إعداد اختصاصية العلاج الوظيفي ، أسيل عاطف تايه
إذا كان لديك طفل يتراوح عمره بين أربع وخمس سنوات، فمن المحتمل أنك سمعت مصطلح “الاستعداد للمدرسة”. قد يكون من الصعب التفكير في جميع المهارات التي قد يحتاجها طفلك قبل أن يتوجه إلى المدرسة، وقد يكون مفهوم “الاستعداد” مربكًا. إذًا، ما الذي يجعل الطفل مستعدًا للمدرسة؟
اقرأ ايضا: العلاج الوظيفي الديسلكسيا (عسر القراءة)
بطبيعة الحال، يبدو هذا مختلفاً بالنسبة لكل عائلة. يتطور كل طفل بوتيرته الخاصة، ولا توجد إجابة صحيحة أو خاطئة عندما يتعلق الأمر بالاستعداد للمدرسة. ومع ذلك، يمكنك مساعدة طفلك على بناء المهارات المدرسية ومساعدته على الشعور بالثقة عندما يتعلق الأمر بالانتقال إلى البيئة الجديدة.
سنتحدث في هذا المقال عما يجعل الانتقال إلى البيئة المدرسية أمرًا صعبًا بالنسبة لبعض الأطفال، ومنظور العلاج الوظيفي حول الاستعداد للمدرسة، وكيف يمكننا مساعدة طفلك على الاستعداد للمدرسة.
ما هي المشكلة التي تواجه الطفل عند الذهاب للمدرسة؟
لقد مررنا جميعًا بذلك، وعلى الرغم من أننا قد لا نتذكر التفاصيل الدقيقة، إلا أن بدء الدوام المدرسي يولد مجموعة من الأحاسيس الجيدة والسيئة لدى كل واحد منا. ربما كنت متحمسًا، ولكنك تشعر أيضًا بالتوتر.
تتبادر هذه الأفكار والمشاعر عمومًا إلى أذهاننا عندما نواجه تغييرًا أو شيئًا جديدًا. عندما يتعلق الأمر ببدء المدرسة، يمكن أن تتفاقم هذه المشاعر بسبب زيادة المتطلبات والتوقعات من الطفل:
- الاستقلالية
- مهارات التعلُّم
- الاحتياجات الحسية
- المهارات العاطفية
- المهارات الاجتماعية
- المهارات الحركية
- الانتباه والتركيز
- السلوك
إذا واجه الطفل صعوبات في أي مما سبق، فقد يصبح الانتقال إلى البيئة المدرسية أمرًا صعبًا للغاية ويمكن أن يؤثر على قدرته على التعلم وتكوين صداقات والاستمتاع بالبيئة المدرسية. ولهذا السبب، من المهم تقديم الدعم وإعداد طفلك للاستمتاع بالمدرسة وحب التعلم.
كيف يساعد العلاج الوظيفي في الاستعداد للمدرسة؟
يتمثل دور اختصاصي العلاج الوظيفي للأطفال (OT) في مساعدة الأطفال على أن يكونوا مستقلين قدر الإمكان في جميع مجالات حياتهم اليومية. بالنسبة للأطفال في سن المدرسة ومرحلة ما قبل المدرسة. عندما نفكر في رياض الأطفال، هناك العديد من المهارات اليومية التي يحتاجها الأطفال. وقد تشمل القدرة على فتح صناديق الطعام الخاصة بهم، والاستجابة للتعليمات واتباعها، وغسل أيديهم، والاعتناء بممتلكاتهم، والتصرف بشكل مناسب، والقائمة تطول.
يتطور جميع الأطفال بالسرعة التي تناسبهم. سيبني بعض الأطفال مهاراتهم خلال فترة وجودهم في مرحلة ما قبل المدرسة، وسيستمر آخرون في النمو والتطور أثناء وجودهم في رياض الأطفال.
يمكن لاختصاصي العلاج الوظيفي العمل مع الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم إضافي عندما يتعلق الأمر بـ “الاستعداد للمدرسة” ويمكنه المساعدة في تطوير المهارات وتحسينها، بما في ذلك (على سبيل المثال لا الحصر):
- الرعاية الذاتية (ارتداء الملابس، الذهاب إلى المرحاض، الأكل والشرب)
- النوم
- التنظيم الذاتي
- التنظيم العاطفي
- اللعب
- المهارات الحركية
- مهارات الكتابة وما قبل الكتابة
- المهارات التنظيمية
في بعض المواقف، سيعمل اختصاصي العلاج الوظيفي مباشرةً مع إدارة المدرسة لإجراء التعديلات والتأكد من أن بيئة المدرسة شاملة ويمكن الوصول إليها. ويعمل أيضًا بشكل وثيق مع العائلات والمعلمين لتطوير ودمج استراتيجيات محددة في الروتين اليومي الذي يمكن أن يساعد في إعداد الطفل لأفضل بداية لحياته المدرسية.
ساعد طفلك على الاستمتاع بالمدرسة وحب التعلم
عندما نفكر في بدء الأطفال للدوام المدرسي، فإن الهدف الأول هو التأكد من استمتاعهم وحب التعلم. ولمساعدة طفلك على تحقيق هذا الهدف، إليك بعض الأفكار والاقتراحات حول ما يمكنك القيام به في الفترة التي تسبق رحلته المدرسية:
ساعد طفلك على الشعور بالأمان والألفة
إن مساعدة طفلك على الشعور بالأمان داخل المدرسة وحولها أمر بالغ الأهمية لانتقاله الناجح إلى البيئة. إذا كان طفلك على دراية بالمكان، فسوف يشعر بالثقة والأمان عندما يبدأ روضة الأطفال في بداية العام.
ابحث عن فرص لزيارة المدرسة كلما أمكن ذلك. وفي حال كان هناك برنامج توجيهي قبل بدء العام الدراسي فاحرص على الحضور برفقة طفلك حيث أنه مفيد للغاية ويساعد الأطفال على الشعور بالأمان. قد تتمكن أيضًا من ترتيب زيارات إضافية وربما مقابلة معلم طفلك. حتى قيادة السيارة أو المشي إلى المدرسة يمكن أن يساعد طفلك على أن يصبح أكثر دراية بالمكان ويفهم كيف قد يبدو روتين الحضور والانصراف.
من المهم أيضًا مراعاة إذا كان طفلك يعرف كيفية طلب المساعدة ويفهم ما يجب عليه فعله إذا نسي قبعته، أو سقط، أو تعرض لحادث أثناء استخدام المرحاض في المدرسة. إن معرفة طفلك ما إذا كان يعرف من يمكنه الذهاب إليه وكيفية طلب المساعدة قد يكون هو الفرق في قضاء يوم جيد أو سيئ.
ساعد طفلك على الشعور بالراحة
نعلم جميعًا ما هو الشعور الذي نشعر به في يومٍ مليء بالتحديات، عندما لا نحصل على قسط كافٍ من النوم. يعد ضمان حصول طفلك على نوم جيد أثناء الليل أمرًا ضرورياً عندما يتعلق الأمر بإعداده ليوم دراسي جيد. يحتاج الأطفال إلى الراحة ليتمكنوا من التركيز والحضور في الفصل. سيساعدهم ذلك أيضًا على اجتياز المواقف الصعبة والتخلص من أي مخاوف بشكل أسهل.
ولضمان حصولهم على قسط كافٍ من الراحة، اضبط والتزم بروتين وقت النوم. بالطبع، يمكن أن يكون هذا صعبًا بعض الشيء في العطلة الصيفية عندما يكون لدينا أيام أطول، ووقت أطول أمام الشاشات، واختلاف عام للروتين اليومي. ولكن مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تأكد من حصول طفلك على ما بين 10 إلى 11 ساعة من النوم كل ليلة. هذه هي المدة اللازمة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس إلى ست سنوات وستساعدهم على التعامل مع يومهم الجديد بشكل أفضل.
ساعد طفلك على الشعور بالاستعداد للتعلم
يعد التنظيم الحسي عنصرًا مهمًا وأساسياً عندما يتعلق الأمر بالتعلم. إذا كان طفلك منزعجًا من الأضواء أو الأصوات أو الروائح، أوغير قادر على الجلوس لفترات من الوقت، فإنه يتعب بسرعة كبيرة ويتشتت انتباهه بشكل أكبر بسبب المعالجة الحسية للأحاسيس داخل جسمه وحوله؛ فيصبح التعلم أكثر صعوبة.
لمساعدة طفلك على الشعور بالاستعداد للتعلم، ابدأ بملاحظة استجاباته الحسية وأنواع الأنشطة التي تهدئه. بمجرد العثور على الأنشطة التي تناسب طفلك بشكل جيد، يمكنك البدء في دمجها ضمن روتينه اليومي حتى يحصل على “المدخلات الحسية” الخاصة به بشكل مناسب ويكون قادرًا على الشعور بالهدوء واليقظة المناسبة.
يمكن أن يساعد اختصاصي العلاج الوظيفي في تحديد الأنشطة المناسبة لمساعدة طفلك على التنظيم الحسي والتي قد تشمل أنشطة “العمل الشاق” والأنشطة الحركية الدهليزية وغيرها من الأنشطة المناسبة لطفلك. يمكن أن يكون لأنشطة العمل الشاق تأثير مهدئ على الجهاز العصبي، وتميل هذه الأنشطة أيضًا إلى أن يكون لها تأثير طويل المدى مما يعني أن “حالة الهدوء” التي يحصل عليها الطفل تستمر لفترة طويلة بعد الانتهاء من النشاط. بعض الأنشطة قد تشمل:
- القفز على الترامبولين
- لعبة العربة (حيث يقوم الأب/الأم بإمساك قدمي الطفل بينما يمشي الطفل على يديه)
- المشي مقلداً الحيوانات (مثل المشي كالدب أو السلطعون (
- التسلق
- أنشطة الدفع والسحب
- المشي وركوب الدراجة أو السكوتر.
ساعد طفلك على التنظيم عاطفيًا
إذا كان طفلك متوترًا بشأن بدء المدرسة، حاول التحدث معه بهدوء حول مشاعره ومساعدته على فهم أن الشعور بالخوف والقلق هو جزء من الحياة. يمكنك مساعدة طفلك على فهم هذه المشاعر من خلال التحدث عنها بانتظام، واستخدام القصص الاجتماعية.
قد يكون من المفيد أيضًا تنظيم بعض الأنشطة التي يمكنك القيام بها قبل وبعد المدرسة والتي ستساعد طفلك على تسوية مشاعره بما في ذلك تمارين التنفس، أو قضاء وقت هادئ، أو إكمال نشاط يساعده على الشعور بالهدوء أو ربما أحد أنشطة “العمل الشاق” الموجودة أعلاه.
ساعد طفلك على بناء مهارات الاستقلالية والرعاية الذاتية
يعد بناء الاستقلالية لدى طفلك في سن المدرسة أمرًا مهمًا عندما يتعلق الأمر بمساعدته على الشعور بالثقة والأمان في البيئة الجديدة.
حاول إعطاء طفلك الفرصة والمساحة الكافية لمحاولة قيامه بمهامه اليومية بشكل مستقل وتروّى قليلاً قبل تقديم المساعدة له. ولا تنسى الثناء على جهوده باستمرار إلى أن يتقن هذه المهام بشكل جيد.
يمكنك أيضًا تشجيع طفلك على ممارسة بعض المهارات المدرسية لبناء استقلاليته، بما في ذلك:
- تناول وجبة الفطور من صندوق الطعام الخاص به خلال 10 دقائق
- إعادة ملء زجاجة الماء من المكان المخصص
- ارتداء الملابس بما في ذلك ارتداء الأحذية والجوارب
- تعبئة حقيبة الظهر والتجول في المنزل أو الحديقة أثناء ارتدائها
- تقشير الفواكه بمفرده (كالموز أو اليوسفي)، و/أو تناول تفاحة كاملة مع قشرها
- استخدام المرحاض بمفرده بما في ذلك المسح والتنظيف وارتداء الملابس وغسل اليدين
- قراءة القصص معًا والتحدث عما حدث
- تبادل الأدوار أثناء اللعب وكذلك الالتزام بالدور أثناء الاصطفاف
- كتابة وقراءة اسمه
ساعد طفلك على تطوير مهارات اللعب والمهارات الاجتماعية
إن وظيفة طفلك الأساسية هي اللعب، وسيكون معظم يومه الدراسي مليئًا بالأنشطة القائمة على اللعب والمرح. إن مساعدة طفلك على تطوير مهارات اللعب لن تساعده على قضاء وقت ممتع أثناء وجوده في المدرسة فحسب، بل ستساعده أيضًا على التعلم. خلال الأنشطة القائمة على اللعب، يتعلم الأطفال كيفية تبادل الأدوار، والتصرف بحرية، وفهم القواعد، والتعبير عن احتياجاتهم، والاستماع إلى الآخرين وبناء فهم للمهارات الاجتماعية. يمكنهم أيضًا بناء مهاراتهم الحركية الكبرى والدقيقة من خلال اللعب.
خلال العطلة الصيفية، تأكد من منح طفلك الكثير من فرص اللعب. يمكن أن يكون هذا في المنزل أو خارجه.
يعد بدء دوام المدرسة جزءًا مثيرًا ومهمًا من رحلة عائلتك، ولكنه قد يكون وقتًا مربكًا ومشحونًا عاطفيًا ومرهقًا لك ولطفلك. إن مساعدة طفلك على ممارسة المهارات المدرسية، وتخصيص وقت لزيارة المدرسة والتعرف عليها وكذلك اللعب فيها، وبناء ثقته بشكل عام خلال العطلة الصيفية سيساعده على الشعور بشكل أفضل تجاه هذه المغامرة الجديدة.
إذا كانت لديك أي مخاوف بشأن نمو طفلك و”استعداده” للمدرسة، يمكنك استشارة اختصاصي العلاج الوظيفي لتقديم النصح والدعم اللازم.
المراجع:
تمت الترجمة من :