذهنية حتى لو كانت بسيطة.. فهي قد تحدث توترات وقلق واكتئاب لديه أثناء وجوده في مكان التأهيل والتدريب وكذلك عند عودته إلى أسرته.. الأمر الذي قد يؤدي بشكل كبير إلى تأخر تقدم الدارس وعدم قدرته على الاستيعاب لذا يجب علينا جميعاً مراعاة ذلك.
دارس دمه خفيف وأخر دمه ثقيل!!!
لا يجب أن يقع المدرس أو المتعامل مع الطالب ذي الإعاقة الذهنية في هذا الخطأ الجسيم.. وهو أن يحكم عليه بالفشل وعدم القدرة على إنجاز المهام المطلوبة منه لزعم خاطئ أن دمه ثقيل على قلبه!!! يجب على المدرس المتعامل مع فئة الطلبة ذوي الإعاقة أن يتجنب اعتبارات الشكل واللون والدم والمصالح. الخ.. عند تقييمه لدارس من ذوي الإعاقة.. فهؤلاء عندما وجدوا في هذه الدنيا لم يختاروا شكلهم أو لونهم أو أي شيء آخر.
إذن، من واجبنا جميعاً أن نتقي الله في هذه الفئة.. ونقوم بدورنا دون النظر إلى أشياء قد تضر ولا تنفع.. ونركز فقط على الهدف الأساسي وهو إظهار الجانب الجميل لهذه الفئة من الناس ومحاولة تأهيلهم لكي يكونوا أعضاء نافعين لمجتمعهم قادرين على العطاء والاستقلال والاعتماد على أنفسهم قدر إمكانياتهم.. فهذا هو جزء من دور المدرس والاختصاصيين بكافة تخصصاتهم والأسرة.. ويجب أن يكون هذا هو هدفنا دائماً..
العمل كفريق واحد (على المستويين العام والخاص)
يجب أن نعمل جميعاً (جمعيات ومراكز ومؤسسات وأفراد) بروح الفريق الواحد لضمان نجاح فكرة تأهيل الطلبة من ذوي الإعاقة، فلا يجب الانفراد بالرأي والأفكار الخاصة بتأهيل هذه الفئة أو غيرها.. حتى يقال إن مكاناً أو مركزاً ما متفوق على الآخر.. أو المركز هذا أقوى من ذاك!! المهم النتيجة والهدف!!
الاحتفاظ بالأفكار والمعلومات بين القائمين على تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة
من خلال تعاملي مع بعض المراكز والجمعيات المتخصص في تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وجدت أن بعض الزملاء يحتفظون بمعلوماتهم الهامة عن حالة دارس ذي اعاقة ما وعدم الإفصاح عنها معللاً ذلك لغيره بأنه يخشى أن يأخذ مجهوده شخص آخر!!
للأسف الشديد.. هذا ما حدث.. ولكن يجب أن يعلم هذا الزميل الفاضل وغيره أننا كالأطباء مشتركون في مريض واحد.. فإذا أخفى كل منا شيء عن حالة تلك المريض.. فالخاسر في الحقيقة هو المريض وليس الطبيب.. وهنا نقول للأسف أن قلة من الأخصائيين هم أنفسهم في أشد الحاجة إلى تعديل سلوك وتصحيح المفاهيم الخاطئة.. فنحن جميعا في مركب واحد.. ويجب أن نتعاون حتى نصل جميعاً إلى مرحلة الاعتماد وكسب الثقة في النفس ومساعدتهم حتى يكون الأشخاص من ذوي الإعاقة أعضاء نافعين للمجتمع ولأنفسهم.