الأمر المهم الذي ينبغي علينا أن ندركه حينما يتعلق الأمر بتحسين وظيفة أو أداء الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، هو أنه من الممكن ألا يتم عبر ابتكار المزيد من الأدوية الناجعة، لكنه يكمن في الكيفية التي تستخدم بها هذه العقاقير. ونظراً لصعوبة اكتشاف الزهايمر في مرحلة مبكرة، فإن العلاج في العادة لا يبدأ إلا بعد أن يتعرض الدماغ للتلف.
وفي الوقت الحالي، يبحث العلماء في ثلاث دراسات كبرى ما زالت في طور التجارب والتصنيع لاختبار أدوية الزهايمر بطريقة جديدة ترتكز على معالجة الأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بهذا المرض قبل أعوام عدة من تفاقم أعراضه.
وفي واحدة من هذه الدراسات، بات عقار (سولانزماب) أول دواء يظهر مقدرته على إبطاء المرض. ومع أنه تبين أن تأثير هذا العقار كان محدوداً، لكن تبين أيضاً أنه كان من الممكن أن تكون نتائجه ملموسة أكثر إذا منح للمرضى في فترة مبكرة أكثر.
ويقول الدكتور بروس سيغسبي، رئيس الأكاديمية الأمريكية لعلوم الأعصاب: (هذه خطوة مهمة للغاية، فالتحدي يكمن في ملاحظة المرض في مرحلة مبكرة جداً، واستخدام العقار في هذه المرحلة).
ولحسن الحظ يعمل العلماء في هذا الاتجاه، وبدأوا يكتشفون ويحددون (قبل عقود من ظهور الأعراض) التغيرات التي تحدث في أدمغة الأشخاص الذين هم في سن العشرينات والذين تتزايد احتمالات إصابتهم بالنمط المتوارث من الزهايمر.
وفي الجانب الغذائي وجدت دراسة حديثة أن تناول المأكولات التي تحتوي على نسبة عالية من الخضار والأسماك والفاكهة والفستق والدجاج وخفض أكل اللحوم الحمراء والزبدة قد يخفض خطر الاصابة بمرض الزهايمر.
وفي هذه الدراسة التي نشرت في دورية (أرشيف علم الأعصاب) سأل الباحثون أكثر من 2100 مواطن من سكان نيويورك في الخامسة والستين وما فوق من العمر عن عاداتهم الغذائية، مشيرين إلى أنه خلال أربع سنوات من الدراسة أصيب 253 منهم بمرض الزهايمر.
وتبين بحسب الدراسة أن الذين تناولوا أطعمة تحتوي على مرق السلطة والفستق والسمك والبندورة والدجاج والخضار ذات الأوراق الخضراء أو الداكنة وقللوا من أكل اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان الغنية بالدهون والزبدة انخفضت نسبة الإصابة لديهم بمرض الزهايمر بنسبة 38%.
وقال الدكتور نيكولاس سكارميس، وهو أستاذ مساعد في علم الأعصاب في المركز الطبي بجامعة كولومبيا في نيويورك: (إن اتباع هذا النمط الغذائي يبدو أنه يقي من مرض الزهايمر)، لكنه قال إن هذه دراسة استندت إلى المراقبة ولكنها ليست سريرية، مضيفاً أنه ليس بالإمكان القول بشكل مؤكد أن تناول مأكولات معينة سيساعد على الوقاية من المرض.
من ناحيته، قال الدكتور صموئيل غاندي، وهو عالم في الأعصاب والخلايا البيولوجية في كلية ماونت سايناي للطب في نيويورك، إن نتيجة الدراسة تتسق مع دراسات أخرى وجدت أن الذين يتقيدون بحمية مفيدة للقلب تخفض خطر الإصابة بمرض الزهايمر أيضاً.
موضحاً (أن كل شيء يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب مثل النسبة المرتفعة للكوليسترول والبدانة وارتفاع ضغط الدم والفشل في السيطرة على السكري تزيد خطر الإصابة بمرض الزهايمر).
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية