يأخذ المشرفون في فروع وأقسام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كافة وعلى محمل الجد كل الإجراءات الضرورية المتعلقة بصحة وسلامة الأغذية المقدمة للطلبة من ذوي الإعاقة، ويحرصون كل الحرص على أن تكون البيئة التي يتناول فيها الطلبة من ذوي الإعاقة أغذيتهم نظيفة تماماً وأن تكون هذه الأغذية صحية ومفيدة لهم، حيث يخضع الغذاء المقدم لهؤلاء الطلبة للمعايير الصحية ويعتمد بشكل أساسي على الخضار والفواكه لما لها من فوائد صحية عديدة.
وبتوجيهات من سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تحتل صحة الطلبة من ذوي الإعاقة مكانة بارزة في جدول أولويات المدينة فتسعى جاهدة بكل إمكانياتها لتقديم الغذاء الصحي والمفيد لهم وتوعية أولياء أمورهم بأهمية الغذاء الصحي وضرورة تزيدهم به بعيداً عن تلك الأغذية والمشروبات التي قد تسبب لهم بعض المشاكل انطلاقاً من إيمان المدينة وإدراكها العميق لأثر الغذاء الجيد في نمو الطلبة وقدرتهم على التعلم والمحافظة على نشاطهم بما يمكنهم من المشاركة الفعالة في فصولهم التعليمية واكتساب المعلومات التي يتم تقديمها لهم.
الأستاذة منى عبد الكريم نائب مدير عام المدينة أكدت أن تغذية الأشخاص من ذوي الإعاقة تحتاج إلى مهارات خاصة في تقديم الغذاء لهم حيث تقوم المدينة بتدريب المعلمين على هذه المهارات كما تخصص مجموعة من المحاضرات والدورات لتدريب الأهل على ذلك وتقديم الطعام الصحي لهم في المنزل بالأسلوب الأمثل والتأكيد دائمأً أن الأغذية الغنية بالخضار والفواكه هي الأفضل لهؤلاء الطلبة وللجميع بشكل عام.
وتقول الأستاذة منى إن المدينة تحرص على توعية طلبتها من ذوي الإعاقة بأهمية الغذاء الصحي سواء في الطابور الصباحي أو الفصول التعليمية وقد تم بالاتفاق مع معلمي التربية الرياضية والأسر والممرضين والممرضات ومعلمي الصفوف تنظيم برامج غذائية صحية رياضية للطلبة ممن لديهم سمنة زائدة للتخفيف من أوزانهم وتقديم الأكل الصحي لهم سواء في المدينة أو المنزل.
إبداع (الطاهي الصغير) في مدرسة الأمل للصم
ضمن هذا الإطار نظمت مدرسة الأمل للصم (الخميس 24 أكتوبر 2013)، حصة ابداع (الطاهي الصغير) شارك فيها الطلبة الصم من مختلف الفصول الدراسية، وتضمنت الحصة محاضرة عن أهمية الغذاء الصحي وورشة لإعداد وجبات غذائية خفيفة وصحية، وذلك بهدف توعية الطلبة الصم بأهمية تناول الغذاء الصحي، وأيضا لتدريبهم على مهارات ذاتية في تحضير وجبات صحية للحد من تناول المأكولات السريعة والأطعمة الضارة بالصحة.
وقالت الأستاذة عفاف الهريدي مديرة مدرسة الأمل للصم: إن حصة الإبداع (الطاهي الصغير) تعكس تزايد الاهتمام والتوعية بالتغذية الصحية الذي نوليه للطلبة الصم، وذلك تفعيلا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بشأن الاهتمام بصحة الطفل وتقديم أكل صحي في المقاصف المدرسية في إمارة الشارقة.
وأضافت الهريدي أن فكرة الحصة الإبداعية برهنت عن فاعلية جيدة في تقديم ارشادات وتوجيهات صحيحة للطلبة الصم وتثقيفهم بأهمية تناول الأكل الصحي والحرص على النظافة التامة أثناء الأكل وإعداد الوجبات الغذائية، بالإضافة إلى إعطائهم الفرصة للمشاركة الذاتية وتحضير وجبات بأنفسهم لتعزيز فكرة الاعتماد على الذات والتصرف بشكل صحيح في اختيار ما يتناولونه من أطعمة وأغذية تعود على صحتهم بالمنفعة.
وفي هذا السياق شارك الطلبة الصم في إعداد وجبات منوعة لفطور الصباح احتوت معظمها على الخضار والفواكه بعيدا عن السكريات والدهون والأكلات السريعة وقاموا بإعداد أنواع من الفطائر الصحية في أجواء ممتعة بعيدا عن روتين الفصول الدراسية، كما التزم الطلبة الصم بوضع القفازات وأغطيد الرأس وارتدوا المآزر أثناء إعدادهم للوجبات وذلك بمشاركة هيئة التدريس في المدرسة التي قام أفرادها بتقديم المساعدة والتوجيهات الصحية للطلبة.
وقد استمتع الجميع بتناول وجبة الفطور بأجواء غلبت عليها مشاعر الألفة والمودة، وقد وجهت الأستاذة عفاف الهريدي الشكر لجميع المشاركين على حسن تجاوبهم وتفاعلهم وعلى ما قدموه من عمل رائع.
الطالب مبتسم فيصل من الصف الحادي عشر أدبي قال إن حصة إبداع (الطاهي الصغير) تجربة رائعة وممتعة في تعلم مهارات اعداد وجبات صحية وأيضا حصة توعوية وارشادية للابتعاد عن تناول الأكلات السريعة والمشروبات الغازية وسأهتم بالحفاظ على أكلي الصحي وأيضا اكتسبت مهارة جديدة في إعداد وجبات خفيفة تمكنني من مساعدة أمي في البيت والاعتماد على نفسي في اختيار وتحضير أكل صحي.
ومن جهته أعرب الطالب بشار ماجد من الصف الحادي عشر أدبي عن سعادته بهذه التجربة التي استفاد منها كثيراً وقال إن تحضير وأكل وجبات صحية مهم للغاية للحفاظ على الصحة العامة وشخصيا أساهم في غياب العائلة في تحضير وجبات خفيفة لهم وأكون سعيد جدا بما أقدمه بنفسي لعائلتي.
وأضاف الطالب خالد حافظ من الصف السابع قائلا إن حصة إبداع (الطاهي الصغير) مختلفة عن باقي الحصص في الفصول الدراسية، حيث تعتمد على التطبيق الذاتي والمشاركة في عمل ابداعي واكتساب مهارات جديدة لم نمارسها من قبل وأوجه الشكر لإدارة المدرسة على حرصها الدائم على تقديم الأفضل للطلبة الصم.
بدوره أكد الأستاذ إلياس طباع أخصائي علاج نطق على أهمية الحصة الإبداعية التي تنظمها مدرسة الأمل للصم أسبوعيا من خلال أنشطة متنوعة ومختلفة الأهداف وقال إن توجهات مدرسة الأمل للصم تعتمد على التفكير الإبداعي باعتباره يقود إلى التفكير المرن وغير النمطي ويكتسب الطلبة الصم من خلاله القدرة على حل المشكلات التي قد تعترضهم في حياتهم اليومية.
مضيفاً أن اختيار حصة (الطاهي الصغير) لها ارتباطات وعلاقات متكاملة بالمجال اللغوي والاجتماعي وخدمة الذات ومن خلالها تعرف الطلبة الصم على أساسيات الغذاء الصحي وأهم العناصر الغذائية التي تضمن لهم السلامة والصحة وتساعدهم على تحسين النشاط الذهني والعقلي وتسهم في رفع نسبة الذكاء لديهم بشكل كبير.
وأوضح الأستاذ إلياس أن حصة الطاهي الصغير من أكثر الوسائل التي تؤثر في السلوك الغذائي للطلبة وتطوير العادات الغذائية لديهم مشيراً إلى حرص المدرسة والمدينة على تقديم الوجبات الصحية في مقصف المدرسة وروضة الأمل، كذلك حرصت على توفير مبردات الماء في فصول المدرسة لتحفيز الطلبة على شرب الماء لما يعكسه من منفعة على سلامة الصحة.
شارك في تنظيم الحصة الإبداعية كل من حمادة عبد اللطيف مدرس لغة انجليزية وفيروز صقر مدرسة علوم وآمنة عبد الله مدرسة لغة عربية.