ازدهر القيل والقال والشائعات، ونشرت معلومات كاذبة ومثيرة للذعر. بعض الناس تستحوذ عليهم هذه الشائعات مما قد يؤدي إلى التشبع العقلي والحمل الزائد. ويمكن أن يؤثر ذلك على الأداء اليومي والنوم. تبدأ مستويات القلق في الارتفاع مع عدم اليقين من كل ذلك. بالنسبة لكثيرين، ليس الخوف من الإصابة بفيروس كورونا وتأثيره على الصحة فحسب ما قد يشغلهم، بل تداعيات أعمالهم وأوضاعهم الاقتصادية. لحسن الحظ، غالبية الناس يحاولون المساعدة والدعم. يظهرون التعاطف والاهتمام بالضعفاء. يتمسكون بالحقائق. وقد يعاني الأفراد المصابون باضطراب الوسواس القهري واضطراب القلق العام، والقلق الصحي، والبارانويا من تفاقم الأعراض. يمكن للأطباء النفسيين وعلماء النفس وغيرهم من المهنيين تقديم معلومات وإرشادات دقيقة لهم، ويكونوا صوت العقل.
الحِمل الزائد
إذن، ما الذي يمكن فعله للتخفيف من التأثير العاطفي؟
- يجب أن تكون الاستجابة لفايروس كورونا جماعية ومجتمعية، وكذلك استجابة حكومية. هو تذكير صارخ بأننا لسنا أفراداً. نحن نعتمد على بعضنا بعضاً ومترابطون.
- كن بنّاءً. وفقاً لمدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدرول أدهانوم غيبريسوس: (من السهل إلقاء اللوم، ومن السهل التسييس، ومن الصعب معالجة المشكلة معاً وإيجاد الحلول معاً). ما الذي يمكنك فعله في عائلتك ومجتمعك للمساعدة؟ يمكن أن تلعب المدارس وأماكن العبادة والمنظمات دوراً مهماً.
- انخرط في مشتتات صحية مثل قراءة كتاب خفيف الظل أو مشاهدة فيلم مضحك أو امشِ لفترة قصيرة أو تعلم لغة أو مهارة جديدة.
- احصل على معلوماتك من مصادر موثوقة. احصل على الحقائق والتزم بالحقائق.
- بدلاً من أن تشبع نفسك بالتحديثات بشكل مفرط، لتقتصر متابعتك للأحداث على أوقات معينة في اليوم. في زمن ما قبل وسائل الإعلام الاجتماعية، كان معظم الناس يستمعون إلى أخبار في الصباح أو المساء فقط، وهذا كل شيء.
- انتبه لما هو القلق وما هو الواقع في أفكارك ومحادثاتك.
- اتبع الإرشادات. استخدم طرق غسل اليدين الموصوفة، وتجنب لمس وجهك، والعطس في الكوع، والسعال في المحارم ثم التخلص منها. تجنب المعانقة والمصافحة. يمكننا تطوير تحيتنا الوطنية الخاصة التي لا تنطوي على لمس – سوف تكفي إيماءة. ابق في المنزل واتصل بطبيبك العام ولا تحضر إذا كنت تعاني من أعراض الإنفلونزا / الجهاز التنفسي.
- كن عقلانياً وقلل التعرض لمجموعات كبيرة. انخرط في روتين الرعاية الذاتية والعادات الصحية. احصل على الهواء النقي والراحة الكافية واعتنِ بجهاز المناعة لديك. إذا كنت في مجموعة ضعيفة، اطلب النصيحة الطبية واطلب الدعم.
- إستعدّ. بدلاً من أن تكون صدمة لك، إذا كنت بحاجة إلى عزل نفسك، قم ببعض الاستعدادات في حالة الضرورة. من يمكنه توصيل الطعام أو الإمدادات؟ ما هي ترتيبات العمل التي يمكنك القيام بها؟ كيف يمكنك أن تبقي نفسك مشغولاً ولديك روتين؟ فكر في كيفية الحفاظ على الاتصال باستخدام سكايب والمكالمات والنصوص وما إلى ذلك. يمكن للمستشفيات ودور التمريض والمنظمات الأخرى الترتيب لاستبدال قلة الزوار.
- يجب أن نعي كيف نتحدث أمام الأطفال والضعفاء. يمكننا أن نكون قدوة إيجابية في الطريقة التي نشير بها إلى الفيروس، وفي معالجة المعلومات وممارسة معايير جيدة للنظافة.
- حاول أن تضع الأمور في منظورها الصحيح. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، في حين لا يمكن وقف الإصابة بالأنفلونزا الموسمية، لا يزال لدى البلدان فرصة للحد من الحالات الجديدة لـ فيروس كورونا. خفضت الصين عدد الحالات الجديدة بالإجراءات التي اتخذتها.
- هناك حاجة إلى التعاطف مع المصابين ودعمهم، ولأولئك الذين يعملون في الخطوط الأمامية. يحتاج المهنيون الصحيون إلى تدريب على إدارة الإجهاد للتخفيف من التداعيات. كما أنهم بحاجة إلى الإمدادات، واستراحات كافية ودعم اجتماعي. لنرفع القبعات لهم.
- ذكر طبيب الأمراض العصبية الأمريكي الدكتور أنطونيو بوينتي أننا بحاجة إلى القلق، وليس الذعر. وإذا فهمت ذلك، فهناك مهنيون طبيون ممتازون سيهتمون بك.
- كن حازماً بشأن معايير النظافة في منزلك والأماكن الأخرى. اخرج من الأماكن العامة إذا لم يتم الالتزام بهذه المعايير.
- اقبل ما تستطيع القيام به – وهذا كل ما في الأمر. حاول البقاء في الوقت الحالي بدلاً من التفكير بالكارثة.
- يمكن للبيئات التي تضم مجموعات كبيرة اتخاذ الاحتياطات حيثما أمكن، مثل المحاضرات عبر الإنترنت، والدراسة من المنزل، ودعم الموظفين، ودعم العاملين لحسابهم الخاص، والعلاجات الطبية الأساسية. يمكن للشركات والمطاعم تنفيذ المزيد من خدمات التوصيل للمنازل. يمكن أن تحتوي دور العبادة على سقف للقدرات للحضور لضمان الإبعاد الآمن، ويمكن بث الصلوات عبر التلفزيون. ويمكن الاستفادة بشكل كامل من التكنولوجيا مثل سكايب ومكالمات الفيديو بدلاً من الاتصال وجهاً لوجه.
للحد من الذعر يحتاج الناس إلى الشعور بالسيطرة، فالفطرة السليمة لا تسود عندما يكون الناس لديهم مستويات مختلفة منه.
- نقلها بتصرف وترجمها إلى اللغة العربية الأستاذ الدكنتور جمال محمد سعيد الخطيب عن مقالة Niamh Delmar المنشورة في صحيفة The Irish Times يوم الثلاثاء 17 مارس 2020 .
أستاذ التربية الخاصة في قسم الإرشاد والتربية الخاصة، كلية العلوم التربوية/الجامعة الأردنية. حصل على البكالوريوس من الجامعة الأردنية (1976) ، والماجستير من جامعة ولاية متشيغان (1982)، والدكتوراه من جامعة ولاية اهايو (1982). عمل نائباً لعميد كلية الدراسات العليا، ورئيساً لقسم الارشاد والتربية الخاصة، ومستشاراً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مدينة الشارقة للخدمات الانسانية.
له أكثر من عشرين كتابا في التربية الخاصة وتعديل السلوك منها: المدخل إلى التربية الخاصة، وتعديل السلوك الإنساني، ومناهج وأساليب التدريس في التربية الخاصة، ومقدمة في الإعاقة العقلية، ومقدمة في تأهيل الأشخاص المعوقين، ومقدمة في الإعاقات الجسمية والصحية، واستراتيجيات تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة في المدارس العادية، ومقدمة في التدخل المبكر. ونشر أكثر من خمسين بحثاً في مجلات عربية وأجنبية محكمة.
شارك في أكثر من 100 دورة تدريبية، ومؤتمر علمي، وندوة. وأشرف على أكثر من ستين رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه في التربية الخاصة، وقام بتدريس أكثر من 40 مادة في التربية الخاصة على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. وقدّم عدداً كبيراً من الاستشارات في التربية الخاصة على المستوى المحلي والعربي.
وشارك في عضوية العديد من اللجان والمجالس العلمية والمنظمات المحلية والدولية مثل: المجلس الأمريكي للأطفال ذوي الحاجات الخاصة، والأكاديمية الأمركية لاختصاصيي التربية الخاصة، ومجلس البحث العلمي في الجامعة الأردنية، والمجلس الوطني للأشخاص المعوقين، وهيئة تحرير مجلة دراسات، ومجلسي أمناء جامعة عمان الأهلية وجامعة الحسين بن طلال، ولجنة ترجمة الفكر العالمي في الجامعة الأردنية.
حصل على الجوائز العلمية التالية: جائزة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشبان للعلوم الانسانية (1993)، وجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم (1994)، وجائزة جمعية الأطفال المعاقين للبحث العلمي في التربية الخاصة، السعودية، (1998)، وجائزة وزارة التعليم العالي للباحث المتميز في العلوم الإنسانية (2005)، وجائزة خليفة التربوية في مجال التعليم العالي على مستوى الوطن العربي (2010)، وجائزة جامعة فيلادلفيا لأفضل كتاب مؤلف (2010).