إعداد : رجاء راشد الجابري
يمثل حليب الأم احتياج الطفل الكامل من الطعام والشراب، فما تمنحه الأم لطفلها عند إرضاعه رضاعة طبيعية لا يُقدر بثمن ولا يستطيع أحد غيرها تقديمه، وللرضاعة الطبيعية فوائد عدة يمكن بيانها بشكل مفصلٍ على النحو التالي:
النمو والتطور الصحي للطفل
يساعد حليب الأم على تعزيز النمو والتطور الصحي للطفل، وحمايته، وتعزيز بناء جهاز المناعة لديه، نظرًا لاحتوائه على المكونات المهمة لذلك، وما يميز حليب الأم هو القدرة على تغيير مكوناته بين رضعة وأخرى حسب حاجة الطفل وما يناسبه.
ومن الجدير ذكره أنّ حليب الأم غني بجميع أنواع الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الرضيع، إضافة إلى كونه سهل الهضم مقارنة بالحليب المُحضّر صناعيًا، مما يجعل منه غذاءً مثاليًا مناسبًا للجهاز الهضمي للرضيع.
فقد وُجد أنّ الجهاز الهضمي للرضيع يكون غير ناضج وغير مكتمل النمو. ويحتوي حليب الأم على اللاكتوز وبروتين مصل اللبن وبروتين الكازين والدهون التي تتميز بسهولة هضمها من قِبل الرضيع. وهذا ما يفسر صعوبة الهضم وحالات الإسهال والإمساك التي يعاني منها الأطفال الذين يتناولون الحليب المُحضر صناعيًا.
ولا زالت إدارة الغذاء والدواء تضع التعليمات المنظمة لعمل الشركات المعنية بتحضير حليب الأطفال الصناعي ليكون قريبًا من حليب الأم بشكل كبير، إلا أنّ الوصول إلى مرحلة التماثل أمر صعب جداً لما يحتويه حليب الأم من مكونات معقدة يصعب تصنيعها مخبريًا وتراكيب لم تُعرف حتى الآن.
مكافحة العدوى والأمراض الأخرى
إنّ عدد الإصابات بالعدوى وحالات دخول المستشفى بين صفوف الرضع الذين يحصلون على الرضاعة الطبيعية أقل من عددها بين صفوف الرضع المعتمدين على الحليب المُحضر صناعيًا، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ العديد من الأجسام المضادة والعديد من عوامل مكافحة الجراثيم تنتقل من الأم إلى رضيعها أثناء الرضاعة الطبيعية، مما يعزز جهاز المناعة لديه.
وبشكل خاص فإنّ الرضاعة الطبيعية مفيدة جدًا للرضع غير مكتملي النمو، وبشكل عام فإنّ الاعتماد على الرضاعة الطبيعية يقلل من احتمالية إصابة الرضيع بالعديد من أنواع العدوى والأمراض المختلفة، نذكر منها ما يأتي:
- عدوى الجهاز التنفسي.
- عدوى الأذن
- الإسهال.
- التهاب عدوى الجهاز البولي
- الحساسية.
- الربو
- متلازمة موت الرضيع الفجائي
- بعض أنواع سرطانات الطفولة.
- داء السكري من النوعين الأول والثاني، فتقل احتمالية الإصابة به خلال الطفولة والمراحل اللاحقة من حياة الرضيع..
تعزيز الصحة النفسية
نظرًا لما توفره الرضاعة الطبيعية من تفاعل وثيق وتلامس بين جلد الأم وجلد رضيعها، فإنّ لها دورًا في تعزيز الترابط العاطفي وتوثيق الصلة بين الأم ورضيعها
الوقاية من السمنة
للرضاعة الطبيعية آثار إيجابية تنعكس على الوقاية من السمنة والحد منها، وذلك لما تتمتع به الرضاعة الطبيعية من خصائص عدة، ومن أبرز هذه الخصائص ما يلي :
- احتواء حليب الأم على هرمونات تنظم تناول الطفل للطعام
- مساعدة الرضيع على التحكم بشهيته خلال مرحلة مبكرة، حيث يستطيع الأطفال التحكم بكمية الحليب الذي يرضعونه وتحديد وقت إنهاء جلسة الرضاعة برضًا واقتناع من قِبل الطفل، ومع ذلك فإنّ الطفل عندما يكبر فإنّ شهيته ورضاه عن كمية الطعام التي يحصل عليها سوف تتأثر بعوامل أخرى مثل: نمط الحياة والتغذية.
- توفير كميات قليلة من النكهة المرتبطة بالسائل الأمينوسي المحيط بالجنين داخل الرحم وحليب الأم، مما قد يؤثر في اختيارات الطفل الغذائية من المواد الصلبة بعدالفطام.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
للرضاعة الطبيعية فوائد عدة تؤثر إيجابيًا على الأم، ومن أبرزها ما يلي:
- التعافي والتماثل للشفاء بعد الولادة، وتقليل التعرض للنزيف الحاد الذي قد يحدث بعد الولادة.
- المساعدة على العودة إلى وزن ما قبل الحمل، وحرق 500 سعرة حرارية إضافية في اليوم.
- تقوية عظام الأم على المدى البعيد
- تقوية الترابط العاطفي بين الأم وأطفالها.
- الاسترخاء الذي تحصل عليه الأم بعد جلسة الرضاعة، ويحدث هذا الاسترخاء نتيجة زيادة إفراز هرمون الاكسيتوسين الذي يمنح شعورًا بالهدوء والراحة بعد كل جلسة رضاعة.
- تقليل خطر الإصابة بداء السكري، وسرطان بطانة الرحم ، وسرطان الثدي، وسرطان في المراحل اللاحقة من العمر
- تأخير الدورة الشهرية
- الحصول على نوع من الحماية الطبيعية لمنع حدوث الحمل.
- توفير المال والوقت، فحليب الأم دائمًا يكون جاهزًا وضمن الحرارة المطلوبة، أما الحليب الصناعي فيحتاج من الأم تحضيره وهذا يستهلك بعض الوقت، عدا عن أنّه مكلف للأهل.
المرجع
أهمية الرضاعة الطبيعية – موضوع (mawdoo3.com)
كتابة أريج الشيشاني نشر بتاريخ 11/1/2021