إعداد الاختصاصية الاجتماعية مي الرئيسي
لدى الأطفال كما الكبار، مشاعر قوية تجاه ما يحدث لهم، وفي بعض الأحيان، يكون العالم حولهم مخيفاً أو غامضاً فيغدو من حقهم الشعور بالخوف والقلق لأنه من الطبيعي أن يشعروا بذلك أحياناً فذلك جزء من نشأة الطفل وكونه إنساناً. لكن، قد يبلغ القلق والخوف لدى الأطفال الصغار حداً يمنعهم من الاستكشاف والانتفاع والنمو.
وتُقَدِّر الدراسات أن ما بين الـ 5 والـ 15 في المائة من أطفال رياض الأطفال والمدارس يشعرون أحياناً بهذا القلق الشديد، أي أنه من الشائع تماماً أن يشعر الطفل الصغير بالقلق.
يأخذ القلق عند الطفل غالباً مظهر الحزن أو الابتعاد عن الأشياء التي تخيفه أو صعوبة الابتعاد عن أحد الوالدين أو أن تداهمه التخيلات أو الأحلام المُرَوّعة.
وقد ينشغل الأطفال في سن الالتحاق بالروضة بالأمور التي تقلقهم ويتحدثون كثيراً عنها أو يصعب عليهم تخطيها والمضي قدماً، إلا أن القلق قد يأخذ مظهر العناد أو الميل إلى الشجار.
لهذا، من المهم دائماً أن نحاول فهم السبب الكامن خلف تشاجر الأطفال، قد يكونوا بحاجة للتعامل مع خوفهم بدلاً من تعلم السيطرة على الغضب.
ولأن الخوف والقلق قد يزيدان وقد ينقصان عند تجنب الطفل للشيء الذي يخيفه، من المهم أن نشجع الطفل على تحدي مخاوفه.
وليس من السهل دائماً التنقل بين تأكيد مشاعرهم وتهدئة رَوْعِهم وفي الآن نفسه تشجيعهم على التحلي بالجرأة على المحاولة.
قد يكون الخوف والقلق لدى الطفل سببه في حقيقة الأمر وجود أشياء في حياته يشعر حيالها بالخوف أو الضغط النفسي.
وقد يكون الطفل خاض أمراً شاقاً، مثل الفرار أو فقدان أحد والِدَيْه. ولربما كان الطفل مهموماً بعد الفرار أو لأن أحداً أخافه في روضة الأطفال أو لأن أحد والِدَيْه فقد عمله أو يفرط في الشراب أو بسبب انفصال الوالِدَيْن.
وتخوف الطفل في مثل هذه الحالات رد فعل طبيعي على مروره بأمر صعب.
ومن الأهمية بمكان التركيز على تهدئة رَوْع الطفل ودعمه ومحاولة الوالِدَيْن ضمان أن يصبح الوضع المحيط بالطفل أكثر استقراراً.
ما المقصود بالقلق؟
القلق هو شعور بالخوف أو الضغط أو التوتر يتولد عادة كاستجابة لموقف مزعج. تشيع أفكار ومشاعر التوتر والقلق لدى أي شخص يواجه تحديات .
أنواع من القلق:
هناك أنواع مختلفة وعديدة للقلق لدى الأطفال سنذكر منها:
- الخوف والقلق: الطفل الصغير قد يصيبه الخوف أو الرهاب وهذا يحدث في ظروف محددة كالذهاب إلى الحضانة، أو عند المساء بسبب الخوف من فراق الأهل، وفي بعض الأحيان يأتي القلق من كائنات محددة مثل الكلاب، العنكبوت أو الأفاعي.. مع التشجيع والمساندة، أغلب الأطفال يتعلمون كيف يتجاوزون هذه التحديات .
- القلق العام : بعض الأطفال يشعرون بالقلق دون وجود أسباب واضحة، قد يكون هذا جزءاً من مزاجهم العام أو جزءاً من تصرفاتهم العائلية، إذا كان القلق شديداً فقد يؤثر على أداء الطفل، ومثال عليه، عدم الذهاب الى المدرسة، صعوبة التركيز، أو صعوبة التعلم مع فقدان الثقة بالنفس أمام الآخرين .
- القلق المتعلق بالمدرسة : رفض الذهاب إلى المدرسة قد يكون مسببه الأول هو القلق. لا بد من معرفة أسباب هذا القلق..
- الخوف أو القلق من فراق الأهل قد يكون أحد الأسباب خاصة عند الذهاب الى المدرسة المتوسطة بالإضافة إلى وجود مشاكل مع الأصدقاء أو المدرسين قد يكون من ضمن هذه الأسباب .
علامات وأعراض القلق عند الأطفال والمراهقين
يشعر كل شخص بالقلق بشكل مختلف. هذا صحيح خاصة بالنسبة إلى الأطفال والمراهقين.
قد يصعب على الأطفال الصغار تحديد مشاعر القلق، وقد لا يرغب الأطفال الأكبر والمراهقون في التحدث عن أسباب قلقهم لأنهم لا يرغبون في إزعاج والديهم أو جعل الأمور أكثر توترًا.
ومن الممكن أن تتضمن علامات القلق وأعراضه ما يلي:
- الشعور بالضغط أو التوتر أو الخوف
- الشعور بالضيق بسهولة
- صعوبة التفكير أو التركيز
- الأرق وعدم القدرة على الاستقرار
- البكاء أكثر من المعتاد
- عدم الرغبة في البقاء وحيدًا، التشبث بالأحبة
- تجنب الأنشطة أو المواقف التي تسبب أفكارًا أو مشاعر مرتبطة بالقلق
- حاجة متزايدة للطمأنة
- علامات إيذاء النفس
- مشاكل في النوم
- زيادة نبضات القلب أو سرعة التنفس
- توتر العضلات
- نوبات الصداع
- فقدان الشهية أو تغير عادات الأكل
- اضطراب المعدة أو ألم المعدة أو الإمساك أو الإسهال
ويمكن لعدد من هذه الأعراض أن تظهر نتيجة للمرض البدني أو كعرض جانبي.
يمكن لمقدم الرعاية الصحية العقلية مساعدة العائلات في فهم أعراض القلق وكيفية التحكم بها على أفضل نحو.
من هنا نستنتج أن علامات القلق تكون بالشعور بالخوف والذعر وقد تصاحبها صعوبة بالتنفس والتعرق وآلام في الصدر أو أعلى البطن أو استخدام دورة المياه بصورة مستمرة.
فالطفل لا يستطيع إخبارك أنه قلق لكنه يعبر عن ذلك بعدم الاستقرار، البكاء، التعلق، صعوبة النوم .
ما هي أسباب الانفعالات والقلق؟
قد يكون للقلق أسباب عديدة سنذكر منها:
- مشاكل عائلية: يشعر الطفل بعدم الأمان عند حدوث مشاجرات وعدم تفاهم بين والديه والطفل هنا لا حول له ولا قوة .
- الطلاق والانفصال: الطلاق مؤلم جداً بالنسبة للطفل خاصة إذا شعر بضرورة إظهار ولائه لواحد من الوالدين .
- وفاة أو مرض أحد الوالدين أو الأقارب.
- التربية القاسية غير المنتظمة أو الدلال الزائد عن الحد الأمر الذي يدفع الطفل للشعور بعدم الأمان مع فقدان الثقة بالنفس .
- مشاكل المدرسة: الطفل المنعزل أو ذو المشاكل في أداء الواجبات الدراسية يكون عرضة للقلق.
- التجارب الصادمة: مثل الحريق، السرقة، حوادث السيارات، تؤدي إلى القلق المزمن .
فاذا تطرقنا للخوف عند الأطفال وماذا يقصد به يمكننا القول بأنه أحد المشاعر المؤثرة التي من الممكن أن يشعر بها الطفل كشعور عدم الاطمئنان الذي يصيب الطفل إثر تعرضه لتغيير ما في حياته الطبيعية فمن الطبيعي أن يشعر الطفل بالخوف أو القلق من وقت لآخر .
الخوف عند الأطفال قد يكون الخوف طبيعياً له أسباب واضحة وصريحة وقد يكون مرضياً يستوجب استشارة الاختصاصيين.
مخاوف الأطفال
جميع الأطفال تقريباً خائفون وقلقون ومهمومون على الأقل لفترات. ومن منظور تطوري فإن للخوف وظيفة حماية مهمة لكونها تشحذ اليقظة في حالات الخطر. وشعور الأطفال بالخوف من أناس لا يعرفونهم خلال الشق الثاني من ذلك العام يُظْهِر أن الطفل قد أسس علاقة ارتباط بوالِدَيْه وأنه ينشد الأمان هناك.
ومن الممكن القول إن الخوف من الثعابين والعناكب قد عاد بالنفع على بقاء البشرية خلال عملية التطور.
وفي حالة صغار الأطفال فإنه كثيراً ما تكمن الإخافة في الظواهر الملموسة مثل الأصوات المرتفعة أو البيئات الخاصة. وقد يشعرون بالخوف من المياه ويبذلون قصارى جهدهم كي يتجنبوا غسيل الشعر.
إن مخاوف الأطفال في سن الروضة تتأثر بخيالهم.
قدرةُ التخيلِ كَنْزٌ، ولكنها تعني أيضاً أن الطفل قد يتخيل أشياء مخيفة مثل الأشرار والوحوش، مثل ألفونس الذي يجب أن يتأكد والده من عدم وجود الأُسُوْد تحت السرير مساءً.
الكثير من الأطفال في سن الروضة يجدون استراتيجيات خاصة بهم للتغلب على الخوف. قد تكون مثلاً تكرار بعض الكلمات/العبارات وهم في طريقهم إلى المرحاض أو النوم لوحدهم مساءً.
الخاتمة
لا يمكننا أن نمنع أطفالنا عن كل ما قد يسبب الخوف لهم، لكن ردة فعل الأهل لخوف أطفالهم هي التي تحدد إذا ما كان الطفل سيستمر بالشعور بالخوف والقلق بشكل مفرط أو أنه سيطور الأدوات والأساليب اللازمة للتعامل مع مخاوفه وتجاوزها.
إن غريزة الأمومة/الأبوة وإحساسهما الداخلي مناقضةً تامةً. ويرغب أولياء الأمور بطبيعة الحال في تهدئة رَوْعِ الطفل الخائف والتخفيف عنه. وكلما ازدادت قوة احتجاجات الطفل وجب على الوالِدَيْن أن يتحليا بالحزم وقيادة الطفل في الاتجاه الصحيح. وقد يحتاج الوالِدَان بدورهما للدعم والتأكيد أثناء ممارسة أسلوب التعامل الجديد وذلك للتمكن من إعانة الطفل على تعريض نفسه للأمور المخيفة.
المرجع :
- تأليف: مالين بريستروم، أخصائية نفسية أطفال وأستاذة مشاركة. (n.d.). BVC-Elvis. Retrieved March 01, 2021, https://www.medscinet.com/bvcelvis/radsla-och-oro.aspx?lang=3
- المخاوف والقلق وكيفية مساعدة الأطفال: Translations: Mental health: Royal College of psychiatrists. (n.d.). Retrieved March 01, 2021,
https://www.rcpsych.ac.uk/mental-health/translations/arabic
مي عبد الله الرئيسي
[email protected]
- اختصاصية اجتماعية في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (من يونيو 2014 حتى الآن)
- حاصلة على بكالوريوس في الآداب علم الاجتماع، جامعة الشارقة 2010 – 2011
- حاصلة على دبلوم الإرشاد الأسري، جامعة الشارقة 2015 – 2016
- مقرر مجلس الاختصاصيين الاجتماعيين منذ 2019
- عضو سابق في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة (حملة سلامة الطفل 2014 – 2015)
- عضو في جمعية الشارقة الخيرية منذ عام 2019 حتى تاريخه
- عملت اختصاصية اجتماعية في دائرة الخدمات الاجتماعية (دار رعاية الأطفال)
- عضو في لجنة تعداد ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
- عضو في فريق الزيارات لحملة كلنا مسؤول بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية