إعداد اختصاصية العلاج الطبيعي سارة العوضي
الرياضة و اللياقة البدنية
اللياقة البدنية هي مجموعة من الصفات الفيزيولوجية الموجودة لدى الناس أو المرغوب في الوصول إليها، وتعرف بالقدرة على القيام بالأنشطة اليومية بقوة ويقظة، من غير تعب بدون عذر، وطاقة كافية للاستمتاع بالوقت ومواجهة الصعوبات غير المتوقعة. و من العناصر الصحية المتعلقة باللياقة البدنية هي القوة التحملية للقلب و الرئة، القوة التحملية و قوة العضلات، تركيبة الجسم، و لياقة الجسم. أما الرياضة، فتعرف بنشاط بدني مخطط، منظم، مكرر، وهادف للمحافظة على أو تحسين اللياقة البدنية.
ووفق مؤسسة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وهي مؤسسة فيدرالية تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، كمية النشاط البدني المطلوبة لكل شخص تعتمد على العمر والقدرة الحركية. للأطفال من العمر 3-5 سنوات، يعتبر اللعب الحركي اليومي رياضة لهم، وعليهم بالمشاركة فيه طوال اليوم، فيعتبر النشاط البدني لهذه الفئة العمرية من الأساسيات اليومية المهمة للنمو والتطوير. أما الأطفال والمراهقون من عمر 6 إلى 17 سنة، من المستحسن لهم ممارسة 60 دقيقة من الرياضة المعتدلة إلى القوية يومياً، ويجب أن تكون من الرياضات التي تزيد من سرعة دقات القلب وتستهلك كميات كبيرة من الأوكسجين، كالرياضات الهوائية مثل المشي السريع أو الجري. والأفضل القيام برياضة تقوية العضلات، مثل لعبة شد الحبل أو التسلق، ورياضة تقوية العظام، مثل “نط الحبل” أو ممارسة الجري، خلال ثلاثة أيام في الأسبوع.
فوائد اللياقة البدنية لطفلي
من فوائد النشاط البدني المنتظم على الصحة الجسدية والذهنية للأطفال :
- الأداء الأكاديمي – تحسين الذاكرة والانتباه.
- الصحة النفسية – التقليل من الشعور بالاكتئاب والتوتر.
- اللياقة العضلية وقوة العظام – بناء وتقوية العضلات وتحسين قدرة التحمل والتحكم فيها، تقوية العظام ومنع فقدان الكثافة مما يؤدي إلى هشاشة العظام، الحفاظ على المفاصل.
- صحة القلب والرئة – تحسين ضغط الدم والتمارين الهوائية، تحسين الصحة التنفسية القلبية، والتقليل من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
- الصحة على المدى البعيد – التقليل من مخاطر ظهور الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري من النوع الثاني (تمنع من مخاطر اكتساب مقاومة الأنسولين أو ضعف تحمل الجلوكوز)، أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، هشاشة العظام، سرطان الأمعاء، الثدي، أو الرئة، أو البدانة والأمراض الظاهرة من خلالها.
- الوزن الصحي – تساعد على المحافظة على الوزن والتقليل من دهون الجسم، فقلة النشاط البدني عند الأطفال والمراهقين تؤدي إلى اختلال في التوازن الطاقي للجسم (طاقة الجسم الناتجة عن الأكل تزيد عن الطاقة المستهلكة من خلال الحركة والنشاط البدني)، مما يزيد من نسبة الدهون في الجسم ويزيد من مخاطر السمنة المفرطة.
اللياقة البدنية لطفلي من ذوي الإعاقة، و الرياضة المعدلة
للأطفال من ذوي الإعاقة، الأهداف الأساسية للرياضة هي عكس التكيف الناتج من عدم الحركة، تحسين الأداء البدني لأقصى حد، وتحسين الصحة بشكل عام. تشجيع المشاركة في الرياضة يمكن أن تساعدهم في اكتساب مهارات جديدة أو تحسين الصحة الجسدية والنفسية لتعزيز الصحة بشكل عام وتحسين جودة الحياة. يمكن أن يساعد النشاط البدني أيضاً في تحسين الصحة الإدراكية، التحسين من عادات النوم والسلوك، التقليل من الشعور بالعزلة وزيادة مشاركة أقرانهم والإحساس بالتضامن، تحسين المهارات والعلاقات الاجتماعية، تحسين الإنجاز الأكاديمي، وتعزيز الثقة بالنفس.
لكن من ناحية أخرى، تظهر الدراسات بأن الأطفال من ذوي الإعاقة أقل عادة في المشاركة في النشاط البدني وتكون لياقتهم البدنية أقل من أقرانهم، ويكون هذا غالباً بسبب العوائق التي يواجهونها نتيجة التحديات الجسدية والنفسية المتعلقة بطبيعة أجسادهم، الضغط أو الرهاب الاجتماعي وقلة الدعم من المجتمع، التكلفة العالية للأجهزة المخصصة لبعض الرياضات المعدلة، بيئة غير مهيأة وقلة وجود أناس متخصصين في الرياضة المعدلة وقلة الوعي بها.
الرياضة المعدلة تعرف بالرياضات التي تم إنشاؤها أو تعديلها لتناسب الحاجات ومختلف القدرات للأفراد من ذوي الإعاقة. منها كرة السلة أو تنس الكراسي المتحركة، السباحة، الدراجات الهوائية، ركوب الخيل، القوس والسهم، رفع الاثقال، إلخ. تكون الرياضة بهذه التعديلات رياضة شاملة ومتساوية لجميع الأفراد والأطفال من مختلف القدرات والمهارات. عندما يظهر الطفل الاهتمام برياضة معينة، من المهم أن يكون هدفنا تشجيع الطفل وتمكينه بعقلية إيجابية وداعمة له، وكي نحقق هذا، من المهم الاستعانة بمتخصصين لهذه الرياضة المعدلة، وبطبيب الأطفال والاختصاصيين لمعرفة التقييم المطلوب قبل المشاركة، الخيارات الرياضية، المعدات المتخصصة، والمخاطر الممكنة ليستطيع الطفل المشاركة والاستمتاع بطريقة آمنة وفعالة.
من المهم التعرف على المخاطر المتعلقة بطبيعة إعاقة الطفل، مثل ارتخاء العضلات والأربطة المتعلقة بمتلازمة داون، والتي قد تؤدي إلى ضعف في مفاصل الجسم وزيادة مرونة أو عدم استقرار مفصل العمود الفقري العنقي (المفصل بين فقرة الرقبة الأولى والثانية) والذي قد يزيد من مخاطر الإصابات، فيجب الفحص بالأشعة للمنطقة، وتجنب الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي أو المتعلقة بالتصادم. وللأطفال الذين يعانون من الربو أو أمراض القلب المتعلقة بالإعاقة، من المهم الانتباه إلى الأدوية التي يجب تناولها قبل المشاركة في الرياضة والسماح بتعديل مدة المشاركة والاستراحات والظروف البيئية للرياضة المحددة.
بمعرفة وفهم قدرات وحدود الأطفال، ومع التوجيه المناسب، يمكن لمخاطر الإصابات والتحديات بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة ألا تزيد عن المخاطر والتحديات بالنسبة للأطفال من غير ذوي الإعاقة.
الأولمبياد الخاص والألعاب البارالمبية
في عام 1962م، قامت يونيس كينيدي شرايفر بدعوة بعض الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية للمشاركة في مخيم صيفي في فناء منزلها، بعد أن رأت سوء وقلة عدالة معاملة الناس لهم. كان يتم تجاهلهم في كثير من الأحيان، ولكن كانت شرايفر تؤمن أن مع حسن المعاملة والعدالة بين الفرص المقدمة لهم، ستظهر الكثير من المواهب وسيتمكنون من تحقيق الكثير. مع السنين، تطورت رؤيتها أكثر إلى أن افتتحت لأول مرة الأولمبياد الخاص الدولي في شيكاغو، الولايات المتحدة الأمريكية. الأولمبياد الخاص من أكثر المنظمات المعروفة التي تهدف إلى تشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية للمشاركة في الألعاب الرياضية، وتهدف إلى تغيير الحياة إلى الأفضل من خلال تعزيز القبول، التفاهم، والتضامن بين الناس. حالياً، يقدم الأولمبياد الخاص أكثر من 30 رياضة مختلفة من الرياضات الأولمبية الفردية والجماعية، وينظم أكثر من 100,000 لعبة ومنافسة سنوياً حول العالم.
أما الألعاب البارالمبية، فكانت بدايتها عام 1948م، وتحديداً بعد الحرب العالمية الثانية، عندما كان يبحث الدكتور لودويج جوتمان، وهو طبيب أعصاب ألماني، عن طريقة لمساعدة إعادة تأهيل الجنود والمحاربين الذين أصيبوا بشلل بسبب أضرار في الحبل الشوكي خلال الحرب، وقام بتنظيم ألعاب الرماية بمشاركة 16 جندياً على كراسي متحركة. أصبحت هذه المبادرة المعروفة بألعاب “ستوك ماندفيل” حدثاً سنوياً، وفي دورتها التاسعة عام 1960م، انطلقت لتصبح أول الألعاب البارالمبية الرسمية في مدينة روما، إيطاليا بمشاركة 400 رياضي من ذوي الإعاقات الحركية من 23 دولة. حالياً، تنظم الألعاب كل 4 سنوات بعد الألعاب الأولمبية، وتشمل 28 رياضة معتمدة من اللجنة البارالمبية الدولية مقسمة على الألعاب البارالمبية الصيفية الشتوية.
المراجع
- https://www.cdc.gov/physicalactivity/index.html
- https://repository.stcloudstate.edu/cgi/viewcontent.cgi?referer=&httpsredir=1&article=1010&context=cfs_etds#:~:text=When%20participating%20in%20sports%20and,esteem%20for%20children%20with%20disabilities.
- https://europepmc.org/article/med/15089086
- https://www.specialolympics.org/eunice-kennedy-shriver/bio
- https://www.paris2024.org/en/the-history-of-the-paralympic-games/#:~:text=Paralympic%20history%20began%20in%201948,II%20veterans%2C%20rehabilitate%20more%20quickly.
- https://www.healthychildren.org/English/healthy-living/fitness/Pages/Physical-Activity-for-Children-with-Disabilities-AAP-Policy-Explained.aspx#:~:text=Some%20of%20the%20many%20benefits,Lower%20body%20weight
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1424733/