قكشفت دراسة دولية واسعة النطاق تضمنت إجراء أكبر تحليل للحمض النووي (DNA) للمرضى المصابين بالزهايمر عن ارتباط 21 مورثاً (جيناً) بهذا المرض، وذلك بعد أن ضاعف العلماء عدد المورثات المعروف ارتباطها سابقاً بمرض الزهايمر لمعرفة دورها في هذه الدراسة الموسعة. كما كشفت الدراسة العلمية التي نشرت في مجلة (علوم الوراثة الطبيعية) أن هناك دوراً قوياً للنظام المناعي في هذا الصدد.
ووصف الدكتور جيمس بيكيت رئيس جمعية بحوث الزهايمر في بريطانيا هذه الاكتشافات بأنها تسهل بشكل كبير فهم طبيعة المرض، مشيراً إلى تزايد عدد الأشخاص الذين يظهر عندهم المرض في العالم بسبب زيادة معدلات العمر، بيد أن الأسئلة الأساسية عن أسباب الزهايمر، وكيفية موت خلايا الدماغ، فضلاً عن كيفية معالجتها أو حتى تشخيصها ما زالت بلا إجابة واضحة.
ومن جهتها قالت البروفيسورة جولي ويليامز من جامعة كارديف، وهي إحدى الباحثين الرئيسيين في الدراسة: (من الصعب فعلاً معالجة المرض عندما لا نعرف أسبابه).
وفي هذه الدراسة، شكلت الشفرة الوراثية وتعليمات بناء وتسيير فعاليات الجسم مصادر لأدلة لحل لغز المرض. حيث نظرت مجموعة تشمل نحو ثلاثة أرباع علماء الوراثة المختصين بالزهايمر من 145 مؤسسة أكاديمية، في الحمض النووي لـ 17 ألف مريض و37 ألف شخص غير مصاب. ووجد العلماء نسخاً لـ 21 جيناً / مورثاً، أو مجموعات تعليمات (وراثية)، التي تجعل من المرجح أن يتطور مرض الزهايمر لدى الشخص. ولم يؤكدوا عبرها بشكل قاطع أن مرض الزهايمر سيتطور لدى من يحملون هذه التعليمات، لكنهم أشاروا إلى أنها تجعله أكثر احتمالاً.
وسمح النظر في وظيفة الجين الوراثي في الجسم للباحثين بتشخيص العمليات التي لا تجري بطريقة صحيحة وطبيعية في الجسم أثناء الإصابة بمرض الزهايمر. وقالت البروفيسورة ويليامز (لقد ضاعفنا عدد الجينات المكتشفة، وظهر لنا نموذج قوي جداً) لتحليل علاقتها بالمرض. وأضافت (ثمة شيء ما في الاستجابة المناعية هو ما يتسبب بمرض الزهايمر وعلينا أن ندقق النظر في ذلك).
كما يبدو أن هناك علاقة أيضاً للطريقة التي يتعامل بها الجسم مع الكوليسترول والطريقة التي تتعامل بها خلايا الدماغ مع الجزيئات الكبيرة في عملية الالتقام (Endocytosis) وهي التي تمتص فيها الخلايا الجزيئات الكبيرة مثل جزيئات البروتين.
ويتطلب الأمر الآن جماعات بحث جديدة تستفيد من هذه الاكتشافات لتبني عليها بحوثها لتحديد ما الذي يتعطل بالضبط في الجسم أثناء تطور المرض وتطوير العلاج المناسب، وقد يتضمن العلاج أدوية أو معالجة الجينات الوراثية أو تغييرات في نمط الحياة.
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية