إعداد فودة فتوح العسكري معلم تربية خاصة – مركز الشارقة للتوحد
اقرا ايضا: اكتساب سلوكيات اجتماعية جديدة – ج2
ما هو تعديل السلوك؟ أشكال التعزيز؟ ما هو التعزيز؟ أنواع المعززات ؟
تعديل السلوك
هو فرع من فروع علم النفس التطبيقية يتضمن التطبيق المنظم للإجراءات المستندة إلى مبادئ التعلم بهدف تغيير السلوك الإنساني ذي الأهداف الاجتماعية، ويتم ذلك من خلال تنظيم، أو إعادة تنظيم الظروف والمتغيرات البيئية الحالية ذات العلاقة بالسلوك وبخاصة منها تلك التي تحدث بعد السلوك، كذلك يشتمل تعديل السلوك على تقديم الأدلة على أن تلك الإجراءات وحدها ولا شيء غيرها هي التي تكمن وراء التغير الملاحظ في السلوك.
وقد حقق تعديل السلوك في العقود الأربعة الماضية نجاحًا هائلاً في ميدان التربية، وعلى وجه التحديد قدمت استراتيجيات فعالة للتدخل العلاجي والتربوي يمكن توظيفها بنجاح وبسهولة نسبيًا لتشكيل السلوك التكيفي وإزالة السلوك غير التكيفي، وقد كان لهذا النجاح أثر بالغ على مسار التربية.
اقرا ايضا: الشدة في التربية وتأثيرها على سلوكيات الأبناء
وهناك العديد من أساليب تقويم وزيادة السلوكيات المرغوب فيها..
التعزيز
إن التعزيز هو الفعل، أو المثير الذي يؤدي إلى زيادة احتمال تكرار حدوث الاستجابة موضوع التعزيز، أي الاستجابة المسبوقة بالتعزيز مباشرة. وقد يكون إيجابيًا وذلك في حالة تقديم، أو تطبيق بعض المثيرات المرغوب فيها على النمط السلوكي تؤدي إلى زيادة احتمال تكرار حدوثه مستقبلاً. وقد يكون التعزيز سلبيًا، عندما تتم إزالة بعض المثيرات غير المرغوب فيها، بعد أداء نمط سلوكي معين فإنهاء حالة العقاب، أو الألم، أو الإزعاج، يؤدي إلى زيادة احتمال تكرار حدوث الاستجابات، أو الأنماط السلوكية التي سبقت هذه الإزالة في المستقبل (الخطيب، 1994).
يؤدي التعزيز دورًا مهمًا في عملية التعلم، وهناك اتفاق شبه عام على أن التعزيز هو العامل الأساسي وراء اكتساب معظم أنواع السلوك، وقد أثبتت نتائج الأبحاث والدراسات أن التعزيز له أثر إيجابي على زيادة احتمال حدوث الاستجابة المرغوب فيها.
هناك ثلاث خطوات أساسية في عملية التعلم:
(الدافعية ـ النشاط ـ التعزيز)، فنحن نريد شيئًا ما لذلك نفعل شيئًا ما لنحصل عليه (Overskied, 2012).
لذا من الطبيعي تعزيز الطالب على السلوك الحسن والسماح بالمدح والثناء والعطف، أما غير الطبيعي فهو تجاهل السلوك الحسن للتلميذ وكذلك التخبط في استخدام التعزيز ويجب أن يحدث التعزيز بعد ظهور الاستجابة مباشرة ويجب أن تكون الاستجابة ضمن الحصيلة السلوكية للمتعلم، وكي يكون التعزيز متميزًا لابد أن ينتبه المتعلم إليه ويجب أن يكون المتعلم في حاجة إلى ما يتم التدعيم به (Michael, 2005).
أشكال التعزيز
- التعزيز الأولي والثانوي
- التعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي
- التعزيز الضمني والتعزيز الصريح
التعزيز الأولي والثانوي
التعزيز الأولي: هو ذلك المثير الذي يؤدي بطبيعته إلى تقوية السلوك دون تعلم أو خبرة سابقة، وهناك نوعان من التعزيز الأولي هما: التعزيز الأولي الإيجابي، مثل: الطعام والشراب والدفء… وغيرها، والتعزيز الأولي السلبي، مثل: البرد الشديد، والحر الشديد، والألم… وغيرها، وكل من المعززات الأولية الإيجابية والسلبية حيوية بالنسبة لاستمرار حياة الفرد.
أما التعزيز الثانوي: هو ذلك المثير الذي يكتسب خاصية التعزيز من خلال اقترانه بالمعززات الأولية، ولهذا فقد سمي بالمعزز المتعلم، ومن أمثلته المال، والإطراء (المديح)، واللوم، والحب فهي مؤثرات يتعلم الفرد أن يقدرها، ولهذا فإن معظم المعززات التي تستخدم في الحياة اليومية وفي برامج تعديل السلوك هي معززات ثانوية.
التعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي
التعزيز الإيجابي: يعني ظهور مثير معين بعد السلوك مباشرة؛ مما يؤدي إلى احتمال حدوث هذا السلوك في المستقبل في المواقف المشابهة، كثناء المعلم على الطالب بعد إجابته عن السؤال بصورة صحيحة، ومن أمثلة التعزيز الإيجابي: المعززات الغذائية والاجتماعية والرمزية، والمادية… وغيرها.
أما التعزيز السلبي: فهو يعني إزالة مثير سيء (شيء يكرهه الفرد) بعد حدوث السلوك المرغوب فيه مباشرة؛ مما يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث السلوك بنفس الطريقة مستقبلاً في المواقف المماثلة، كحل الطالب للواجب المدرسي لتجنب عقاب المعلم، أو تأنيبه الشديد (Iwata, 1987).
التعزيز الضمني والتعزيز الصريح
التعزيز الصريح: هو ذلك النوع من التعزيزات التي تتم بحصول الطالب على تعزيز خارجي سواء كان هذا التعزيز إيجابيًا، أو سلبيًا.
أما التعزيز الضمني: أو ما يعرف بالتعزيز غير الظاهر: هو نوع من التعزيزات الداخلية التي يعزز بها الطالب نفسه مثل تقبله ورضاه عن سلوك ما قام به، أو مشاعر الفخر والزهو التي تنتابه لأداء سلوك معين (أبو أسعد، 2011؛ الروسان، 2010).
أنواع المعززات
- المعززات الاجتماعية social Reinforcement
- المعززات الغذائية Edible Reinforcement
- المعززات الرمزية Token reinforcersent
- المعززات النشاطية Activity Reinforcersent
- المعززات الذاتية Self reinforcersent
المعززات الغذائية
وهي تشمل كافة أنواع الأطعمة والمشروبات التي يحبها الطفل مثل الوجبات الغذائية المتنوعة والفاكهة والحلوى والمشروبات المثلجة والساخنة.
وعلى افتراض أن الطفل يحب الشكولاتة؛ فيمكن اختيارها كمعزز، لزيادة معدل النطق الصحيح لديه، غير أن الطعام عادة ليس هو الاختيار الأفضل ليكون معززًا بسبب الأخلاقيات المرتبطة به، والمرتبطة بخلق حالة من الحرمان، أو في تقديم حلوى مرغوبة ولكنها غير مغذية، بالإضافة إلى أن لاستخدام الحلوى عيوب مثل التلف المحتمل للأسنان والآثار غير المرغوبة من وجهة النظر الغذائية، بالإضافة إلى أن استهلاك الطفل للحلوى على الفور يضغط الرغبة نحوها، فتفقد فاعليتها كمعززات حيث يصل الطفل لمستوى الإشباع.
ومن بين الانتقادات التي وجهت أيضًا للمعززات الغذائية أن فاعلية الطعام تتوقف إلى حد كبير على نوع الطعام المستخدم، ومن المعروف أن لكل شخص تذوقه الخاص، وللتغلب على هذه المشكلات المرتبطة بالمعززات الغذائية يمكن اتباع بعض الإجراءات التي من شأنها تقليل هذه الآثار ومنها:
إحداث تنويع بين المعززات الغذائية بحيث لا يعتمد على نوع واحد فقط.
ضرورة تجنب إعطاء الطفل كميات كبيرة من المعزز نفسه.
ربط المعززات الغذائية بمعززات اجتماعية كالتقدير والابتسام والثناء إلى أن يحين استبدال المعززات الغذائية بالاجتماعية في أسرع وقت ممكن (إبراهيم، 1994).
المعززات الاجتماعية
يبدو أن كلمات معينة يمكن استخدامها كمعززات محتملة مع الأطفال الذين يعكس تاريخهم ارتباطًا لأحداث إيجابية بتلك الكلمات؛ فلو أن استجابة ما تزداد عندما تعقبها كلمات جيد، حسنًا، أحسنت، أو الابتسام والثناء والتقدير والتقبيل والربت على الكتف… وغيرها يمكن أن تستخدم كمعززات، غير أنه في بعض الأحيان نجد أن السلوك لا ينمو في الاتجاه المرغوب فيه باستخدام المعززات الاجتماعية وخاصة مع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد Autism الذين غالبًا ما يظهرون استجابة ضئيلة للمدح اللفظي، وفي هذه الحالة يجب أن يقترن المدح الاجتماعي بالمعززات الأولية حتى يكتسب قيمة التعزيز الثانوي.
المعززات الاجتماعية
ومن الأمثلة على المعززات الاجتماعية:
- الابتسام والثناء والانتباه والتصفيق.
- التربيت على الكتف، أو المصافحة.
- التحدث إيجابيًا عن الطالب أمام الزملاء والمعلمين، أو الأقارب والأصدقاء.
- نظرات الإعجاب والتقدير.
- التعزيز اللفظي كقول: أحسنت، ممتاز، إنك ذكي فعلاً، فكرة رائعة، هذا عمل ممتاز.
- الجلوس بجانب الطالب أثناء مشاركته في الرحلة.
- عرض الأعمال الجيدة أمام الصف.
- تعيين الطالب عريفًا للصف.
- إرسال شهادة تقدير لولي أمر الطالب.
ومن أهم المميزات التي تتميز بها المعززات الاجتماعية أنها لا تستغرق وقتًا لتنفيذها لذلك فهي فورية، هذا إلى جانب أنها لا تعطل السلوك الذي يقوم به الطفل (إذ لا يمكن أن نربت على كتفه) وهو يستمر في أداء المهمة، وبالإضافة إلى أنها تستخدم على المستويين الفردي والجماعي (أبو عيطة، 1997).
غير أن المعززات الاجتماعية يمكن أن تفقد فاعليتها عندما تستخدم باستمرار خلال فترة تدريب مكثف، وربما يصبح الطفل مشبعًا بالعبارات الإيجابية وخلال بعض مراحل برنامج علاج النطق، ربما يستخدم المعلم أكثر من 150 استجابة تعزيز اجتماعي في جلسة طولها 15 دقيقة، وربما يصبح هذا الأمر مملاً لكل من الطفل والمعلم وهكذا ربما تفقد العبارات اللفظية فاعليتها كمعززات ولذلك يمكن اتباع نفس النصائح، التي سبق ذكرها. التي تم اتباعها في حالة المعززات الغذائية.
المعززات الرمزية
تشمل المعززات التي يستطيع الطفل أن يستبدلها فيما بعد بأي شيء فهي عبارة عن رموز معينة (كوبونات، نجوم، نقاط…) والتي يحصل عليها الطفل عند تأديته للسلوك المراد تقويته.
وتحظى “فيش التعزيز” بمجموعة من المميزات التي تجعل منه أسلوبًا جديرًا بالاستخدام في برامج تعديل سلوك الأطفال، ومن بين هذه المميزات:
- فيش التعزيز يمكن أن تستبدل بالمعززات الأخرى فهي بذلك لا تخضع للحرمان والشبع الذي بدوره يقلل من قيمة الأطعمة والحلوى، كما أنها تتسم بالتنوع الكبير في صورتها من ألعاب وهدايا وأطعمة… وغيرها.
- استخدام أسلوب التعزيز الرمزي يخلصنا من مشكلة توقيف الأنشطة لإعطاء المعزز.
- تعد أكثر فاعلية في تغيير السلوك لدى مقارنتها بالمعززات الأخرى مثل الامتداح والقبول الاجتماعي.
- إن أسلوب التعزيز الرمزي هو الأسلوب الوحيد في شكل (الفيشات)، حيث يتيح تنوعًا كبيرًا في البرامج الجماعية عن طريق استبدالها بمعززات طبقًا لما يختاره الطفل، ومن هنا ينمي في الطفل الاستقلالية، وهو سلوك مهم جدًا نسعى لتكوينه لدى الأطفال (أبو حماد، 2008).
يتبع ……………
فوده فتوح العسكري
الجنسية: مصري
الاقامة: الشارقة، دولة الامارات العربية المتحدة
متحرك: 009715266926
- معلم تربية خاصة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- حاصل على دبلوم مهني فى التربية الخاصة.
- حاصل على O.T في التربية الخاصة، إعداد كوادر من مؤسسة inter act السويدية باعتماد كلية طب قسم الأمراض النفسية، جامعة المنصورة.
- حاصل على دبلوم عام فى اضطرابات اللغة والتواصل كلية علوم الإعاقة والتأهيل، جامعة الزقازيق.
- حاصل على دبلوم تدريبي إعداد أخصائي تخاطب جامعة عين شمس.