المراهقة في اللغة العربية هي من كلمة راهق، والتي تعني الاقتراب من شيء، وأما في علم النفس فهي تشير إلى اقتراب الفرد من النضوج الجسماني والعقلي والاجتماعي والنفسي، والمعلوم أن مرحلة المراهقة لا تعتبر مرحلة نضوج تام بل هي مجرد مرحلة تؤدي تبعاتها وأحداثها إلى النضوج، والمراهقة هي الفترة العمرية من 11 إلى 21 سنة، وهي فترة متقلبة وصعبة تمر على الإنسان وتكون بمثابة الاختبار الأول له في حياته، حيث أن مستقبل الإنسان وحضارة الأمم يتأثران وبشكل كبير على فترة المراهقة لدى الفرد، والمراهق في كافة الأحوال وكافة المجتمعات يعتبر قنبلة موقوتة يجب نزع فتيلها، ولكن ذلك لن يتم الا بمعرفة التركيبة الداخلية له أو لها.
المراهق يتوتر ويزداد عناده
المراهقة هي عبارة عن تغيرات جسدية وعقلية وعاطفية واجتماعية، وأما البلوغ فهو تغير جسدي يدل على أن الفرد أصبح قادراً على النسل، بمعنى أوضح فإن البلوغ هو مرحلة فرعية ضمن مراحل المراهقة، وعادة يكون أولى العلامات الدالة على بداية فترة المراهقة وهناك من يعتبر أنهما مترادفان، فالبلوغ يعني المراهقة، وهناك من يعتبر أن البلوغ هو العلامة المتميزة كبداية مرحلة المراهقة، وهناك من يعتبر أن المراهقة أعم، فالبلوغ يختص بالنمو الجنسي أو النمو العضوي والجنسي والمراهقة تشمل ما سوى ذلك.
وعلى الدوام يتوتر المراهق ويزداد عناده وعصبيته املا منه في أن يحقق مطالبه، غير مكترث بمشاعر الاخرين أو طريقة تحقيق مطالبه، حيث يشكو أغلب المراهقين من عدم فهم الأهل لهم، وعدم ايمانه بحقه في الحياة المستقلة لذلك يلجأ المراهق إلى التحرر من مواقف ورغبات والديه في عملية لتأكيد نفسه وآرائه وفكره لمن حوله، وبما أن أغلب المراهقين يؤمنون بتخلف أي سلطة فوقية أو أعلى منهم يلجأ المراهق لكسر تلك القوانين والسلطات وبالتالي تتكون لديه حالة من التمرد على كل ما هو أعلى أو أكبر.
مشاكل المراهق في الغرب اكثر
كما يتزايد الصراع الداخلي لدى المراهق مع دخوله وتوغله في تلك المرحلة الهامة، وتحدث تلك الصراعات بسبب الاختلاف بين حقيقة الأمور والتفكير الخالي له، ومرحلة المراهقة ليست مستقلة بذاتها استقلالاً تاماً، وإنما هي تتأثر بما مر به الطفل من خبرات، والنمو عملية مستمرة ومتصلة، ولأن النمو الجنسي الذي يحدث في فترة المراهقة ليس من شأنه أن يؤدي بالضرورة إلى حدوث أزمات للمراهقين، فقد دلت التجارب السابقة على أن النظم الاجتماعية الحديثة التي يعيش فيها المراهق هي المسؤولة عن حدوث أزمة المراهقة، فمشاكل المراهقة في المجتمعات الغربية أكثر بكثير وبشكل ملحوظ للغاية من نظيرتها في المجتمعات العربية والإسلامية.
تعتريه حالات من اليأس والحزن
لدى المراهق صراع ينشأ من التغيرات البيولوجية الجسدية والنفسية التي تطرأ عليه في تلك المرحلة، فعن الناحية الجسدية يشعر المراهق بنمو سريع في أعضاء جسمه قد يسبب له قلقا وإرباكا، وينتج عنه إحساسه بالخمول والكسل والتراخي، كذلك تؤدي سرعة النمو إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة، وقد يعتري المراهق حالات من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سبباَ واضحاَ.
وعن الناحية النفسية، يبدأ المراهق بالتحرر من سلطة الوالدين ليشعر بالاستقلالية والاعتماد على النفس وبناء المسؤولية الاجتماعية، وهو في الوقت نفسه لا يستطيع أن يبتعد عن الوالدين لأنهم مصدر الأمن والطمأنينة ومنبع الجانب المادي لديه، وهذا التعارض بين الحاجة إلى الاستقلال والتحرر والحاجة إلى الاعتماد على الوالدين يؤدي إلى عدم فهم الأهل لطبيعة المرحلة وكيفية التعامل مع سلوكيات المراهق وهذه التغيرات تجعل المراهق طريد مجتمع الكبار والصغار. ففي حالة ما إذا تصرف كطفل سخر منه الكبار، وفى حالة ما إذا تصرف كرجل انتقده الرجال، ما يؤدي إلى خلخلة التوازن النفسي للمراهق ويزيد من حدة المرحلة ومشاكلها.
إشراكه في المناقشات
لقد اتفق خبراء الاجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهق في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول حلولا وعلاجاً لمشكلاته وتعويده على طرح مشكلاته ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة، وكذلك إحاطته علما بالأمور الجنسية عن طريق التدريس العلمي الموضوعي حتى لا يقع فريسة للجهل والضياع أو الإغراء.
كما أوصى علماء النفس أيضاً بأهمية تشجيع النشاط الترويحي الموجه والقيام بالرحلات والاشتراك في أنشطة الساحات الشعبية والأندية، كما يجب توجيههم نحو العمل بمعسكرات الكشافة، والمشاركة في مشروعات الخدمة العامة والعمل الصيفي، كما أكدت الدراسات العلمية أن أكثر من 80 بالمائة من مشكلات المراهقين في وطننا العربي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم.
الأمر الذى يؤدي إلى رفض الأبناء ذلك الحوار مع الأهل لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها أو حلها، وقد أجمعت الاتجاهات الحديثة في دراسة طب النفس أن الأذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكلاتهم، كما أن إيجاد التوازن بين الاعتماد على النفس والخروج من زي النصح والتوجيه بالأمر إلى زي الصداقة والتواصي وتبادل الخواطر، وبناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق والأخ لا بلغة ولي الأمر هو السبيل الأمثل لتكوين علاقة حميمة بين الآباء وأبنائهم في سن المراهقة.
إعلامه بانتقاله من مرحله لأخرى
أثبتت إحدى الدراسات التي قامت بها المدرسة المتخصصة للدراسات الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية على حوالي أربعمائة طفل بداية من سن رياض الأطفال وحتى سن 24 على لقاءات مختلفة أن المراهقين في الأسرة المتماسكة ذات الروابط القوية التي يحظى أفرادها بالترابط واتخاذ القرارات المصيرية في مجالس عائلية محببة يشارك فيها الجميع ويهتم جميع أفرادها بشؤون بعضهم البعض هم الأقل ضغوطا والأكثر إيجابية في النظرة للحياة وشؤونها ومشاكلها، في حين كان الآخرون أكثر عرضة للاكتئاب والضغوط النفسية ولتحقيق واجبات النمو التي حددها العلماء، وحاجات المراهق في هذه المرحلة فعلى الأهل تهيئة ابنهم المراهق لدخول هذه المرحلة وتجاوزها دون مشاكل.
ويمكن أن يتم ذلك بخطوات كثيرة من أهمها إعلام المراهق أنه ينتقل من مرحلة إلى أخرى، فهو يخرج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة جديدة تعني أنه كبر وأصبح مسؤولاً عن تصرفاته، وأنها تسمى مرحلة التكليف لأن الإنسان يصبح محاسبا من قبل الله تعالى لأنه وصل إلى النضج العقلي والنفسي، الذي يجعله قادرا على تحمل نتيجة أفعاله واختياراته.
كما يجب إعلامه كذلك بأنه مثلما زادت مسؤولياته فقد زادت حقوقه، وأنه قد أصبح عضوا كاملا في الأسرة يشارك في القرارات ويؤخذ رأيه على محمل الجد، وتوكل له مهام يؤديها للثقة فيه وفي قدراته، وكل ذلك بات لازماً لأن هناك تغيرات جسدية وعاطفية وعقلية واجتماعية تحدث في نفسيته وفي بنائه الشامل، وأن ذلك نتيجة لثورة تحدث داخله استعدادا أو إعدادا لهذا التغير في مهمته الحياتية، فهو لم يعد طفلا يلهو ويلعب، بل العكس فقد أصبح له دور في الحياة مثله مثل باقي من هم حوله سواء أفراد الأسرة أو المجتمع.
مع توعية المراهق بالأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة والاغتسال ويكون ذلك مدخلا لإعطائه الفرصة للتساؤل حول أي شيء يدور حول تلك الأمور، حتى لا يضطر لأن يستقي معلوماته من جهات خارجية يمكن أن تضره أو ترشده إلى خطأ أو حرام، كما يجب التفهم الكامل لما يعاني منه المراهق من قلق وعصبية وتمرد والعمل على امتصاص غضبه حيث أن هذه المرحلة هي مرحلة الإحساس المرهف، ما يجعل المراهق شخصا سهل الاستثارة والغضب السريع.
وعلى الأهل بث الأمان والاطمئنان في نفس أبنائهم، لأن ذلك يشجع المراهق على الحديث عما يدور في نفسه بإشاعة روح الشورى في الأسره كلها لأن تطبيقها يجعل المراهق يدرك أن هناك رأيا ورأيا آخر معتبرا لا بد أن يحترم، ويعلمه ذلك أيضا كيفية عرض رأيه بصورة عقلانية منطقية، ويجعله يدرك أن هناك أموراً إستراتيجية لا يمكن المساس بها، ومن أولها الدين والتماسك الأسري والأخلاق والقيم والمبادئ.
عبارات المديح لها اثر إيجابي
تؤكد الدكتورة والخبيرة الاجتماعية المصرية منى يونس قائلة: (لقد أثبتت الدراسات أن عبارات المديح لها أثر إيجابي في تحسين مستوى التحصيل الدراسي لدى أطفال كانوا يعانون من صعوبات التعلم ونقص التركيز، فيجب الحرص على استعمال أساليب التشجيع والثناء الجسدية مثل الابتسامة والاحتضان ومسك الأيدي، التربيت على الكتف، المسح على الرأس).
وزادت الخبيرة بقولها: (يجب على الأهل اظهار الاهتمام والتقدير لما يقوله عند حديثه والإهتمام بمظهره وترك حرية الاختيار له، واستضافة أصدقائه والتعرف عليهم عن قرب، مع مدح أصدقائه ذوي الصفات الحسنة ومراعاة عدم ذم الآخرين وتشجيعه على تكوين أصدقاء جيدين، ولا يجب أن نشعره بالمراقبة أو أن يفرض عليه أحد ما يريده مع الحرص على لم شمل الأسرة باصطحابهم إلى الحدائق أو الملاهي أو الأماكن الممتعة، والحرص على تناول وجبات الطعام معهم وإظهار الفخر به أمام باقي العائلة من أعمامه وأخواله وعماته وخالاته، لأن ذلك كله سيشعرهم بالخجل من أخطائهم).
وتختتم الخبيرة الاجتماعية حديثها بتوصية أولياء الأمور بمراعاة عدد من القواعد والتوجيهات العامة في التعامل مع الأولاد في مرحلة المراهقة، فتقول لولي الأمر: (اهتم بإعداده لمرحلة البلوغ، وضح له أنها من أجمل أوقات حياته واشرح له بعض الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة بشكل مبسط).
المراجع
http://www.kaahe.org/health/ar/14640
http://forum.sedty.com/t538741.html
http://www.alriyadh.com/870949
http://forum.stop55.com/387158.html
http://tabebak.com/children_fear.htm
https://sites.google.com/site/drahmedakram2/72
الاسم:
رضا ابراهيم محمود عبد الرازق
السن:
40 سنة
الاسم:
رضا ابراهيم محمود عبد الرازق
السن:
40 سنة
الجنسية
:
مصري
الهواية:
قراءة المجلات ـ الرسم ـ الكتابة ـ المراسلة.
الوظيفة الحالية:
مشرف عمليات بترسانة السويس البحرية (هيئة قناة السويس),.
المجلات التى ينشر لي فيها:
مجلة جند عمان (سلطنة عمان),
مجلة الجندي (دبي، الإمارات العربية المتحدة),
مجلة الحرس الوطني (المملكة العربية السعودية),
مجلة المسلح (ليبيا),
مجلة (درع الوطن), الإمارات العربية المتحدة
مجلة العين الساهرة (الإمارات العربية المتحدة),.