التسامح في اللغة أصله: ذكر ابن منظور في لسان العرب أن التسامح جاء مشتقاً من اللفظ أو الفعل (سمح) والسماح والمسامحة: الجود والعطاء عن كرم وسخاء، والمسامحة: المساهلة، وتسامحوا: تساهلوا، وتقول العرب: (عليك بالحق فإن فيه لمسمحاً) أي متسعاً، فالتسامح حق يتسع للمختلفين.
عرف التسامح اصطلاحاً: على أنه مفهومٌ يعني العفو عن الناس، وعدم رد الإساءة، وعدم رد الإساءة بالإساءة؛ والترفع عن الصغائر؛ والسمو بالنفس والتحلي بالأخلاق الرفيعة التي دعت لها كافة الديانات والأنبياء والرسل، لما له من أهمية كبرى في تحقيق وحدة وتماسك المجتمعات؛ والقضاء على الخلافات بين الأفراد والجماعات، واحترام الثقافات والعقائد وقيم الآخرين، حتى يتحقق العدل والمساواة والحرية.
أما التسامح وفق المنظور الإسلامي: فهو فضيلة أخلاقية، وضرورة مجتمعية، وسبيل لضبط الاختلافات وإدارتها، والإسلام دين عالمي يتجه برسالته إلى البشرية كلها، تلك الرسالة التي تأمر بالعدل وتنهى عن الظلم وتُرسي دعائم السلام في الأرض، وتدعو إلى التعايش الإيجابي بين البشر جميعاً في جو من الإخاء والتسامح بين كل الناس بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم. فالجميع ينحدرون من (نفس واحدة)، كما جاء في القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ (1: النساء).
كما أن الإسلام من جهته يعترف بوجود الغير المخالف فرداً كان أو جماعة ويعترف بشرعية ما لهذا الغير من وجهة نظر ذاتية في الاعتقاد والتصور والممارسة تخالف ما يرتـئيه شكلاً ومضموناً، ويكفي أن نعلم أن القرآن الكريم قد سمّى الشِّرك ديناً على الرغم من وضوح بطلانه، لا لشيء إلاّ لأنه في وجدان معتنقيه دين.
والواقع أن المرء إذا نظر إلى تلك المبادئ المتعلقة بموضوع حرية التديّن التي أَقَرَّها القرآن بموضوعية، لا يسعه إلاّ الاعتراف بأنها فعلاً مبادئ التسامح الديني في أعمق معانيه وأروع صوره وأبعد قِيمه. قال تعالى: ﴿إِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (14: التغابن). فالتسامح هو التغاضي عن هفوات الآخرين، وإيجاد الأعذار لهم، وبهذا يؤدي التسامح إلى تماسك المجتمع وعدم انحرافه واضطرابه.
لذا فإن مفهوم التسامح هو نوع من التجلي الحقيقي لمفهوم حقوق الإنسان، وليس التسامح هو التخلي عن المعتقدات الخاصة، أو الامتناع عن إظهارها والدفاع عنها أو نشرها، بل هو الامتناع عن كل الوسائل العنيفة، وبالجملة: التسامح: هو اقتراح الآراء من دون السعي إلى فرضها على الآخرين وقال تعالى: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (114: النساء).
ويعترف الإسلام في كل أنظمته وتشريعاته، بالحقوق الشخصية لكل فرد من أفراد المجتمع، ولا يجيز أي ممارسة تفضي إلى انتهاك هذه الحقوق والخصوصيات، ولا ريب أنه يترتب على ذلك – على الصعيد الواقعي ـ الكثير من نقاط الاختلاف بين البشر، ولكن هذا الاختلاف لا يؤسس للقطيعة والجفاء والتباعد، وإنما يؤسس للمداراة والتسامح مع المختلف.
كما أن المنظومة الأخلاقية والسلوكية، التي شرعها الدين الإسلامي من قبيل الرفق والإيثار والعفو والإحسان والمداراة والقول الحسن والألفة والأمانة، وحث المؤمنين على الالتزام بها وجعلها سمة شخصيتهم الخاصة والعامة، كلها تقتضي الالتزام بمضمون مبدأ التسامح.
ومن خلال هذه المنظومة القيمية والأخلاقية، نرى أن المطلوب من الإنسان المسلم دائماً وأبداً وفي كل أحواله وأوضاعه، أن يلتزم بمقتضيات التسامح ومتطلبات العدالة.
أما التسامح من وجهة نظر السنة النبوية فإنه يتشارك مع ما جاءت وحملته هذه اللفظة لغوياً فإن معنى التسامح هو التساهل والمساهلة في كل جوانب الحياة لذلك جاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى﴾ رواه البخاري، ابن ماجه والترمذي.
إن سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأهل بيته عليهم كانوا أبرز تجلٍّ ومصداق لسلوك منهجية السلام والتسامح في الأمة؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم قائد الحركة السلمية اللاعنفية الأولى في تاريخ العالم. وهو صلى الله عليه وسلم حامل راية السلم والسلام لأنه يحمل للبشرية النور والهداية والخير والرشاد والرحمة والرأفة فيقول صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ﴾ رواه الحاكم، ويتحدث القرآن الكريم عن رسالته فيقول ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ (107: الأنبياء) فإن الرحمة والسلم والسلام جاء بها الإسلام للناس كافة.
ومن خلال ما سبق أهمية للتسامح في القرآن والسنة نضيف إن المفهوم العام للتسامح لا يعني بالضرورة أن يرتبط بالجانب الاجتماعي على حساب جوانب الحياة الأخرى فكثيراً ما تستخدم هذه الكلمة في المسائل الاجتماعية حتى أنها توحي بأنها من مفرداتها أو من مصطلحاتها، ألا أنه من المصطلحات ذات المعنى العام والشمولي، إذ لا يقتصر على الجانب الاجتماعي فحسب إنما يتعداه إلى الجانب والاقتصادي وحتى السياسي، وله علاقة عامه وشمولية في كل جوانب العلم والمعرفة وله دور في مختلف أبعاد الحياة.
لذا فالتسامح كسلوك وموقف ليس منة أو دليل ضعف وإخلال في الالتزام بالقيم، بل هي من مقتضيات القيم ومتطلبات الالتزام بالمبادئ، فالغلظة والشدة والعنف في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، هي المناقضة للقيم، وهي المضادة لطبيعة متطلبات الالتزام وهي دليل ضعف لا قوة. فالأصل في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، أن تكون علاقات قائمة على المحبة والمودة والتآلف، حتى ولو تباينت الأفكار والمواقف، بل إن هذا التباين هو الذي يؤكد ضرورة الالتزام بهذه القيم والمبادئ.
إن وحدتنا الاجتماعية والوطنية اليوم، بحاجة إلى غرس قيم ومتطلبات التسامح في فضائنا الاجتماعي والثقافي والسياسي.
كما أن للتسامح أيضاً دوراً مهماً في الصحة والعافية النفسية والجسمية ففي واحدة من الدراسات التي أجريت لمعرفة أثر التسامح على الصحة النفسية والجسدية على الإنسان؛ طلب من المشاركين استدعاء بعض المواقف التي حدثت فيها إساءة فعلية واتسمت فيها استجاباتهم بالتسامح، أو عدم التسامح، ثم تم قياس التغيرات الفسيولوجية المصاحبة لاستدعائهم لتلك المواقف، وقد تبين أن المشاركين الذين اتسمت استجاباتهم في هذه المواقف بعدم التسامح أظهروا تغيرات فسيولوجية سلبية، وظلت هذه التغيرات طوال فترة إجراء التجربة، وذلك بالمقارنة مع المشاركين الذين اتسمت استجاباتهم بالتسامح وقد فسر الباحثون هذه النتيجة في ضوء أن التسامح يحافظ على الصحة من خلال خفض الاستثارة الزائدة للجهاز العصبي السمبتاوي. ولهذا ارتبط التسامح في العديد من الدراسات بانخفاض معدل ضربات القلب، وضغط الدم، وزيادة كفاءة الأوعية الدموية، (Porter, L., 2003 & Rainey, C., 2008, 1)، (عبير أنور، فاتن عبد الصادق، 2010).
أنـــواع التســامــح
وفق تعريفات العلماء النفسيين والاجتماعيين المبنية على الجوانب النفسية والمعرفية، ميّز العالم ستوب (Staub 2005):
- التسامح الحقيقي (Genuine Tolerance): يختص التسامح الحقيقي بالمكونين المعرفي والوجداني؛ حيث يُحدث تغيراً حقيقياً في أفكار المُساء إليه ومشاعره تجاه المُسيء؛ حيث ينصرف المُساء إليه ذهنياً طواعية عن حقه في الانتقام من المُسيء، ويتخلى عن مشاعر الغضب والغيظ والاستياء ويمنحه الرحمة والمودة. ولهذا ففي التسامح الحقيقي تُستبدل الانفعالات السلبية بأخرى إيجابية إزاء المُسيء ويحدث التحرر الانفعالي للمُساء إليه، وتنبثق لديه مشاعر مشبعة بالأمن والحرية كما يسهم أيضاً في تحسين عمليات التوافق النفسي والانسجام
- التسامح السطحي (Superficial Tolerance): يتم التعبير عنه سلوكياً استجابة للضغوط الثقافية والسياسية ومجاراة للأعراف الاجتماعية.
- التسامح المقصود (Intentional Tolerance): فيه يقرر المُساء إليه أن يتسامح مع من أساء في حقه، ويعمل بجدية على إضعاف مشاعره السلبية تجاهه، وهذا النمط من التسامح يكون المبنى على قرار.
- التسامح الأحادي (أي من طرف واحد) (Unilateral Tolerance): حيث يختار المُساء إليه أن يسامح من أساء إليه بغض النظر عما إذا كان المُسيء يشاركه هذه العملية أم لا أي شعور الأخير بالتآسي والندم والخزي عما فعل في حق من أساء إليه.
- التسامح المتبادل (Mutual Forgiveness): ويشير إلى مجموعة من السلوكيات الأخلاقية التي يقوم بها كل من المُسيء والمُساء إليه تتضمن الاعتراف بالخطأ، وإبداء الندم من جانب المُسيء والتسامح من جانب المُساء إليه؛ حيث يتخلى عن حقه في إيقاع الأذى بمن أساء إليه، وبذلك يتمكنا معاً من استعادة علاقتهما.
أنواع التسامح وفق المجالات:
- التسامح الديني (Religious tolerance): التعايش بين الأديان وحرية ممارسة الشعائر الدينية مع التخلي عن التعصب الديني.
- التسامح الفكري والثقافي (Intellectual and cultural tolerance): عدم التعصب للأفكار واحترام أدب الحوار والتخاطب.
- التسامح السياسي (Political tolerance): يقتضي نهج مبدأ الديموقراطية وضمان الحريات السياسية الفردية منها والجماعية.
- التسامح العرقي (Ethnic tolerance): تقبل الآخر رغم إختلاف كونه أو عرقه ونبذ الميز العنصري.
المرجع (مجلة دراسات عربية في علم النفس، مج (9)، العدد (3) 2010)
وختاماً فيما ورد من مفاهيم وتعريفات لمفهوم التسامح نؤكد حاجتنا لقيم التسامح وخاصة أن العصر الحديث يشهد ولاسيما في المنطقة العربية بروز مجتمعات متعدِّدة الثقافات إلى مدى يتزايد باستمرار، يتحقَّق فيه خلال فترة طويلة تنوُّعٌ في الفوارق الدينية والمذهبية، فإن ذلك يجعل فضيلة التسامح ضرورية إلى أقصى الحدود.
ومن هنا لا يجوز أن يُنظر إلى اختلاف الجماعات البشرية في أعراقها وألوانها ومعتقداتها ولغاتها على أنها تمثل حائلاً يعوق التقارب والتسامح والتعايش الإيجابي بين الشعوب، فقد خلق الله الناس مختلفِين وقال عز وجل في ذلك: ﴿ولَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ﴾ (هود، 118، 119).
ولكن هذا الاختلاف بين الناس في أجناسهم ولغاتهم وعقائدهم لا ينبغي أن يكون منطلقاً أو مبرراً للنـزاع والشقاق بين الأمم والشعوب، بل الأحرى أن يكون هذا الاختلاف والتنوع دافعاً إلى التعارف والتعاون والتآلف بين الناس من أجل تحقيق ما يصْبون إليه من تبادل للمنافع وتعاون على تحصيل المعايش وإثراء للحياة والنهوض بها. ومن هنا يقول عز وجل: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات، 13)، والتعارف هو الخطوة الأولى نحو التسامح والتآلف والتعاون في جميع المجالات.
ولهذا يساهم التسامح في إعادة بناء بيئة آمنة، وإنهاء العدائية بين الأفراد بعضهم بعضاً، ويزيد من رفاهية المتسامح بتدعيم الرغبة لديه في الإيثار بهدف تدعيم الأمن والسلام والبعد عن الخصومة والمجافاة بينه وبين من أساء إليه.
التسامح مرتبة من مراتب الإحسان ولنتدبر قوله تعالى: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ (الشورى، 40).
فمن باب العدل أن يرد الإنسان الإساءة بمثلها خصوصاً إذا تكررت الإساءة من غيره، وهذا يبيحه الشرع من أجل صون كرامته. لكن ومن باب الإحسان أن يعفو الإنسان عمن أساء له وظلمه، ويؤكد هذا قوله تعالى: ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (المائدة، 13).
قال الإمام الشافعي في التسامح:
ودافعْ ولكن بالتي هي أَحْسَنُ وعاشرْ بمعروفٍ وسامحْ من اعتدى
وأيضا قوله:
أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ
لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ
وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ النَّاسُ داءٌ وَدَواءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ
- مسؤول التخطيط والمتابعة، والمشرف العام لبرنامج العلاج بالموسيقى ، والمشرف للفريق البحثي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ، ورئيس رابطة التوعية البيئية في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حتى الآن
- حاصلة على بكالوريوس من جامعة بيروت العربية ، وعلى العديد من الدبلومات المهنية والتخصصية العربية الدولية في مجالات التخطيط والجودة والتميز والتقييم والتدريب
- اختصاصي في التخطيط الاستراتيجي والاستشراف في المستقبل – LMG – جنيف ، سويسرا
- مدرب دولي معتمد من الأكاديمية البريطانية للموارد البشرية والمركز العالمي الكندي للتدريب وجامعة مانشستر وبوستن
- خبير الحوكمة والتطوير المؤسسي المتعمد من كلية الإدارة الدولية المتقدمة IMNC بهولندا
- مقيم ومحكم دولي معتمد من المؤسسة الأوربية للجودة EFQM، عضوة مقيمة ومحكم في العديد من الجوائز المحلية والعربية والدولية خبيرة في إعداد تقارير الاستدامة وفق المبادرة العالمية للتقارير – GRI
- مدقق رئيسي في الجودة الإدارية أيزو 9100 IRCA السجل الدولي للمدققين المعتمدين من معهد الجودة المعتمد بلندن – CQI
- أعددت مجموعة من البحوث و الدراسات منها ما حاز على جوائز وقدم في مؤتمرات
- كاتبة و لديها العديد من المقالات المنشورة في الصحف و المجلات وبعض الإصدارات
- قدمت ونفذت العديد من البرامج والمشاريع والمبادرات الهادفة والتطوعية والمستدامة لحينه
- حاصلة على العديد من الجوائز على المستوى المحلي والعربي منها : جائزة الشارقة للعمل التطوعي ، جائزة خليفة التربوية ، الموظف المتميز ، جائزة أفضل مقال في معرض الشارقة الدولي للكتاب
- حاصلة على العديد من شهادات الشكر والتقدير على التميز في الأداء والكفاءة.
- شاركت في تقديم العديد من البرامج التدريبية في مختلف المجالات الإدارية والجودة والتميز
- عضوة في العديد من الهيئات و المنظمات التربوية والتدريبية والجودة والتميز والتطوعية داخل وخارج الدولة