يعرف العدوان بأنه سلوك يقصد به المعتدي إيذاء الآخرين، وقد عرف العدوان من قبل العديد من علماء النفس على أنه أشكال محددة من السلوك مثل الضرب والصدم، أو على أشكال معينة مثل الحوادث الانفعالية أو كليهما معا، أو على الظواهر المرافقة للحوادث الاجتماعية مثل الكراهية والغضب، أو على مضامين دافعية مثل غريزة الدافع، ويشير السلوك العدواني إلى أنواع السلوك التي تستهدف إيذاء الآخرين أو تسبب القلق عندهم، ويعرف العدوان كذلك بأنه استخدام القوة للإضرار وإيقاع الأذى بالأشخاص والممتلكات، فعلى المستوى الوصفي يشير المفهوم إلى القوة المستخدمة للإضرار، وعلى المستوى الأخلاقي يشير إلى استخدام قوة غير مقبولة لإيقاع الأذى بالأشخاص والممتلكات.
الإحباط أساس العدوان
الإحباط حاله شعورية تعتري الفرد إذا ما فشل في تحقيق غاية يريد الوصول إليها وإذا حال بينه وبين تحقيق هدفه عائق يعجز عن التغلب علية ويكون الإحباط أو الشعور بالإحباط نتيجة أيضا للقمع الذي يصطدم به الفرد متمثلا في وقوف السلطة أي من الكبار المحيطين به، أو من القوانين والنظم التي تحول دون وصوله إلى الهدف، ويصنف علماء النفس الإحباط إلى إحباط أولي، فحين يوجد الفرد في موقف يشعر فيه بالحرمان نتيجة لعدم إمكان الوصول إلى الهدف الذي تسعى الحاجة النشطة إلى تحقيقه.
وهناك الإحباط الثانوي عندما توجد عقبة تمنع من الاقتراب من موضوع الهدف، وتكون تلك العقبة حية نشيطة كما يحدث في حالة وجود موضوع الهدف خلف أبواب مغلقة، وسلبية كما يحدث في حالة اللص الذي يقطع الطريق ويشهر سلاحه بالتهديد.
وقد يؤدي الإحساس بالنبذ والإحباط إلى تكوين المشاعر العدوانية وقد يؤدي بالتالي إلى السلوك العدواني.
سوء الرعاية والتفرقة
يوصف الطفل العدواني بأنه يتسم بالعنف لأنه غير سعيد وضعيف الانجاز وكثير المشاكسة يرفض التدليل والمداعبة، ويحدث هذا السلوك في معظم الأحيان بسبب سوء الرعاية المنزلية والتفرقة بين الأبناء، فقد يدلل واحد أو تجاب كل احتياجاته، بينما يعامل الآخر بصرامة شديدة وتتجاهل احتياجاته، ومن المألوف أن يبدأ ذلك بعد ولادة مولود جديد مباشرة ويعبر الطفل عن استيائه من تلك التفرقة الواضحة.
إذ أن الطفل قد يؤذي طفلا آخر ينزع لعبته من يديه، وقد يفعل ذلك في مشاجرة حول ادعاء حق ملكية شيء ما، وقد يفعل الشيء نفسه إذا طلبت المعلمة أن تنزع جميع اللعب من الأطفال وتوضع في مكان آخر، ويدخل ضمن السلوك العدواني الذي يتضمن الإضرار الجسدي الأفعال التي تتدخل في أي سلوك مشروع يقوم به الآخرون مثل استخدام السباب أو المنع أو الإكراه بالتهديد.
نزاع حول الملكية أو الأحقية
من المواقف الخاصة التي يستثار فيها السلوك العدواني النزاع حول ملكية شيء ما أو حول الأحقية في مكان ما، والمطالبة باستبعاد طفل آخر من جماعة اللعب أو جماعة الرفاق، ويحدث الاختلاف بسبب تصادم الرغبات حول الأدوار التي يقوم بها الأطفال، أو حول التعليمات التي تحكم العمل أو التي تحكم اللعب بينهم.
وهناك أيضا مواقف تتضمن الإزعاج المتكرر جسميا وبدنيا، والتي فيها يحدث الاشتباك البدني مع غريمه في تصارع، أو المسك بإحكام وجذب الشعر أحيانا والتراشق بالرمل أو التراب، وهناك مواقف يظهر فيها العدوان أثناء اللعب على هيئة تعرض بدني واضح، مثل الإمساك بمن حوله من رقبته ورميه بعنف على الأرض، أو الإكراه للقيام بعمل ما تحت وطأه التهديد أو حجز الخصم ضد رغبته في مكان معين.
الاضطراب والشعور بالنقص
ومن أهم أسباب العدوان لدي الطفل الاضطراب أو المرض النفسي أو الشعور بالنقص، فقد يلجأ الطفل إلى الانتقام أو كسر ما يقع تحت يديه، وذلك بأسلوب يكون في العديد من الأحيان لا شعوريا، إذ أن الطفل يشعر باللذة والنشوة لانتقامه ممن حوله، كما أن الشعور بالذنب أو عدم التوفيق في الدراسة خاصة إذا شمت فيه أحد وعايره بذلك، فهو قد يلجأ إلى تمزيق كتبه أو إتلاف ملابسه أو الاعتداء بالضرب أو السرقة تجاه المتفوق دراسيا.
القسوة الزائدة من الوالدين
من المعلوم أن القسوة الزائدة من الوالدين أو أحدهما أمور تنتج عنها الرغبة في الانتقام، وبالأخص عندما يحدث ذلك من زوج الأم أو زوجة الأب بعد وقوع الطلاق أو وفاة أحد الوالدين، وقد تؤدي العائلة دورا رئيسيا في تطوير العدوانية عند الطفل، فعندما يهدد الوالدان الطفل وينتقدانه ويضربانه، فهذا يؤدي إلى رفضه إطاعة أوامرهما وإبداء مثابرة في رفضه هذا حتى يعودا ويستجيبا لمطالبه.
إضافة إلى محاولة الابن الأكبر فرض سيطرته على الأصغر واستيلائه على ممتلكاته فيؤدي بالصغير إلى العدوانية، وأيضا محاولة الولد فرض سيطرته على البنت واستيلائه على ممتلكاتها، فقد نجد بعض الاباء يشجعون على ذلك فيؤدي بالبنت إلى العدوانية، وكذلك محاولة كبت الأطفال وعدم إشباع رغباتهم وحرمانهم من اكتساب خبرات وتجارب جديدة باللعب والفك والتركيب وغير ذلك من الأمور التي يستحبها الطفل.
كل هذا يؤدي بهم إلى العدوانية لتفريغ ما لديهم من كبت، وهناك الثقافات التي تمجد العنف وتحبذ التنافس والتي تؤثِر على دعم سلوك العدوان لدى الأطفال، ومشاهدة العنف بالتليفزيون أو من خلال أية وسيلة أخرى تشجع الأولاد على التصرف العدواني.
وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن برامج الرسوم المتحركة المخصصة للأطفال تحتوي على أعلى نسبة من مشاهد العنف مقارنة بأي برامج أخرى، وقد اتضح من دراسة أجريت على أطفال في التاسعة من أعمارهم لمعرفة مقدار شغفهم بالأفلام المرعبة أن الذين كانوا من المولعين بمشاهدة ذلك النوع من الأفلام قد أصبحوا بعد عشرة أعوام ممن يتصفون بالميول العدوانية.
الهزيمة من الداخل
هناك الطفل الذي يشعر بالإحباط نحو تحصيله الدراسي، والذي تشعره الجماعة المحيطة به أنه أقل ذكاء من الآخرين، والطفل الذي ينتابه الإحساس بالعجز والقلق نحو التعامل مع الآخرين أو الذي يشعر بعدم الرضا عن مظهره أو صفاته الشخصية والذي لا يعرف إن كان ناجحا أم فاشلا، كل هؤلاء يشتركون في الشعور بالنقص وبالعدوانية ويحسون بالعجز في مواجهة الآخرين، وقد يصلون إلى نوع من الرفض وعدم تقبل الذات نتيجة لما يشعرون به من الهزيمة من الداخل.
عدم الإفراط في العقاب
وعند تعديل السلوك العدواني عند الأطفال يظهر هنا دور أخصائي التربية نحو السلوك العدواني مع وجوب ملاحظة أن أي افراط في عقاب العدوان قد يؤدي إلى زيادة الدافع إلى العدوان، كما أن الافراط في التسامح مع عدوان الطفل قد يكون نوعا من الإثابة التي تؤدي إلى زيادة تكرار العدوان، وتؤكد النظريات على أن العدوان يدفع إلى هدم الكائن الحي وبدون إعادة تنظيم هذا الأمر تصيب الطاقات ويظهر الانفجار العنيف، وعند ذلك يمكن أن يتضاءل السلوك المضاد للمجتمع والفرد معا.
ويعتبر العلاج الجماعي لمثل هؤلاء الأطفال أفضل وسيلة، وهو يعطى نتائج أفضل من العلاج الفردي حيث أن العلاقات في النوع الأول لا تكون وثيقة كما هو الحال في النوع الثاني، وكذلك فإن الضغوط المتنوعة من أعضاء الجماعة والتدخل من جانب المعالج يساعد هؤلاء الأطفال على ضبط النفس ويجب أن يحدد منذ البداية معنى ومصدر عدوان الطفل قبل اجتيازه للعلاج الجماعي، وتوفير جو غير متساهل.
تقليل نماذج العدوان بالكتب
ويؤكد الخبراء على أن المربي يميل إلى تعزيز وإثابة السلوك المترفع ويعاقب على السلوك غير اللائق والطفل في حاجة إلى الحصول على تقبل الكبار ومن ثم ينفذ ما يرضيهم، إذ أن نماذج العدوان ليست فقط فيما تمارسه المشرفة وسط الأطفال بل يجب أيضا تقليل عدد نماذج العدوان في كتبهم وأفلامهم والقصص التي تقدم لهم، مع محاولة توفير بدائل تشجع على أنماط السلوك المقبول اجتماعيا، لأن موقف الأباء والأمهات أمام الأدوات الإعلامية التي تنحرف عن رسالتها وتدمر نفسية المجتمع ببطء يجب أن تكون أكثر فاعلية، وهذا الموقف هو الذي يحد من تأثر الطفل بهذه الأشياء.
إشباع بعض الأساسيات له
من الضروري إعطاء الطفل فرصة للتعرف على ما حوله تحت إشراف الآباء والمعلمين بحيث لا يضر الطفل بنفسه أو غيره، فقد يكون السبب في العدوانية عند الطفل هو عدم إشباع بعض الحاجات الأساسية له، مثل تلبية رغبة الطفل في اللعب بالماء تحت رقابة وعدم منعه من ذلك بسبب ما ينتج عنه من بلل لملابسه، وكذلك تقديم ورق أو جرائد قديمة أو قطعة من القماش مع مقص ليتعلم الطفل كيف يقص مع مراعاة ألا يجرب وحده فيصيب نفسه بالضرر، ويجب أن تقفل الأدراج التي لا نريده أن يعبث بها.
وكذلك تبعد الأشياء الثمينة بعيدا عنه مع إمداده دائما بألعاب الفك والتركيب مثل ألعاب المكعبات، وعدم مقارنة الطفل بغيره وعدم معايرته بذنب ارتكبه أو خطأ وقع فيه أو تأخره الدراسي أو غير ذلك، كما أن اختلاط الطفل مع أقرانه في مثل سنه يفيد كثيرا في العلاج أو تفادي العدوانية، وكذلك إشعار الطفل بذاته وتقديره وإكسابه الثقة بنفسه وإشعاره بالمسؤولية تجاه إخوته، وإعطاؤه أشياء ليهديها لهم بدل أن يأخذ منهم، وتعويده مشاركتهم في لعبهم مع توجيهه بعدم التسلط عليهم.
إجابته بما يناسب سنه
من الملاحظ معرفة أن الطفل يسأل دوماً عن كثير من الأمور ويجب السماح له بذلك حتي لا يكبت، علي أن يجاب عن أسئلته بموضوعية تناسب سنه وعقله، ولا بد من حماية الأولاد من التأثير السلبي للتلفاز، فلا بد من الإشراف على محتوى البرامج التي يشاهدها الطفل، وتشجيعه على مشاهدة برامج ذات مضمون إيجابي وذلك بدلا من البرامج التي تتميز بالعنف، حتى وإن كانت رسوما متحركة قد نراها بسيطة أو مضحكة.
يجب توجيهه برفق وإفهامه
يجب احترام ممتلكات الطفل الخاصة من اللعب والأدوات، ولا نأخذ منها شيئا دون إذنه وردها إليه حين يطلبها منك، وعدم المماطلة في الاستجابة برد تلك اللعب، وإذا وجد أن الطفل يرتكب مخالفة ما فيجب توجيهه برفق وإفهامه بما يعرض نفسه له من أخطار وما قد ينتج عن محاولته من إضرار بالتحف أو الإثاث.
مع عدم ترك الفرصة لطفل ليشعر بأنك تتصرف بطريقة عدوانية إزاءه فلا يجب ترك العنان للغضب إزاء تصرفاته فلا تسبه ولا تمتد يدك إليه بالعقاب البدني، ولا تأخذ ما بيده غصبا حتى لو كان شيئا يخصك، تسامح مع طفلك واستجب لطلباته التي لا تكلفك الكثير فقد يسألك هل أنت بحاجة إلى ورقة معينة أو قلم أو ممحاة أو صندوق ولسوف يفرح الطفل كثيرا عندما يجد منك التسامح مع العدل بين الأخوة في المعاملة، وعدم ترك الفرصة لكي يشعر أحدهم بأنه يعامل معاملة أدنى من غيره وإذا اختصصت أحدهم بعطية فأعط الآخرين مثلها أو ما يوازيها حتى لا تترك الفرصة لتولد المشاعر العدوانية لديهم، مع تجنب إثارة أو مناقشة الخلافات العائلية أمام الطفل وناقش تلك الأمور بهدوء مع الطرف الآخر بعيدا عن مسمع ومرأى الأطفال، ووفر للطفل الفرصة للتنفيس عن مشاعره العدوانية المكبوتة مع إشراكه في الأنشطة الرياضية الجماعية.
تنظيم أوقاته والعناية بالرياضة
توجد هناك طريقة لضبط المؤثرات البيئية التي قد يكون لها انعكاس علي التغيرات النفسية لدي الطفل، وذلك بتنظيم أوقات الطفل والموازنة بين الساعات المخصصة للنوم وممارسة الرياضة وإجراء الفحص الطبي الشامل للطفل، والاستفادة من الاستشارات الطبية وتنظيم الوجبات الغذائية على أسس صحية، وتوفير المخدع المريح والإضاءة والتهوية المناسبة وحجرة الاستذكار الخاصة وإعطاء قدر واف من العناية للأنشطة الترويحية والرحلات الخلوية.
مع عدم إرهاق الطفل بتكليفه بأعمال إضافية أو واجبات منزلية تزيد على طاقته، بجانب إدخال تعديلات على الحالة النفسية للطفل وذلك بالعمل على تخفيفِ الضغوط التي يعاني منها، فلا يعقل أن يواجه الطفل هذه الضغوط من البيت ومن المدرسة ويحرم الاندماج في جماعة الرفاق، بل ينبغي العمل على تعويض الطفل بظروف أفضل خارج بيته.
المصادر
- الطفولة والمراهقة / محمود عودة الريماوي / دار المسيرة – عمان 2003م.
- أسس بناء القيم الخلقية في مرحلة الطفولة / أميرة الديب / مكتبة الأسرة – القاهرة 2002م.
- الإرشاد النفسي / د – عبد الرحمن العيسوي / دار الفكر الجامعي – الإسكندرية 1990م.
- http://www.alukah.net/social/0/50387
- http://www.basrahcity.net/pather/report/ammh/07.html
الاسم:
رضا ابراهيم محمود عبد الرازق
السن:
40 سنة
الاسم:
رضا ابراهيم محمود عبد الرازق
السن:
40 سنة
الجنسية
:
مصري
الهواية:
قراءة المجلات ـ الرسم ـ الكتابة ـ المراسلة.
الوظيفة الحالية:
مشرف عمليات بترسانة السويس البحرية (هيئة قناة السويس),.
المجلات التى ينشر لي فيها:
مجلة جند عمان (سلطنة عمان),
مجلة الجندي (دبي، الإمارات العربية المتحدة),
مجلة الحرس الوطني (المملكة العربية السعودية),
مجلة المسلح (ليبيا),
مجلة (درع الوطن), الإمارات العربية المتحدة
مجلة العين الساهرة (الإمارات العربية المتحدة),.