تعتبر مراحل التعليم الأساسي من أهم مراحل التطوير في حياة الطالب، فهي مرحلة بناء العادات، السلوكيات، الصحة السليمة ومرحلة تشكيل المعارف والمهارات القائمة على أسلوب صحي سليم ضمن بيئة صحية تهتم بالسلوكيات الإيجابية والتوعية بها.
ومن منطلق المقولة الشهيرة بأن الوقاية خيرٌ من العلاج، وجب الاهتمام بالتثقيف الصحي وضرورة التوعية به من سن صغيرة وإدخاله في حياة الطلبة منذ المراحل المبكرة، وذلك كي تترسخ لديهم فكرة أسلوب حياة مثالي بصحة مثالية، فنحن نعيش في مجتمع ترتفع فيه معدلات الأمراض والتي تشكل أمراض العصر مثل: السكري، السمنة، سوء التغذية… إلخ، وغيرها من الأمراض المنتشرة بين طلاب المدارس حيث تشير الإحصاءات والدراسات إلى ارتفاع معدل هذه الأمراض وما يترتب عليها من مضاعفات جسدية ونفسية.
ومن خلال عملي كمعلمة… لاحظت أهمية وضرورة التثقيف الصحي سواء للطالب أو الأسرة أو المعلمين فكل معلم أو معلمة هو والد أو والدة ومن الممكن أن يمر بمرحلة ما يتعرض فيها لأي من الأمراض المزمنة، ولا بد هنا من الدعم الصحي والنفسي المتواصل لإكساب الطلبة معلومات ومهارات تمكنهم من التعامل مع مرض السكري ـ على سبيل المثال ـ والمضاعفات التي تنتج عنه، ومن هنا يأتي دور التثقيف، التعليم الصحي وخلق بيئة مدرسية صحية وداعمة بإتباع أسلوب حياة صحي، يساعد على تحسين سلوكهم وتعزيز صحتهم، والتقليل من الأمراض ورفع الوعي لديهم وتزويدهم بالمعلومات السليمة للارتقاء بمعرفتهم الصحية، وغرس السلوكيات الإيجابية لديهم، من حيث: الغذاء ـ نمط الحياة ـ الوقاية من الأمراض ـ النشاط البدني ـ الإسعافات الأولية ـ النظافة ـ التدخين ـ والتعايش مع المرض.
كل هذا يجب إدخاله ضمن المنهاج المدرسي حيث الربط بين التعليم والتثقيف الصحي، مشاركة الأسرة لزيادة الوعي والتثقيف الأسري.
وقد توجهت عناية منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بمشروع الصحي للمدارس بالتعاون مع وزارة الصحة والتربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، لرفع مستوى الوعي عند الطلبة واتباع أسلوب حياة صحي، حيث بدأ العمل على ذلك في ديسمبر 2013 وتم إعداد دليل التثقيف الصحي لطلبة المدارس وتقديم حصص لهم، وإدخاله في المنهاج الدراسي، لما فيه من أساليب تفاعلية كثيرة مبنية على المشاركة.
ولأهمية وضرورة التثقيف والتعليم الصحي بين الطلبة تم تشكيل جماعة التثقيف الصحي من طلبة ومعلمين في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات ـ فرع الرملة، نظراً لوجود حالات مصابة بالسكري من الدرجة الأولى وأشخاص لديهم وزن زائد، وذلك لمساعدتهم واكسابهم مهارات وسلوكيات صحية توعوية، وتوفير بيئة تساعد مريض السكري بالتعامل مع حالته المرضية بشكل مثالي وبطريقة تفاعلية عملية تنشر الثقافة الصحية بين الطلبة بتقديم محاضرات وورش تدريبية توعوية بمشاركة المعلمين والعاملين.
ومن ثم ادخال وادراج التثقيف الصحي ضمن الخطة التعليمية للطلبة للربط بين التثقيف والتعليم الصحي وتوصيل المعلومة الأساسية السليمة عملياً ونظرياً.
التثقيف الصحي ليس مقتصراً على الأطباء والممرضين فقط، فالمرأة في بيتها، المعلم في مدرسته وكل فرد سواء كان صغيراً أم كبيراً يستطيع أن يتثقف صحياً، ليساعد الأفراد على تغير سلوكياتهم، وأنماط حياتهم للوصول إلى الصحة المُثلى.
لنكن دعماً لأبنائنا وسنداً لهم على اتخاذ أسلوب حياة صحي سليم يضمن لهم حياة صحية مفعمة بالحيوية.
هناء يوسف بكر
- معلمة فصل منذ 19 عاماً في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
- دبلوم علوم طبيعية وتمريض جراحة عامة
- دبلوم مستشار أسري
- مهتمة بالأمن والسلامة والتثقيف الصحي وأشرفت على تكوين مجموعة التثقيف الصحي من الطلبة والمعلمين في مدرسة الوفاء –فرع الرملة