يتأثر الإنسان بشكل ما أو بقدر يسير حين يصادفه شخص معوق، ونخلط دائماً بين المعاق والمعوق، ويقول علماء اللغة أن المعاق هو من ولد بإعاقة، والمعوق هو من تعرض للإعاقة بأسباب أخرى.
وقد يسقط الإنسان فيجد نفسه طريح الفراش ـ لا قدر الله ـ في إحدى المستشفيات ثم يدرك الحقيقة المرة أنه أصبح شخصاً معوقاً بعد إصابته في حادث أو تعرضه لمرض شديد يمنعه من السير على قدميه.. ويبدأ الصراع لمواجهة هذه الحالة الطارئة.. هذه واحدة.
وقد تصادف أسرة حديثة العهد بميلاد طفل معاق،.. وتبدأ الأحزان والمعاناة من أجل حماية هذا المخلوق العزيز.. وقد تقدم عالمنا كثيراً وبدأ يبحث عن حلول لقضايا الأشخاص المعوقين والمعاقين، وقامت دولتنا بفضل جهود وعطاء قادتها الخيرين بإنشاء عشرات المؤسسات الحكومية والأهلية لتمكين الأشخاص المعوقين حسب درجة الإعاقة.. وها هي مراكز رعاية وتأهيل المعاقين التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وذلك الصرح العظيم الذي تمثله مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والتي تعمل بأحدث الأساليب التربوية، وكذلك مراكز المعاقين الخاصة.. وكل يعمل في محاولة جادة لتمكين هذه الفئات من أبناء الوطن والتي تعرضت للإعاقة لأسباب يعلمها جل شأنه..
وبالرغم من أن أسلوب العلاج الطبيعي والتأهيلي للمعوقين والمعاقين قد استقر منذ زمن بعيد إلا أن الجديد في تجربة الإمارات والذي يميزها عن غيرها من الدول هو النظرة الإنسانية المتنامية والرعاية العلمية المتكاملة والعناية الشاملة المتقدمة لكل المعاقين، حيث تساعد أولياء الأمور في تقبل إعاقات أبنائهم والتعامل معها..
إنها تجربة بدأت من حيث انتهى الآخرون.. وكان الهدف الأساسي ولا يزال برأي عام مستنير يهتم بقضايا المعاقين ويساعد هذا الكيان الإنساني على أداء دوره في بسط مظلة الرعاية لهذه الفئات كذلك تدعيم الجهود السامية لتأهيله وتعليمه بحيث يستطيع مواجهة متطلبات الحياة، وتلك ضرورة إنسانية بل واجهة حضارية تظهر مدى تقدمنا.. ومن واقع التجربة مع المعاقين تتضح حقائق الصورة والأمل المنشود من بذل الجهود من أجل علاج وإعادة تأهيل وتعليم الأشخاص المعاقين.. فبذل الجهد الكامل لاستيعاب حقائق الإعاقة التي يتعامل معها المجتمع قد يسهم في إحراز نجاح مقبول لتعديل أداء المعاق وتأهيله لتقبل حقائق إعاقته والتعايش معها.. ولقد أثمرت التجربة وأينعت أطيب الثمار بما نشاهده من معارض فنية ومنتوجات إبداعية وجهود عضلية حتى لقد غزا المعوقون الصحراء فزرعوها وأنتجوا منها أطيب الثمرات. والأهم من ذلك كله أنهم اكتسبوا المهارات الجسدية والعقلية التي تساعدهم على مواجهة الاحتياجات اليومية والحياتية الأخرى.
ولا يمكن أن ننسى أو نتناسى مجتمعنا العظيم الذي أثبت بكل فئاته بأنه مجتمع التكافل الإسلامي. فالجميع مسؤولين وأفراداً متحمسون لخدمة هذا الكيان الذي بدأنا فيه خطوات جديدة وعملاقة لتحقيق طموحات عديدة وانجازات طيبة رشيدة تحقق الأمل وتسعد النفس بجعل الأشخاص المعاقين نجوماً ساطعة فوق هامات السماء وحينذاك نتذكر قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى».