ينتظر الآباء الخطوات الأولى لصغارهم بفارغ الصبر، ويحرصون على اقتناء المشاية اعتقاداً منهم أنها أفضل وسيلة لمساعدتهم على تعلم الوقوف والمشي المبكر.
ولكن على العكس، أظهرت بعض الدراسات أن المشايات قد تعوق المشي لدى الطفل أو تؤخره، الأمر الذي دفع الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وبعض المنظمات الأخرى إلى إصدار تحذيرات لحث الآباء على عدم استخدام مشايات الأطفال.
بل إن الأمر امتد إلى أكثر من هذا، حيث منعت كندا بيعها واستيرادها والإعلان عنها، وأصدرت قراراً بتغريم من يشترون هذه المشايات بما يصل إلى مائة ألف دولار أو الحكم عليهم بالسجن لمدة تمتد إلى ستة أشهر.
أسباب منع اقتناء المشايات واستخدامها
والأضرار التي قد تلحقها بالطفل
- تمنع المشاية الطفل من النظر إلى قدميه في أثناء المشي، وبالتالي يفقد عملية التصحيح البصري وتحرمه من التغذية البصرية المهمة لتعلم التحكم بالقدمين، وقد أرجع الباحثون ذلك إلى أن المشاية مزودة بعجلات ومنضدة صغيرة تحول دون رؤية الأطفال لأقدامهم وهي تتحرك، وبالتالي تحرمهم من الحصول على المعلومات التي تساعدهم على تعلم كيفية تحريك أجسامهم في الفضاء الذي يحيط بهم.
- أكد بحث علمي في جامعة نيويورك أن استخدام الأطفال للمشاية في شهورهم الأولى يعوق النمو الجسماني والذهني لهم، فالأطفال الذين يتدربون على المشي باستخدام المشاية يكونون أكثر بطئاً في الجلوس باعتدال خلال الزحف، كما إنهم يحرزون نتائج أقل في الاختبارات المبكرة للنمو العقلي والجسماني، الأمر الذي يؤكد أنهم أقل ذكاءً من أقرانهم الأطفال الذين تدربوا على المشي بطريقة طبيعية دون استخدام أي وسائل مساعدة.
- تقوي المشاية الأجزاء السفلية من الساقين وتضعف الأجزاء العلوية من الساقين والأرداف، فيختل توازنه عند محاولة المشي بدون مشاية ويتأخر في عملية التوافق الحركي اللازم للمشي.
- تسبب المشاية مشاكل لقدم الطفل يحصل بعدها للكاحل نوع من الميلان المسبب لظهور القدم المسطحة، فالضغط الذي يمارسه وزن الطفل عليه بسبب وقوفه على المشاية نظراً لعدم اكتمال نموه يسبب له ميلاناً في الكاحل لا يمكن علاجه إلا عند بلوغ الطفل سن الثالثة على الأقل.
- قد تسبب المشاية تشوهاً وتقوساً في ساقي الطفل وخصوصاً إذا كان وزنه زائداً، لأن عضلاته وعظامه تكون غير مستعدة لتحمل وزنه بعد، كما لوحظ أن الأطفال الذين يستخدمون المشايات يسيرون على أصابع الأرجل بدلاً من القدمين عند البدء في المشي.
- أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين استخدموا المشاية تأخروا عن أقرانهم في الزحف والوقوف والسير بمفردهم، وأن كل 24 ساعة مجتمعة يقضيها الطفل في المشاية تؤخره عن السير ثلاثة أيام بمفرده وأربعة أيام عن الوقوف بمفرده.
- أحد أخطر سلبيات المشاية هي ميلها المفاجئ الذي يُسبب تعثر الأطفال، مما قد يتسبب في ضرر لرأسه أو ذراعيه أو ساقيه، كما أنها تُسهل على الطفل العبث بما قد يعرضه للمخاطر. وتبلغ سرعة تحركها متراً في الثانية وبالتالي لا يتمكن الأهل من تدارك الحوادث مهما حرصوا على ذلك ومعظم الإصابات تحدث أمام مرأى الأهل.
وينصح الخبراء الأمهات باستخدام بدائل للمشاية عند انشغالهن في المهام المنزلية، بوضع الطفل في المقاعد الثابتة الآمنة أو سرير الألعاب ذي الأسوار الشفافة ليتحرك بداخله بسهولة ويحاول الوقوف والتحرك بدون خوف عليه.
المصدر:
سناء سمارة
اختصاصية علاج وظيفي