بقلم : فارس الهادي
يعد توظيف الأشخاص من ذوي الإعاقة أحد المراحل الأساسية في حياة الشخص صاحب الإعاقة، ويتأثر نجاح هذه المرحلة بنجاح ما قبلها من تعليم وتأهيل وصقل للمهارات، يساعد في أن يكون الشخص من ذوي الإعاقة فاعلاً في مكان عمله، وكما هو الحال مع الأشخاص من الأصحاء يُواجه توظيف ذوي الإعاقة تحديات تُعيق توظيفهم من جانب وفي الجانب الآخر لدى الشخص من ذوي الإعاقة تطلعات في تقدمه المجتمعي والاقتصادي والمهني، كما سنتناول في هذه المقالة.
أهمية تأهيل وتوظيف ذوي الإعاقة
تنبع ضرورة تأهيل وتوظيف ذوي الإعاقة من قيم ومبادئ المجتمع ومؤشر قوي على تحضر وتطور الدول وقوة نسيجها الاقتصادي والاجتماعي، والتوظيف في حد ذاته هو ذروة مرحلة التأهيل والتعليم للشخص من ذوي الإعاقة واساس تمكينه الاقتصادي والمجتمعي، بمعنى أن وضعه يزداد متانة وقوة في محيطه فيصبح قادراً على دعم أسرته من جانب وتكوين عائلة له من جانب آخر، أي أن الشخص من ذوي الإعاقة المتعلم المُتمكن اقتصادياً بشكل صحيح يبني أسرة مؤهلة وصحية في مجتمعنا.
تحديات التوظيف
يلقى توظيف ذوي الإعاقة اهتماماً كبيراً في دولة الإمارات العربية المتحدة، فأحتل التوظيف مكاناً عند المُشرع الإماراتي وتبنت الكثيرمن المؤسسات والهيئات مبادرات في توظيف ذوي الإعاقة، مع كل تلك الجهود مازالت هناك تحديات تواجه الانخراط السليم لذوي الإعاقة في سوق العمل وتواجدهم فيه، فلا يمكن اغفال تأثير مستوى جانب القدرات العلمية والمهارات المهنية المبنية على مرحلة التأهيل، والتي بدورها تُشكل هاجس لدى اصحاب العمل والمسؤولين من خوض غمار توظيف ذوي الإعاقة، وقلة البرامج المهنية المرتبطة بفرص عمل لطلبة تلك البرامج يجعل حلقة التمكين تنقطع عند التأهيل، كذلك الحال مع خريجي الجامعات من أصحاب الإعاقات الحاصلين على درجات علمية يقف بهم الحال عندها ويصبحوا باحثين عن عمل.
تطلعات في التوظيف الدامج
نتطلع جميعاً إلى قيام شراكات بين جهات التأهيل ومؤسسات التعليم والمؤسسات الحكومية والخاصة لاستيعاب ذوي الإعاقة في بيئات العمل وتهيئتها، وذلك بتوفير وظائف لذوي الإعاقة تحول دون زيادة أعداد غير الحاصلين على عمل، ونَشَأت فجوة بين التأهيل والتوظيف.
يكتمل تمكين الشخص بتمكينه من أدوات تطوير النفس والمهارات، وبالتالي توصله نضجه المهني والذي بدوره يُساهم في اندماجه في بيئة العمل، فالتمكين لا يكتمل دون قياس نتائجه على متلقيه، فعندما يتطلع الموظف من ذوي الإعاقة إلى الارتقاء في السلم المهني ووصوله إلى مراكز قيادية في مؤسسته عندها يصبح التأهيل مكتملاً والتمكين مستداماً.
فارس الهادي
يعتبر فارس الهادي أحد الناشطين في مجال ذوي الإعاقة منذ أكثر من عشر سنوات، مدرب معتمد في المناصرة الذاتية وقد تخصص في توظيف ذوي الإعاقة، أنهى درجة البكالوريوس من جامعة الشارقة والماجستير من كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية وكانت رسالته بعنوان: “واقع الممارسات المتبعة لبيئة العمل الدامجة للأشخاص من ذوي الإعاقة (اصحاب الهمم في دولة الإمارات العربية المتحدة)”.
يعمل في جامعة الشارقة – ضابط أول شؤون ذوي الإعاقة منذ 2014م.
حضر فارس عدة مؤتمرات وفعاليات خاصة بذوي الإعاقة داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة منها:
المؤتمر الدولي العلمي المحكم في التربية الخاصة ” المحتوى المعرفي للأشخاص ذوي الإعاقة سهولة الوصول”، الجامعة الهاشمية، المملكة الأردنية الهاشمية، 2019م.
المنتدى البيئي الدولي الرابع لجامعة طنطا ” البيئة الخضراء والتنمية المستدامة”، جمهورية مصر العربية، 2020م.
وقدم عدة ورش منها:
أساسيات التعامل مع ذوي الإعاقة.
- ذوي الإعاقة في سوق العمل.
- الإرشاد المهني لذوي الإعاقة.
وشارك في
- القمة العالمية للحكومات في إمارة دبي.
- إعداد الدليل الإرشادي لتوظيف أصحاب الهمم لحكومة دبي.
حاصل على عضويات رسمية محلية وعالمية في بعض المؤسسات والمنظمات التي تعمل في مجال تمكين ذوي الإعاقة مثل: عضوية اللجنة الثقافية بنادي الثقة للمعاقين، عضو في جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، وكان متطوع كممثل اعلامي لمنظمة فور سايت التي تعمل في مجال بحوث أمراض العيون في دبي من 2006 إلى 2009م.