تطرقنا في العدد السابق إلى تعريف الإتيكيت وأصله ومعناه وأهميته ومبادئه العامة، وسنقدم في هذا العدد عرضاً لقواعد الإتيكيت في المحادثة والكلام والعلاقات الاجتماعية والمقابلات والتصافح.
أولاً ـ اتيكيت المحادثة والكلام:
معروف أن السلوك الحميد الذي نتبعه دائماً يأتي بالنتائج الإيجابية في أي موقف من المواقف وخاصة فيما يسمى بفن الحديث، وقد لا يعي الكثير أو لا يعرف كيفية إدارة محادثة مع طرف أو أطراف أخرى وهذا ما يسمى فن المحادثة ويتضمن العناصر التالية:
1 ـ الاستماع:
الحديث أو المحادثة هو فن أو فن اجتماعي على وجه التحديد، من خلال الملاحظة والتجربة من الممكن أن يصبح الشخص الخجول شخصاً ماهراً في إدارة أي نقاش وسط جماعة وليس مع فرد واحد فقط بعينه. فهل تتخيل مدى الجرأة التي سيصل إليها هذا الشخص باتباعه قواعد الإتيكيت لكي يلتف الآخرون من حوله لتبادل الآراء حول موضوع عام أو خاص. ومن القواعد الأولية أن تكون لطيفاً وتبدي اهتماماً بكلام الآخرين. وتجد الشخص الاجتماعي تتوافر فيه صفة هامة هي الإنصات للغير باهتمام وترك الفرصة لهم للتحدث وإشعارهم بأهميتهم وبهذا ستكسب نقاطاً لصالحك.
2 ـ بدء المحادثة:
كيف تبدأ الحوار مع شخص؟ بالتحدث عن المكان الذي تتواجد فيه، أو عن سبب تواجدك فيه، التحدث عن الذكريات مع الأصدقاء أو عن حدث مع شخص تعرفه. أما إذا كنت في حفلة فالمضيف من الممكن أن يكون هو محور كلامك. لا يشترط تحدثك بكثرة حتى تبدو لطيفاً، التوجه بالنظر دائماً إلى الشخص الذي يتحدث من خلال توجيه بعض الأسئلة عن الموضوع الذي يدور أمامك حتى تساعد على بقائه أطول فترة ممكنة، كما أن ذلك يعكس اهتمامك وانتباهك للغير. والمتابعة لا تأتى بالتحاور الشفهي ولكن بمتابعة العينين وإبداء بعض التغييرات والتعبيرات على ملامح الوجه والتي تكون أفضل بكثير من الكلام في بعض الأحوال.
3 ـ الثرثرة:
حكاية القصص الطويلة قد لا تكون في صالحك أو صالح من يقصها لأنك تحتكر الحديث بأكمله ولا تعطى الفرصة للغير. لكن في بعض الأحيان قد لا تستطيع الفرار من هذه القصص الطويلة إذا كان الشخص الذي يوجد أمامك يحكي حادثة له. وفى هذه الحالة لكسر رتابة الحديث توجه بالأسئلة للأشخاص المنصتين عما إذا كانوا قد مروا بمثل هذه الأحداث من قبل. ليس السكون والهدوء من حولك يعنى الاهتمام بما يقوله الشخص أو أن له شأن لكنه قد يعني الملل. وللابتعاد عن سماع ملاحظات محرجة مثل: (هل انتهيت من حديثك…!) عليك بتنمية حاسة التمييز لديك عما إذا كان غيرك يشعر بالملل من حديثك أم لا.
4 ـ المقاطعة أثناء الحديث:
مقاطعة الحديث قد تكون من أكثر المآزق التي لا تجعلك تبدو محاوراً ناجحاً، حاول ألا تقاطع الحديث بقدر الإمكان، فإذا انضم شخص جديد إلى المجموعة وقام بالمشاركة بموضوع جديد فعليك باستئناف الحديث القديم مرة أخرى. وعند العودة لابد من إخبار هذا الشخص بموضوع الحديث.
5 ـ الأخطاء:
عند رواية شيء مؤلم حدث لك أو لشخص آخر بدون معرفتك أن شيئاً مشابهاً قد حدث لأحد الحاضرين على أن يلفت شخص آخر انتباهك، عليك بالإشارة إما بالاعتذار أو بقول: (معذرة فأنا لا أعلم بذلك)، ثم يدار الحديث في اتجاه آخر. وإذا كنت مرحاً وتحب روح الدعابة بأن تبدى سخريتك من شىء بشكل معقول فلا مانع منه، ومثال آخر على ذلك إذا تمت دعوتك لتناول وجبة غذاء أو عشاء في مطعم معين أو فى بيت أحد الأصدقاء أو عند ذهابك لإحدى الحفلات ثم أظهرت استياءك من نوع معين من الطعام ثم وجدته في الطبق الرئيسي أمامك فالاكتفاء بإبداء الابتسامة على وجهك ونسيان ما كنت تتحدث بشأنه هو الحل للخروج من المأزق.
6 ـ الثقافة:
سر آخر من أسرار فن الحديث هو معرفتك بالشخص الذي ستجلس وتدير النقاش معه، ومعرفته بالمواضيع التي تحوز اهتمامه ومعرفة الأخبار اليومية وخاصة إذا كنت خجولاً لتستخدمها عند الحاجة لأن نقاشك لابد وأن يبدو طبيعياً وليس مقحماً.
ثانيا ـ الضحك مثل غيره من التصرفات له أيضاً قواعد وأصول وإتيكيت:
- يجب أن تكون ضحكاتك بعيدة عن التكلف، فالضحك البارد والمتصنع الذي تشوبه الكلفة لا سحر له، وكذلك الابتذال والمبالغة والضحك الهستيري يجعل الناس تنفر منك.
- لا تجعل أجزاء جسمك تهتز أثناء الضحك، بل الأفضل أن يظل جسمك ثابتاً لتخرج الضحكة ثابتة، عاقلة، متزنة، حتى لا يقال إن ضحكتك تختفي وراءها عقد نفسية.
- ابتعد عن الضحك بينك وبين نفسك، وأنت في صحبة الآخرين، فقد يخيل إليهم أنك تستهزأ بهم أو بحديثهم وبالتالي احرص على أن يكون ضحكك مع الناس لا هو قبلهم ولا هو بعدهم.
- لا تشترك في ضحك السخرية من أحد، أو ضحك التهكم والاستهزاء على أحد، حتى لا تترك انطباعاً لدى الآخرين بأنه من الممكن أن تفعل معهم الشيء نفسه في وقت ما.
ثالثاً ـ إتيكيت العلاقات الاجتماعية والمقابلات والتصافح:
- كيف تجعل الانطباع الأول يدوم عندما تتعامل مع أي شخص وفي أي مجال لأول مرة بدون معرفته لك؟
- كيف تجعل علاقاتك الاجتماعية ناجحة؟
- كيف تعبر عن نفسك بطريقة صحيحة؟
ابعد الحيرة عن تفكيرك تماماً، وأول شيء يجب أن تعيه عند التعامل مع شخص لأول مرة هو ألا تكون عصبياً في حوارك معه، لأنه لديك فرصة ذهبية لتكتسب مهارات اجتماعية وتمارسها دون أن تكلفك شيئاً سوى بعض الحكمة.
1 ـ التصافح بالأيدي:
يجب أن تكون المصافحة بحرارة، ولكن في الوقت نفسه لا تحكم القبضة على يدي من تصافحه والمقصود بها هنا إبداء الاهتمام من جانبك للطرف الآخر وأنك موجود من أجله. ويجب أن تنظر إلى من تصافحه بعينيك لمزيد من الاهتمام وقد يجهل البعض مثل هذه الأشياء التي تبدو صغيرة لكن لها جانب كبير من الأهمية.
2 ـ الاتصال بالعين (لغة العيون):
عندما تقابل شخصاً سواء لأول مرة أو تعرفه من قبل لابد وأن تنظر إليه عندما تتحدث. فغير مطلوب منك أن تركز بنظرك معه طوال الوقت ولكن عند إجراء الحديث معك. لأنك بعدم النظر إلى الشخص المتحدث أو العكس عندما تتحدث أنت فهذا يعني إما أنك خجول أو غير مهتم وذلك دليل على عدم الاحترام في الحالة الثانية، ويفعل الكثير منا ذلك بغير قصد أو عمد فعليك بالانتباه إلى من تتحدث معه.
3 ـ إجراء حوار:
كيف تتجاذب أطراف الحديث مع أي شخص؟ وكيف تجري حواراً معه؟
إجراء الحوار من إحدى الطرق الفعالة لاكتساب مهارات وعلاقات اجتماعية جديدة. والوسيلة الصحيحة لإدارة الحديث مع شخص والتعرف عليه من خلال سؤال الشخص الآخر بعضاً من الأسئلة لكي يجيب عليها ويبدأ بذلك الكلام معك، لكن قد يفهمها البعض على أنه استجواب ومحاولة في الاستدراك لمعرفة بعض المعلومات أي (حب استطلاع) لذلك يجب أن تكون طبيعة الأسئلة مختلفة قليلاً، مثلاً أن تسأل الشخص رأيه في أحد المواضيع مع إبداء الاهتمام بما يبديه من آراء، ومن المحبذ أن تتصل هذه الموضوعات بالأحداث الجارية أو أن تتبادل الآراء في الثقافات المختلفة، فأنجح حوار هو حوار الآراء والتفسيرات وليس حوار الحقائق.
4 ـ الابتسامة:
أن تبدأ معرفتك بالأشخاص الآخرين من خلال الابتسامة، سيسهل عليك الكثير من الأمور فيما بعد. وقد يجدها بعض الأشخاص على أنها سخرية فيصابوا بالعصبية، لكن ضع في الاعتبار أن المقابلة الأولى لا تخبر الآخرين بكل ما لديك من صفات أو إمكانات، على الرغم من أن الانطباع الأول يدوم في بعض الأحيان.
يتبع في العدد القادم
المرجع:
مهارات الإتيكيت، خطوة… خطوة لمؤلفه ديفيد فوستر
هشام محمد كتامي،
الجنسية: مغربي ،
الإقامة: الشارقة ،
الإمارات العربية المتحدة المتحرك:00971503078161،
البريد الالكتروني: [email protected]،
حاصل على دبلوم معهد خاص إشراف فرنسي في مجال التربية الخاصة بالمملكة المغربية سنة 1999.
دراسة جامعية علوم اقتصادية، قانونية وإنسانية في جامعة الحسن الثاني بالمملكة المغربية.
التحق ببرنامج تدريبي لتأهيل الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في جامعة الشارقة (من 7 سبتمبر 2010 إلى 4 مايو 2011).
سكرتير تنفيذي في الإدارة العامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ 2006 حتى تاريخه.
سكرتير تحرير مجلة المنال الالكترونية.
عضو الفريق البحثي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من 2011 حتى أغسطس 2020.
عضو ناشط في فريق الإعلام الاجتماعي ومهتم بمجال الإعلام والتسويق.
عضو بمنظمة الطفل العربي.
عضو متطوع بمؤسسة تكاثف.
عضو فريق الصحة والسلامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
عضو متطوع في اكسبو 2020 الإمارات العربية المتحدة.
ملتحق بدورة تدريب مدربين وحاصل على شهادة مدرب معتمد من جامعة عجمان بالإمارات العربية المتحدة وعضوية تدريب صادرة من American east coast university
خبرة عملية سابقاً في التنسيق والاستقبال والتنظيم لمدة خمس سنوات في تلفزيون القناة الثانية بالمملكة المغربية وخبرة عملية في الاستقبال بفندق قصر المامونية بمدينة مراكش بالمملكة المغربية.
منسق عام لرابطة التوعية البيئية لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من 2008 حتى أغسطس 2020.