توصلت دراسة عن واقع الطفل العربي، إلى أن الأطفال العدوانيين ينشأون في بيئة تمارس العنف، ما يدعو إلى تغيير نمط التنشئة من النمط التسلطي إلى النمط التربوي.
الدراسة التي أعدها الدكتور محمود الخوالدة أستاذ علم النفس في جامعة البلقاء التطبيقية بالأردن، دعت إلى التنبه إلى حاجات الطفل والمخاطر التي يواجهها في ظل بيئة متسلطة غير قادرة على دفع عملية النمو النفسي لدى الطفل وتطوير إمكانياته في تنمية المجتمع.
وجاء في الدراسة أن الأسرة قادرة على إحداث تأثير في تكوين شخصية الطفل، كما أن للبيئة تأثيراً في نمو الطفل في الاتجاه الإيجابي في مجال الابتكار والإنتاج والإبداع.
ودعت إلى عدم قتل العفوية في تصرفات الطفل.. لافتة إلى جوانب تحد من هذه الصفة لديه، مثل الانصياع والخضوع واحترام النظام المدرسي، وفي الوقت نفسه فإن التركيز على العقلانية المطلقة المتحررة من كل انفعال هي أيضاً وسيلة أخرى لقتل العفوية.
واعتبرت الدراسة أن المدرسة مكان لصقل الإبداع لدى الطفل، من خلال تحفيزه على الابتكار وعدم الاستهانة بعقليته، وحبه للاستطلاع والتجريب واكتشاف العلاقات بين الأسباب ونتائجها، بحيث لا تعمل على تدمير إمكانات التفكير السليم.
وقال الدكتور الخوالدة في دراسته: إن المدرسة غالباً ما تلجأ إلى إفهام الطفل أن هناك أموراً ومشكلات لا يجوز الخوض فيها، بحجة أنه ما زال صغيراً أو بحجة أنها من المحرمات التي لا يجوز الخوض فيها، وكأن الخروج عن حدود المادة المدرسية جريمة لا تغتفر.
وأكدت الدراسة أن مثل هذه الأساليب تشيع حالة من العجز لدى الأطفال، وتضعف قدرتهم على اكتساب التفكير الناقد، والتشكيك بعدم جدوى ما يتعلمونه والتساؤل عن قيمة ومصداقية ما يتعلمه الأطفال من أناشيد وشعارات عبر العالم كله.
واعتبرت أن إهمال احتياجات الطفل وخاصة في مدارس المناطق الفقيرة وعدم توفير المستلزمات المدرسية، يُحدث ظلماً في العملية التربوية وعامل تهديد لاستقرار المجتمع، مؤكدة أهمية تكافؤ الفرص التعليمية وتيسير التواصل بين الطفل والمجتمع، وتحقيق المشاركة في حياة الزمرة الاجتماعية التي ينتسب إليها، وفي ثقافتها وقيمها الخلقية والروحية.
الطفل الغبي ضحية الضرب
أظهرت نتائج أربع دراسات أجراها مركز ومختبر أبحاث العائلة في جامعة «نيوهامشير» الأميركية، أن الوالدين اللذين يعاقبان الطفل بالضرب، يجعلانه أكثر عرضة لأن يمارس الانحرافات الأخلاقية في كبره، فضلاً عن انحرافات أخرى تؤدي عادة إلى طلاقه عند زواجه بعد ممارسته العنف الأسري.
أما الأمر الخطير الآخر الذي أظهره بحث آخر أجري في المركز نفسه على مستوى العالم، من خلال مسح أجري على طلاب الجامعات في 22 دولة، وشمل عقد مقارنات بين معدلات ذكاء الذين تعرضوا للصفع في طفولتهم، وآخرين لم يتعرضوا للصفع، وأثبتت الدراسة أن الذين تعرضوا للصفع انخفض معدل ذكائهم بقدر تكرار الصفع، وتفاوتت حظوظهم في التحصيل الدراسي.
ويفسر البروفيسور موراي ستراوس، علاقة ضرب الأطفال بانخفاض معدلات ذكائهم، وبكونهم أكثر عرضة للانحرافات، بأن في الجسد آلية لمواجهة مواقف الشعور بالتوتر والخطر المستمر، وهذه الآلية تؤدي إلى تعطيل وظائف الترميم والبناء ومقاومة عوامل المرض في الجسد، إذ تصرف كل نشاطه إلى آليات مواجهة الخطر.
كما توصلت دراسات أخرى أجراها مركز ومختبر أبحاث العائلة في جامعة «نيوهامشير» الأميركية إلى حدوث زيادة في خطر الإصابة بالأمراض المزمنة لدى الأطفال الذين يتعرضون للعنف المادي والمعنوي، وتوصلت أيضاً إلى وجود فارق في معدلات الذكاء بين الأمم التي يشيع فيها ضرب الأطفال والدول التي منعته.
تربية الولد أكثر كلفة من البنت
توصلت دراسة بريطانية إلى أن تربية الصبي تكلف سبعة آلاف جنيه إسترليني (14 ألف دولار) أكثر من تربية البنت، لأنه يحتاج إلى ألعاب أكثر وإلى تجهيزات رياضية. وذكرت صحيفة «دايلي مايل» البريطانية أن الدراسة التي أعدتها مؤسسة جي إي موني، ذهبت إلى أن الأهل ينفقون 64 ألف دولار على دراسة ابنهم في المدرسة، وذلك أكثر بنسبة 23% مما ينفقونه على تعليم ابنتهم خلال المدة ذاتها.
وكل عام ينفق الأهل 4287 دولاراً على ثياب ابنهم وألعابه وهواياته، أي بما مجموعه 42228 دولاراً في الفترة الممتدة بين عاميه الرابع والثامن عشر. في المقابل تكلف البنت أهلها 3262 دولاراً سنويا و24739 دولاراً بين عمر الرابعة والثامنة عشرة.
وقال متحدث باسم مؤسسة «جي إي موني» إن الدراسة قد أظهرت بعض الأرقام المفاجئة والاختلافات في طريقة الحياة للبنت والصبي، لكن الأمر الأكيد الذي يعرفه كل الأهل هو أن تربية الأطفال مكلفة.
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية