إعداد الاختصاصية الاجتماعية زبيدة اَل علي
إن تنشئة طفل سوي نفسيًا تشير إلى التربية السليمة التي تلقاها من أسرته، حيث تلعب هذه التنشئة دورًا هامًا في تربية الطفل وتكوين شخصيته وتحديد سلوكه وهو أمر يُدركه الآباء لذا يحاولون تربية أبنائهم ليصبحوا أفضل ولكن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي للتربية السليمة فهناك العديد من الأخطاء التي يقع فيها الآباء وتؤثر على شخصية الأبناء في المستقبل، وعادة ما يرتكبها الآباء بحسن نية وفيما يلي أشهر تلك الأخطاء.
الثناء على جميع التصرفات التي يقوم بها الطفل
بعض الآباء يشجعون أطفالهم بالثناء على أي تصرف يقومون به حتى إن كان التصرف بسيطاً أو بديهياً، اعتقاداً منهم أنهم يشجعون الطفل على تكرار هذا الفعل، ولكن الإفراط في هذا الأمر يجعل الطفل محباً للثناء وينتظر الشكر دائماً من الآخرين لدرجة عدم قيامه بأي تصرف ما لم يكن هناك مكافأة له مما يجعل دافع الطفل للقيام بالأعمال الجيدة هو المادة.
المقارنة
مقارنة الطفل بغيره من أصدقائه أو أقاربه أو أخوته من الأمور التي تؤثر سلباً على شخصية الطفل، وتفقده ثقته بنفسه، وتشعره بالنقص، فلكل طفل مهاراته وقدراته الخاصة التي تجعله مميزاً عن غيره ويكمن دور الآباء في مساعدته على اكتشاف ما يميزه لا ما يجعله مجرد صورة عن أطفال آخرين يعتقدون أنهم أفضل منهم.
محاولة جعل الطفل يشعر بالسعادة
على الطفل أن يتعلم وحده كيف يكون سعيداً ولكن نجد بعض الآباء يرون أن مهمتهم الأساسية هي توفير السعادة للطفل وهو أمر خاطئ فلا يمكن أبداً إجبار الطفل على الشعور بالسعادة.
استخدام أساليب التوبيخ أو التهديدات
لا يجب على الآباء مطلقاً أن يشعروا الطفل أنهم لا يحبونه نتيجة تصرفاته، أو جعله يشعر بالذنب لقيامه بأي تصرف غير مرغوب فيه وهو أسلوب قد يحقق المراد منه على المدى القصير في جعل الطفل يرضخ لتوجيهاتهم ولكنه يغرس في الطفل الشعور بالنقص وفقدان الثقة بالنفس ويحدّ من تفاعله مع الآخرين ليصبح شخصية انطوائية.
الحماية والدلال الزائد
يظهر حب الآباء لأبنائهم في صورة حماية زائدة تجعلهم ينوبون عن الطفل في الأمور التي يفترض أن يقوم بها وحده، مخافة أن يصاب الطفل بسوء أو لتوفير سبل الراحة له ويحرمون بذلك الطفل من فرصة اتخاذ قراره بنفسه. وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلباً على الطفل وشخصيته، فيكبر الطفل بشخصية اتكالية غير مستقلة، يعتمد على غيره في القيام بواجباته وعدم قدرته على تحمل المسؤولية.
كما أن المغالاة في الرعاية والدلال يجعلان الطفل غير قادر على تكوين علاقات ناجحة مع الآخرين ومواجهة الحياة بسبب نقص التجارب الكافية التي تمكنه من مواجهة الحياة والأحداث التي يتعرض لها.
الإهانة اللفظية أو الجسدية
رغم التحذيرات المتكررة من خطورة اللجوء إلى السباب أو الضرب كأسلوب لتقويم سلوك الطفل، إلا أن العديد من الآباء يلجؤون إلى هذا السلوك الذي لا يساعد في غرس أي قيمة تربوية على الإطلاق بل على العكس يؤدي إلى تشويه نفسية الطفل وتربيته على الخوف مما يضعف ثقته بنفسه فضلاً عن أن الضرب يعالج المشكلة ظاهرياً وبصورة مؤقتة دون فهم حقيقة احتياجات الطفل النفسية.
اختلاف الرأي بين الأبوين
أحياناً، إن قام أحد الأبوين بعقاب الطفل، يحاول الطرف الآخر التدخل لمنع هذا العقاب أو كسره في غيابه والتكتم على الأمر وهو سلوك تربوي خاطئ يعلم الطفل الكذب والخداع وعدم إدراك أخطائه كما أنه يعزز الانقسام في الأسرة على المدى البعيد، حيث ينجذب الطفل إلى الطرف المتسامح ويبدأ بالنفور من الطرف الذي يعاقبه، ويجعل الطفل مشتتاً بين الأوامر المتضاربة للأب والأم مما ينعكس على شخصيته وسلوكه في وقت لاحق.
لذا على الأبوين تبادل الأدوار في مسألة “العقاب” فيقوم أحدهما بفرض العقوبة بينما يتولى الآخر تقييم أثر هذا العقاب على تصحيح سلوك الطفل وتوجيهه، حيث أن استمرار أحد الوالدين تحديداً في العقاب قد يقلل من حب الطفل له، ويشعر الطفل بقسوته ومن ناحية أخرى يرسخ لدى الطفل الاعتقاد بأن الطرف الآخر هو الأضعف مما يجعله يتجاهل توجيهاته وملاحظاته.
عدم الثبات في المعاملة
عدم الثبات على أسس محددة للتربية والتوجيه وعدم الاتفاق على أساليب الثواب والعقاب مثل معاقبة الطفل على سلوك معين في وقت ما ومسامحته أو مكافأته على نفس السلوك في وقت لاحق يجعل الطفل مشتتًا بين “الصح” و”الخطأ” ويؤدي إلى تكوين شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين.
المصدر
https://www.supermama.me/posts/