يشكل الأشخاص المعاقون فئة كبيرة في مجتمعاتهم من حيث عددهم ومن حيث شكل الإعاقة لذلك لا يمكن لمنظمه أو مؤسسة أن تقوم بأي عمل او أن تخطو أي خطوة لتحسين أوضاعهم من تأهيل وتدريب إلا بعد التنظيم والتخطيط المسبق نظراً لأنهم يعيشون في منظومة سكانية تشكل جزءاً من التركيبة السكانية في العالم وأكثر هذه الفئات من المعاقين هم الأطفال وأن ضمان حصول الطفل المعاق على حقوقه كافة وبالتساوي مع أقرانه من الأطفال وإزالة جميع العقبات التي تحول دون ذلك سيؤدي إلى السيطرة على حجم الإعاقة والحد من آثارها حتى يكونوا مستقبلا فاعلين ومفيدين لمجتمعاتهم.
نرى في بعض الدول النامية أحيانا أنها لا تستطيع أن تدمج كل الأشخاص المعاقين في المجتمع و لذلك حرم كثيرون منهم المكانة التي تليق بهم في مجتمعاتهم فأصبحوا بذلك أشد الناس فقرآ داخل المنظومة السكانية العالمية.
ولأن ظاهرة الفقر من أخطر الظواهر الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الدول والمجتمعات، لما لها من انعكاسات خطيرة على مناحي الحياة كافة ولأن الفقر يسبب انعكاسات سلبية على حياة الاشخاص ويحد من مستواهم الاقتصادي وجودة حياتهم مما يزيد من تعرض الاشخاص المعوقين للبطالة وهذا يعطي دافعاً للتدخل في المناطق الفقيرة عن طريق برامج التدريب والتأهيل في تلك المناطق لمساعدة الأسر على التعامل الايجابي مع الاشخاص المعاقين لديها والعمل على تنميتهم وتعزيز قدراتهم الفكرية والمهنية لتحويلهم الى طاقة منتجة وفعالة داخل الاسرة والمجتمع، لذا فإن التشجيع والمساهمة في عمل ما واعتماد خطوات جديدة لتخفيض أعداد الفقراء منهم والتركيز المكثف عليهم.
إن عوامل ازدياد الفقر كثيرة منها انتشار الحروب والمجاعة في بعض مناطق العالم مثل بعض الدول الأفريقية والحروب التي تشهدها منطقتنا العربية وما يدور في فلسطين المحتلة من قتل وتهجير وحصار كل ذلك يؤدي إلى انتشار الفقر ويقلص أعداد الأشخاص المعاقين المستفيدين من جهود برامج مكافحه الفقر نظراً لأن هذه العوامل أكبر بكثير من تلك الجهود المبذولة للحد من الفقر.
ومن هنا نقول يجب أن نمضي ونتغلب على الأسباب التي تقف أمام تلبية احتياجات الأشخاص المعاقين والتركيز عليهم بأن يستفيدوا أكثر من مبادرات مكافحة الفقر حتى لا يتم استبعادهم من المشاركة في الحياه الاقتصادية وأن ذلك لا يؤثر على المعاقين فقط وإنما يؤثر على أسرهم ومجتمعاتهم بل يتعدى ذلك فيسبب زيادة مستويات البطالة والفقر وينعكس هذا على حالة الأشخاص المعاقين والحد من ذلك يؤدي الى انخفاض أعداد الأشخاص المعاقين الملتحقين بالمراكز والمؤسسات المتخصصة.. ونرى أن أكثر الأشخاص المعاقين تضرراً يعانون من سوء التغذية والصعوبات الصحية فضلا عن ظروف العمل والحياة الصعبة.
إن دمج الأشخاص المعاقين في أنشطة المجتمع المختلفة يساعد على تخفيض أعداد الفقراء منهم ويساعد على ذلك تنظيم الدورات في مجال التدريب والتأهيل خصوصاً وأننا لمسنا العلاقة أن أوجه الصلة بين الإعاقة والفقر قوية جداً.
وكلمة أخيرة أحب أن أرددها دائماً وهي: أن المعاق إنسان قدّر له أن يكون كذلك ولا اعتراض على حكمة الله في خلقه لأن الله سبحانه وتعالى له حكمة من خلق شخص معاق حتى يوضح لنا أهمية هذا الشخص ونظرتنا له فليس كل معاق في الجسم معاقاً في العقل والحركة والتفكير.. وكثير من العقلاء معاقون في تفكيرهم السلبي وكثير من المعاقين عوضهم الله سبحانه وتعالى بأشياء لا يصل إليها الشخص غير المعاق فأخذ منهم نعمة وأبدلهم بنعمة أخرى فالشخص المعاق لو فقد حركة الساقين أبدله الله باليدين ولو فقدهما أبدله بنعمة الذكاء وحسن التفكير واستطاع الكثيرون منهم تجاوز إعاقاتهم والوصول إلى أرفع المراتب والمراكز لم يصل إليها أقرانهم من غير المعاقين واستطاعوا حقاً أن يثبتوا أنهم ليسوا عالة على أهلهم ولا على مجتمعاتهم.