بقلم أحمد ممدوح
الصورة من تصميم: نور الديب وآية الله سعد
كان الطقس شديد الحرارة، لم تستطع أن تقاوم وحدها، سقطت بطلقة مباشرة، لم تنفع كل الطرق لإنقاذها، لم يدرك أنها الأنفاس الأخيرة بعدما اكتست بأملاح الجسد التي تخرج مع العرق.
أخبرني بعد الفحص مباشرة: تم اغتيال أمبيفير الخاص بها نتيجة ما تعرض له من عرق وأملاح في أجواء الحرارة.
لحظات الصمت والترقب تسيطر على الجميع، محاولة أخرى قد تنقذها وربما لا..
عمرها أقل من عامين، حصلت عليها قبل الزيادات الرهيبة في أسعار الأجهزة، كانت فرحتي بها كبيرة؛ هل بسبب الرغبة في السمع؟ أم أنها فرحة العوض بعد تلف شقيقتها السابقة؟!
كل أجهزتنا قابلة للتلف سريعاً نتيجة ما نتعرض إليه من ظروف خارجة عن إرادتنا!
أسمع تساؤلاتك الدائرة في عقلك: لم لا تضعها في المجفف بشكل يومي؟ أعلم وأفعل يا صديقي؛ هي تشحن عن طريقة الكهرباء، وقبل الشحن هناك دورة للمجفف تدور مسبقاً قبل البدء في الشحن..
نعم تكنولوجيا رائعة تمنحنا تحسناً ملحوظاً في الحياة، لكنه يتوقف بتوقفها!!
من بعض معاركنا في هذه الحياة وجوب المحافظة على ما تبقى من السمع حياً لتظل أنت حياً وسط الجميع أو تفقد جوهر الحياة الإنسانية؛ قدرة التواصل.
أنا وغيري وغيري وغيري، من منا يملك القدرة على شراء معين سمعي كل عامين بأسعار تفوق التوقعات؟!!
تكنولوجيا استهلاكية تنتهي صلاحيتها بالاستهلاك، الاستهلاك الذي هو احتياجك الذي يفرضه دورك في الحياة والعمل، إضافة إلى ظروف الطقس..
أثناء معاركنا كي نستمر في الحياة مشاركين لا متفرجين يخبرونك: إن استفادتك من المعين السمعي
لا تمنحك حق الاعتراف بك كضعيف سمع يستحق الدعم!
ها هي الحياة تتوقف بتعطل سماعتي التعويضية فهل تقدمون لي بديلاً بنفس الامتيازات؟ هل تمنحونني حق العودة مجاناً؟ هل تدركون صدمتي وحزني وألمي بعد كل فقد للسمع بموت سماعتي؟!! هنا نتقبل العزاء!!!! إنا لله وإنا إليه راجعون.
شكر خاص للمصممتين نور الديب وآية الله سعد
أحمد ممدوح
أحمد ممدوح 36 سنة، من الأشخاص ضعاف السمع
حاصل على بكالوريوس تجارة وبكالوريوس إعلام
يعمل محاسباً في إحدى شركات الاتصالات الكبرى في مصر
مؤسس مبادرة (صوتك ونس) لخدمة الأشخاص الصم وضعاف السمع
متطوع في العمل الانساني من 2004.
مؤسس المبادرة الخيرية (وأنا كمان عاوز اعمل خير) من 2006 إلى 2011.