إعداد الفريق البحثي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
المشرف الأكاديمي في مدرسة الأمل للصم ، الأستاذة زينب أحمد حسين
الإعاقة السمعية أو القصور السمعي
يشير إلى مستويات متفاوتة من الضعف السمعي تتراوح في شدتها بين ضعف سمعي بسيط وضعف سمعي شديد.
ومن هنا لدينا نوعان من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية:
ضعيف السمع
هو الفرد الذي يعاني من فقدان سمعي من درجة (35-69 ديسبل) ويواجه صعوبة في فهم الكلام بالاعتماد على حاسة السمع.
الأصم
وهو فرد يعاني من عجز سمعي يصل إلى درجة (76 ديسبل) يحول دون اعتماده على حاسة السمع في فهم الكلام سواء باستخدام المعينات أو بدونها.
اللغة
هي نسق من الرموز والإشارات التي يستخدمها الإنسان بهدف التواصل مع البشر، والتعبير عن مشاعره، واكتساب المعرفة، وتعدّ اللغة إحدى وسائل التفاهم بين الناس داخل المجتمع، ولكل مجتمع لغة خاصّة به، وتعرف اللغة أيضاً بأنّها عبارة عن رموز صوتيّة لها نظم متوافقة في التراكيب، والألفاظ، والأصوات، وتُستخدم من أجل الاتصال والتواصل الاجتماعيّ والفردي
واللغة المنطوقة والمقروءة هي المقصودة بهذا النظام.
واللغة كنظامٍ وُجدت لتساعد الإنسان على التعبير ونقل أفكاره ومشاعره وهمومه إلى الأفراد الآخرين؛ فهي بذلك طريقةٌ قويةٌ وفعّالةٌ لخدمة التواصل.
الإعاقة السمعية والتحصيل الأكاديمي
من الطبيعي أن تتأثر الجوانب التحصيلية للشخص الأصم وخاصة في مجالات القراءة والكتابة؛ وذلك بسبب اعتماد هذه الجوانب التحصيلية اعتماداً أساسياً على النمو اللغوي، وحيث أن الدراسات أشارت بشكل عام إلى أن الطلبة من ذوي الإعاقة السمعية ليس لديهم تدنٍ في القدرات العقلية مقارنة بأقرانهم السامعين ، لذلك فإن الانخفاض الواضح في التحصيل الأكاديمي لديهم يمكن تفسيره بعدة عوامل أخرى غير القدرات العقلية.
وتجدر الإشارة إلى أن درجة الإعاقة السمعية تلعب دوراً هاماً في التحصيل المدرسي، فكلما زادت درجة الإعاقة السمعية قلت فرص الشخص ذي الإعاقة السمعية للاستفادة من البرامج التربوية، علماً أن التحصيل الأكاديمي للطالب ذي الإعاقة السمعية والقدرة الذهنية الطبيعية يتأثر بمتغيرات أخرى سوى شدة الإعاقة السمعية مثل القدرة الشخصية والدعم الذي يقدمه الوالدان والعمر عند حدوث الإعاقة السمعية والوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة والوضع السمعي للوالدين.
وأشارت الدراسات إلى أن تحصيل الطلبة ذوي الإعاقة السمعية يكون متدنياً في مجال القراءة ويكون أفضل في الرياضيات، وبالنسبة للتحصيل في القراءة يكون في أفضل مستوياته خلال السنوات الثلاث الأولى من المدرسة، وبعد الصف الثالث يكون تحصيل الطلبة ذوي الإعاقة السمعية في الرياضيات والإملاء أفضل من القراءة.
وفي المراهقة المتأخرة، تكون القدرة على القراءة لدى الطلبة الصم مقاربة لمستوى الصف الرابع بالنسبة للطلبة السامعين.
إن الطالب من ذوي الإعاقة السمعية والمهارات اللغوية المحدودة سيواجه صعوبات إضافية في مواد أخرى بالإضافة إلى اللغة العربية لأن كل خطوة جديدة في التعليم تتطلب إتقان الخطوة التي تسبقها.
هناك عدة متغيرات تؤثر على تعلم اللغة بنجاح بالنسبة للطالب ذي الإعاقة السمعية وهي كالتالي:
- نوع وشدة وشكل الفقدان السمعي في كل أذن على حدة.
- آثار الفقدان السمعي على قدرة الطالب على تتبع وتمييز المكونات الصوتية للإشارات السمعية.
- الاستمرار في استخدام المعينات السمعية لتوفير أكبر قدر ممكن من التمييز والإدراك للإرشادات السمعية.
اللغة العربية والإعاقة السمعية
اللغة العربية واحدة من أهم عناصر هوية الإنسان العربي، وعلينا كعرب أن نحافظ عليها حفاظاً على تراثنا وعراقتنا. ولأن الأشخاص الصم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا وجبت العناية بتعليمهم اللغة وقواعدها بشكل ممنهج مدروس يؤدي إلى اكتسابهم اللغة وإتقانهم لها شأنهم شأن أقرانهم السامعين لتعم الفائدة عليهم وعلى مجتمعهم ككل.
ضعف الأشخاص الصم وضعاف السمع في اللغة العربية ظاهرة عامة في كل الدول العربية، وهي ظاهرة تستحق البحث والدراسة، فمنذ عقود كثيرة وعلماء اللغة والتخاطب يحاولون الوصول إلى حلول لهذه المشكلة، ووضع أسس في تدريس اللغة العربية من شأنها رفع التحصيل والتقدم لدى الشخص الأصم وضعيف السمع في اللغة العربية.
يواجه الكثير من الطلبة ذوي الإعاقة السمعية صعوبات في إتقان القراءة، فالقدرة القرائية مرتبطة بالمهارات اللغوية ارتباطاً عالياً، كما أن القدرة على التعبير أو فهم اللغة في شكلها المكتوب يرتبط بالقدرة على التعبير والفهم للغة المنطوقة في المحادثات التي تكون وجهاً لوجه.
توصف الصعوبات القرائية لدى الطلبة ذوي الإعاقة السمعية على النحو التالي:
- شكل اللغة
- المحتوى
- استعمال اللغة
والطلبة ذوو الإعاقة السمعية قد يواجهون مشكلات في اكتساب قواعد اللغة الأساسية مقارنة مع الطلبة السامعين، حيث يواجهون تحديات كبيرة في اكتساب تركيب اللغة، أما بالنسبة لفهم وإدراج دلالات المحتوى والألفاظ من خلال معرفة الكلمات فعادة ما يكون اكتسابها متأخراً ومحدوداً حتى في حالات الطلبة ذوي الفقدان السمعي البسيط.
وتتمثل مظاهر الضعف في اللغة العربية لدى الأشخاص الصم وضعاف السمع في:
الكتابة
حيث يترجم الشخص الأصم لغته الأولى وهي لغة الإشارة إلى اللغة المنطوقة ومن هنا نجد مظاهر الضعف الكتابي في:
- لا يستخدم أدوات الربط المختلفة، ويكون ترتيب الجملة نفس ترتيبها الإشاري (أنا البيت أسير- الصبح مدرسة أذهب).
- لا يستخدم بعض أدوات الترقيم بشكل صحيح أو في مكانها الصحيح.
- عدم مراعاة القواعد النحوية فيخلط بين استخدامات الفعل في الماضي والمضارع واستخدامه مع المفرد والمثنى والجمع وأيضاً مع المذكر والمؤنث، كذلك التعامل مع المعرفة والنكرة، المرفوع والمنصوب والمجرور خاصة للمثنى وجمع المذكر السالم… وغير ذلك من قواعد اللغة المكتوبة.
القراءة
القراءة نوعان: القراءة الجهرية والقراءة الاستيعابية.
بالنسبة للقراءة الجهرية نجد أن الأصم أو ضعيف السمع يعاني من:
- صعوبة في قراءة الأصوات التي تمثلها علامات الضبط الإعرابية مثل الفتحة والضمة والكسرة والسكون والتنوين بأنواعه.
- صعوبة في نطق اللام الشمسية واللام القمرية.
- الوقف والوصل للجمل.
- القراءة التعبيرية التي تعبر عن معنى المقروء.
أما القراءة الاستيعابية فهناك العديد من المشاكل القرائية لدى الطالب الأصم أو ضعيف السمع تؤدي إلى ضعف استيعابه لما يقرأه ومنها:
- معرفة محدودة في المترادفات وفي إدراج العلاقات بين الكلمات.
- عدم قدرته على فهم مدلولات الكلمات الجديدة من خلال السياق.
- الخلط بين الكلمات التي لها أكثر من معنى فهو يربطها دائماً بالمعنى الحسي لديه مثل الكلمات.
- عدم القدرة على فهم الجمل التي تدل على معانٍ ضمنية.
- المواضيع التي تتضمن الأسلوب المجازي والصور الخيالية.
هذا ومن أصعب ما يواجهه الطالب في تعلم اللغة العربية دراسة علم البلاغة خاصة الاستعارة والكناية والقواعد النحوية والصرفية وخاصة دروس المبني للمجهول والممنوع من الصرف والمشتقات والميزان الصرفي.
كيف نرفع مستوى التحصيل الأكاديمي لدى الطلبة ذوي الإعاقة السمعية؟
تسعى المؤسسات التي تتعامل مع الطلبة ذوي الإعاقة السمعية مثل مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على تقديم الجديد من البرامج والاستراتيجيات التي من شأنها رفع المستوى التحصيلي لدى هؤلاء الطلبة ونذكر منها:
- القراءة المبسطة.
- تنمية مهارات التحدث والاستماع واللغة الحوارية لدى الطلبة الصم وضعاف السمع.
- تكنولوجيا التعليم.
- استراتيجيات التعلم النشط.
- مهارات القرن الواحد والعشرين (التفكير الناقد – حل المشكلات – مهارات التفكير العليا).
- تقديم المحاضرات التوعوية لأولياء الأمور عن كيفية تنمية اللغة لدى الطلاب خاصة اللغة المكتوبة.
- تقديم دورات وورش عمل للمعلمين والمتعاملين مع الصم وضعاف السمع حول كيفية استخدام ثنائية اللغة بطريقة صحيحة ترفع من مهارات الطالب اللغوية.
- زيادة حصص الإثراء اللغوي لزيادة الحصيلة اللغوية لدى الطلبة الصم وضعاف السمع.
- إضافة المواد المساندة ومنها التمارين الجسدية والتدريب السمعي إلى الجدول الدراسي الأسبوعي.
الخاتمة
ضعف التحصيل الأكاديمي للطلبة ذوي الإعاقة السمعية في المواد الدراسية عامة واللغة العربية خاصة مشكلة قائمة ولها أبعاد وأسباب كثيرة، علينا أن نتكاتف معاً لحل هذه المشكلة.
المراجع
- الجوالده ف ع. الإعاقة السمعية .الطبعة الأولى .دار الثقافة للنشر. عمان .2012
- الزريقات إ ع ف .الإعاقة السمعية. الطبعة الأولى. دار وائل للنشر. عمان .2003
- عمايرة م م (مترجم) . اللغة وصعوبات القراءة .الطبعة الأولى. دار الفكر. عمان .2015
- أحمد سمير صديق. الإعاقة السمعية .
- https://www.minia.edu.eg/edu/Files/courses/psy-special1.pdf