إعداد المستشار الدكتور خالد علي السلامي
تحيي المنظمات الدولية اليوم العالمي لمتلازمة داون في الحادي والعشرين من شهر مارس كل عام بهدف توعية الجمهور بحقيقة التحدي الذي يواجه شخصاً من بين كل 1100 شخص. حيث يُولد معظم الأطفال مع 46 كروموسوماً، لكن بعضهم يولدون مع 47 كروموسوماً إثر اضطراب جيني بسبب خلل في انقسام الكروموسوم 21، فيما يعرف باسم “متلازمة داون”.
ومتلازمة داون اضطراب جيني يختلف من طفل إلى آخر في شدته مسببًا إعاقة ذهنية وتأخرًا في النمو مدى الحياة وصعوبات في التعلم عند الأطفال من ذوي هذه المتلازمة.
إن التدخل المبكر يمكن أن يحسّن إلى حد كبير نوعية حياة الأشخاص من ذوي متلازمة داون ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع.
وتختلف قدرات شخص من ذوي متلازمة داون عن قدرات الأشخاص الآخرين، ولكن مثلما يتلقى شخص ما المساعدة كي يرى أو يسمع أو يمشي، فإن الرجال والنساء والأطفال من ذوي متلازمة داون من خلال الدعم والمناصرة، يمكن أن يحققوا الكثير.
وسواء كانوا يهتفون لفوز أحد الفرق أو يلعبون في صفوفه، تدرك المجتمعات والمنظمات أهمية إتاحة الفرص لتحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للأشخاص من ذوي متلازمة داون، خصوصاً عندما يُنظر إليهم على أنهم “أشخاص” وجزء لا يتجزأ من المجتمع، وليسوا “حالة مرضية”،.
إنهم أشخاص من عائلاتهم يحبون الموسيقى التي يستمعون إليها أو يعزفونها والرياضات التي يمارسونها. اهتماماتهم وصداقاتهم واسعة ومتنوعة مثل شخصياتهم. تماماً كأي إنسان آخر على وجه الأرض، لديهم أحلام وأهداف أيضاً.
يختلف النمو المعرفي بين الأشخاص ذوي متلازمة داون، كما لا يمكن التنبؤ بمستوى قدرات الطفل عند ولادته بشكل دقيق ولا يمكن أن يتوقع نموه المعرفي بناءً على سماته الجسدية.
يحدث التدخل المبكر فرقًا عند الأطفال من ذوي متلازمة داون، هذا ما تراه “سهى طبال” المستشارة والخبيرة في الطفولة المبكرة، “التدخل” له شقين؛ طبي، وتربوي أو “تأهيلي” بشكلٍ عام.
الطبي له علاقة بالعيوب الخلقية التي تترافق مع بعض حالات المتلازمة وقد تؤثر في المدى البعيد على رحلة تعلمه، مثل وجود ثقب في القلب.
أمّا التأهيلي فيرتبط ببعض الصفات لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون كارتخاء العضلات، والعلاج الطبيعي والوظيفي المبكر يعني التغلب على هذا الارتخاء وبالتالي التمكن من المهارات الحركية ومهارات ما قبل الكتابة في وقت مبكر مما يزيد فرص التعلم.
وتلعب الأسرة دورًا أساسيًا، فالضغوط النفسية التي قد يمر بها الأهل لحظة العلم بأن طفلهم من ذوي متلازمة داون إذا لم يتم العمل على تجاوزها مبكرًا ستؤثر على تقبلهم له وبالتالي على الاستجابة لمتطلباته.
استجابة الأطفال عمومًا وذوي متلازمة داون بشكلٍ خاص مع أهاليهم تكون أعلى في السنوات الثلاث الأولى من أعمارهم، ولهذا السبب عند التدخل المبكر يتم عمل “خطة فردية تنفذ ضمن نطاق الأسرة”، كما تقول “طبال”، فليس هناك أفضل من الخدمة الي تقدمها الأسرة لطفلها خاصةً بعد تدريب أفرادها على آلية التعامل مع الطفل بما لا يربك روتين الأسرة اليومي، ويتمّ هذا بناءً على نتائج تقييم فردي نمائي تطوري من قبل الاختصاصيين.
ويبقى الكشف المبكر عن التأخرات النمائية للأطفال ووضع الخطط التطويرية الفردية لكل طفل ذو تأثير كبير على تنمية مهاراتهم الحركية والحسية والاجتماعية ويساعدهم على الانخراط في المؤسسات التعليمية والحياة الاجتماعية.
خالد علي ال عبد السلام الشهير خالد السلامي
- دكتوراه في إدارة الأعمال ,دبلوم في العلاقات الدبلوماسية والسياسية
- رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة بالإمارات
- مدير عام مركز تسهيل
- مدير عام تفاصيل للاستشارات والدراسات القانونية
- رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام
- رئيس مجتمع الإنترنت الرقمي بدولة الامارات العربية المتحدة
- عضو معهد لاهاي لحقوق الانسان والقانون الدولي
- رئيس مجلس أمناء منظمة همم عالية لرعاية ذوي الإعاقة في السودان بدولة الامارات العربية