إعداد : الحسين الجميل
يمثل الأب العماد الرئيسي في منظومة الأسرة والتي هي إحدى خلايا جسم المجتمع ، وهي عبارة عن منظومة تكاملية بين أعضائها حيث يقوم كل عضو من أعضائها بدوره الذي هو مكمل لدور العضو الآخر ، وبظل الود والتفاهم والتكامل هناك مرونة لسد العجز في الأدوار بصفة طارئة ويجب أن لا تتكرر كثيرا.
وتنشأ هذه المنظومة بتعاون وتكامل بين عنصريها الرئيسيين والمؤسسين (الأب والأم) وكل ثمار هذا التعاون هبة من الخالق سبحانه وتعالى وتكون هذه الثمرة بعد ذلك عنصراً أساسياً في كيان المنظومة تتأثر بها وتؤثر فيها.
هذا العضو الجديد يتم تكوينه وتنميته وتطويره داخل هذه المنظومة وبتأثير التفاعل المستمر والتنشئة والتعايش ، ومن هنا تتكون شخصيته.
إن وجود الأب في حياة الأطفال يعني الحماية والرعاية ، يعني القدوة والسلطة ، يعني التكامل الأسري ، فالأطفال بحاجة أن يشعروا بالحماية والأمان والرعاية وهذا يختلف بالتأكيد عن ما يجدونه عند الأم (الأم التي لا ننكر فضلها ودورها الأساسي في منظومة الأسرة) ، فالأب هو الراعي الأساسي للأسرة وهو مسؤول عن رعيته . خطأ كبير أن تتحمل الأم مسؤولية رعاية الأبناء وحدها لانشغال الأب بأمور أخرى (كأن يسعى الأب لتوفير الحياة الآمنة ولجلب لقمة العيش) هذا وغيره لا يعوض أهمية وجوده في مراحل تربية الطفل وتنشئته وما يقدمه في بناء شخصيته بشكل متوازن ، مشاركة الأب في تربية الأبناء والاهتمام بهم ومصادقتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم يحقق التوازن الأسري الذي يحقق التوازن بالمجتمع .
دور الأب وارشاده لأبنائه وتقويمهم ، واستخدام الحزم مع الأبناء الى جانب التسامح والرفق ويمثل ذلك نوع من الحوار الرادع ، يجعل الأبناء على حذر من الوقوع بالخطأ ويكون ذلك بالتقرب منهم وتمضية الوقت الكافي معهم ، وتعويدهم على أسلوب الحوار والنقاش ، تفاعل الأب مع أبنائه يمنحهم الإحساس بوجود الصدر الحنون الذي يلجؤون اليه عندما يصعب عليهم حل مشاكلهم بأنفسهم ، وبهذا يبعدهم عن مشاكل الضياع وعلى الأب أن يكون عالماً مدركاً لكل قرار يتخذه الأبناء في غيبته.
إن الأشخاص من ذوي الإعاقة لديهم إمكانيات تؤهلهم لتحقيق إنجازات لافته إذا تيسرت لهم سبل الدعم والمساندة وتنمية القدرات الخاصة بهم ، وتلعب الأسرة الدور الأكبر في هذا الإطار لكونها الأكثر اقتراباً من أبنائها على اختلاف قدراتهم البدنية والعقلية ، ومن هنا يجب على الآباء تعزيز كيفية التواصل مع أبنائهم من ذوي الإعاقة، فهم بالتأكيد يحتاجون من آبائهم الى الدعم النفسي والوجداني والاجتماعي أكثر من الدعم المادي ، ويتمثل ذلك في صحبتهم والتفاعل المباشر معهم والتخفيف عنهم والسعي خلف طرق السبل التي تؤدي الى توفير حقوقهم وتلبيتها ، وبهذا نضعهم على أول طريق النجاح والاعتماد على الذات.
- بكالوريوس الخدمة الاجتماعية عام 1985
- عميد اسرة (مشرف داخلي) بمعهد التربية الفكرية بجدة من عام 1989 وحتى 1994
- اختصاصي اجتماعي بمدرسة الوفاء لتنمية القدرات فرع الرملة التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
- منذ 2009 حتى الآن
- عضو ضمن فريق العمل مع مجلس الآباء بمدرسة الوفاء لتنمية القدرات