إعداد/أسامة مدبولي -خبير واستشاري في التربية الخاصة
ما هو مرض الزهايمر؟
مرض الزهايمر هو نوع من الخرف يتسبب في تدهور وظائف الدماغ ببطء، يؤثر على الذاكرة والتفكير واللغة والسلوك، لا يوجد علاج لمرض الزهايمر، لكن يمكن علاج الأعراض.
ما هي العلاقة بين متلازمة داون ومرض الزهايمر؟
يُصاب بعض الأشخاص من ذوي متلازمة داون بمرض الزهايمر في سن مبكرة أكثر من غيرهم، في الواقع، يقدر أن ما يصل إلى 80٪ من الأشخاص ذوي متلازمة داون قد يصابون بمرض الزهايمر عندما يتقدمون في السن، إن لم تقدم لهم برامج تنشط الذاكرة وتنمي قدراتهم بطرق مختلفة وفقاً لأعمارهم وقدراتهم وحالاتهم المزاجية واحتياجاتهم التدريبية.
ويعتقد العلماء أن زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر بين الأشخاص ذوي متلازمة داون ناتجة عن الجينات الإضافية الموجودة بالإضافة إلى المشكلات الصحية الأخرى مثل عيوب القلب الخلقية.
ما الذي يسبب زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون؟
سبب زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون غير مفهوم تماماً ، ومع ذلك، فإن وجود نسخة إضافية من كروموسوم 21 يُعتقد أنه يلعب دوراً في ذلك. تحتوي هذه النسخة الإضافية على جين ينتج بروتيناً يسمى بيتا أميلويد (وبروتين أميلويد هو الذي يشارك في التغيرات داخل الدماغ المرتبطة بمرض الزهايمر، فيؤدي تراكم بروتين الأميلويد في الدماغ إلى تعطيل الطريقة التي تتواصل بها خلايا الدماغ مع بعضها البعض)، حيث تشكل لويحات متشابكة يُعتقد أنها تلعب دوراً في موت خلايا الدماغ وتلفها فيُلاحظ تراكم الأميلويد لدى جميع البالغين ذوي متلازمة داون تقريباً ممن تزيد أعمارهم عن 40 عاماً. فبحلول سن الأربعين، يعاني معظم الأشخاص ذوي متلازمة داون من هذه اللويحات، إلى جانب رواسب بروتينية أخرى، تسمى tau tangles ، والتي تسبب المشاكل في كيفية عمل خلايا الدماغ وتزيد من خطر الإصابة بأعراض الزهايمر.
على الرغم من هذه التغيرات الدماغية، لا تظهر أعراض مرض الزهايمر على كل من لديه متلازمة داون.
من المرجح جداً أن يعاني الأشخاص ذوو متلازمة داون من مشاكل خطيرة تتعلق بقلوبهم، مما يعرضهم لخطر متزايد للإصابة بالخرف المبكر، ويعاني حوالي 50٪ من الأشخاص ذوي متلازمة داون من عيب خلقي في القلب – وهي حالة نادراً ما تظهر لدى الأشخاص من غير ذوي متلازمة داون.
بالإضافة إلى ذلك ، يعاني البالغون ذوو متلازمة داون من الشيخوخة المتسارعة، مما يعني أنهم في الأربعينيات والخمسينيات من العمر، يعانون من حالات معينة أكثر شيوعاً عند كبار السن، وكما هو الحال مع جميع البالغين، فإن تقدم العمر يزيد من فرص إصابة الشخص ذي متلازمة داون بمرض الزهايمر. وفقًا لجمعية متلازمة داون الوطنية ، فإن حوالي 30 ٪ من الأشخاص ذوي متلازمة داون في الخمسينيات من العمر مصابون بمرض الزهايمر، حوالي 50٪ من الأشخاص ذوي متلازمة داون في الستينيات من العمر مصابون بمرض الزهايمر.
إن إهمال الأشخاص ذوي متلازمة داون في المراحل العمرية المختلفة من خلال عدم تقديم برامج تنمي قدراتهم كل حسب احتياجاته قد يسبب ظهور مرض الزهايمر ولا ينتقل هذا النوع من مرض الزهايمر لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون وراثياً من أحد الوالدين أو كليهما إلى الطفل.
معظم البالغين ذوي متلازمة داون لا يعبرون بأنفسهم عن مخاوفهم المتعلقة بالذاكرة، قد يكون تشخيص مرض الزهايمر لدى الشخص ذي متلازمة داون أمراً صعباً بسبب التحديات التي ينطوي عليها تقييم التغيرات في مهارات التفكير لدى الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية، لهذا السبب، يمكن أن تكون المعلومات الواردة من مقدم الرعاية أو أحد أفراد الأسرة المقربين مفيدة بشكل خاص لمقدم الرعاية الصحية أثناء عملية التشخيص. يمكن لمقدمي الرعاية على سبيل المثال، مراقبة التغيرات في الوظائف اليومية.
ما هي أعراض مرض الزهايمر لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون؟
يمكن أن تكون أعراض مرض الزهايمر لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون مشابهة للأعراض لدى غيرهم، ومع ذلك، قد تكون هناك بعض الاختلافات أيضاً، على سبيل المثال، قد يكون الأشخاص من ذوي متلازمة داون أكثر عرضة لتغيرات في السلوك والشخصية والقدرات والاحتياجات والحالة المزاجية .
كيف يتم تشخيص مرض الزهايمر لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون؟
يمكن تشخيص مرض الزهايمر لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون باستخدام نفس الأساليب المستخدمة لتشخيص الأشخاص من غير ذوي متلازمة داون.
وذلك يشمل:
- التقييمات المعرفية: لتقييم الذاكرة والتفكير واللغة والمهارات الأخرى.
- الفحوصات التصويرية: مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي لفحص الدماغ.
- اختبارات الدم: لاستبعاد الأسباب الأخرى لتدهور الوظائف المعرفية.
كيف يتم علاج مرض الزهايمر لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون؟
لا يوجد علاج لمرض الزهايمر، لكن يمكن علاج الأعراض.
قد تشمل العلاجات:
- الأدوية: للمساعدة في تحسين الذاكرة والتفكير والسلوك.
- العلاجات غير الدوائية: مثل العلاج بالكلام والعلاج المهني لمساعدة الأشخاص على التعامل مع أعراض المرض والحفاظ على وظائفهم.
- الرعاية والدعم: للأشخاص من ذوي متلازمة داون وعائلاتهم.
ما هي التوقعات للأشخاص من ذوي متلازمة داون مع مرض الزهايمر؟
تختلف التوقعات للأشخاص من ذوي متلازمة داون مع مرض الزهايمر اعتماداً على شدة الأعراض، ودرجة الذكاء ومستوى القدرات في الاستقلالية والاعتماد على الذات وعوامل أخرى.
ومع ذلك، يعيش الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر في المتوسط حوالي 8-12 عامًا بعد التشخيص (والأعمار بيد الله).
إذا كنت قلقاً بشأن خطر الإصابة بمرض الزهايمر أنت أو أي شخص تعرفه، فيرجى التحدث إلى متخصص.
أما عن أفضل التدريبات لعلاج مرض الزهايمر لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون:
لا يوجد علاج شافٍ لمرض الزهايمر، لكن يمكن أن تساعد بعض التدريبات في تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة للأشخاص من ذوي متلازمة داون، تشمل بعض أفضل التدريبات ما يلي:
التدريب المعرفي: يهدف التدريب المعرفي إلى تحسين الوظائف المعرفية، مثل الذاكرة والانتباه والقدرة على حل المشكلات، يمكن أن يشمل ذلك ممارسات مثل:
- ألعاب الدماغ: الكلمات المتقاطعة يمكن أن تساعد في تحسين المهارات المعرفية، وغيرها من التدريبات التي يمكن ابتكارها لكل حالة على حدة بناءً على القدرات ودرجة الذكاء.
- التعلم المستمر: تعلم مهارات جديدة أو اتباع هوايات جديدة يمكن أن يساعد في الحفاظ على نشاط الدماغ.
- تقنيات الذاكرة: يمكن تعلم تقنيات لتحسين الذاكرة، مثل تقنية الأماكن.
التدريب النفسي : يهدف التدريب النفسي إلى مساعدة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر على التعامل مع المشاعر الصعبة، مثل القلق والاكتئاب، يمكن أن يشمل ذلك ممارسات مثل:
- العلاج المعرفي السلوكي: يمكن أن يساعد هذا النوع من العلاج الأشخاص في التعرف على الأفكار والسلوكيات السلبية وتغييرها.
- مجموعات الدعم: يمكن أن توفر مجموعات الدعم فرصة للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر لمشاركة تجاربهم وتلقي الدعم من الآخرين.
- العلاج بالقرآن الكريم: بالاستماع أو القراءة أو بالرقية الشرعية.
- العلاج بالفن والموسيقى: يمكن أن تساعد هذه الأنشطة في التعبير عن المشاعر وتحسين الحالة المزاجية.
التدريب البدني : يُعد النشاط البدني مهماً لصحة الجميع، بما في ذلك الأشخاص من ذوي متلازمة داون ومرض الزهايمر، يمكن أن يساعد النشاط البدني في تحسين الحالة المزاجية والوظائف المعرفية وصحة القلب والأوعية الدموية، تشمل بعض الأنشطة البدنية الجيدة ما يلي:
- المشي: نشاط يمكن للجميع تقريباً القيام به.
- السباحة: نشاط منخفض التأثير يسهل على المفاصل.
التدريب الاجتماعي: يُعد التفاعل الاجتماعي مهماً لصحة العقل، يمكن أن يساعد التدريب الاجتماعي الأشخاص من ذوي متلازمة داون المصابين بالزهايمر في الحفاظ على مهاراتهم الاجتماعية وتكوين صداقات جديدة، تشمل بعض الأنشطة الاجتماعية الجيدة ما يلي:
- الانضمام إلى النوادي والجمعيات: يمكن أن توفر النوادي والجمعيات فرصة للأشخاص لمشاركة اهتماماتهم وتكوين صداقات جديدة.
- التطوع: يمكن أن يساعد التطوع في المجتمع على الشعور بالهدف وتحسين الصحة العقلية.
- قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء: من المهم قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء قدر الإمكان.
من المهم ملاحظة أن أفضل التدريبات ستختلف من شخص لآخر، من المهم التحدث إلى اختصاصي آخر لمعرفة أفضل التدريبات لشخص من ذوي متلازمة داون ومرض الزهايمر.
