هل تأكل الأطعمة الطبيعية والعضوية فقط؟ وهل تعتقد أن الطعام المحضر في الميكرويف (سام)؟ إذا كنت تفعل ذلك، قد تكون مصاباً بـ (كيموفوبيا)، والكيموفوبيا هي خوف (غير عقلاني أو غير منطقي) من الكيماويات، كما أنك بذلك تضيع على نفسك، مغذيات تتوافر في الأغذية العصرية.
في الآونة الأخيرة، أشار باحثون أمريكيون إلى أن الناس ينبغي أن يهتموا أكثر بالبكتريا الطبيعية، والفطريات والمواد المسببة للأمراض، بدلاً من تجنب المبيدات والـ (ديوكسين) (وهي مادة مسرطنة توجد في مبيدات الأعشاب).
لقد اكتشف الباحثون أن ملايين الناس يتخوفون من تناول المواد غير الطبيعية، بيد أن الجرعات المنخفضة من الكيماويات والمواد الاصطناعية المستخدمة في الوجبات الغذائية لا تشكل خطراً على صحة الناس.
ويجادل تقرير باحثو جامعة دارتموث الأمريكية، بأن الجرعات المنخفضة من الكيماويات التي توجد في الأطعمة العصرية غير مؤذية وكثيرة النفع.
وقال الباحثون إن كلمة (كيماوي) اكتسبت ظلالاً سلبية بطريقة غير منصفة.
وذكر البروفيسور غوردون غريبل رئيس فريق الباحثين في هذه الدراسة وأستاذ الكيمياء في جامعة دارتموث: (لا يدرك أغلبية الناس أنهم يتعرضون بشكل روتيني لعدة مركبات توجد في المركزات غير السامة التي يأكلونها ويشربونها يومياً).
والهواء الذي يستنشقونه مملوء أيضاً بكيماويات طبيعية واصطناعية، وهذه المواد توجد في العطور وفي روائح المخبوزات والمعجنات وفي مقالب النفايات والقمامة… إلخ.
وأشار إلى أن المواد الكيماوية لا يتم استنشاقها بكميات كبيرة تكفي لإيذاء صحة البشر.
وتتخلق كثير من المركبات التي توجد في مبيدات الحشرات بطريقة طبيعية في النباتات، والحيوانات والبشر وهي توجد بهذه الطريقة الطبيعية لكي تلبي أغراضاً دفاعية خاصة بهذه النباتات والحيوانات والبشر.
واستشهد بمثال مركبات الهالوجين، التي يعتقد كثير من الناس (بل وكثير من العلماء) أنها سموم من صنع البشر توجد في الـ (ديوكسين Dioxins) و(البولي كلورينيتد بيفنيلس Polychlorinated Biphenyls) ومبيد دي دي تي (DDT).
لكنه قال إن آلاف من مركبات الهالوجين تصنع بواسطة النباتات والحيوانات وحتى البشر.
وتستخدم بعض الكائنات الـ (أورغانوهالوجين)، الذي يحتوي على كربون وكلورين وبرومين وأيودين أو فلورين، لإعانتها على القيام بهجمات كيميائية على المنافسين المعتدين.
وأضاف: (القائمون على التشريعات المتعلقة بالأغذية ينبغي عليهم أن يركزوا ليس على المبيدات، والمضادات الحيوية، والـ (ديوكسينات) فقط بل على البكتيريا والفطريات، والمواد المسببة للأمراض، التي تتسبب في كثير من حالات العدوى والالتهابات المنقولة بالغذاء التي ينجم عنها إما نقل المريض إلى المستشفى أو وفاته).
ويوصي البروفيسور غريبل بأن يتناول الناس غذاءً منوعاً لتقليل تعرضهم لمركزات كيماوية مؤذية.
ويضيف قائلاً: كلمة (كيماوي) أصبحت كلمة سيئة بالرغم من أن كل شيء نراه ونشمه ونلمسه كيماوي.
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية