تؤثر حالات الطوارئ والأزمات والكوارث التي تمر بها البشرية على جميع الناس من مختلف القدرات والمستويات العمرية، سواء كانت هذه الأزمات والكوارث طبيعية أو من صنع البشر، أو نتاج مهددات صحية لحياة البشر كأزمة كورونا وغيرها.
ويعتبر الأطفال من المتأثرين بهذه الأزمات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إلا أن الأعراض التي تنجم عن هذه الأزمات لا تظهر بالشكل الذي هو عليه عند البالغين والراشدين، إضافة إلى أن طريقة تعبيرهم عنها تكون مختلفة، وكذلك آليات التأقلم والتكيف معها. ويندرج الأطفال أصحاب الهمم أيضاً تحت هذا الجانب، بما فيهم الأشخاص ذوو الإعاقات الذهنية واضطراب طيف التوحد على الرغم من قدراتهم التي قد لا تسعفهم لاستيعاب ما يحدث حولهم، والتعامل مع الظروف الضاغطة كما يجب، بما في ذلك قدرتهم على اتباع الاجراءات والتدابير اللازمة وقت الأزمات، لذلك كان لا بد من تدخل الراشدين لتبسيط مفهوم هذه الأزمات لهم ومساعدتهم على التكيف والتعايش معها من أجل تجاوزها بسلام وأمان كبقية أفراد المجتمع.
وفي هذه المقال، حاولت تلخيص عشرة استراتيجيات لمساعدة الأطفال على تجاوز مشاعر الصدمات والإجهاد والتوتر الناجمة عن الأزمات، والتي بإمكان الوالدين وأفراد الأسرة ومقدمي الرعاية والمختصين اتباعها، وهي كما يلي:
أولاً ـ كن هادئاً
- يتّبع الأطفال ردود فعلك ولغتك الشفوية وغير الشفوية، لذلك حاول السيطرة على انفعالاتك وتصرفاتك خاصة أمامهم.
- كل ما تقوله عن الأزمة، والحوار الذي يتم في العائلة قد يكون سبباً في رفع مستوى القلق والتوتر عند الطفل أو انخفاضه.
- حاول التأكيد بأنك أنت والعائلة بخير.
- استمع لما يقوله طفلك قدر الإمكان عن الأزمة وما يحدث حوله.
ثانياً ـ كن صادقاً ودقيقاً مع طفلك:
- عند غياب المعلومات، قد يتخيّل الأطفال السيناريوهات الأسوأ، أو قد يختلقون معلومات مشوّهة، لذلك كن مصدر معلومات صادق بالنسبة للطفل.
- لا تتجاهل مشاعر القلق التي قد يظهرها طفلك، وحاول إيجاز الوضع العام الراهن عن الأزمة الحالية دون مبالغة أو تهويل.
- لا تقدّم معلومات غير دقيقة للطفل، حتى لا يتم البناء عليها في مخيّلته بشكل بعيد عن الواقع.
ثالثاً ـ كن موجوداً عندما يحتاجك طفلك:
- قد يكون الطفل بحاجة لك في هذه المرحلة بالذات، وبحاجة لأن يسمع منك عن تفسير الأزمة الراهنة، وكل ما يُبدد خوفه وقلقه والاجابة عن أسئلته.
- من المهم أن يدرك الطفل أن هناك من هو بقربه ويصغي له.
- أخبر طفلك بين وقت وآخر أنك تُحبه، وقّدم له المزيد من التعاطف.
رابعاً ـ تجنَّب اللوم:
- عند حالات التوتر قد يبدأ الإنسان بِلومِ الآخرين أو الظروف من حوله، تجنب ذلك خاصة أمام طفلك، وكن واقعياً.
- من المهم أن تتجنب إصدار الأحكام النمطية تجاه فئة معينة من الناس بأنها السبب في الأزمة الحالية، فقد تكون المُربية أو مقدمة الرعاية المرافقة للطفل من تلك الفئة التي تصدر أحكامك نحوها، وبالتالي يؤثر ذلك على طفلك من أصحاب الهمم ومدى ثقته بها.
- كن متسامحاً أمام طفلك، وتجنب التعليقات السلبية أو الساخرة نحو أية فئة معينة من الناس خلال الأزمة الحالية وبشكل عام.
- كن واعياً لأية تعليقات قد يسمعها الطفل من الآخرين عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي أو أية وسيلة أخرى، وكن مستعداً لأن تشرح للطفل طبيعة هذه التعليقات ومدى صحتها، وخاصة إذا كانت مختلفة مع القيم الموجودة في المجتمع أو الأسرة.
خامساً ـ راقب مشاهدة الطفل للتلفاز ومواقع التواصل:
- جنّب طفلك مشاهدة أية أخبار أو صور قد تثير فيه الإحباط أو الرعب أو القلق.
- وضّح لطفلك أن هناك الكثير من المعلومات على الانترنت ومواقع التواصل التي قد تكون غير موثوقة وصحيحة، واطلب منه الرجوع إليك من أجل الحصول على المعلومات الصحيحة. وعدم نقل المعلومات غير الصحيحة للآخرين.
- حاول ألا يكون موضوع الأزمة هو حديث الساعة المستمر أمام الطفل، والذي قد يشغله عن اللعب وأنشطته الروتينية الاعتيادية في البيت.
سادساً ـ وفّر المعلومات:
- مهما كانت قدرات الطفل، فلا بد من توفير المعلومات عما يحدث حوله بطريقة مبسّطة وبمستوى الطفل العقلي واللغوي.
- مراعاة توفير المعلومات بالطريقة المناسبة للطفل، وحتى إن كان من أصحاب الهمم فيمكن توفير المعلومات بصيغ ميسرة مثل (لغة الاشارة، الصور، القصص الاجتماعية، الوصف الصوتي، مقاطع الفيديو..).
- الاجابة عن الأسئلة تبعاً لقدرات الطفل وعدم التهرب منها.
- عدم تزويد الطفل بالتفاصيل غير المفيدة له أو التي قد تشكّل عنصراً ضاغطاً.
- تذكير الطفل بأنها مرحلة عابرة وتنتهي إن شاء الله.
سابعاً ـ شجّع طفلك على التعبير عن مشاعره:
- تختلف الطريقة التي يُعبّر فيها الطفل عن مشاعره، خاصة بالنسبة للأطفال الذين لا يمتلكون قدرات لغوية مناسبة، ومن هذه الطرق (الرسم، التمثيل، اللعب، الغناء، رواية القصص).
ثامناً ـ تواصل عاطفياً مع طفلك:
- الاحتضان والشعور بالأمان.
- إظهار المحبة بشكل طبيعي دون تفريط أو إفراط.
- المشاركة مع الطفل في الأنشطة الحركية وغيرها.
- إشعار الطفل بالتقبّل.
- تعزيز إنجازات الطفل.
تاسعاً ـ قم بتعبئة فراغ طفلك:
- الحرص على إشغال وقت طفلك فيما هو مثمر.
- متابعة تعليم الطفل دون أن يشكّل ذلك ضغطاً عليه.
- إشراكه في الأنشطة اليومية للأسرة.
- إتاحة الفرصة له للمشاركة في أعمال المنزل البسيطة.
- تقنين مشاهدة التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي.
- الحرص على تواصله مع الآخرين.
عاشراً ـ اشرح طرق الوقاية والتكيّف:
- اشرح كيفية الحفاظ على الصحة والسلامة العامة (البقاء في المنزل، التباعد الجسدي..).
- اشرح المطلوب من الطفل في الأزمة الراهنة (الهدوء، الحفاظ على النظافة، ممارسة الحياة بشكل طبيعي، الحرص على التعلُّم..).
- درّب الطفل على التصرف السليم (غسل اليدين، كيفية العطس، عدم المصافحة، عدم لمس الأسطح في الخارج، كيفية ارتداء القناع، كيفية تعقيم اليدين، مخاطر المُعقّمات…).
- دكتوراه الفلسفة في التعليم الخاص والدامج ـ الجامعة البريطانية بدبي
- يعمل حالياً في إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم ـ وزارة تنمية المجتمع ـ دبي.
- له العديد من المؤلفات حول التقييم والتأهيل النفسي والتربوي وتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة.
- باحث مشارك مع مجموعة من الباحثين في جامعة الامارات العربية المتحدة للعديد من الدراسات المنشورة في مجال التربية الخاصة.
- ألقى العديد من المحاضرات والدورات وشارك في الكثير من المؤتمرات حول مواضيع مشكلات الأطفال السلوكية، وأسر الأشخاص المعاقين، والتقييم النفسي التربوي، التشغيل، التدخل المبكر.
- سكرتير تحرير مجلة عالمي الصادرة عن وزارة تنمية المجتمع في الإمارات.
- سكرتير تحرير مجلة كن صديقي للأطفال.
جوائز:
- جائزة الشارقة للعمل التطوعي 2008، 2011
- جائزة راشد للبحوث والدراسات الإنسانية 2009
- جائزة دبي للنقل المستدام 2009
- جائزة الناموس من وزارة الشؤون الاجتماعية 2010
- جائزة الأميرة هيا للتربية الخاصة 2010
- جائزة العويس للإبداع العلمي 2011