تأثير تأخر اللغة على تطور مهارات القراءة لدى الطلاب المعرضين لصعوبات القراءة
إعداد دعاء عبد الله دريدي ، مشرف وحدة التعليم الدامج في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
يمثل تأخر اللغة أحد التحديات الكبيرة التي قد يواجهها الأطفال في مسيرتهم التعليمية، ويعد عاملًا أساسيًا في التأثير على تطور مهارات القراءة لدى الطلاب المعرضين لصعوبات القراءة. ترتبط المهارات اللغوية بشكل وثيق بمهارات القراءة، حيث تتطلب عملية القراءة مجموعة من القدرات اللغوية، مثل الوعي الصوتي وفهم النص والتعرف السريع على الكلمات.
في هذا المقال سنناقش تأثير تأخر اللغة على تطور مهارات القراءة، والدور الذي يمكن أن تلعبه التدخلات المبكرة في تحسين هذه المهارات.
اقرأ ايضا: صعوبات التعلم غير اللفظية
- تأثير تأخر اللغة على الوعي الصوتي:
يعد الوعي الصوتي من أساسيات تعلم القراءة، وهو القدرة على تمييز الأصوات التي تشكل الكلمات. ويواجه الطلاب ممن لديهم تأخر في اللغة تحديات في تمييز هذه الأصوات، الأمر الذي يؤثر على قدرتهم في فك رموز الكلمات. وتعد هذه المهارة ضرورية لتعلم القراءة، حيث تساعد الطفل في تكوين علاقة بين الحروف والأصوات، ومن ثم القدرة على تحليل الكلمات وفهم معناها. تشير الأبحاث إلى أن الطلاب الذين لديهم صعوبة في الوعي الصوتي عادة ما يواجهون مشاكل في القراءة والتقدم الأكاديمي بشكل عام. - ضعف القدرة على التعرف على الكلمات:
يمثل تأخر اللغة عائقاً كبيراً أمام عملية بناء مخزون لغوي قوي من الكلمات وهو أمر بالغ الأهمية لتطوير القراءة. الطلاب ذوو التأخر اللغوي قد يجدون صعوبة في تذكر الكلمات بشكل سريع والتعرف عليها عند رؤيتها. تؤدي هذه المشكلة إلى بطء في القراءة، مما يحد من قدرتهم على القراءة بطلاقة، وبالتالي يؤثر على فهم واستيعاب النصوص. - التأثير على فهم النصوص:
يتأثر فهم النص بشكل كبير بتأخر اللغة، حيث يواجه الطلاب الذين لديهم مفردات محدودة صعوبة في تفسير الجمل المعقدة أو استيعاب المعاني المجردة، وهذا ينعكس على قدرة فهم النصوص المكتوبة والتفاعل معها بشكل فعّال، حيث يتطلب فهم النص مجموعة من المهارات اللغوية المتقدمة، مثل القدرة على ربط الأفكار واستنتاج المعاني الضمنية. - التأثيرات النفسية والعاطفية:
تؤثر صعوبات القراءة الناجمة عن تأخر اللغة بشكل كبير على الصحة النفسية والعاطفية للطلاب. يشعر الأطفال ذوو التأخر اللغوي بالإحباط أو قلة الثقة بالنفس، خاصةً عندما يقارنون تقدمهم بتقدم زملائهم. يؤدي هذا إلى عزوفهم عن القراءة، ما يزيد الفجوة بينهم وبين أقرانهم ويؤدي إلى تفاقم صعوبات القراءة. وفي الختام تشير الأبحاث إلى أن التدخل المبكر لتحسين المهارات اللغوية له تأثير إيجابي كبير على تحسين مهارات القراءة لدى الطلاب المتأخرين لغوياً فالتدخلات المبكرة، مثل تقديم برامج مخصصة لتطوير الوعي الصوتي وتنمية المهارات اللغوية العامة يساعد الطلاب على بناء أساس قوي في القراءة وتطوير قدرة التعرف على الكلمات وفهم النصوص بشكل أفضل.
المراجع :
Snowling,M. J.,Hulme,C.,& Nation,K.(2022).“Reading and language difficulties:The role of language in the early years.”Current Directions in Psychological Science 31(2).
Spencer,T.D.,Weddle,A.E.,Petersen,D.B.,& Adams, J.L.(2021).“A systematic review of the effectiveness of language and literacy interventions for children with language impairments.” American Journal of Speech-Language Pathology 30(3).
عمايرة، موسى.(2015).اللغة وصعوبات القراءة. عمان، الأردن: دار الفكر للنشر والتوزيع.
hashtag#التعليم_الدامج
hashtag#LanguageDelay hashtag#InclusiveEducation hashtag#ReadingSkills hashtag#EarlyIntervention hashtag#PhonologicalAwareness