وجد باحثون بريطانيون طريقة سهلة جداً لإطالة الحياة، وهي بكل بساطة الاستمتاع بها. وذكر موقع (يوريك أليرت) الطبي الأمريكي، أن دراسة أعدها باحثون من جامعة (معهد لندن) البريطانية وجدت أن الذين يستمتعون بحياتهم يتمتعون بوظائف جسدية أفضل خلال نشاطاتهم اليومية ويحافظون، فيما هم يشيخون، على وتيرة مشي أسرع من الذين لا يستمتعون بحياتهم.
تبين في الدراسة، التي شملت 3199 رجلاً وامرأة يبلغون من العمر 60 سنة وأكثر، ويعيشون في إنكلترا، واستمرت 8 سنوات، أن علامات تراجع القدرات الجسدية التي تترافق مع الشيخوخة، تأتي بوتيرة أبطأ لدى المسنين الأكثر سعادة الذين يستمتعون بحياتهم أكثر.
وقال أحد معدي الدراسة، الدكتور أندرو ستيبتو، إن هذه الفئة من الناس (أقل ميلاً للمعاناة من صعوبة في القيام بنشاطات يومية مثل ارتداء الملابس والنهوض من السرير، كما أن سرعة المشي لديهم تتراجع بوتيرة أبطأ ممن لا يستمتعون بحياتهم).
واعتبر ستيبتو، أن نتائج هذه الدراسة تقدم أدلة إضافية على أن الاستمتاع بالحياة متصل بالإعاقة المستقبلية والقدرة على التحرك لدى المسنين. ورأى أن (بذل جهود لتأمين رفاهية الناس عند تقدمهم في السن قد يحمل فوائد للمجتمع وأنظمة الرعاية الصحية).
ويقول باحثون أمريكيون إن سر الحياة السعيدة والمديدة يكمن في الابتسام النابع من القلب الذي يعبر عن شعور حقيقي بالفرح عند الالتقاء بالآخرين أو في المواقف التي تتطلب ذلك.
وأشارت الدراسة التي أعدها الباحثان الأمريكيان أرنست هابيل ومايكل كروغر من جامعة واين ستايت في ديترويت بولاية ميتشغان، ونشرت في مجلة (نيوساينتست) العلمية، إلى أن لاعبي رياضة البيسبول في خمسينات القرن الماضي الذين كانوا لا يتكلفون الابتسام وتنبع الضحكة من أعماقهم جذبوا الجماهير إليهم أكثر من نظرائهم الذين تعلو البسمات الرصينة أو الجافة وجوههم.
ولاحظ كروغر أن الناس السعداء يتمتعون عادة بصحة جيدة، فيما ربط زميله هابيل بين السعادة التي كانت تشع على وجوه لاعبي البيسبول خلال تلك الفترة وامتداد العمر بالكثير منهم حتى مرحلة متأخرة من الحياة.
وأجرى الباحثان دراسة تحليلية لنحو 230 لاعباً شاركوا في موسم العام 1952 الرياضي للعبة البيسبول وصنفوهم على أنهم من (المبتسمين) و(غير المبتسمين) فتبين لهم أن اللاعبين الذين كانت تشع الابتسامة من وجوههم عاشوا لفترة أطول من نظرائهم الذين قلما كانوا يضحكون أو يبتسمون في وجوه الآخرين. وتوصلا إلى أن اللاعب الذي لم يكن يبتسم كانت أمامه فرصة 50% كي يعيش حتى الثمانين من العمر في حين أن الذين كانوا يبتسمون عاشوا سعداء حتى وقت متأخر من الحياة وزادت هذه النسبة لديهم 70%. وخلص الباحثان إلى أن الذين يبتسمون بشكل طبيعي ومن القلب خلال التقاط الصور لهم يكون مستوى هرمون الضغط والتوتر لديهم أقل مقارنة بنظرائهم الذين يتكلفون الابتسام حسب الضرورة والظروف.
وفي السياق نفسه قال باحثون أمريكيون وكنديون إنهم توصلوا إلى معرفة العوامل التي تطيل العمر وتجعل الإنسان يعيش في سعادة مع نفسه والبيئة التي يعيش فيها.
وأجرى باحثون من جامعة بورتلاند ستايت ومركز كايسر بيرميناننتي للأبحاث الصحية وجامعة أوريغون للعلوم والصحة ومركز الاحصاءات الكندي دراسة شملت 2432 كندياً تتراوح أعمارهم ما بين 65 و85 سنة واطلعوا على أسلوب حياتهم.
وتوصل مارك كابلان من بورتلاند ستايت يونيفرستي في الدراسة التي نشرتها (مجلة الشيخوخة: العلوم الطبية) إلى أن سر السعادة والعمر المديد هو (عدم الاصابة بأمراض مزمنة والحصول على مدخول 30 ألف دولار في العام وعدم التدخين وشرب الكحول باعتدال).
وأضاف (تبين لنا أيضاً أن المتفائلين في الحياة الذين لديهم مستوىً منخفض من التوتر يعيشون لفترة أطول من غيرهم)، كذلك الذين لا يعانون أمراضاً مزمنة أو إعاقات جسدية. وكان باحثون تايوانيون قد توصلوا في دراسة سابقة إلى أن التسوق يساعد على تحسين الصحة ويطيل عمر الإنسان.
وأظهرت الدراسة التي شملت 1850 رجلاً وامرأة في تايوان تتجاوز أعمارهم الـ 65 عاما ونشرت في دورية (علم الأوبئة والصحة المجتمعية)، أن الذين تسوقوا بشكل منتظم عاشوا لمدة أطول من الأشخاص الذين تسوقوا مرة واحدة في الأسبوع أو أقل.
ورأى الباحثون أن التسوق يؤمن الرفقة والتمارين وفرصة للحفاظ على نظام غذائي جيد. واتفق الباحثون على أن من يمارس التسوق يتمتع بصحة جيدة في بادئ الأمر، غير أنهم رأوا أن هذا النشاط يساهم أيضاً في تحسين الصحة.
وقال الباحثون الذين قادهم يو هونغ تشانغ من معهد علوم صحة السكان في تايوان إن (التسوق غالباً ما يكون للمرح ويقدر على تحسين السلامة النفسية). كما أن التسوق نشاط سهل ولا يحتاج إلى التحفيز مثل النشاطات الأخرى كالرياضة.
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية