للأسرة دور هام في حياة الطفل وخصوصاً الطفل من ذوي الإعاقة فهي تلبي حاجاته الخاصة وتساعده على التكيف مع المجتمع وتطور المظاهر النمائية عنده. إن وجود طفل ذي إعاقة لدى الأسرة قد يعتبر مشكلة ويحدث خللاً داخلها وخصوصاً لدى الوالدين مما يترك آثاراً سيئة عليهما فتنعكس على سلوكياتهما وطريقة تعاملهما مع طفلهما. لذا سنعرض بعض الآثار النفسية على الوالدين وطرق مواجهتها:
1) الصدمة: التي يشعر بها الوالدان نتيجة ولادة طفل ذي إعاقة، ولذلك علينا التركيز على تقوية الجانب الديني وتوفير الجو الروحاني لهما، ومن ثم تقديم الإرشاد والدعم المباشر من خلال مدهما بالمعلومات الأولية التي تساعدهما على فهم أبعاد المشكلة والسلوك المتوقع من الطفل وتهيئتهما لمهمة التخطيط المستقبلي له، ويتحقق ذلك من خلال الملاحظة من قبل المختصين كالإخصائيين النفسيين والمرشدين.
2) النكران والرفض لوجود الطفل داخل الأسرة ومحاولة التخلص منه بإيداعه بإحدى المؤسسات وعدم الاهتمام به وذلك ما نعاني منه في السكن الداخلي، مما يولد مشكلات سلوكية لدى الطفل وآثار سلبية في شخصيته من الصعب تفاديها، لذا علينا توجيه الوالدين وتقديم الإرشادات المناسبة التي تتعلق بكيفية التعامل مع الطفل بطريقة إيجابية وتحسين أدائه واحتوائه.
3) الخجل والخوف: وذلك بالوقوف إلى جانب الآباء وتزويدهم بالمعلومات الحقيقية عن الإعاقة ويتحقق ذلك من خلال الإرشاد الفردي لمساعدتهم على حل مشكلاتهم والتكيف معها والتقليل من الآثار النفسية التي قد تظهر عليهم.
4) اليأس والاكتئاب: ونتعامل معه من خلال تشجيع الوالدين على حضور الندوات والبرامج التربوية من خلال الإرشاد الجماعي باختيار أسر تتشابه مشكلاتهم لمساعدة بعضهم البعض وتبادل الخبرات من خلال إتاحة الفرص للتعارف على آخرين تعايشوا مع وجود فرد من ذوي الإعاقة بينهم بنجاح.
5) التكيف والقبول: بإتاحة الفرص للوالدين للمشاركة بتقديم الخدمات لطفلهما وتزويدهما بالمعلومات التي يحتاجان إليها للتعامل معه بطريقة مناسبة من خلال النشرات التثقيفية وحضور المؤتمرات والندوات واللقاءات الخاصة بحالة طفلهم.
6) الغضب: ومواجهته من خلال تقبل تعابير الوالدين عن الغضب وتوجيهه بطريقة صحيحة وإعطائهم الفرصة للتعبير عما بداخلهم وتفهم شعورهم بالإحباط ويتحقق ذلك من خلال الإرشاد الفردي والجماعي.وختاماً إذا تم إتباع كل هذه الاستراتيجيات وعلاج المشكلة قبل تفاقمها، فإن ذلك يقلل من الآثار النفسية عند الوالدين والتي تنعكس بصورة سلبية على الطفل من ذوي الإعاقة، لذا علينا في بداية المشكلة أن نركز على الوالدين ثم الطفل من خلال الإرشاد الوقائي والتنموي والعلاجي الذي يحتاج إلى صبر وتعامل بصورة صحيحة مع الإحباطات المتعددة حتى نصل إلى الأهداف المنشودة لمساعدة الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم.
مشرفة اجتماعية بالسكن الداخلي لمعهد النور للبنات بجدة.